أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2017
3751
التاريخ: 7-8-2017
2866
التاريخ: 7-8-2017
2543
التاريخ: 8-8-2017
2948
|
ندب ابن مرجانة لحرب مسلم محمد بن الأشعث وعمرو بن حريث المخزومي وضمّ إليهما ثلاثمائة رجل من فرسان الكوفة وأقبلت تلك الوحوش الكاسرة التي لا عهد لها بالشرف والمروءة إلى حرب مسلم الذي أراد أن يحررهم من الذلّ والعبودية وينقذهم من ظلم الأمويين وجورهم.
ولما قربت الجيوش من دار طوعة علم مسلم أنها قد أتت لحربه فسارع إلى فرسه فأسرجه وألجمه وصبّ عليه درعه وتقلّد سيفه والتفت إلى السيّدة الكريمة طوعة فشكرها على حسن ضيافتها وأخبرها أنه انّما أُوتي إليه من قبل ابنها الباغي اللئيم.
واقتحم الجيش الدار على مسلم فشدّ عليهم كالليث يضربهم بسيفه ففرّوا منهزمين من بين يديه يطاردهم الرعب والخوف وبعد فترة عادوا إليه فحمل عليهم وأخرجهم من الدار وانطلق نحوهم فجعل يحصد رؤوسهم بسيفه وقد أبدى من البطولات النادرة ما لم يشاهد مثله في جميع فترات التأريخ فقد قتل منهم ـ فيما يقول بعض المؤرّخين ـ واحداً وأربعين عدا الجرحى وكان من قوته النادرة وعظيم بأسه أن يأخذ الرجل منهم بيده ويرمي به فوق البيت كأنّه حجر ومن المؤكّد أنّه ليس في تأريخ الإنسانية مثل هذه البطولة ولا مثل هذه القوة وليس ذلك غريباً عليه فعمّه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أشجع الناس وأقواهم بأساً وأشدّهم عزيمة.
وجعل أنذال أهل الكوفة يرمون مسلماً بالحجارة وقذائف النار من فوق سطوح بيوتهم ومما لا ريب فيه أن الحرب لو كانت في البيداء لأتى عليهم مسلم ولكنها كانت في الأزقة والشوارع ومع ذلك فقد فشلت جيوش أنذال أهل الكوفة وعجزت عن مقاومة البطل العظيم فقد أشاع فيه القتل والدمار وأسرع ابن الأشعث بالطلب إلى سيّده ابن مرجانة ليمدّه بالخيل والرجال لأنّه لا يقوى على مقاومة هذا البطل العظيم وبهر الطاغية وأخذ يندد بقيادة ابن الأشعث قائلاً : سبحان الله !! بعثناك إلى رجل واحد تأتينا به فثلم في أصحابك هذه الثلمة العظيمة ... .
وثقل على ابن الأشعث هذا التقريع فراح يشيد ببطولات ابن عقيل قائلاً : أتظنّ أنّك أرسلتني إلى بقّال من بقّالي الكوفة أو جرمقاني من جرامقة الحيرة وانّما بعثتني إلى أسد ضرغام وسيف حسام في كفّ بطل همام من آل خير الأنام ، وأمدّه ابن زياد بقوة مكثفة من الجيش فجعل بطل الإسلام وفخر عدنان يقاتلهم أشدّ القتال وأعنفه وهو يرتجز :
أقسمت لا أقتل إلاّ حرّا ... وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
أو يخلط البارد سخناً مرّا ... ردّ شعاع الشمس فاستقرا
كلّ امرئ يوماً يلاقي شرّاً ... أخاف أن أكذب أو أغرا
أما أنت يا بن عقيل فكنت سيّد الأباة والأحرار فقد رفعت لواء العزّة والكرامة ورفعت شعار الحرية وأما خصومك فهم العبيد الذي رضوا بالذلّ والهوان وخضعوا للعبودية والذل لقد أردت أن تحررهم وتعيد لهم الحياة الحرّة الكريمة فأبوا ذلك وعدوا عليك يقاتلونك وقد فقدوا بذلك إنسانيتهم ومقومات حياتهم.
ولمّا سمع ابن الأشعث رجز مسلم الذي أقسم فيه على أن يموت ميتة الأحرار والأشراف انبرى إليه ليخدعه قائلاً : إنّك لا تكذب ولا تخدع إن القوم بنو عمّك وليسوا بقاتليك ولا ضاريّك .. .
فلم يحفل مسلم بأكاذيب ابن الأشعث وراح يقاتلهم أعنف القتال وأشدّه ففرّوا منهزمين من بين يديه وهو يحصد رؤوسهم وجعلوا يرمونه بالحجارة فأنكر عليهم مسلم ذلك وصاح بهم : ويلكم ما لكم ترمونني بالحجارة كما تُرمى الكفار وأنا من أهل بيت الأبرار ويلكم أما ترعون حقّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وذريته .. .
إنّ هؤلاء الأجلاف قد فقدوا جميع القيم والأعراف فلم يرعوا أيّة حرمة لرسول الله (صلى الله عليه واله) الذي حرّرهم من حياة التيه في الصحراء وأقام لهم حضارة لم تعهدها الأمم والشعوب فكان جزاؤه منهم أن عدوا على أبنائه وذريته فأوسعوهم قتلاً وتنكيلاً.
وعلى أي حال فان جيوش ابن زياد لم تستطع مقاومة البطل العظيم وبان عليهم الانكسار وضاق بابن الأشعث أمره فدنا من مسلم ورفع عقيرته قائلاً : يا بن عقيل لا تقتل نفسك أنت آمن ودمك في عنقي .. .
ولم يعن مسلم بأمان ابن الأشعث لعلمه أنّه من أسرة خبيثة لا تعرف أي معنى من معاني النبل والوفاء فردّ عليه قائلاً : يا بن الأشعث لا أعطي بيدي أبداً وأنا أقدر على القتال والله لا كان ذلك أبداً .. .
وحمل عليه مسلم ففرّ الجبان منهزماً يلهث كالكلب وأخذ العطش القاسي من مسلم مأخذاً عظيماً فجعل يقول : اللهمّ إن العطش قد بلغ منّي .. .
وتكاثرت الجنود على مسلم وقد استولى عليهم الرعب والخوف وصاح بهم ابن الأشعث : إن هذا هو العار والفشل ان تجزعوا من رجل واحد هذا الجزع احملوا عليه بأجمعكم حملة واحدة ... .
فحمل الأوغاد اللئام على مسلم وجعلوا يطعنونه برماحهم ويضربونه بسيوفهم وقد ضربه الوغد بكير بن حمران الاَحمري ضربة منكرة على شفته العليا وأسرع السيف إلى السفلى وضربه مسلم ضربة أردته إلى الأرض.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|