المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05

مقاومة التسرب لشبكة التحكم
22-9-2021
شروط انعقاد العقد في ضوء أحكام المادة (86/ف2).
17-5-2016
التعريف بسورة التكاثر ومحاورها
2024-09-02
Ruggero Giuseppe Boscovich
29-6-2016
المِقداد بن الأسود
28-1-2019
منهج الاستقراء
2023-07-28


خصائص المفسّر ومؤهّلاته عند الإمام الخميني  
  
2377   07:31 مساءاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : جواد علي كسار
الكتاب أو المصدر : فهم القرآن دراسة على ضوء المدرسة السلوكية
الجزء والصفحة : ص 140- 147 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفسير / مفهوم التفسير /

ما دام الإمام يحدّد التفسير بشرح المقصد : «معنى تفسير الكتاب شرح مقاصده، و المسألة الأساسية هي بيان منظور صاحب الكتاب» (1)، فستكون وظيفة التفسير التي ينبغي للمفسر أن ينهض بها، هي بيان المقصد الذي جاء من أجله القرآن، و إلّا فهو لا يستحق اللقب الذي يحمله. بتعبير الإمام : «إنّما يكون المفسر مفسرا إذ أعلمنا «المقصد» من النزول لا «سبب» النزول كما هو الحال في التفاسير» (2).

و حيث إنّ القرآن هو كتاب هداية : «هذا الكتاب الشريف هو بشهادة اللّه تعالى، كتاب هداية و تعليم، و هو نور الطريق لسلوك الإنسانية» (3)، و حيث هو باب معرفة اللّه إذ «لو لا القرآن لبقي باب معرفة اللّه مؤصدا إلى الأبد» (4)، و لمّا كان‏ «مقصد القرآن، كما تصرّح به الصحيفة النورية نفسها، هو الهداية إلى سبل السلامة، و إخراج [الإنسان و الإنسانية] و إنقاذها من مراتب الظلمات بأجمعها إلى عالم النور و الهداية إلى الطريق المستقيم» (5)، و لمّا كان «القرآن قد جاء لكي يصير الإنسان إنسانا ... إذ أنّ جميع العبادات و الأدعية كافة ما هي إلّا وسيلة، لانبثاق للباب الإنسان و ظهورها ... و لكي يتحوّل الإنسان بالقوّة إلى إنسان بالفعل، و يصير الإنسان الطبيعي إنسانا إلهيا، كلّ شي‏ء فيه إلهي» (6)، بكلمة أخيرة : لمّا كان «كتاب اللّه كتاب معرفة و أخلاق و دعوة إلى السعادة و الكمال» (7) و ذلك في الإطار التفصيلي لنظرية المقاصد القرآنية؛ فينبغي للمفسّر أن ينهض ببيان ذلك كله و شرحه، مع ما تمليه هذه المهمة من مقدمات و لوازم و ما يلتحق بها من تفاصيل و ما يترتب عليها من نتائج.

ففي قصص القرآن مثلا : «ينبغي للمفسّر أن يبيّن للمتعلّم في كلّ قصّة من قصصه، بل في كلّ آية من آياته، جهة الاهتداء إلى عالم الغيب، و حيثية الإرشاد إلى طرق السعادة و سلوك سبيل المعرفة و الإنسانية» (8).

و كما أنّ غفلة المفسّر عن هذه الوظيفة تفقده لقبه كمفسر لأنّه يكون قد غفل عن مقصد القرآن و ما جاء له، فكذلك يرى الإمام أنّ تجافي حركة التفسير عن هذه المهمة، ألحق بالامّة أضرارا فادحة على مدى قرون و أوصد في وجهها باب الهداية  :

«إنّ المفسر الذي غفل عن هذه الجهة، أو صرف عنها النظر، أو لم يعبأ و لم يهتم بها، فهو قد غفل عن مقصود القرآن نفسه، و أغضى عن المنظور الأساسي لإنزال الكتب و إرسال الرسل. و هذا خطأ حرم هذه الامّة من الاستفادة من القرآن على مدار قرون، و أوصد بوجه الناس سبيل الهداية» (9).

المطلوب من المفسر أن يفتح هذا الباب المؤصد أمام الناس : «ينبغي أن يفتح هذا الكتاب الشريف للناس، فهو الكتاب الوحيد للسلوك إلى اللّه، و الكتاب الوحيد لتهذيب النفوس، و للآداب و السنن الإلهية، و هو أكبر وسيلة ارتباط بين الخالق و المخلوق، و هو العروة الوثقى و الحبل المتين للتمسك بالعز و الربوبية» (10).

على هذا الضوء ليس مقبولا في نظرة الإمام إلى المفسر و مؤهلاته، أن يجمد الأخير على المقدمات و يستغرق بها بحيث تغدو هي الهدف، فتنصرف حركة التفسير عن مهمتها مثلما هو حاصل في تيار عريض من التراث التفسيري : «ثمّ طائفة من علماء التفسير تحصر الاستفادة من القرآن بضبط اختلاف القراءات، و جمع معاني اللغات، و تصاريف الكلمات، و المحسنات اللفظية و المعنوية، و وجوه إعجاز القرآن و المعاني العرفية و اختلاف أفهام الناس فيها، في حين هي غافلة تماما عن دعوات القرآن و جهاته الروحية و معارفه الإلهية. إنّ مثل هؤلاء كمثل مريض يراجع الطبيب و يستلم منه نسخة الدواء، ثمّ يرى علاجه بضبط النسخة و حفظها و النظر في كيفية تركيبها. إنّ أمثال هؤلاء سيقتلهم المرض و لا ينفعهم العلم بالنسخة و مراجعة الطبيب بتاتا» (11).

إنّما : «ينبغي للمفسر أن يعلّم الناس الشئون الإلهية، كما يتعين على الناس‏ أن ترجع إلى القرآن لتعلم الشئون الإلهية، لكي تتحقق الاستفادة من القرآن‏ {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]. ترى أي خسارة أعظم من أن نقرأ الكتاب الإلهي ثلاثين و أربعين سنة، و نراجع التفاسير، ثمّ نبقى بعيدين عن مقاصده! {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف : 23] » (12).

المطلوب من المفسر أن يتحوّل من علوم المقدمات إلى المعرفة القرآنية، و من القشور إلى اللباب، و من الظاهر إلى الباطن، و من المقدمات إلى المقاصد، و من المقاصد الفرعية إلى المقصد الأسمى.

لقد أطنبت كتب التفسير و علوم القرآن بالحديث عن شروط المفسر و خصائصه و ما يحتاج إليه من علوم و مقدمات. لكن في الرؤية التي نحن فيها يتم التركيز عادة على الموقع المعرفي و على التزكية و التهذيب تمهيدا لتلقي معارف القرآن، من دون إهمال للجهد العقلي الذي تتوفر له فرص الإيناع أكثر في إطار التهذيب و الاستعداد النفسي عبر طهارة الباطن.

يلخّص أحد رادة هذا الاتجاه، هذه الرؤية للمفسر بقوله : «تتحرك عملية تفسير القرآن في إطار معرفته، و لما كانت لمعرفة القرآن درجات مختلفة فسيكون لتفسيره درجات مختلفة أيضا» (13).

فهناك من يعرف القرآن من خلال الاتحاد بحقيقته، كما هو شأن النبي : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 193، 194] ، {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل : 6] و أهل بيته هم في منزلته. كما هناك من يعرفه بمشاهدة آيات القرآن الأنفسية عبر التزكية و التهذيب و صفاء الباطن، ثمّ هناك من يعرفه عن طريق الاجتهاد العقلي و المثابرة العلمية.

لكن بصراحة، لا يقتصر شرط التهذيب و تزكية النفس على المدرسة العرفانية وحدها، بل تحدثت عنه و اشترطته للمفسر كثير من كتب علوم القرآن، و عدد غير قليل من المفسّرين أنفسهم.

لقد ذكر الأقدمون هذا الشرط و أطلقوا عليه «علم الموهبة» كما فعل الراغب الاصفهاني (ت : 502 هـ) الذي وصفه بأنّه علم يورثه اللّه من عمل بما علم. ثمّ عقّب السيوطي عليه، بقوله : «و لعلك تستشكل علم الموهبة، و تقول هذا شي‏ء ليس في قدرة الإنسان. و ليس كما ظننت من الإشكال، و الطريق في تحصيله ارتكاب الأسباب الموجبة له من العمل و الزهد» (14).

أمّا الزركشي فقد كان أوضح من غيره، و هو يكتب : «أصل الوقوف على معاني القرآن التدبّر و التفكّر، و اعلم أنّه لا يحصل للناظر معاني الوحي حقيقة، و لا يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة و في قلبه بدعة أو إصرار على ذنب، أو في قلبه بدعة كبر أو هوى أو حبّ الدنيا، أو يكون غير متحقق الإيمان أو ضعيف التحقيق أو معتمدا على قول مفسر ليس عنده إلّا علم بظاهر، أو يكون راجعا إلى‏ معقوله. و هذه كلها حجب و موانع و بعضها أوكد من بعض» (15).

بشكل عام استوفى الباحثون في القرآن هذا الجانب من خلال ما أطلقوا عليه بالآداب النفسية للمفسر من صحة اعتقاد (16)، و إخلاص و تفويض و عدم إخلاد المفسر إلى الإعجاب بنفسه و الاتكال على عقله و جودة قريحته‏ (17)، و الارتكان إلى الموهبة و هو ليس من العلوم المكتسبة بل من العلم اللدني‏ (18)، و الاستشعار الشديد لتقوى اللّه و عدم السقوط في هوة الإعجاب «فالإعجاب اسّ كلّ فساد» كما يقول الراغب‏ (19).

لكن مع مدرسة المعنى زادت كثافة التركيز على عنصر التزكية : «إذا ما أراد الإنسان أن يستفيد من معارف القرآن، و ينتفع من المواعظ الإلهية ينبغي له أن يطهر القلب من هذه الأرجاس، و يدفع عنه لوث المعاصي القلبية المتمثل بالاشتغال بغيره سبحانه؛ لأنّ غير المطهّر لا يؤتمن على هذه الأسرار. قال تعالى : {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ } [الواقعة: 77 - 79] » (20). كما يقول الإمام‏ أيضا : «إذا خلي القلب من الأوساخ صار مهيئا لذكر اللّه و قراءة كتاب اللّه» (21).

طبيعي أنّ العلم بالأمور النظرية يتحقق بغير هذا الشرط، لكن إذا ما أريد الارتقاء إلى حقيقة القرآن فالتزكية أمر لا مناص عنه «و المطلوب في قراءة القرآن الكريم هو أن تنتقش صورته في القلوب، و أن تكون أوامره و نواهيه مؤثّرة، و أن تستبدل دعواته ما هو موجود في القلوب و تحلّ مكانها» (22). و إلّا : «فما وصلت حقيقة القرآن و أحقيته إلى قلبنا، و ما انجذب قلبنا إليه» (23).

معرفة كهذه لا يكفي في تحققها البرهان و العلوم الكسبية و منطقة العقل وحدها، بل تحتاج إلى التهذيب و التزكية حتّى يستقر التعليم، و مثلما يعدّ هذا المعنى شرطا لقارئ القرآن، فهو دون ريب أحق بالمفسر الذي يتصدى لبيان معاني القرآن و بثّ معارفه، بل هو الشرط الأوّل الذي ينهض عليه البناء. فإذا ما رمت «نيل جواهر بحار القرآن، و درر أسرار كلام اللّه، و فتق أصداف مبانيه، و أخذ غرر معانيه، و حل معضلاته و فهم مشكلاته» فعليك في البدء «بتصفية نفسك و تزكيتها عن هواها ... فاستحكم أولا أساس المعرفة بالتقوى، ثمّ أرق ذراها، و إلّا فكنت ممّن أتى بنيانه من القواعد» (24).

يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في الدلالة على هذا النمط من المعرفة، مدلا على أهله و خصائصهم : «إنّ علم القرآن ليس يعلم ما هو إلّا من ذاق طعمه، فعلم بالعلم جهله، و بصّر به عماه، و سمع به صممه، و أدرك به علم ما فات، و حيي به‏

بعد إذ مات، و أثبت به عند اللّه عزّ ذكره الحسنات، و محا به السيئات، و أدرك به رضوانا من اللّه تبارك و تعالى، فاطلبوا ذلك من عند أهله» (25).

على أنّ هذا الشرط في المفسّر لا يعني مطلقا إلغاء دور العلوم الكسبية و الاجتهاد العقلي بل يريد أن يقول إنّ هذه منطقة ثمّ ما يأتي بعدها، و إنّ هناك طورا ما وراء طور العقل و البرهان.

________________
(1)- آداب الصلاة : 192.

(2)- نفس المصدر : 193.

(3)- نفس المصدر : 192.

(4)- صحيفه امام 17 : 433.

(5)- آداب الصلاة : 203.

(6)- تفسير سورة حمد : 174.

(7)- آداب الصلاة : 193.

(8)- نفس المصدر : 192- 193.

(9)- نفس المصدر : 193.

(10)- نفس المصدر : 195.

(11)- نفس المصدر : 171.

(12)- آداب الصلاة : 194- 195.

(13)- المنهج التفسيري للعلامة الطباطبائي : 9.

(14)- الإتقان في علوم القرآن 4 : 188.

(15)- البرهان في علوم القرآن 2 : 180.

(16)- المبادئ العامة لتفسير القرآن الكريم : 39، الإتقان في علوم القرآن 4 : 174، فيما نقله عن أبي طالب الطبري و شروطه للمفسر.

(17)- الإتقان في علوم القرآن 4 : 175، مقدمتان في علوم القرآن : 174- 175، فيما نقله من كلام أبي عمر و عثمان المازني في الإخلال و التوكل و التفويض و الارتكان إلى تطهير الباطن.

(18)- الإتقان في علوم القرآن 4 : 188.

(19)- مقدمته في التفسير : 97، التفسير و المفسّرون 1 : 54 57. 

(20)- آداب الصلاة : 202.

(21)- شرح حديث جنود عقل و جهل : 73.

(22)- شرح چهل حديث : 499.

(23)- شرح حديث جنود عقل و جهل : 61.

(24)- مفاتيح الغيب : 7- 8.

(25)- الكافي 8 : 386/ 586، للحديث تتمة رائعة حرية بالمراجعة.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .