أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014
3784
التاريخ: 11-12-2014
3344
التاريخ:
2912
التاريخ:
3810
|
كان رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يكفّ عن عيب آلهة المشركين ويقرأ عليهم القرآن فيقولون: هذا شعر محمّد، ويقول بعضهم: بل هو كهانة، ويقول بعضهم: بل هو خطب.
وكان الوليد بن المغيرة شيخاً كبيراً، وكان من حكام العرب يتحاكمون إليه في الأمور وينشدونه الأشعار، فما اختاره من الشعر كان مختاراً، وكان له بنون لا يبرحون مكّة، وكان له عبيد عشرة عند كلّ عبد ألف دينار يتّجر بها، وملك القنطار في ذلك الزمان، والقنطار جلد ثور مملوءٌ ذهباً، وكان من المستهزئين برسول الله (صلى الله عليه واله) وكان عمّ أبي جهل بن هشام، فقالوا له: يا عبد شمس ما هذا الذي يقول محمّد أسحر أم كهانة أم خطب؟ فقال: دعوني أسمع كلامه.
فدنا من رسول الله وهو جالسٌ في الحجر فقال: يا محمّد أنشدني من شعرك فقال: «ما هو شعر ولكنّه كلام الله الذي بعث أنبياءه ورسله» فقال: اُتل عليّ منه فقرأ عليه رسول الله (صلى الله عليه واله) «بسم الله الرحمن الرحيم» فلمّا سمع الرحمن استهزأ فقال: تدعو إلى رجل باليمامة يسمى الرحمن؟ قال: «لا ولكنّي أدعو إلى الله وهو الرحمن الرحيم». ثمّ افتتح {حم } [فصلت: 1] فلما بلغ إلى قوله{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]وسمعه اقشعرّ جلده وقامت كلّ شعرة في رأسه ولحيته، ثمّ قام ومضى إلى بيته ولم يرجع إلى قريش، فقالت قريش: يا ابا الحكم صبا ابو عبد شمس إلى دين محمّد، أما تراه لم يرجع إلينا وقد قبل قوله ومضى إلى منزله، فاغتمّت قريش من ذلك غمّاً شديداً وغدا عليه أبو جهل.
فقال: يا عمّ نكست برؤوسنا وفضحتنا؛ قال: وما ذلك يا بن أخي؟ قال: صبوت إلى دين محمّد.
قال: ما صبوت وإنّي على دين قومي وآبائي ولكنّي سمعت كلاماً صعباً تقشعرّ منه الجلود.
قال أبو جهل : أشعر هو ؟ قال: ما هو بشعر؛ قال: فخطب هي؟ قال: لا إنّ الخطب كلام متّصل وهذا كلام منثور، لا يشبه بعضه بعضاً، له طلاوة. قال: فكهانة هو؟! فكأنّه هي؛ قال: لا؛ قال: فما هو؟ قال: دعني اُفكّر فيه.
فلما كان من الغد، قالوا: يا عبد شمس ما تقول؟ قال: قولوا: هو سحرٌ فإنه أخذ بقلوب الناس، فأنزل الله تعالى فيه: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا} [المدثر: 11 - 13] إلى قوله {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدثر: 30] .
وفي حديث حمّاد بن زيد، عن أيّوب، عن عكرمة قال: جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال له: اقرأ عليّ، فقرأ عليه { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] فقال: أعد، فأعاد.
فقال: والله إنّ له لحلاة، وإنّ عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمغدق، وما يقول هذا بشرٌ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|