المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

المبيدات الفطرية الجهازية
25-5-2022
إشتباه الثوب الطاهر بالنجس
9-12-2016
Retinoblastoma Protein
1-12-2019
من أوراق الخوخ الأخضر Myzus persicae
24-1-2016
فوائد الحلم
1-2-2022
فاكهة الباربري Berberis vulgaris
12-11-2017


الهجوم على مسلم  
  
2834   01:10 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص143-146.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2017 3751
التاريخ: 7-8-2017 2866
التاريخ: 7-8-2017 2543
التاريخ: 8-8-2017 2948

ندب ابن مرجانة لحرب مسلم محمد بن الأشعث وعمرو بن حريث المخزومي وضمّ إليهما ثلاثمائة رجل من فرسان الكوفة وأقبلت تلك الوحوش الكاسرة التي لا عهد لها بالشرف والمروءة إلى حرب مسلم الذي أراد أن يحررهم من الذلّ والعبودية وينقذهم من ظلم الأمويين وجورهم.
ولما قربت الجيوش من دار طوعة علم مسلم أنها قد أتت لحربه فسارع إلى فرسه فأسرجه وألجمه وصبّ عليه درعه وتقلّد سيفه والتفت إلى السيّدة الكريمة طوعة فشكرها على حسن ضيافتها وأخبرها أنه انّما أُوتي إليه من قبل ابنها الباغي اللئيم.
واقتحم الجيش الدار على مسلم فشدّ عليهم كالليث يضربهم بسيفه ففرّوا منهزمين من بين يديه يطاردهم الرعب والخوف وبعد فترة عادوا إليه فحمل عليهم وأخرجهم من الدار وانطلق نحوهم فجعل يحصد رؤوسهم بسيفه وقد أبدى من البطولات النادرة ما لم يشاهد مثله في جميع فترات التأريخ فقد قتل منهم ـ فيما يقول بعض المؤرّخين ـ واحداً وأربعين عدا الجرحى وكان من قوته النادرة وعظيم بأسه أن يأخذ الرجل منهم بيده ويرمي به فوق البيت كأنّه حجر ومن المؤكّد أنّه ليس في تأريخ الإنسانية مثل هذه البطولة ولا مثل هذه القوة وليس ذلك غريباً عليه فعمّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أشجع الناس وأقواهم بأساً وأشدّهم عزيمة.
وجعل أنذال أهل الكوفة يرمون مسلماً بالحجارة وقذائف النار من فوق سطوح بيوتهم ومما لا ريب فيه أن الحرب لو كانت في البيداء لأتى عليهم مسلم ولكنها كانت في الأزقة والشوارع ومع ذلك فقد فشلت جيوش أنذال أهل الكوفة وعجزت عن مقاومة البطل العظيم فقد أشاع فيه القتل والدمار وأسرع ابن الأشعث بالطلب إلى سيّده ابن مرجانة ليمدّه بالخيل والرجال لأنّه لا يقوى على مقاومة هذا البطل العظيم وبهر الطاغية وأخذ يندد بقيادة ابن الأشعث قائلاً : سبحان الله !! بعثناك إلى رجل واحد تأتينا به فثلم في أصحابك هذه الثلمة العظيمة ... .
وثقل على ابن الأشعث هذا التقريع فراح يشيد ببطولات ابن عقيل قائلاً : أتظنّ أنّك أرسلتني إلى بقّال من بقّالي الكوفة أو جرمقاني من جرامقة الحيرة وانّما بعثتني إلى أسد ضرغام وسيف حسام في كفّ بطل همام من آل خير الأنام ، وأمدّه ابن زياد بقوة مكثفة من الجيش فجعل بطل الإسلام وفخر عدنان يقاتلهم أشدّ القتال وأعنفه وهو يرتجز :
أقسمت لا أقتل إلاّ حرّا     ... وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
أو يخلط البارد سخناً مرّا     ... ردّ شعاع الشمس فاستقرا
كلّ امرئ يوماً يلاقي شرّاً ... أخاف أن أكذب أو أغرا
أما أنت يا بن عقيل فكنت سيّد الأباة والأحرار فقد رفعت لواء العزّة والكرامة ورفعت شعار الحرية وأما خصومك فهم العبيد الذي رضوا بالذلّ والهوان وخضعوا للعبودية والذل لقد أردت أن تحررهم وتعيد لهم الحياة الحرّة الكريمة فأبوا ذلك وعدوا عليك يقاتلونك وقد فقدوا بذلك إنسانيتهم ومقومات حياتهم.
ولمّا سمع ابن الأشعث رجز مسلم الذي أقسم فيه على أن يموت ميتة الأحرار والأشراف انبرى إليه ليخدعه قائلاً : إنّك لا تكذب ولا تخدع إن القوم بنو عمّك وليسوا بقاتليك ولا ضاريّك .. .
فلم يحفل مسلم بأكاذيب ابن الأشعث وراح يقاتلهم أعنف القتال وأشدّه ففرّوا منهزمين من بين يديه وهو يحصد رؤوسهم وجعلوا يرمونه بالحجارة فأنكر عليهم مسلم ذلك وصاح بهم : ويلكم ما لكم ترمونني بالحجارة كما تُرمى الكفار وأنا من أهل بيت الأبرار ويلكم أما ترعون حقّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وذريته .. .
إنّ هؤلاء الأجلاف قد فقدوا جميع القيم والأعراف فلم يرعوا أيّة حرمة لرسول الله (صلى الله عليه واله) الذي حرّرهم من حياة التيه في الصحراء وأقام لهم حضارة لم تعهدها الأمم والشعوب فكان جزاؤه منهم أن عدوا على أبنائه وذريته فأوسعوهم قتلاً وتنكيلاً.
وعلى أي حال فان جيوش ابن زياد لم تستطع مقاومة البطل العظيم وبان عليهم الانكسار وضاق بابن الأشعث أمره فدنا من مسلم ورفع عقيرته قائلاً : يا بن عقيل لا تقتل نفسك أنت آمن ودمك في عنقي .. .
ولم يعن مسلم بأمان ابن الأشعث لعلمه أنّه من أسرة خبيثة لا تعرف أي معنى من معاني النبل والوفاء فردّ عليه قائلاً : يا بن الأشعث لا أعطي بيدي أبداً وأنا أقدر على القتال والله لا كان ذلك أبداً .. .
وحمل عليه مسلم ففرّ الجبان منهزماً يلهث كالكلب وأخذ العطش القاسي من مسلم مأخذاً عظيماً فجعل يقول : اللهمّ إن العطش قد بلغ منّي .. .
وتكاثرت الجنود على مسلم وقد استولى عليهم الرعب والخوف وصاح بهم ابن الأشعث : إن هذا هو العار والفشل ان تجزعوا من رجل واحد هذا الجزع احملوا عليه بأجمعكم حملة واحدة ... .
فحمل الأوغاد اللئام على مسلم وجعلوا يطعنونه برماحهم ويضربونه بسيوفهم وقد ضربه الوغد بكير بن حمران الاَحمري ضربة منكرة على شفته العليا وأسرع السيف إلى السفلى وضربه مسلم ضربة أردته إلى الأرض.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.