المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

قيمة العمل
2024-05-24
Nielsen-Ramanujan Constants
25-6-2019
رحلات الفضاء السياحية ستكون أقرب مما تتخيل
22-10-2016
هداية اللّه بن محمد مهدي الشهيدي.
16-7-2016
السامري وعبادة العجل
18-11-2014
Words and grammar: lexemes, word forms and grammatical words
2024-01-31


إعلام الطفل المسلم تحديات العصر  
  
2342   10:02 صباحاً   التاريخ: 6-9-2017
المؤلف : عمار سالم الخزرجي
الكتاب أو المصدر : الطفل مع الاعلام والتلفزيون
الجزء والصفحة : ص11ـ16
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27/10/2022 1264
التاريخ: 25-7-2018 2272
التاريخ: 23-7-2018 2171
التاريخ: 2023-08-20 1149

المشكلات والحلول

في ضوء الوقائع العملية والبحوث العلمية التي تم إجراؤها في حقل الطفولة، وفي ظل هذا التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال، وثورة المعلومات، وسيطرة القنوات الفضائية الدولية التي تغرق أجهزة الاستقبال التلفزيونية بسيل جارف من برامج الأطفال، وأفلام الكرتون والرسوم المتحركة، والأعمال الدرامية، لتشكل بدورها غزوا ثقافيا لمجتمعاتنا الإسلامية، وما يمثله ذلك من أخطار، فإننا في حاجة الى إعلام متميز لأطفالنا يكرس الهوية الإسلامية، ويسهم بصورة إيجابية في بناء الطفل المسلم، ويقوي لديه الالتزام بالنظام والقيم الإسلامية، ويدربه على اتباع الانماط السلوكية السليمة، ويثري فكره. فالطفولة هي مستقبل الأمة وذخيرتها البشرية وأمل المجتمعات عن كل ما لديها من صفاء وسمو وروعة. إنها الأمل والولادة الجديدة لحاضر الأمة الإسلامية مستقبلها.

وفي ضوء ذلك فإن الحقائق العلمية والشواهد العملية تؤكد ان التحرك المواكب للأحداث وتحقيق السبق عليها أفضل بكثير من متابعتها او محاولة اللحاق بها، ومن ثم من الضروري ان تنطلق الخطط الإعلامية الموجهة الى الطفل من واقع يتفق مع ما أراده الله لأبناء هذه الأمة، وهذا يتطلب إجراء الدراسات العلمية المتعمقة التي تسبر غور هذا الطفل وتغوص في كيانه لاستكشاف بنائه الفكري والوجداني حتى انه يمكن إعداد استراتيجية إعلامية تقوم على أسس علمية، وتتبع أساليب متطورة لمخاطبة الأطفال حتى يمكن مواجهة المشكلات التي تكتنف النشاط الإعلامي الموجه الى الطفل المسلم.

فلم يعد من المقبول في ظل ثورة الاتصال ان يتلقى المسلمون الضربات من أعدائهم ولا يتنبهوا لذلك إلا بعد فوات الاوان. وتكمن هذه المشكلات في التحديات التالية:

1ـ أزمة التكنولوجيا والبث المباشر والغزو الثقافي:

فرضت تكنولوجيا الاتصال نفسها بقوة على العصر الذي نعيش فيه بصورة واضحة، وأصبح العالم بفضل هذا التطور يعيش في بقعة محدودة تحدت عوامل الزمان والمكان متزامنة في وجودها وتطورها مع ثورة المعلومات. فمع كل تطور في تكنولوجيا الاتصال تتطور معه موارد المعلومات، وتطورها يبشر بأن العالم كله يتغير تغيرا سريعا، وأن التقنيات القديمة آخذة في الانحسار.

وازدادت أهمية تكنولوجيا الاتصال بعد ان أصبح الإعلام صناعة ضخمة، يحتاج لإمكانات كبيرة، ولملايين الدولارات ، مما جعل الدول المتقدمة والغنية والقوية تتبوأ مواقع القيادة الريادة في هذا المجال. وأصبح عدد قليل من التجمعات الرأسمالية والاقتصادية الغربية يسيطر على السوق العالمي لإنتاج وتوزيع السلع والخدمات الإعلامية الخاصة بأطفال العالم. وغدت هذه الصناعة خاضعة لإمبراطوريات ضخمة تنظم السوق وفق ظروفها ومصالحها واحتياجاتها.

ونظرا لارتفاع تكلفة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات - سواء في المجالات البحثية او التطبيقية ـ فإن هذا الواقع أصبح ينعكس بصورة حادة على النشاط الإعلامي الموجه لأطفال المسلمين والذي لا تستطيع معه معظم الدول الإسلامية اللحاق به او مواكبته.

وهنا تكمن الأزمة التي تواجهها وسائل الإعلام الموجهة لأبناء المسلمين، حيث ظلت معظم هذه الوسائل تعتمد على الطرق البالية، وهذا لا يمكنها من التجاوب مع التقنيات الجديدة والمعطيات العصرية.

وفي الحقيقة إن الواقع الحالي للإعلام في الدول الإسلامية يدعو للأسف. فنحن نعتمد على المصادر الأجنبية في الحصول على المعلومات التي تخص الأطفال، ونقبل التعريفات والتصنيفات التي تقدمها لنا هذه المصادر، وننقلها حرفيا دون تبصر، وقد أقبلنا على شراء التكنولوجيا، ولم نسع الى تعلمها، فكان موقفنا من التقدم التكنلوجي موقف الزبائن وليس موقف المبدعين، بينما وقف غيرنا من هذا التقدم موقف التلاميذ، فتعلموا وتقدموا، وطوروا أنفسهم، بينما وقع المسلمون في نفس الأخطاء ومارس إعلامهم دورا لا يتفق مع حركة الأحداث وسرعة إيقاع الحياة.

ويرتبط بقضية التكنلوجيا قضية أخرى فرضت نفسها مؤخرا على الساحة الإعلامية، وهي قضية البث المباشر عبر الأقمار الصناعية لكي تشكل غزوا جديدا لعقول أطفالنا وهو الغزو الذي لن تفلح أساليب الرقابة والمنع في مواجهته.

وتقوم فكرة البث المباشر على أساس إرسال إشارات الى القمر الصناعي ليقوم بدوره بتقويتها، ثم إعادة بثها لا الى المحطات الأرضية ولكن الى المنازل مباشرة عبر هوائيات صغيرة متوسطة قطرها 75 سم ... وتعمل أقمار البث في نطاق ترددات 12/14 ميجا هرتز، وقد أثار الاتجاه الى البث التلفزيوني المباشر على النطاق الدولي الكثير من المشكلات ذات الابعاد الفكرية والقانونية والسياسية.

وفي هذا المناخ الدولي المفتقد للعدالة تم توزيع ترددات الطيف الكهرومغناطيسي في اتفاقات دولية أبرمت في غيبة معظم الدول الإسلامية، التي لم يترك لها إلا الفتات الذي لا يمكن أن يشبع الاحتياجات الإعلامية لأبنائها؛ فضلا عما يمثله ذلك من إجحاف لطرق استغلال الفضاء الجوي، وبهذا يصبح أطفال المسلمين هدفا سهلا للغزو الثقافي الوافد من الخارج.

وتكمن المشكلة في أن الدول الإسلامية لم تنجح حتى الآن في وضع سياسة إعلامية ترسخ الهوية الثقافية، والمعطيات الحضارية لهذه الأمة ،على أسس من عقيدتهم وقيمهم وآمالهم، فلم تستطع هذه الدول ان تحدد موقفها من العالم الذي أصبح يؤثر في أبنائهم بصورة لا تحتمل لبسا او غموضا.

ويتضاعف حجم هذا التأثير في مراحل الطفولة الأول بسبب تعرض هؤلاء الأطفال الى سيل لا ينقطع من مشاهد العنف والجنس والجريمة، وبالتالي فإن العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة التي تحملها وسائل البث المباشر سوف تترك بصماتها البارزة على سلوك أبناء المسلمين رضينا او لم نرض، وقد يدفعهم ذلك الى التصرفات غير المسؤولة والأعمال العدوانية بفعل غريزة التقليد والمحاكاة.

ومن أبرز أخطاء البث المباشر قيام بإثارة الطموحات الاستهلاكية لدى الأطفال، وهي طموحات يصعب إشباعها في ضوء الموارد المتاحة في الدول الإسلامية، كما أن هذا البث من شأنه أن يزيد الخلل القائم في تدفق المعلومات بين أبناء هذه الدول وأبناء الدول التي تملك وتهيمن، ومن ثم فإن أفطال الدول الإسلامية يقتصر دورهم على التلقي مع عدم القدرة على إيصال ما لديهم الى الآخرين، إضافة الى التهديدات التي يواجهونها للتأثير على هويتهم الدينية والثقافية.

وتم الغزو الثقافي لأطفال المسلمين من خلال مؤسسات تعليمية وثقافية الى جانب المؤسسات

الإعلامية التي تخدم هذا الغرض. فعلى سبيل المثال فإن الولايات المتحدة الأمريكية تمارس الدعاية الثقافية من خلال المدارس والمعاهد والمكتبات التي تقيمها في عدد من الدول الأجنبية ، وعن طريق نشر النظم التعليمية الأمريكية، وتعميم اللغة الإنجليزية، وتقديم المنح الدراسية لأبناء المسلمين، واستيعاب الدارسين من هذه الدول في الجامعات والمؤسسات التعليمية الأمريكية.

ومواجهة الغزو الثقافي الموجه لأبناء المسلمين لن يكتب له النجاح إلا من خلال تحصين هؤلاء الأطفال ضد هذا الغزو, وإصلاح البرامج المتخصصة لهم لتكون في الوضع الذي يمكنها من الوقوف في مواجهة عمليات الإبهار والجذب الشديدة الذي تمارسه قنوات البث الفضائية الأجنبية لاستمالتهم.

إنه على الرغم من سلبيات البث المباشر فإن الدور الإسلامية تستطيع ان تستثمر إيجابيات هذا البث في تزويد الأطفال بالمهارات والخبرات، وتدريس اللغات، ومحو الأمية، والإرشاد الصحي، والتنمية الفكرية، كما يمكن استثمار هذه الشبكات في تذليل العقبات التي تعترض سبيل الخدمة التعليمية، خاصة في المناطق الريفية والنائية في العالم الإسلامي وذلك إذا خلصت النوايا، وتوحدت الجهود.

وفي ضوء ذلك فإنه يصبح من الاهمية بمكان العمل على امتلاك وإنشاء قنوات فضائية خاصة بأبناء المسلمين، وإمدادها بالكفاءات المدربة لتواجه بها منافسة الشبكات العالمية، وعدم ترك الساحة خالية لوسائل البث الوافد من الخارج؛ حتى يستطيع الطفل المسلم ان يقارن بين الغث والسمين من البرامج، وحتى نستطيع أن نفتح أمامه أبوابا جديدة للمعرفة والثقافة، فالبث عبر الأقمار الصناعية في هذه الحالة لن يكون شرا كله، بل يمكن ان يكون مفيدا إذا ما استطعنا إقناع الطفل ان يعرض بإرادته عما يخدش الحياء، وما يخالف القيم الإسلامية ولا يتفق مع عاداته وتقاليده وتجعله يقبل على ما يراه مفيدا ونافعا، ولن يتأتى ذلك إلا وجود البديل الأقوى تأثيرا والأشد جاذبية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.