أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
2688
التاريخ: 7-6-2017
3114
التاريخ: 11-12-2014
6879
التاريخ: 29-3-2017
5344
|
كان يحق للمسلمين بعد التوقيع على معاهدة صلح الحديبية أن يدخلوا بعد عام واحد من تاريخ يوم التوقيع مكة، ثم يغادروها بعد ثلاثة ايام يقيمون فيها شعائر العمرة وكان عليهم بموجب الاتفاق أن لا يحملوا معهم إلاّ سلاح الراكب : السيف في القرب، ليس غير.
والآن مضى عام واحد على يوم التوقيع على المعاهدة المذكورة، وآن الاوان ليستفيد المسلمون من هذه المادة في تلك الاتفاقية، وان يتوجه المسلمون المهاجرون الذين مضى عليهم سبعة أعوام ابتعدوا فيها عن بيوتهم ووطنهم ومسقط رءوسهم، ورجّحوا الحياة في الغربة، وتحمل متاعبها على العيش في الوطن للمحافظة على عقيدة التوحيد.
يتوجه مثل هؤلاء مرة اخرى إلى زيارة بيت الله الحرام ولقاء الاحباب والأقرباء وتفقّد المنازل والبيوت التي ولدوا فيها وترعرعوا في رحابها.
ولهذا عندما أعلن رسول الله (صلى الله عليه واله) بان يستعد من حرم من العمرة في العام الماضي للعمرة، دب شوق عجيب في نفوس المسلمين، واغرورقت دموع الفرح في عيونهم، فخرج مع رسول الله (صلى الله عليه واله) ألفا شخص بدل ألف وثلاثمائة وهم عدد الذين خرجوا معه في السنة الماضية.
وكان بين الخارجين مع رسول الله (صلى الله عليه واله) جمع كبير من شخصيات المهاجرين والأنصار البارزة الذين كانوا يلازمون رسول الله (صلى الله عليه واله) طول سيره ملازمة الظل لصاحب الظل.
وساق رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه العمرة ستين بدنة وقد قلّدها ، وأحرم من مسجد المدينة واتبعه الآخرون، وخرج ألفان وهم يلبّون مرتدين أثواب الاحرام يقصدون مكة.
ولقد كان هذا الموكب العظيم من الجلال والمغزى المعنوي بحيث لفت نظر الكثير من المشركين إلى حقيقة الاسلام ومعنويته الرائعة.
ولو قلنا : ان هذا السفر كان ـ في حقيقته ـ سفرا تبليغيا، وان المشتركين فيه كانوا ـ في حقيقة الامر ـ طلائع التبليغ والدعوة لما قلنا جزافا، فان آثار هذا السفر المعنوي ظهرت للتو فقد انبهر بمنظر سلوكهم وعبادتهم ونظامهم الد أعداء الاسلام أمثال خالد بن الوليد بطل معركة أحد وعمرو بن العاص داهية العرب فرغبوا في الاسلام، وأسلموا بعد قليل.
وحيث ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لم يكن آمنا من غدر قريش فقد كان يحتمل أن يباغتوه ويباغتوا أصحابه في أرض مكة، ويسفكوا دماء جماعة منهم وهم لا يحملون معهم إلاّ سلاح الراكب اذ لم يكن مسموحا للمسلمين ـ حسب المعاهدة ـ أن يأخذوا معهم سلاحا غير ذلك.
من هنا عمد رسول الله (صلى الله عليه واله) تحسبا لأي طارئ إلى تكليف مائتي رجل من المسلمين بالتسلح الكامل، وأمرّ عليهم محمّد بن مسلمة وحملهم على مائة فرس سريع، وأمرهم بالتوجه صوب مكة أمام القافلة الكبرى، والاستقرار في منطقة مرّا لظهران قرب الحرم، ينتظرون ورود رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن معه.
فعرف عيون قريش الذين كانوا يراقبون تحركات رسول الله (صلى الله عليه واله) بقضية الفرسان المسلّحين المائتين، واستقرارهم في وادي مرّ الظهران ، وأخبروا سادة قريش بالأمر.
فبعثت قريش مكرز بن حفص الى رسول الله (صلى الله عليه واله) ليكلموه في هذا الإجراء فاتى مكرز الى رسول الله (صلى الله عليه واله) اعتراض قريش وانه تعهّد ـ قبل ذلك ـ أن لا يدخل مكة إلاّ بسلاح المسافر.
فأجابه رسول الله (صلى الله عليه واله): لا ندخلها إلاّ كذلك ولكن يكون هؤلاء قريبين منا.
وقد أفهم رسول الله (صلى الله عليه واله) مكرزا بهذه العبارة بأن قريش لو استغلّت عدم حمل النبي واصحابه للسلاح الثقيل فباغتتهم أدركتهم هذه القوة الاحتياطية المسلحة القوية المستقرة على مقربة من الحرم، ومدّوهم بالسلاح والعتاد.
فعاد مكرز واخبر قريشا بما سمع من رسول الله (صلى الله عليه واله) فادركت قريش حنكة رسول الاسلام وبعد نظره، وحسن تقديره للأمور، ففتحت أبواب مكة في وجه المسلمين، وخرج رؤوس المشركين وأهلوهم ومن تبعهم الى رؤوس الجبال، وخلّوا مكة، وقالوا : لا ننظر إلى محمّد ولا إلى اصحابه، ولكنهم كانوا يراقبون المشهد من بعيد!!
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|