أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2018
1745
التاريخ: 26-8-2017
1130
التاريخ: 26-8-2017
747
التاريخ: 17-9-2017
1188
|
في الفتوح لابن أكثم الكوفي ما ملخصه: لما استقر المأمون العباسي في بغداد، خرج عليه رجل من الشراة - ممن خرج عليه - يقال له بلال الضبابي الشاري سنة 214هـ بأرض الجزيرة بناحية سنجار - منطقة الموصل - والتحق به خلق كثير، وتوجه إليه المأمون في جيش كثيف، وخرج إليه المأمون بنفسه واستخلف على بغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، وبعد معارك ضارية وقتال شديد حتى استطاع أن يوقع الهزيمة على الشاري، فقتل هو وقتل من عسكره ما ينيف على الثلاثة آلاف فارس، وانهزم الباقون مشردين في البلاد، واحتوى جيش المأمون على دوابهم وأسلحتهم، وحمل رأسه ورؤوس أصحابه إلى المأمون. ثم خرج المأمون من الموصل سائرا إلى الجزيرة حتى صار إلى الرقة وجمع عساكره وصار يريد بلاد الروم عن طريق طرسوس، ثم دخل المأمون بلاد الروم واحتلها حصنا بعد حصن. وجاء الشتاء فرحل المأمون عن بلاد الروم حتى صار إلى دمشق فنزلها، فأقام بها أيام الشتاء ثم رحل عنها إلى الرقة. وبلغ المأمون ما فعله كلب الروم نوفيل بالمسلمين، فاشتد غضبه وجمع عساكره وسار إلى أن نزل في موضع يقال له البندندون (أو البديدون) وهي قرية بينها وبين طرسوس من بلاد الثغر، على عين القشيرة وهي عين يخرج منها النهر المعروف بالبديدون، فمرض هناك، فأمر أن يكتب إلى عماله، فقال أخوه أبو إسحاق (المعتصم بالله) إلى الكاتب: اكتب من عبد الله المأمون أمير المؤمنين، وأخيه أبي إسحاق الخليفة، فقال الكاتب: إنك تعرضني لسفك دمي. فقال المعتصم: أحب منك ذلك. فرافقه يومه وسأل الأطباء عنه، فقالوا: إنه لميت، فلما اشتد مرض المأمون صار يرفع طرفه إلى السماء ويقول: يا من لا يزول ملكه ارحم من يزول ملكه! يا من لا يموت ارحم من يموت! فلما كان في ليله استمسك لسانه، ومات من علته، وكانت وفاته لثلاث عشر ليلة بقيت من شهر رجب سنة ثماني عشر ومائتين، وهو يومئذ ابن ثمانية وأربعين عاما، وكان مولده سنة سبعين ومائة من الهجرة في شهر ربيع الأول، وكانت خلافته عشرين سنة وستة أشهر وسبعة عشر يوما، ودفن في طرسوس. وقد أوصى أن يكتب على قبره هذه الأبيات:
المـــوت أخـرجني من دار مملكتي *** فالقبر مضطجعي من بعد تتريف
لله عبـــد رأى قبـــــري فـــأعبره *** وخاف من بعده ريب التصـاريف
هــذا مصير بني الدنيا وإن جمعوا *** فيهـــا وغــرهم طول التسـاويف
أستغفر الله من جرمي ومن زللي *** وأســـأل الله نــــورا يوم توقيفي
هذا ملخص ما نقلناه من كتاب الفتوح (1)، مع تغيير بعض العبارات.
وهذه رواية المسعودي في (مروج الذهب) في أخبار المأمون وغزاته أرض الروم، ما هذا ملخصه: وانصرف في غزاته فنزل على عين البديدون المعروفة بالقشيرة، فأقام هنالك، فوقف على العين فأعجبه برد مائها وصفاؤه وبياضه وطيب حسن الموضع، وكثرة الخضرة، فأمر بقطع خشب طوال، فبسط على العين كالجسر، وجعل فوقه كالأزج من الخشب، وورق الشجر، وجلس تحت الكنيسة التي قد عقدت له، والماء تحته، وطرح في الماء درهما صحيحا، فقرأ كتابته وهو في قرار الماء، لصفاء الماء، ولم يقدر أحد أن يدخل يده في الماء من شدة برده. فبينا هو كذلك إذ لاحت سمكة نحو الذراع، كأنها سبيكة فضة، فجعل لمن يخرجها سيفه، فبدر بعض الفراشين، فأخذها وصعد، فلما صارت على حرف العين، أو على الخشب الذي عليه المأمون، اضطربت وأفلتت من يد الفراش، فوقعت في الماء كالحجر، فنضح من الماء على صدر المأمون ونحره، وترقوته، فبلت ثوبه، ثم انحدر الفراش ثانية، فأخذها ووضعها بين يدي المأمون، في منديل، تضطرب. فقال المأمون: تقلى الساعة. ثم أخذته رعدة من ساعته، فلم يقدر أن يتحرك من مكانه، فغطي باللحف والدواويج وهو يرتعد كالسعفة، ويصيح: البرد البرد، ثم حول إلى المغرب ودثر، وأوقد النيران حوله، وهو يصيح: البرد البرد، ثم أتي بالسمكة وقد فرغ من قليها، فلم يقدر على الذوق منها، وشغله ما هو فيه عن تناول شيء منها. ولما اشتد به الأمر، سأل المعتصم بختيشوع وابن ماسويه في ذلك الوقت عن المأمون، وهو في سكرات الموت، وما الذي يدل عليه علم الطب من أمره، وهل يمكن برؤه وشفاؤه؟ فتقدم ابن ماسويه وأخذ إحدى يديه، وبختيشوع الأخرى، وأخذ المجسة من كلتا يديه، فوجدا نبضه خارجا عن الاعتدال، منذرا بالفناء والإنحلال، والتزقت أيديهما ببشرته، لعرق كان يظهر منه، من سائر جسده، كالزيت أو كلعاب بعض الأفاعي، فأخبرا المعتصم بذلك، فسألهما عن ذلك، فأنكرا معرفته، وإنهما لم يجداه في شيء من الكتب، وإنه دال على انحلال الجسد. فأحضر المعتصم الأطباء حوله يؤمل خلاصه مما هو فيه، فلما ثقل قال: أخرجوني أشرف على عسكري، وأنظر إلى رجالي، وأتبين ملكي، وذلك في الليل، فأخرج فأشرف على الخيم والجيش وانتشاره وكثرته، وما قد وقد من النيران: فقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه. ثم رد إلى مرقده وأجلس المعتصم رجلا يشهده لما ثقل، فرفع الرجل صوته ليقولها، فقال له ابن ماسويه: لا تصح، فوالله ما يفرق بين ربه وبين ماني في هذا الوقت. ففتح عينيه من ساعته، وبهما من العظم والكبر والاحمرار ما لم ير مثله قط، وأقبل يحاول البطش بيديه بابن ماسويه، ورام مخاطبته فعجز عن ذلك، وقضى عن ساعته وذلك لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب، سنة ثماني عشرة ومئتين، وحمل إلى طرسوس، فدفن بها (2).
___________
(1) الفتوح 8: 428 - 434.
(2) الأنوار البهية: 199 - 201، مروج الذهب 3: 456 - 457.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|