المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24

ما المقصود بتقسيم مبيدات الحشرات حسب صورة التجهيز؟
2023-10-10
الجهاز التناسلي في النحل Reproductive system
2024-06-02
Bairstow,s Method
9-12-2021
عمى الالوان الاحمر والاخضر Red-green Colorblindness
13-11-2019
THE CALORIE
21-9-2020
بكتريا التربة
21-12-2015


الانصار يستقبلون الرسول (صلى الله عليه واله)  
  
4349   02:51 مساءً   التاريخ:
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص150-160.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

 قد كانت الأنصار بلغهم خروج رسول الله (صلى الله عليه واله)إليهم، فكانوا يتوقّعون قدومه، وكان يخرج الرجال والنساء والصبيان إذا أصبحوا إلى طريقه، فإذا اشتدّ الحرّ رجعوا.

 وروي عن ابن شهاب الزهري قال: كان بين ليلة العقبة وبين مهاجرة رسول الله (صلى الله عليه واله)ثلاثة أشهر وكانت بيعة الأنصار لرسول الله (صلى الله عليه واله)ليلة العقبة في ذي الحجة، وقدوم رسول الله (صلى الله عليه واله)المدينة في شهر ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة خلت منه في يوم الاثنين.

وكانت الأنصار خرجوا يتوكّفون أخباره، فلمّا آيسوا رجعوا إلى منازلهم، فلمّا رجعوا أقبل رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلمّا وافى ذا الحُليفة  سأل عن طريق بني عمرو بن عوف، فدلّوه فرفعه الإل  ، فنظر رجل من اليهود وهو على اُطم  له إلى ركبان ثلاثة يمرّون على طريق بن عمرو بن عوف، فصاح: يا معشر المسلمة هذا صاحبكم قد وافى.

فوقعت الصيحة بالمدينة فخرج الرجال والنساء والصبيان مستبشرين لقدومه يتعاودون، فوافى رسول الله (صلى الله عليه واله)وقصد مسجد قبا ونزل واجتمع إليه بنو عمرو بن عوف، وسرّوا به واستبشروا واجتمعوا حوله، ونزل على كلثوم بن الهدم، شيخ من بني عمرو، صالح مكفوف البصر.

واجتمعت إليه بطون الأوس، وكان بين الأوس والخزرج عداوة، فلم يجسروا أن يأتوا رسول الله (صلى الله عليه واله)لما كان بينهم من الحروب، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه واله)يتصفّح الوجوه فلا يرى أحداً من الخزرج، وقد كان قدم على بني عمرو بن عوف قبل قدوم رسول الله (صلى الله عليه واله)ناسٌ من المهاجرين، ونزلوا فيهم.

وروي: أنّ النبيّ (صلى الله عليه واله)لمّا قدم المدينة جاء النساء والصبيان يقلن طلع البدر علينا من ثنيات الوداع * وجب الشكر علينا ما دعا لله داع .

وكان سلمان الفارسيّ عبداً لبعض اليهود، وقد كان خرج من بلاده من فارس يطلب الدين الحنيف الذي كان أهل الكتاب يخبرونه به، فوقع إلى راهب من رهبان النصارى بالشام فسأله عن ذلك وصحبه فقال: اُطلبه بمكّة فثم مخرجه، واطلبه بيثرب فثمّ مهاجره فقصد يثرب فأخذه بعض الأعراب فسبوه واشتراه رجلٌ من اليهود ، فكان يعمل في نخله، وكان في ذلك اليوم على النخلة يصرمها  ، فدخل على صاحبه رجلٌ من اليهود، فقال: يا ابا فلان أشعرت أنّ هؤلاء المسلمة قد قدم عليهم نبيّهم؟ فقال سلمان: جعلت فداك، ما الذي تقول؟ فقال له صاحبه: مالك وللسؤال عن هذا، أقبل على عملك قال: فنزل وأخذ طبقاً وصيّر عليه من ذلك الرطب فحمله إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله): «ما هذا».

قال: صدقة تمورنا، بلغنا أنّكم قومٌ غرباء قدمتم هذه البلاد، فأحببت أن تأكلوا من صدقاتنا فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): «سمّوا وكلوا» فقال سلمان في نفسه وعقد بإصبعه: هذه واحدة ــ يقولها بالفارسية ــ ثمّ أتاه بطبق آخر، فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله): «ما هذا؟».

فقال له سلمان: رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هديّة أهديتها أليك.

ثمّ دار خلفه فألقى رسول الله (صلى الله عليه واله)عن كتفه الإزار فنظر سلمان إلى خاتم النبوّة والشامة فأقبل يقبّلها، فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله): «من أنت؟.

قال: أنا رجلٌ من أهل فارس، قد خرجت من بلادي منذ كذا وكذا.

 وحدّثه بحديثه وله حديث فيه يطول فأسلم، وبشّره رسول الله (صلى الله عليه واله)فقال له: « أبشر واصبر، فإنّ الله سيجعل لك فرجاً من هذا اليهوديّ.

فلمّا أمسى رسول الله (صلى الله عليه واله)فارقه أبو بكر ودخل المدينة ونزل على بعض الأنصار، وبقي رسول الله (صلى الله عليه واله)بقبا نازلاً على كلثوم بن الهدم، فلمّا صلّى رسول الله (صلى الله عليه واله)المغرب والعشاء الآخرة جاءه أسعد بن زرارة مقنّعاً فسلّم على رسول الله (صلى الله عليه واله)وفرح بقدومه، ثمّ قال: يا رسول الله ما ظننت أن أسمع بك في مكان فأقعد عنك، إلاّ أنّ بيننا وبين إخواننا من الأوس ما تعلم، فكرهت أن آتيهم، فلمّا أن كان هذا الوقت لم أحتمل أن أقعد عنك فقال رسول الله (صلى الله عليه واله)للأوس: «من يجيره منكم؟». فقالوا: يا رسول الله، جوارنا في جوارك فأجره.

قال: «لا، بل يجيره بعضكم».

فقال عويم بن ساعدة وسعد بن خيثمة: نحن نجيره يا رسول الله فأجاروه، وكان يختلف إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)فيتحدّث عنده ويصلّي خلفه، فبقي رسول الله خمسة عشر يوماً، فجاءه أبو بكر فقال: يا رسول الله تدخل المدينة؟ فإنّ القوم متشوّقون إلى نزولك عليهم، فقال (صلى الله عليه واله) لا اريم من هذا المكان حتّى يوافي أخي عليّ وكان رسول الله (صلى الله عليه واله)قد بعث إليه: أن أحمل العيال وأقدم، فقال أبو بكر: ما أحسب عليّاً يوافي، قال: «بلى ما أسرعه إنشاء الله فبقي خمسة عشر يوماً، فوافى عليّ عليه السلام بعياله، فلمّا وافى كان سعد بن الربيع وعبدالله بن رواحة يكسران أصنام الخزرج، وكان كلّ رجل شريف في بيته صنم يمسحه ويطيّبه، ولكلّ بطن من الأوس والخزرج صنم في بيت لجماعة يكرمونه ويجعلون عليه منديلاً ويذبحون له، فلمّا قدم الاثنا عشر من الأنصار أخرجوها من بيوتهم وبيوت من أطاعهم، فلمّا قدم السبعون كثر الإسلام وفشا، وجعلوا يكسرون الأصنام.

قال: وبقي رسول الله (صلى الله عليه واله)بعد قدوم عليّ يوماً أو يومين ثمّ ركب راحلته، فاجتمعت إليه بنو عمرو بن عوف، فقالوا: يا رسول الله أقم عندنا فإنّا أهل الجدّ والجلد والحلفة والمنعة فقال (عليه وآله السلام): «خلوا عنها فإنّها مأمورة».. وبلغ الأوس والخزرج خروج رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلبسوا السّلاح وأقبلوا يعدون حول ناقته، لا يمرّ بحيّ من أحياء للأنصار إلاّ وثبوا في وجهه وأخذوا بزمام ناقته وتطلّبوا إليه أن ينزل عليهم، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: «خلّوا سبيلها فإنّها مأمورة» حتّى مرّ ببني سالم.

وكان خروج رسول الله (صلى الله عليه واله)من قبا يوم الجمعة ، فوافى بني سالم عند زوال الشمس فتعرضت له بنو سالم فقالوا : يا رسول الله هلم إلى الجدّ والجلد والحلفة والمنعة.

فبركت ناقته عند مسجدهم، وقد كانوا بنوا مسجداً قبل قدوم رسول الله (صلى الله عليه واله)، فنزل عليه وآله السلام في مسجدهم وصلّى بهم الظهر وخطبهم، وكان أوّل مسجد صلّى فيه الجمعة، وصلّى إلى بيت المقدس، وكان الذين صلّوا معه في ذلك الوقت مائة رجل ثمّ ركب رسول الله (صلى الله عليه واله)ناقته وأرخى زمامها ، فانتهى إلى عبدالله بن اُبيّ، فوقف عليه وهو يقدّر أنّه يعرض عليه النزول عنده، فقال له عبدالله بن اُبيّ ــ بعد أن ثارت الغبرة وأخذ كمّه ووضعه على أنفه: يا هذا اذهب إلى الذين غرّوك وخدعوك وأتوا بك فانزل عليهم ولا تغشنا في ديارنا فسلّط الله على دور بني الحبلى الذرّ  فخرق دورهم فصاروا نزالاً على غيرهم، وكان جدّ عبدالله بن اُبّي يقال له: ابن الحبلى فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله لا يعرض في قلبك من قول هذا شيء، فإنّا كنّا اجتمعنا على أن نملّكه علينا وهو يرى الآن أنّك قد سلبته أمراً قد كان أشرف عليه، فانزل عليّ يا رسول الله، فإنّه ليس في الخزرج ولافي الأوس أكثر فم بئر منّي، ونحن أهل الجلد والعزّ، فلا تجزنا يا رسول الله.

فأرخى زمام ناقته، ومرّت تخبّ  به حتّى انتهت إلى باب المسجد الذي هو اليوم، ولم يكن مسجداً إنّما كان مربداً  ليتيمين من الخزرج يقال لهما: سهل وسهيل، وكانا في حجر أسعد بن زرارة، فبركت الناقة على باب أبي أيّوب خالد بن زيد، فنزل عنها رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلمّا نزل اجتمع عليه النّاس وسألوه أن ينزل عليهم، فوثبت اُمّ أبي أيّوب إلى الرحل فحلّته وأدخلته منزلها، فلمّا أكثروا عليه قال رسول الله (صلى الله عليه واله)«أين لرّحل؟ فقالوا: اُمّ أبي أيّوب قد أدخلته بيتها فقال (صلى الله عليه واله)«المرء مع رحله وأخذ أسعد بن زرارة بزمام الناقة فحوّلها إلى منزله، وكان أبو أيّوب لهم نزل أسفل وفوق المنزل غرفة، فكره أن يعلو رسول الله (صلى الله عليه واله)فقال: يا رسول الله بأبي أنت واُمّي العلوّ أحبّ إليك أم السفل؟ فإنّي أكره أن أعلو فوقك فقال (صلى الله عليه واله)« السفل أرفق بنا لمن يأتينا قال أبو أيّوب: فكنّا في العلوّ أنا واُميّ، فكنت إذا استقيت الدلو أخاف أن تقع منه قطرة على رسول الله، وكنت أصعد واُمّي إلى العلوّ خفيّاً من حيث لا يعلم ولا يحسّ بنا، ولا نتكلّم إلاّ خفيّاً، وكان إذا نام (صلى الله عليه واله)لا نتحرّك، وربّما طبخنا في غرفتنا فنجيّف الباب على غرفتنا مخافة أن يصيب رسول الله (صلى الله عليه واله)دخان، ولقد سقط جرّة لنا واُهريق الماء فقامت اُمّ أبي أيّوب إلى قطيفة ــ لم يكن لها والله غيرها ــ فألقتها على ذلك الماء تستنشف به مخافة أن يسيل على رسول الله (صلى الله عليه واله)من ذلك شيء، وكان يحضر رسول الله (صلى الله عليه واله)المسلمون من الأوس والخزرج والمهاجرين وكان أبو إمامة أسعد بن زرارة يبعث إليه في كلّ يوم غداء وعشاء فيقصعه ثريد عليها عراق  ، وكان يأكل معه من حوله حتّى يشبعون، ثمّ تردّ القصعة كما هي، وكان سعد بن عبادة يبعث إليه في كل يوم عشاء ويتعشّى معه من حضره وتردّ القصعة كما هي، فكانوا يتناوبون في بعثة الغداء والعشاء إليه: أسعد بن زرارة ، وسعد بن خيثمة، والمنذر بن عمرو، وسعد بن الرّبيع، واُسيد بن حضي قال: فطبخ له اُسيد يوماً قدراً، فلم يجد من يحملها فحملها بنفسه، وكان رجلاً شريفاً من النقباء، فوافاه رسول الله (صلى الله عليه واله)وقد رجع من الصلاة، فقال: «حملتها بنفسك؟» قال: نعم يا رسول الله، لم أجد أحداً يحملها فقال: «بارك الله عليكم من أهل بيت .

 

وفي كتاب دلائل النبوة: عن أنس بن مالك قال: قدم رسول الله (صلى الله عليه واله)المدينة، فلمّا دخلها جاءت الأنصار برجالها ونسائها فقالوا : إلينا يا رسول الله فقال: «دعوا الناقة فإنّها مأمورة فبركت على باب أبي أيّوب، فخرجت جوار من بني النجّار يضربن بالدفوف ويقلن:
نحن جوار من بني النجّار* يا حبّذا محمّد من جار

 

فخرج إليهم رسول الله (صلى الله عليه واله)فقال: «أتحبّوني؟ فقالوا: إي والله يا رسول الله قال: «أنا والله اُحبّكم» ثلاث مرّات قال عليّ بن إبراهيم بن هاشم: وجاءته اليهود ــ قريظة والنضير والقينقاع ــ فقالوا: يا محمد إلى  ما تدعو؟ من الشام، فقال: تركت الخمر والخمير، وجئت إلى البؤس والتمور، لنبيّ يبعث في هذه الحرّة مخرجه بمكّة ومهاجره ههنا، وهو آخر الأنبياء وأفضلهم، يركب الحمار ، ويلبس الشملة، يجتزئ بالكسرة، في عينيه حمرة، وبين كتفيه خاتم النبوّة ، ويضع سيفه على عاتقه، لا يبالي من لاقى، وهو الضحوك القتّال، يبلغ سلطانه منقطع الخفّ والحافر».. فقالوا له: قد سمعنا ما تقول، وقد جئناك لنطلب منك الهدنة على أن لا نكون لك ولا عليك ولا نعين عليك أحداً، ولا نتعرض لأحد من أصحابك ولا تتعرّض لنا ولا لأحد من أصحابنا حتى ننظر إلى ما يصير أمرك وأمر قومك.

 قال: هو الذي نجده في التوراة، والذي بشّرنا به علماؤنا، ولا ازال له عدوّاً، لأنّ النبوّة خرجت من ولد إسحاق وصارت في ولد إسماعيل، ولا نكون تبعاً لولد إسماعيل أبداً.

وكان الذي ولي أمر قريظة كعب بن أسد، والذي تولّى أمر بني قينقاع مخيريق، وكان أكثرهم مالاً وحدائق، فقال لقومه: تعلمون أنّه النبيّ المبعوث، فهلم نؤمن به ونكون قد أدركنا الكتابين.

فلم تجبه قينقاع إلى ذلك قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه واله)يصلّي في المربد بأصحابه، فقال لأسعد بن زرارة: «اشتر هذا المربد من أصحابنا فساوم اليتيمين عليه فقالا: هو لرسول الله (صلى الله عليه واله)فقال رسول الله: «لا، إلاّ بثمن فاشتراه بعشرة دنانير، وكان فيه ماء مستنقع، فأمر به رسول الله فسيل ، وأمر باللبن فضرب، فبناه رسول الله (صلى الله عليه واله)، وحفره في الأرض، ثمّ أمر بالحجارة فنقلت من الحرّة، وكان المسلمون ينقلونها، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه واله)يحمل حجراً على بطنه، فاستقبله اُسيد ابن حضير فقال: يا رسول الله أعطني أحمله عنك قال: «لا، اذهب فاحمل غيره فنقلوا الحجارة ورفعوها من الحفرة حتّى بلغ وجه الأرض، ثم بناه أوّلاً بالسعيدة لبنةً لبنةً، ثمّ بناه بالسميط  ، وهو لبنة ونصف، ثمّ بناه بالأنثى والذكر لبنتين مخالفتين، ورفع حائطه قامة، وكان مؤخّره [ذراع] في مائة، ثمّ اشتدّ عليهم الحرّ فقالوا: يا رسول الله لو أظللت عليه ظلاً، فرفع (صلى الله عليه واله)أساطينه في مقدم المسجد إلى ما يلي الصحن بالخشب، ثمّ ظلّله وألقى عليه سعف النخل، فعاشوا فيه، فقالوا: يا رسول الله لو سقفت سقفا وابتنى رسول الله (صلى الله عليه واله)منازله ومنازل أصحابه حول المسجد، وخطّ  أصحابه خططاً ، فبنوا فيها منازلهم، وكلّ شرع منه باباً إلى المسجد، وخطّ لحمزة وشرع بابه إلى المسجد، وخطّ لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) مثل ما خطّ لهم، وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد، فنزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: «يا محمد إنّ الله يأمرك أن تأمر كلّ من كان له باب إلى المسجد يسدّه، ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلاّ لك ولعليّ، ويحلّ لعليّ فيه ما يحلّ لك فغضب أصحابه وغضب حمزة وقال: أنا عمّه يأمر بسدّ بابي ويترك باب ابن أخي وهو أصغر منّي، فجاءه فقال (صلى الله عليه واله)«ياعمّ لا تغضبنّ من سدّ بابك وترك باب عليّ، فوالله ما أنا أمرت بذلك ولكنّ الله أمر بسدّ أبوابكم وترك باب عليّ: فقال: يا رسول الله رضيت وسلّمت لله ولرسوله.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.