المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

فصل السياحة في سفينة «رع» العظيمة.
2024-03-02
الاسلام والتعصب
2023-02-13
Blood Smear
19-1-2017
نضج وجمع اللوبياء
10-4-2016
مراحل عمل الشيطان
2-9-2018
معنى كلمة سوء‌
20-11-2015


اللحظات الاخيرة للنبي الكريم (صلى الله عليه واله)  
  
3547   11:19 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص82-83.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال : كان جبرئيل ينزل على النبي في مرضه الذي قبض فيه، في كل يوم وفي كل ليلة، فيقول : السلام عليك، ان ربك يقرئك السلام فيقول : كيف تجدك، وهو أعلم بك، ولكنه اراد ان يزيدك كرامة وشرفا الى ما اعطاك على الخلق، واراد ان يكون عيادة المريض سنة في امتك، فيقول له النبي (صلى الله عليه واله) : ان كان وجعا يا جبرئيل اجدني وجعا، فقال له جبرئيل : اعلم يا محمد ان الله لم يشدد عليك، وما من احد من خلقه اكرم عليه منك، ولكنه احب ان يسمع صوتك ودعاءك حتى تلقاه مستوجبا للدرجة والثواب الذي اعد لك، والكرامة والفضيلة على الخلق.

وان قال له النبي : اجدني مريحا في عافية، قال له : فاحمد الله على ذلك، فانه يحب ان تحمده وتشكره ليزيدك الى ما اعطاك خيرا، فانه يجب ان يحمد ويزيد من شكر.

قال (عليه السلام) : وانه نزل عليه في الوقت الذي كان ينزل فيه فعرفنا حسه، فقال علي (عليه السلام)، فيخرج من كان في البيت غيري، فقال له جبرئيل (عليه السلام) : يا محمد، ان ربك يقرئك السلام، ويسألك وهو اعلم بك، كيف تجدك؟.

فقال له النبي (صلى الله عليه واله) : اجدني ميتا، قال له جبرئيل : يا محمد، ابشر فان الله انما اراد ان يبلغك بما تجد ما اعد لك من الكرامة، قال له النبي (صلى الله عليه واله) : ان ملك الموت استأذن علي فأذنت له، فدخل واستنظرته مجيئك، فقال له : يا محمد، ان ربك اليك مشتاق، فما استأذن ملك الموت على احد قبلك، ولا يستأذن على احد بعدك، فقال النبي (صلى الله عليه واله) : لا تبرح يا جبرئيل حتى يعود، ثم اذن للنساء فدخلن عليه، فقال لابنته : ادن مني يا فاطمة، فاكب عليها فناجاها، فرفعت راسها وعيناها تهملان دموعا، فقال لها : ادني مني، فدنت منه، فاكبت عليها فناجاها، فرفعت راسها وهي تضحك، فتعجبنا لما رأينا، فسألناها فأخبرتنا انه نعى اليها نفسه، فبكت، فقال لها : يا بنية، لا تجزعي فاني سالت ربي ان يجعلك اول اهل بيتي لحاقا بي، فاخبرني انه قد استجاب لي، فضحكت، قال : ثم دعا النبي الحسن والحسين فقبلهما وشمهما وجعل يترشفهما وعيناه تهملان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.