أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-2-2019
2195
التاريخ: 10-02-2015
3147
التاريخ: 29-01-2015
3917
التاريخ: 18-10-2015
3352
|
اقتدى العامة بعمر فتركوا «حي على خير العمل» ونادوا مكانها بـ «الصلاة خير من النوم».
والتثويب أن يقول في أذان الفجر: «الصلاة خير من النوم» .
وقد ورد هذا المعنى في كتب الفقه الشيعي أيضاً، فقد عقد صاحب الوسائل باباً تحت عنوان «باب عدم جواز التثويب في الأذان والاقامة وهو يقول: «الصلاة خير من النوم».
وروى فيه عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن التثويب الذي يكون بين الأذان والاقامة؟
فقال: ما نعرفه .
ونقل صاحب «الجواهر» القول بتحريمه عن النهاية والوسيلة والسرائر والبيان والموجز وجامع المقاصد والمسالك ومجمع البرهان... وغيرها.
وحكى الاجماع على ذلك عن السرائر.
والتثويب من «ثاب يثوب» إذا رجع، فهو رجوع إلى الأمر بالمبادرة إلى الصلاة، فانّ المؤذّن إذا قال «حي على الصلاة» فقد دعاهم اليها، فاذا قال بعدها: «الصلاة خير من النوم» فقد رجع إلى كلام معناه المبادرة اليها ومن ثم سميت الاقامة تثويباً؛ لأنها رجوع إلى فصول الأذان .
وللتثويب معان أخرى ذكرها الترمذي في سننه، ولكن التثويب في الأذان هو ما ذكرناه ، واختاره الأكثر منهم الترمذي .
وقد وقع الخلاف في التثويب وحكمه وقال في المنتهى: التثويب في أذان الغداة وغيرها غير مشرشوع، وهو قول «الصلاة خير من النوم»، ذهب اليه أكثر علمائنا وهو قول الشافعي.. .
ومن العجب أنّ الخليفة نفسه سماه بدعة.
فقد روى صاحب كنز العمال عن ابن جريج قال: أخبرني عمر بن حفص أنّ سعداً [القرظ] أول من قال: «الصلاة خير من النوم» في خلافة عمر فقال عمر: بدعة .
وكان ابنه لا يصلي في مسجد يثوّب فيه.
فقد روى عن مجاهد أنّه قال: دخلت مع عبد الله بن عمر مسجداً، وقد أذّن فيه، ونحن نريد أن نصلي فيه، فثوّب المؤذن، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد وقال: اخرج بنا من عند هذا المبتدع، ولم يصل فيه .
ولو لاحظنا عشرات الأخبار الواردة في تشريع الأذان نجدها خالية من التثويب من ما رواه سعد القرظ عن أذان بلال .
وروى مالك بن أنس - إمام الملكية - في الموطأ خبراً في بدو ظهور هذه البدعة فقال: إنّه بلغه أنّ المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً فقال: الصلاة خير النوم، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح .
وقد حاول بعض المرتزقة أن يبرروا بدعة عمر، فوضعوا حديثاً عن بلال أنّه كان ينادي بالصبح فيقول «حي على خير العمل»، فأمره النبي (صلى الله عليه واله) أن يجعل مكانها «الصلاة خير من النوم» وترك «حي على خير العمل» .
والحال؛ أنّ عشرات الأخبار الواردة عن طرق العامة تؤكد أنّ «الصلاة خير من النوم» لم تكن على عهد النبي (صلى الله عليه واله).
قال البيهقي: «قال الشيخ: وهذه اللفظة لم تثبت عن النبي (صلى الله عليه واله) فيما علّم بلالاً وأبا محذورة، ونحن نكره الزيادة وبالله التوفيق» .
ولو تتبعنا كتب الحديث والفقه والتاريخ عند أهل السنة لوجدنا تناقضاً مذهلاً واختلافاً مدهشاً في تحديد العبارة بعد قول «حي على الفلاح» في الأذان، بعد الاقرار من الجميع أنها كانت على عهد النبي (صلى الله عليه واله) «حي على خير العمل» وكذا في عهد أبي بكر وصدراً من أيام عمر، وإنّما حذفها الأخير خوفاً من توجه العامة إلى الصلاة وتركهم العبادة، واستبدلها بـ «الصلاة خير من النوم» لئلا يكون مكانها فارغاً مثيراً، وحينئذٍ انبرى الانتهازيون والنفعيون من المرتزقة فوضعوا الأحاديث المتناقضة لعلهم ينسبوا بدعة عمر إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فتخرج عن دائرة الابتداع إلى دائرة المشروعية، كما هو صنيعهم مع بدعه الأخرى.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|