أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-11
223
التاريخ: 2024-02-03
958
التاريخ: 11-3-2016
11767
التاريخ: 15-11-2014
2094
|
مؤلفه :
هو جار الله محمود بن عمر الزمخشري الحنفي
المعتزلي .
ولد سنة (467هـ ) في " زمخشر "
إحدى قرى " خوارزم " .
تعلم القراءة والكتابة ، وحفظ القرآن في
قريته ، ثم رحل الى " خوارزم " " بخارى" لطلب العلم ، فعكف
على دراسة مختلف العلوم ؛ كأصول الفقه ، والحديث ، والتفسير ، والتوحيد والمنطق ،
والفلسفة على أساتذة ومشايخ .
وبعد ذلك توجه الى مكة المكرمة ، وأقام بها
فترة مجاورا بيت الله الحرام ، فلقب بـ " جار الله " ، ثم رجع الى وطنه
وهو شيخ كبير .
توفي سنة (538هـ ) ، ودفن في خوارزم (1) .
تفسيره :
وهو تفسير لم يسبق له مثيل ، نظرا لما فيه
من بيان وجوه الإعجاز في آيات القرآن الكريم ، ولما فيه من كشف عن جمال القرآن
وبلاغته ، وسحر بيانه ؛ لإحاطته وبراعته في كثير من العلوم والمعارف ، وخاصة
المامه بلغة العرب وأشعارهم ، وتضلعه بعلوم البلاغة والبيان ، والإعراب .
وكتابه هذا يعتبر من أكبر كتب المعتزلة في
التفسير .
ومما يلاحظ عليه أن الأشاعرة نقموا عليه
لتجاهره بمذهبه ، مذهب الاعتزال ، ولتأويله لكثير من ظواهر الآيات التي تتنافى
ودليل العقل .
والحق ان تفسير الكشاف هو تفسير شامل لجميع
آيات القرآن الكريم ، اكبره العلماء وأعجبوا به وبدقة بلاغته وفصاحته ،
وقدرته وسيطرته على اللغة وعلى التفسير .
منهجه في التفسير :
يذكر اسم السورة ، مع بيان مكيها أو مدنيها
وعدد آياتها ، وذكر أسمائها إن كان لها اسماء اخرى مروية ، ثم يتناول الآيات من
حيث القراءات ، واللغة ، والنحو ، والصرف والاشتقاق وغيرها من علوم العربية الأخرى
، يشرح ويفسر ، وينقل الأقوال والاحتجاجات ويرد على من يخالفه إن كان .
مثال من تفسيره :
يتناول الزمخشري قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ويبين ما في الاستواء
والعرش من مجاز وكناية على ضوء استعمالات العرب فيقول : لما كان الاستواء على
العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك ، جعلوه كناية عن الملك ، فقالوا ، استوى
فلان على العرش ، يريدون ملك ، وإن لم يقصد على السرير البتة ، وقالوا أيضا :
لشهرته في ذلك المعنى ، ومساواته ملك في مؤداه ، وإن كان أشرح وأبسط ، وأدل على
صورة الأمر ، ونحوه قولك : يد فلان مبسوطة ويد فلان مغلولة ؛ بمعنى أنه جواد ، أبو
بخيل ، لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت ، حتى أن من يبسط يده قط بالنوال ، أو
لم تكن له يد رأسا قيل فيه : يده مبسوطة ، لمساواته عندهم قولهم هو جواد ، ومنه قوله
تعالى : " وقالت اليهود يد الله مغلولة ـ أي هو بخيل ـ بل يداه مبسوطتان ـ أي
هو جواد ـ من غير تصور يد ، ولا غل ولا بسط ، والتفسير بالنعمة والتحمل للتشبيه من
ضيق العطن (2) والمسافرة عن علم البيان مسيرة أعوام "
.
مثال آخر من تفسيره :
في قوله تعالى : {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل .... } [البقرة / 25] قال : " من
عادته ـ عزوجل ـ في كتابه أن يذكر الترغيب مع الترهيب ن ويشفع البشارة بالإنذار
إرادة التنشيط لاكتساب ما يزلف والتثبيط عن اقتراف ما يتلف . فما ذكر الكفار
وأعمالهم ، وأوعدهم بالعقاب ، قفاه ببشارة عباده الذين جمعوا بين التصديق والأعمال
الصالحة من فعل الطاعات وترك المعاصي ، وحموها من الإحباط بالكفر والكبائر بالثواب
" .
فإن قلت : من المأمور بقوله تعالى : "
وبشر " ؟ قلت : يجوز أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأن يكون
كل أحدٍ . كما قال (صلى الله عليه وآله و سلم) : "بشر المشائين الى المساجد
في الظلم بالنور التام يوم القيامة " ، لم يأمر بذلك واحدا بعينه ، وإنما كل
أحد مأمور به ، وهذا الوجه أحسن وأجزل ؛ لأنه يؤذن بأن الأمر لعظمة وفخامة شأنه
محقوق بأن يبشر به كل من قدر على البشارة به .
فإن قلت علام عطف هذا الأمر ، ولم يسبق أمر
ولا نهي يصح عطفه عليه ؟ قلتُ : ليس الذي اعتمد بالعطف هو الأمر حتى يطلب له مشاكل
من أمر أو نهي يعطف عليه ، إنما المعتمد بالعطف هو جملة وصف ثواب المؤمنين ، فهي
معطوفة على جملة وصف عقاب الكافرين ، كما تقول :
زيد يعاقب بالقيد والإرهاق ، وبشر عمرا
بالعفو والاطلاق .
ولك أن تقول : هو معطوف على قوله : "
فاتقوا " كما تقول : يا بني تيمم احذروا عقوبة ما جنيتم ، وبشر يا فلان بني
أسد بإحساني إليهم .
وفي قراءة زيد بن علي (عليه السلام) "
وبشر " على لفظ المبني للمفعول عطفا على " أعدت " .
والبشارة : الإخبار مما يظهر سرور الخبر به
. ومن ثم قال العلماء : إذا قال لعبيد : أيكم بشرني بقدوم فلان فهو حر ، فبشروه
فرادى ، عتق أولهم ، لأنه هو الذي أظهر سروره بخبره دون الباقين . ولو قال مكان
" بشرني " " اخبرني " عتقوا جميعاً ؛ لأنهم جميعاً أخبروه .
ومنه البشرة لظاهر الجلد ، وتباشير الصبح : ما ظهر من أوائل ضوئه .
وأما { فبشرهم بعذاب أليم } فمن العكس في
الكلام الذي يقصد به الاستهزاء الزائد في غيظ المستهزأ به ، وتألمه واغتمامه ، كما
يقول الرجل لعدوه : أبشر بقتل ذريتك ونهب مالك . ومنه قوله : فاعتبوا بالصيلم (3) .
والصالحة نحو الحسنة في جريانها مجرى الاسم
، قال الحطيئة :
كيف الهجاء وما تنفك
صالحة
من آل بظهر الغيب تأتيني (4)
والصالحات : كل ما استفهام من الأعمال بدليل
العقل والكتاب والسنة واللام للجنس .
فإن قلت : أي فرق بين لام الجنس داخلة على
المفرد ، وبينها داخلة على المجموع ؟ قلت : اذا دخلت على المفرد كان صالحا لأن
يراد به الجنس الى أن يحاط به ، وإن يراد به بعضه الى الواحد منه . وإذا دخلت على
المجموع صلح أن يراد به جميع الجنس ، وأن يراد به بعضه لا الى الواحد منه ؛ لأن
وزانه في تناول الجمعية في الجنس وزان المفرد في تناول الجنسية ، والجمعية في جمل
الجنس لا في وحدانه .
فإن قلت : فما المراد بهذا المجموع مع اللام
؟ قلت : الجملة من الأعمال الصحيحة المستقيمة في الدين على حسب حال المؤمن في
مواجب التكليف .... " (5) .
_____________________________
1- المفسرون حياتهم ومنهجهم ، إيازي ، ص 574
.
2- العطن : مبرك الابل ، ومريض الغنم حول
الماء .
3- أي ازلنا عتابهم الصيلم ، وهو السيف
الكثير القطع.
4- طلب من الحطيئة ان يهجو النعمان بن المنذر ، فقال : كيف الهجاء له والحال انه لا تنفك فعلة صالحة تأتيني من آل لأم بظهر الغيب .
5- تفسير الكشاف ،ج1 ، ص103 – 105 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|