أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-11-2015
4293
التاريخ: 11-5-2017
3343
التاريخ: 5-11-2015
3731
التاريخ: 1-6-2017
2948
|
... أرعب أبو سفيان من قوة الاسلام العسكرية الكبرى، ولهذا رأى النبي (صلى الله عليه واله) أن يخلّى سبيله ليذهب إلى مكة قبل دخول جنود الاسلام فيها، فيخبر أهلها بعظمة وقوة الجيش الاسلامي القادم إليهم، ويحذّرهم من مغبة المقاومة والمواجهة، ويدلهم على طريق الخلاص والنجاة، وهو التسليم للأمر الواقع، والقاء السلاح، والاستسلام من دون قتال ومقاومة، ومن دون قيد وشرط، لأن بمجرد تخويف أهل مكة من دون إرشادهم إلى طريق الخلاص ما كان ليتحقق هدف النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)، وهو الفتح من دون دماء.
فدخل أبو سفيان مكة، وقد بات الناس ليلتهم في رعب شديد، وترقّب رهيب حتى أصبحوا، ولم يكن بإمكانه أن يقرّروا شيئا من دونه، فلما رأوه قادما أحاطوا به، فاخذ يشير الى ناحية المدينة، وقد اصفرّ وجهه، وانهارت قواه وصرخ بأعلى صوته : يا معشر قريش، هذا محمّد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، أو قال : هذا محمّد في عشرة آلاف فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن.
على أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يكتف بهذا بل أضاف إلى الأماكن الثلاثة التي أعلنها للجوء الناس إليها حتى يأمنوا من القتل، موضعا آخر، حيث عقد لابي رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي لواء وأمره أن ينادي : من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن .
وقد تسبّب أبو سفيان بندائه في إضعاف المعنويات عند أهل مكة بشدة حتى أنهم انصرفوا عن فكرة المقاومة، لو كانت، وأثمرت جهود العباس ومساعيه في الليلة الفائتة، وأصبح فتح مكة من دون مقاومة في نظر أهل الرأي وعند من ينظر الى واقع الامور، أمرا مسلّما وقطعيا.
ففزع الناس، وتفرّقوا، ولجأ بعضهم إلى دورهم، والبعض الآخر الى المسجد، وأسدى أعدى أعداء الرسالة ونعني أبا سفيان، ونتيجة لتدبير رسول الله الحكيم، أكبر خدمة لجنود الاسلام، حيث مهّد لهم ـ بما أوجده في نفوس المكيين وقلوبهم من هزيمة نفسية ـ طريق الفتح العظيم بسلام، ومن دون مشاكل تذكر، اللهم إلا هند زوجة أبي سفيان التي كانت تحرّض الناس على المقاومة، وراحت تشتم زوجها وتسبّه باقذع الشتائم والسباب، وتتهمه بالجبن والذل.
بيد أنّ الأمر كان قد قدر، ولم تعد تنفع أيّة محاولة معاكسة، ولم تكن تلك الكلمات والأعمال المعارضة سوى هباء في شبك!
ونظير هذا الذي فعلته هند، ما فعله وقام به بعض الزعماء المتطرفين مثل صفوان بن أميّة وعكرمة بن أبي جهل و سهيل بن عمرو ممثّل قريش في صلح الحديبية، الذين تحالفوا فيما بينهم على أن يعملوا على منع قوات الاسلام من دخول مكة، وانخدع بهم فريق من البسطاء والمغفلين، فشهروا السلاح في وجه أول قطعة من قطعات الجيش الاسلامي، وسدّوا بذلك الطريق عليها في محاولة يائسة لتحقيق مآربهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|