المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6197 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

إعـادة الهيـكلـة المـاليـة (إعـادة هيـكـلة رأس المـال)
2024-10-24
من هم اصحاب الاعراف ؟
17-12-2015
معنى كلمة قنت‌
11-12-2015
جمال الشباب
2023-05-08
أمنحتب الأول وصف تابوته وموميته.
2024-03-25
المزايا التي يتصف بها الإنسان الفعال- المواصفات الشخصية
22-8-2022


خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث  
  
1767   10:13 صباحاً   التاريخ: 29-7-2017
المؤلف : السيد محسن الامين.
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة.
الجزء والصفحة : ج 6 -ص296
القسم : الحديث والرجال والتراجم / اصحاب الائمة من التابعين /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017 2303
التاريخ: 23-11-2017 1183
التاريخ: 11-10-2017 1137
التاريخ: 24-11-2017 1590

خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث السدوسي من ربيعة البصرة.
المعمر بتشديد الميم.
كان من أصحاب علي أمير المؤمنين ع وحضر معه وقعة صفين وكان من الرؤساء في ربيعة وأعطاه أمير المؤمنين ع يوم صفين راية ربيعة كلها كوفيتها وبصريتها كما يأتي عن نصر في كتاب صفين وروى نصر أيضا ان عليا ع لما عقد الألوية وأمر الأمراء جعل خالد بن المعمر السدوسي على ذهل البصرة وقال نصر أيضا في كتاب  صفين جعل علي ع يأمر هذا الرجل الشريف فيخرج معه جماعة فيقاتل ويخرج إليه من أصحاب معاوية رجل معه جمع فيقتتلان ويكرهون أن يتزاحفوا بجميع الفيلق مخافة الاستئصال فكان علي ع يخرج فيمن يخرج خالد بن المعمر السدوسي ولكن سيأتي انه كان له باطن سوء مع معاوية وانه انهزم في بعض أيام صفين ليكسر الميسرة على علي ع وان معاوية وعده بامرة خراسان ووفي له حين بايعه الناس فمات قبل ان يصل إليها.
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان أمير المؤمنين ع لما أراد المسير إلى صفين كتب إلى ابن عباس وهو عامله بالبصرة ان يستنهض الناس للمسير معه فجمعهم ابن عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير المؤمنين ع وحثهم على الخروج معه فقام فيمن قام خالد بن المعمر السدوسي فقال سمعنا وأطعنا فمتى استنفرتنا نفرنا ومتى دعوتنا أجبنا فكان خالد على بكر بن وائل لكن في الكتاب المذكور في موضع آخر أن ناسا أتوا عليا ع فقالوا انا لا نرى خالد بن المعمر السدوسي الا قد كاتب معاوية وقد خشينا ان يبايعه فبعث إليه وإلى رجال من أشرافهم وقال يا معشر ربيعة أنتم أنصاري ومجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في نفسي وقد بلغني ان معاوية كاتب صاحبكم خالد بن المعمر ثم قال يا خالد ان كان ما بلغني عنكم حقا فاني أشهد ومن حضرني من المسلمين انك آمن حتى تلحق بالعراق أو بالحجاز أو أرض لا سلطان لمعاوية فيها وإن كنت مكذوبا عليك فابر صدورنا بايمان نطمئن إليها فحلف له بالله ما فعل وقال رجال من ربيعة كثير والله لو نعلم أنه فعل لقتلناه وقال له زياد بن خصفة استوثق منه بالايمان فاستوثق منه اه‍. هذا مع كونه من ربيعة المعروفة بولائه ع ولكن ابن أبي الحديد يقول في شرح نهج البلاغة: لا ريب عند علماء السيرة ان خالد بن المعمر كان له باطن سوء مع معاوية وانه انهزم يوم صفين ليكسر الميسرة على علي ذكر ذلك الكلبي والواقدي وغيرهما قال نصر ان ميمنة أهل الشام حملوا على ميسرة أهل العراق وهم ربيعة فثبتت لهم وصبروا صبرا حسنا إلا قليلا من الضعفاء فلما رأى خالد بن المعمر أناسا قد انهزموا من قومه انصرف فلما رأى أصحاب الرايات قد ثبتوا وقومه صبروا رجع وصاح بمن انهزم وأمرهم بالرجوع فقال من أراد أن يتهمه أراد الانصراف فلما رآنا قد ثبتنا رجع إلينا وقال لهم لما رأيت رجالا منا قد انهزموا رأت أن استقبلهم ثم أردهم إليكم فأقبلت إليكم بمن أطاعني منهم فجاء بأمر مشتبه اه‍. قال ابن أبي الحديد ويدل على باطنه هذا انه لما استظهرت ربيعة على صفوف أهل الشام اليوم الثاني من هذا اليوم ارسل معاوية إلى خالد بن المعمر ان كف عني ولك إمارة خراسان ما بقيت فكف عنه ورجع بربيعة وقد شارفوا اخذه من مضربه اه‍. ولكن المتأمل في مجاري أحواله وفي محاورته مع معاوية الآتية يتبين له انه كان من شيعة أمير المؤمنين ع العارفين بحقه وان صح انه صدر منه شئ يدل على أنه كان له باطن سوء مع معاوية يكن ذلك ذنبا أتقترفه ميلا مع الدنيا كما يقع من عصاة الشيعة ومحاورته الآتية مع معاوية تدل على أن معاوية كان يعلم منه حب علي ع وسيأتي عند نقل كلام ابن عساكر ما يدل على تشيعه وقال نصر كانت راية ربيعة كلها كوفيتها وبصريتها مع خالد بن المعمر السدوسي من ربيعة البصرة أعطاه إياها علي بن أبي طالب.

روى نصر ان خالد ابن معمر قام يحرض ربيعة على الحرب فقال في بعض كلام انكم ان تنكلوا عن عدوكم وتحولوا عن مصافكم لا يرض الرب فعلكم ولا تعدموا معيرا يقول فضحت ربيعة الذمار وان تمضوا مقدمين وتصبروا محتسبين فان الأقدام منكم عادة والصبر منكم سجية فاصبروا ونيتكم صادقة تؤجروا فان ثواب من نوى ما عند الله شرف الدنيا وكرامة الآخرة ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا فقام إليه رجل من ربيعة فقال ضاع والله أمر ربيعة حين جعلت أمرها إليك تأمرنا أن لا نحول ولا نزول حتى نقتل أنفسنا أترى إلى الناس قد انصرف جلهم فقام إليه رجال من قومه فتناولوه بأفواههم ولكزوه بأيديهم فقال لهم خالد أخرجوا هذا من بينكم هذا الذي لا ينقص العدد ولا يملأ البلد وكان معاوية نذر في سبي نساء ربيعة وقتل المقاتلة فقال في ذلك خالد بن المعمر ومر البيت الأول في أبيات لخالد بن ربيعة:
تمنى ابن حرب نذرة في نسائنا * ودون الذي ينوي سيوف قواضب

ونمنح ملكا أنت حاولت خلعه * بني هاشم قول امرئ غير كاذب

وقال أيضا:
وفتنة مثل ظهر الليل مظلمة * لا يستبين لها أنف ولا ذنب

فرجتها بكتاب الله فانفرجت * وقد تحير فيها سادة عرب

 

وروى نصر أنه لما كان اليوم العاشر من أيام الحرب بصفين قام خالد بن المعمر فنادى من يبايع على الموت ويشري نفسه لله فبايعه آلاف على أن لا ينظر رجل منهم خلفه حتى يرد سرادق معاوية فاقتتلوا قتالا شديدا وقد كسروا جفون سيوفهم فلما نظر إليهم معاوية قد أقبلوا قال:
إذا قلت قد ولت ربيعة أقبلت * كتائب منهم كالجبال تجالد

ثم قال معاوية لعمرو وما ترى قال أرى أن لا تحنث أخوالي اليوم فخلى معاوية عنهم وعن سرادقه وخرج فارا عنه إلى بعض مضارب العسكر فدخل وبعث معاوية إلى خالد بن المعمر أنك قد ظفرت ولك إمرة خراسان أن لم تتم فطمع خالد في ذلك ولم يتم فأمره معاوية حين بايعه الناس على خراسان فمات قبل أن يصل إليها وإذا صح أنه كان باطنا مع معاوية يكون قد خسر الدنيا والآخرة. وفي الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي سال معاوية خالد بن معمر فقال على ما أحببت عليا قال على ثلاث خصال على حلمه إذا غضب وعلى صدقه إذا قال وعلى عدله إذا حكم.

وروى نصر في كتاب صفين أنه لما رفعت المصاحف تكلم أصحاب علي ع فبعضهم رأى الحرب وبعضهم رأى الكف وكان من جملة من تكلم شقيق بن ثور البكري فأشار بالموادعة وكردوس بن هانئ البكري فأشار بمتابعة رأي علي ع وهو القتال وحريث بن جابر البكري فأشار بالحرب وحضين بن المنذر الرقاشي فدعا إلى متابعة على ع في رأيه ومنهم خالد بن المعمر فإنه قام فقال يا أمير المؤمنين أنا والله ما اخترنا هذا المقام أن يكون أحد هو أولى به منا غير انا جعلناه ذخرا وقلنا أحب الأمور إلينا ما كفينا مؤونته فاما إذ سبقنا في المقام فانا لا نرى الا فيما دعاك إليه القوم إن رأيت ذلك فان لم تره فرأيك أفضل اه‍. وهذا الكلام يشير من طرف خفي إلى ما تنطوي عليه نفسه قال نصر فبلغ معاوية كلام الربعيين فبعث إلى مصقلة بن هبيرة ما لقيت من أحد ما لقيت من ربيعة قال ما هم منك بأبعد من غيرهم وانا باعث إليهم فيما صنعوا فبعث إليهم بأبيات يصوب فيها رأي من أشار بترك القتال ويخطئ من أشار بالقتال فاجابه جماعة على شعره منهم خالد بن المعمر فقال: وفت لعلي من ربيعة عصبة * بصم العوالي والصفيح المذكر

شقيق وكردوس ابن سيد تغلب * وقد قام فيها خالد بن المعمر

وقارع بالشورى حريث بن جابر * وفاز بها لولا حضين بن منذر

لأن حضينا قام فينا بخطبة * من الحق فيها منية المتخير

أمرنا بمر الحق حتى كأننا * خشاش تفادى من قطام بقرقر

وكان أبوه خير بكر بن وائل * إذا خيف من يوم أغر مشهر

نماه إلى عليا عكابة عصبة * وأب أبي للدنية أزهر

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث يتصل نسبه ببكر بن وائل شهد صفين مع علي كرم الله وجهه ثم غدر بالحسن ولحق بمعاوية فقال الشاعر:
معاوي أمر خالد بن معمر * معاوي لولا خالد لم تؤمر

قال أبو عبيدة قدم على معاوية فسأله مداجاة على علي فلم يقبل وكان معاوية قد وصله وولاه أرمينية فوصل إلى نصيبين فاحتيل له بشربة فمات بها اه‍. فانظره مع قول نصر انه ولاه خراسان فمات قبل أن يصل إليها وقوله قدم على معاوية لعل قدومه قبل وقعة صفين ففي ذلك الوقت لم يكن مانع من قدوم أحد من أصحاب علي ع على معاوية وعدم قبوله المداجاة على علي يدل على تشيعه ولا ينافيه انه كان له باطن سوء مع معاوية ولا غدره بالحسن لأن غاية ذلك فسقه وميله إلى الدنيا والظاهر أن الذي احتال له بشربة هو معاوية فوعده ولم يشأ ان ينفذ ذلك وهو أيضا من إمارات تشيعه. قال ولما كان يوم صفين وثب بنو الحارث مع خالد على سفيان بن ثور فانتزعوا الراية منه واستطال لها ابن الكواء اليشكري ورجا ان تدفع إليه فقال قائل ويلكم يا بني ذهب لا تخرجوها منكم وجئ بحضين بن المنذر فدفعت إليه وحكى يزيد بن أبي الصلت ان معاوية كان صرب يوم صفين لحمير بسهمهم على ثلاث قبائل ربيعة ومذحج وهمدان فلما وقع سهم حمير على ربيعة قال ذو الكلاع الحميري قبحك الله من سهم كرهت الضراب اليوم خوفا من ربيعة ثم أقبل ذو الكلاع في حمير ومعهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من رجال الشام قد بايعوا على الموت فلما دنوا من ربيعة وهي حذاء ميمنة أهل الشام وعلى ميمنتهم ذو الكلاع حملوا عليها وهم ميسرة أهل العراق وفيهم يومئذ ابن عباس وهو على الميسرة فحمل ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر بخيلهم ورجالهم حملة شديدة فضعضعت رايات ربيعة وثبتوا الا قليلا منهم ثم إن أهل الشام انصرفوا فمكثوا قليلا ثم كروا فشدوا على الناس شدة شديدة وعبيد الله يحرضهم فثبت لهم ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا وصاح بهم خالد بن المعمر بأناس من قومه انهزموا يومئذ فتراجعوا وكان معهم من عنزة أربعة آلاف بصفين. قال أبو عبيدة: ولما قتل علي بن أبي طالب أراد معاوية الناس على بيعة يزيد فتثاقلت ربيعة ولحقت بعبد القيس بالبحرين واجتمعت بكر بن وائل إلى خالد بن المعمر فلما تثاقلت ربيعة تثاقلت العرب أيضا فضاق معاوية بذلك ذرعا فبعث إلى خالد فقدم عليه فرحب به وقال كيف ما نحن فيه فقال أرى ملكا طريفا وبغضا تليدا فقال معاوية قل ما بدا لك فقد عفونا عنك ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في سلمنا قال له خالد انما اتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصما ولست للقوم تجري في حجتهم. وان ربيعة ان تدخل في طاعتك تنفعك وان تدخل كرها تكن قلوبها عليك وأبدانها لك فاعط الأمان عامتهم شاهدهم وغائبهم وان ينزلوا حيث شاؤوا فقال افعل فانصرف خالد إلى قومه بذلك ثم إن معاوية بدا له فبعث إلى خالد فدعاه فلما دخل عليه قال كيف حبك لعلي فقال اعفني يا أمير المؤمنين مما أكره فأبى أن يعفيه فقال أحبه والله على حلمه إذا غضب ووفائه إذا عقد وصدقه إذا اكد وعدله إذا حكم ثم انصرف ولحق بقومه وكتب إلى معاوية:
معاوي لا تجهل علينا فإننا * نذلك في اليوم العصيب معاويا

متى تدع فينا دعوة ربعية * تجبك رجال يخضبون العواليا

أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره * وجروا بصفين عليكم الدواهيا

فان تصطنعنا يا ابن حرب لمثلها * نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا

ألم ترني أهديت بكر بن وائل * إليك وكانوا بالعراق أفاعيا

إذا نهشت قال السليم لأهله * رويدا فاني لا أرى لك راقيا

فاضحوا وقد أهدوا ثمار قلوبهم * إليك وإفراق الذنوب كما هيا

ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله * على أي حاليه مصيبا وخاطبا

فإنك لا تستطيع رد الذي مضى * ولا دافعا شيئا إذا كان جائيا

وكنت امرأ تهوى العراق وأهله * إذ أنت حجازي فأصبحت شاميا

وكتب الأعور الشني إلى معاوية:
اتاك بسلم الحي بكر بن وائل * وأنت منوط كالسقاء الموكر

معاوي أكرم خالد بن معمر * فإنك لولا خالد لم تؤمر

فخادعته بالله حتى خدعته * ولم يك خبا خالد بن المعمر

فلم تجزه والله يجزي بسعيه * وتشييده ملكي سرير ومنبر

فدعاهما معاوية فوصلهما فقال الشني:
معاوي اني شاكر لك نعمة * رددت بها رشدي علي معاوي

وكم من مقام غائظ لك قمته * وداهية أسعرتها بعد داهية

فموتها حتى كان لم أقم بها * عليك وأوتاري بصفين باقيه

فأبلعتني ريقي وكانت مقالتي * بكفيك لو لم يكفف السهم باريه

فقال معاوية:
لقد رضي الشني من بعد عتبه * فأيسر بما يرضي به صاحب العتب

والتقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من شيبان والآخر من بني ذهل فكلاهما ادعى انه أفضل من الآخر فتحاكما إلى رجل من همدان فقال من أيكما علي بن الهيثم المقتول يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكان يأخذ الاسلام ألفين وخمسمائة ومن أيكما حسان بن مخدوج المقتول يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكندة ونزع عنها الأشعث بن قيس ومن أيكما كان خالد بن المعمر الذي بايعته ربيعة بصفين على الموت حتى اعتقل لأهل الوبر ولأهل المدر ونجا الله به أهل اليمامة ومن أيكما كان حضين بن المنذر صاحب الراية السوداء الذي قيل فيه:
لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما

قال الذهلي كانوا كلهم منا فقال له أنتم أنتم اه‍. ومن الغريب ان بعض المعاصرين عد فيما كتبه في بعض المجلات خالد بن المعمر من  الصحابة الشيعة مع أنه لا ذكر له في شئ من الكتب المصنفة في الصحابة.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)