أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
2631
التاريخ: 3-9-2017
2627
التاريخ: 19-8-2017
2456
التاريخ: 12-8-2017
4032
|
زار الإمام الصادق (عليه السلام) أرض الشهادة والفداء كربلاء وبعدما انتهى من زيارة الإمام الحسين وأهل بيته والمجتبين من أصحابه انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس ووقف على المرقد المعظّم وزاره بالزيارة التالية التي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس وعظيم مكانته وقد استهلّ زيارته بقوله :
سلام الله وسلام ملائكته المقرّبين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع الشهداء والصدّيقين والزاكيات الطيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين .. .
لقد استقبل الإمام الصادق عمّه العباس بهذه الكلمات الحافلة بجميع معاني الإجلال والتعظيم فقد رفع له تحيات من الله وسلام ملائكته وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين والشهداء والصدّيقين وهي أندى وأزكى تحيّة رفعت له ويمضي سليل النبوّة الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته قائلاً : وأشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحه لخلف النبيّ المرسل والسبط المنتجب والدليل العالم والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم ..
وأضفى الإمام الصادق (عليه السلام) بهذا المقطع أوسمة رفيعة على عمّه العبّاس هي من أجلّ وأسمى الأوسمة التي تضفى على الشهداء العظام وهي :
أ ـ التسليم :
وسلّم العباس (عليه السلام) لأخيه سيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) جميع أموره وتابعه في جميع قضاياه حتّى استشهد في سبيله وذلك لعلمه بإمامته القائمة على الإيمان الوثيق بالله تعالى وعلى أصالة الرأي وسلامة القصد والإخلاص في النيّة.
ب ـ التصديق :
وصدّق العبّاس (عليه السلام) أخاه ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) في جميع اتجاهاته ولم يخامره شكّ في عدالة قضيّته وانّه على الحق وان من نصب له العداوة وناجزه الحرب كان على ضلال مبين.
ج ـ الوفاء :
من الصفات الكريمة التي أضافها الإمام الصادق (عليه السلام) على عمّه أبي الفضل (عليه السلام) الوفاء فقد وفى ما عاهد عليه الله من نصرة إمام الحق أخيه أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فقد وقف إلى جانبه في أحلك الظروف وأشدّها محنة وقسوة ولم يفارقه حتى قطعت يداه واستشهد في سبيله.
لقد كان الوفاء الذي هو من أميز الصفات الرفيعة عنصراً من عناصر أبي الفضل وذاتياً من ذاتياته فقد خُلِق للوفاء والبرّ للقريب والبعيد.
د ـ النصيحة :
وشهد الإمام الصادق بنصيحة عمّه العبّاس لأخيه سيّد الشهداء (عليه السلام) فقد أخلص له في النصيحة على مقارعة الباطل ومناجزة أئمّة الكفر والضلال وشاركه في تضحياته الهائلة التي لم يشاهد العالم مثلها نظيراً في جميع فترات التاريخ ... ولننظر إلى بند آخر من بنود هذه الزيارة الكريمة يقول (عليه السلام) :
فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم أفضل الجزاء بما صبرت واحتسبت وأعنت فنعم عقبى الدار ... .
وحوى هذا المقطع على إكبار الإمام الصادق (عليه السلام) لعمّه العبّاس وذلك لما قدّمه من الخدمات العظيمة والتضحيات الهائلة لسيّد شباب أهل الجنّة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام الحسين (عليه السلام) فقد فداه بروحه ووقاه بمهجته وصبر على ما لاقاه في سبيله من المحن والشدائد مبتغياً في ذلك الأجر عند الله فجزاه الله عن نبيّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) وعن باب مدينته الإمام أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء على عظيم تضحياته.
ويستمرّ مجدّد الإسلام الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته لعمّه العبّاس فيذكر صفاته الكريمة وما له من المنزلة العظيمة عند الله تعالى فيقول بعد السلام عليه :
أشهد وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله المناصحون له في جهاد أعدائه المبالغون في نصرة أوليائه الذابّون عن أحبّائه فجزاك الله أفضل الجزاء وأوفى الجزاء وأوفى جزاء أحد ممن وفي ببيعته واستجاب لدعوته وأطاع ولاة أمره ... .
لقد شهد الإمام الصادق العقل المفكّر والمبدع في الإسلام واشهد الله تعالى على ما يقول : من أنّ عمّه أبا الفضل العبّاس (عليه السلام) قد مضى في جهاده مع أخيه أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) على الخطّ الذي مضى عليه شهداء بدر الذين هم من أكرم الشهداء عند الله فهم الذين كتبوا النصر للإسلام وبدمائهم الزكية ارتفعت كلمة الله عالية في الأرض وقد استشهدوا وهم على بصيرة من أمرهم ويقين من عدالة قضيّتهم وكذلك سار أبو الفضل العبّاس على هذا الخطّ المشرق فقد استشهد لإنقاذ الإسلام من محنته الحازبة فقد حاول صعلوك بني أميّة حفيد أبي سفيان أن يمحو كلمة الله ويلف لواء الإسلام ويعيد الناس لجاهليتهم الأولى فثار أبو الفضل
بقيادة أخيه أبي الأحرار في وجه الطاغية السفّاك وتحققت بثورتهم كلمة الله العليا في نصر الإسلام وإنزال الهزيمة الساحقة بأعدائه وخصومه.
ويستمرّ الإمام الصادق (عليه السلام) في زيارته لعمّه العباس فيسجّل ما يحمله من إكبار وتعظيم فيقول :
أشهد أنّك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود فبعثك الله في الشهداء وجعل روحك مع أرواح السعداء وأعطاك من جنانه أفسحها منزلاً وأفضلها غرفاً ورفع ذكرك في علّيين وحشرك مع النبّيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقاً.
أشهد أنّك لم تهن ولم تنكل وانّك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بالصالحين ومتبعاً للنبيّين فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين فانّه أرحم الراحمين .. .
ويلمس في هذه البنود الأخيرة من الزيارة مدى أهميّة العبّاس وسموّ مكانته عند إمام الهدي الإمام الصادق (عليه السلام) وذلك لما قام به هذا البطل العظيم من خالص النصيحة وعظيم التضحيّه لريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام الحسين (عليه السلام) كما دعا الإمام له ببلوغ المنزلة السامية عند الله التي لا ينالها إلاّ الأنبياء واوصيائهم ومن أمتحن الله قلبه للإيمان.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|