بالنظر إلى المزايا الطبية والصناعية يزرع الخروع في المناطق الحارة من أوربا (جنوبي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا) والولايات المتحدة الأميركية والهند والصين والكوشنشين وغربي أفريقية وشماليها ومصر.

أما في بلاد الشام فلم يكن لزراعة الخروع أثر، سوى بعض شجرات منه لتزيين بعض الحدائق، ولكن بعد الحرب العالمية الأولى ولما عم استعماله في تزييت محركات السيارات والطيارات وكثر الطلب عليه انتشرت زراعته، وفي سني 1922-1925 صار الفرنسيون يشترون باسم جيشهم كل المحصول الناتج عندنا منه بأسعار طيبة، فنشطت من جراء ذلك زراعة الخروع في سهول حلب، وحماة، واللاذقية الصالحة للزروع الصيفية البعلية وجادت جودة لا بأس بها.

ثم عدلوا عن الشراء ولم يوجد أسواق أخرى، فوقفت هذه الزراعة إلا قليلاً في أقضية حلب الغربية في مساحة كان مقدارها في سنة 1961م (1250) دونماً فقط انتخب فيما قيل 33 طناً، وما زالت واقفة تنتظر بسمة الريح حتى تعود، ولعل معامل الزيوت التي أنشئت في مدننا الكبرى تطلبه فتعود هذه الزراعة إلى سيرتها الأولى.