أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-10
176
التاريخ: 29-9-2016
871
التاريخ: 2024-06-02
618
التاريخ: 23-8-2017
1185
|
(...تَرْكُ الْكَلَامِ ) فِي أَثْنَاءِ الصَّلَاةِ ، وَهُوَ - عَلَى مَا اخْتَارَهُ الْمُصَنِّفُ وَالْجَمَاعَةُ - مَا تَرَكَّبَ مِنْ حَرْفَيْنِ فَصَاعِدًا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَلَامًا لُغَةً وَلَا اصْطِلَاحًا ، وَفِي حُكْمِهِ الْحَرْفُ الْوَاحِدُ الْمُفِيدُ كَالْأَمْرِ مِنْ الْأَفْعَالِ الْمُعْتَلَّةِ الطَّرَفَيْنِ ، مِثْلَ " قِ " مِنْ الْوِقَايَةِ ، وَ "عِ " مِنْ الْوِعَايَةِ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى مَقْصُودِ الْكَلَامِ وَإِنْ أَخْطَأَ بِحَذْفِ هَاءِ السَّكْتِ وَحَرْفُ الْمَدِّ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى حَرْفَيْنِ فَصَاعِدًا .
وَيُشْكِلُ بِأَنَّ النُّصُوصَ خَالِيَةٌ عَنْ هَذَا الْإِطْلَاقِ ، فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ فِيهِ إلَى الْكَلَامِ لُغَةً أَوْ اصْطِلَاحًا ، وَحَرْفُ الْمَدِّ وَإِنْ طَالَ مَدُّهُ بِحَيْثُ يَكُونُ بِقَدْرِ أَحْرُفٍ - لَا يَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهِ حَرْفًا وَاحِدًا فِي نَفْسِهِ ، فَإِنَّ الْمَدَّ - عَلَى مَا حَقَّقُوهُ - لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلَا حَرَكَةٍ ، وَإِنَّمَا هُوَ زِيَادَةٌ فِي مَطِّ الْحَرْفِ وَالنَّفَسِ بِهِ ، وَذَلِكَ لَا يَلْحَقُهُ بِالْكَلَامِ .
وَالْعَجَبُ أَنَّهُمْ جَزَمُوا بِالْحُكْمِ الْأَوَّلِ مُطْلَقًا ، وَتَوَقَّفُوا فِي الْحَرْفِ الْمُفْهِمِ مِنْ حَيْثُ كَوْنُ الْمُبْطِلِ الْحَرْفَيْنِ فَصَاعِدًا ، مَعَ أَنَّهُ كَلَامٌ لُغَةً وَاصْطِلَاحًا .
وَفِي اشْتِرَاطِ كَوْنِ الْحَرْفَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ لِمَعْنَى وَجْهَانِ ، وَقَطَعَ الْمُصَنِّفُ بِعَدَمِ اعْتِبَارِهِ ، وَتَظْهَرُ الْفَائِدَةُ فِي الْحَرْفَيْنِ الْحَادِثَيْنِ مِنْ التَّنَحْنُحِ وَنَحْوِهِ .
وَقَطَعَ الْعَلَّامَةُ بِكَوْنِهِمَا حِينَئِذٍ غَيْرَ مُبْطِلَيْنِ ، مُحْتَجًّا بِأَنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ جِنْسِ الْكَلَامِ ، وَهُوَ حَسَنٌ .
وَاعْلَمْ أَنَّ فِي جَعْلِ هَذِهِ التُّرُوكِ مِنْ الشَّرَائِطِ تَجَوُّزًا ظَاهِرًا ، فَإِنَّ الشَّرْطَ يُعْتَبَرُ كَوْنُهُ مُتَقَدِّمًا عَلَى الْمَشْرُوطِ وَمُقَارِنًا لَهُ ، وَالْأَمْرُ هُنَا لَيْسَ كَذَلِكَ .
( وَ ) تَرْكُ ( الْفِعْلِ الْكَثِيرِ عَادَةً ) وَهُوَ مَا يَخْرُجُ بِهِ فَاعِلُهُ عَنْ كَوْنِهِ مُصَلِّيًا عُرْفًا .
وَلَا عِبْرَةَ بِالْعَدَدِ ، فَقَدْ يَكُونُ الْكَثِيرُ فِيهِ قَلِيلًا كَحَرَكَةِ الْأَصَابِعِ ، وَالْقَلِيلُ فِيهِ كَثِيرًا كَالْوَثْبَةِ الْفَاحِشَةِ .
وَيُعْتَبَرُ فِيهِ التَّوَالِي ، فَلَوْ تَفَرَّقَ بِحَيْثُ حَصَلَتْ الْكَثْرَةُ فِي جَمِيعِ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَتَحَقَّقْ الْوَصْفُ فِي الْمُجْتَمَعِ مِنْهَا لَمْ يَضُرَّ ، وَمِنْ هُنَا { كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَحْمِلُ أُمَامَةَ وَهِيَ ابْنَةُ ابْنَتِهِ وَيَضَعُهَا كُلَّمَا سَجَدَ ثُمَّ يَحْمِلُهَا إذَا قَامَ } .
وَلَا يَقْدَحُ الْقَلِيلُ كَلُبْسِ الْعِمَامَةِ وَالرِّدَاءِ وَمَسْحِ الْجَبْهَةِ وَقَتْلِ الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ وَهُمَا مَنْصُوصَانِ .
( وَ ) تَرْكُ ( السُّكُوتِ الطَّوِيلِ ) الْمُخْرِجِ عَنْ كَوْنِهِ مُصَلِّيًا ( عَادَةً ) وَلَوْ خَرَجَ بِهِ عَنْ كَوْنِهِ قَارِئًا بَطَلَتْ الْقِرَاءَةُ خَاصَّةً .
( وَ ) تَرْكُ ( الْبُكَاءِ ) بِالْمَدِّ ، وَهُوَ مَا اشْتَمَلَ مِنْهُ عَلَى صَوْتٍ ، لَا مُجَرَّدَ خُرُوجِ الدَّمْعِ مَعَ احْتِمَالِهِ لِأَنَّهُ اُلْبُكَا مَقْصُورًا ، وَالشَّكُّ فِي كَوْنِ الْوَارِدِ مِنْهُ فِي النَّصِّ مَقْصُورًا أَوْ مَمْدُودًا ، وَأَصَالَةُ عَدَمِ الْمَدِّ مُعَارَضٌ بِأَصَالَةِ صِحَّةِ الصَّلَاةِ ، فَيَبْقَى الشَّكُّ فِي عُرُوضِ الْمُبْطِلِ مُقْتَضِيًا لِبَقَاءِ حُكْمِ الصِّحَّةِ .
وَإِنَّمَا يَشْتَرِكُ تَرْكُ الْبُكَاءِ ( لِلدُّنْيَا ) كَذَهَابِ مَالٍ وَفَقْدِ مَحْبُوبٍ ، وَإِنْ وَقَعَ عَلَى وَجْهٍ قَهْرِيٍّ فِي وَجْهٍ ، وَاحْتُرِزَ بِهَا عَنْ الْآخِرَةِ ، فَإِنَّ الْبُكَاءَ لَهَا - كَذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَدَرَجَاتِ الْمُقَرَّبِينَ إلَى حَضْرَتِهِ ، وَدَرَكَاتِ الْمُبْعَدِينَ عَنْ رَحْمَتِهِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ ، وَلَوْ خَرَجَ مِنْهُ حِينَئِذٍ حَرْفَانِ كَمَا سَلَف .
( وَ ) تَرْكُ ( الْقَهْقَهَةِ ) وَهِيَ : الضَّحِكُ الْمُشْتَمِلُ عَلَى الصَّوْتِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ تَرْجِيعٌ ، وَلَا شِدَّةٌ ، وَيَكْفِي فِيهَا وَفِي الْبُكَاءِ مُسَمَّاهُمَا ، فَمِنْ ثَمَّةَ أُطْلِقَ .
وَلَوْ وَقَعَتْ عَلَى وَجْهٍ لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ فَفِيهِ وَجْهَانِ ، وَاسْتَقْرَبَ الْمُصَنِّفُ فِي الذِّكْرَى الْبُطْلَانَ .
( وَالتَّطْبِيقُ ) وَهُوَ : وَضْعُ إحْدَى الرَّاحَتَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى رَاكِعًا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ ، لِمَا رُوِيَ مِنْ النَّهْيِ عَنْهُ ، وَالْمُسْتَنَدُ ضَعِيفٌ ، وَالْمُنَافَاةُ بِهِ مِنْ حَيْثُ الْفِعْلُ مُنْتَفِيَةٌ ، فَالْقَوْلُ بِالْجَوَازِ أَقْوَى ، وَعَلَيْهِ الْمُصَنِّفُ فِي الذِّكْرَى .
( وَالتَّكَتُّفُ ) وَهُوَ : وَضْعُ إحْدَى الْيَدَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى بِحَائِلٍ وَغَيْرِهِ فَوْقَ السُّرَّةِ وَتَحْتَهَا بِالْكَفِّ عَلَيْهِ وَعَلَى الزَّنْدِ ، لِإِطْلَاقِ النَّهْيِ عَنْ التَّكْفِيرِ الشَّامِلِ لِجَمِيعِ ذَلِكَ ( إلَّا لِتُقْيَةٍ ) فَيَجُوزُ مِنْهُ مَا تَأَدَّتْ بِهِ ، بَلْ يَجِبُ ، وَإِنْ كَانَ عِنْدَهُمْ سُنَّةً ، مَعَ ظَنِّ الضَّرَرِ بِتَرْكِهَا ، لَكِنْ لَا تَبْطُلُ الصَّلَاةُ بِتَرْكِهَا حِينَئِذٍ لَوْ خَالَفَ ، لِتَعَلُّقِ النَّهْي بِأَمْرٍ خَارِجٍ بِخِلَافِ الْمُخَالَفَةِ فِي غُسْلِ الْوُضُوءِ بِالْمَسْحِ .
( وَالِالْتِفَاتُ إلَى مَا وَرَاءَهُ ) إنْ كَانَ بِبَدَنِهِ أَجْمَعَ ، وَكَذَا بِوَجْهِهِ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ وَإِنْ كَانَ الْفَرْضُ بَعِيدًا ، أَمَّا إلَى مَا دُونَ ذَلِكَ كَالْيَمِينِ وَالْيَسَارِ ، فَيُكْرَهُ بِالْوَجْهِ وَيَبْطُلُ بِالْبَدَنِ عَمْدًا مِنْ حَيْثُ الِانْحِرَافُ عَنْ الْقِبْلَةِ .
( وَالْأَكْلُ وَالشُّرْبُ ) وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا كَاللُّقْمَةِ ، إمَّا لِمُنَافَاتِهِمَا وَضْعَ الصَّلَاةِ ، أَوْ لِأَنَّ تَنَاوُلَ الْمَأْكُولِ وَالْمَشْرُوبِ وَوَضْعَهُ فِي الْفَمِ وَازْدِرَادَهُ أَفْعَالٌ كَثِيرَةٌ ، وَكِلَاهُمَا ضَعِيفٌ ، إذْ لَا دَلِيلَ عَلَى أَصْلِ الْمُنَافَاةِ ، فَالْأَقْوَى اعْتِبَارُ الْكَثْرَةِ فِيهِمَا عُرْفًا ، فَيَرْجِعَانِ إلَى الْفِعْلِ الْكَثِيرِ ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْمُصَنِّفِ فِي كُتُبِهِ الثَّلَاثَةِ ( إلَّا فِي الْوِتْرِ لِمَنْ يُرِيدُ الصَّوْمَ ) وَهُوَ عَطْشَانُ ( فَيَشْرَبُ ) إذَا لَمْ يَسْتَدْعِ مُنَافِيًا غَيْرَهُ ، وَخَافَ فَجْأَةَ الصُّبْحِ قَبْلَ إكْمَالِ غَرَضِهِ مِنْهُ وَلَا فَرْقَ فِيهِ بَيْنَ الْوَاجِبِ وَالنَّدْبِ .
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْمَذْكُورَاتِ أَجْمَعَ إنَّمَا تُنَافِي الصَّلَاةَ مَعَ تَعَمُّدِهَا ، عِنْدَ الْمُصَنِّفِ مُطْلَقًا ، وَبَعْضُهَا إجْمَاعًا ، وَإِنَّمَا لَمْ يُقَيِّدْ هُنَا اكْتِفَاءً بِاشْتِرَاطِهِ تَرْكَهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي التَّكْلِيفَ بِهِ الْمُتَوَقِّفَ عَلَى الذِّكْرِ ، لِأَنَّ النَّاسِيَ غَيْرُ مُكَلَّفٍ ابْتِدَاءً ، نَعَمْ الْفِعْلُ الْكَثِيرُ رُبَّمَا تَوَقَّفَ الْمُصَنِّفُ فِي تَقْيِيدِهِ بِالْعَمْدِ ، لِأَنَّهُ أَطْلَقَهُ فِي الْبَيَانِ ، وَنَسَبَ التَّقْيِيدَ فِي الذِّكْرَى إلَى الْأَصْحَابِ ، وَفِي الدُّرُوسِ إلَى الْمَشْهُورِ ، وَفِي الرِّسَالَةِ الْأَلْفِيَّةِ جَعَلَهُ مِنْ قِسْمِ الْمُنَافِي مُطْلَقًا وَلَا يَخْلُو إطْلَاقُهُ هُنَا مِنْ دَلَالَةٍ عَلَى الْقَيْدِ إلْحَاقًا لَهُ بِالْبَاقِي .
نَعَمْ لَوْ اسْتَلْزَمَ الْفِعْلَ الْكَثِيرَ نَاسِيًا انْمِحَاءَ صُورَةِ الصَّلَاةِ رَأْسًا تَوَجَّهَ الْبُطْلَانُ أَيْضًا ، لَكِنَّ الْأَصْحَابَ أَطْلَقُوا الْحُكْمَ .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
قسم تطوير الموارد البشرية في العتبة الحسينية يطلق برنامجه الخاص بدعم ضيوف العراق من العوائل اللبنانية
|
|
|