أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-05
937
التاريخ: 27-8-2022
1503
التاريخ: 2024-06-21
593
التاريخ: 4-6-2018
1920
|
1ـ الدخول في ولاية الله :
فلاشك أنّ من أقدم من الشباب على الزواج أو من قدّم خدمة في هذا الشأن ، امتثالاً لأمر الله تعالى ، ورغبة في رضاه ، سوف يدخله الله تعالى في ولايته ، وقد ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : (من نكح لله وأنكح لله استحق ولاية الله) (1).
ويفهم من ذلك بالدلالة الإلتزامية أن من يُحجم عن الزواج بدون سبب شرعي ، أو من يضع العراقيل في هذا السبيل ، فسوف يكون أقرب إلى ولاية الشيطان. ولعل ذلك ما يفسر قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (أيّما شاب تزوج في حداثة سنّه عجّ شيطانه : يا ويله! عَصَمَ مني دينه)(2).
2ـ امتثال سُنّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :
وهي سُنَّة هادية راشدة تدفع من عمل بها نحو الصلاح ، وتؤدي إلى الفوز والفلاح ، وقد تجسدت بأقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) العديدة ، التي حث فيها الشباب على نبذ حياة العزوبية ، كما جسدت في أفعاله ، فقد تزوج مرات عديدة ، وزوج بناته أيضاً ، كما تمثلت في تقريره، فلم يكتف بالسكوت عمن يتزوجون، بل كان يسأل أصحابه ومن يحيط به عن أخبار الزواج ، فيبارك لمن تزوج منهم ويدعو له ، كما ويسأل العزاب منهم عن سبب عزوفهم عن الزواج ، ويحاول حل مشاكلهم ويشفع أو يتوسط لتسهيلها ، وقد زوج (جويبر) مع فقره المدقع من (الزلفاء) مع ما هي فيه من الجاه والثراء.
فالزواج ـ إذن ـ اضافة إلى أنّه آية ربانية فهو سنّة نبوية يتوجب اتباعها، والعمل بها ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ...)(3).
وانطلاقاً من هذا التوجه النبوي، قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) موصياً : (تزوجوا ، فإنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً ماكان يقول : من كان يحبُّ أن يتّبع سنّتي فليتزوج ، فإنَّ من سنّتي التزويج)(4).
3ـ إكتساب الفضيلة العالية :
فالمتزوج أفضل عند الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأعزب درجةً ، وأجزل ثواباً ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب)(5).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : (ركعتان يصليها متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب)(6).
وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال : (جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال له : هل لك من زوجة؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : لا أحب أن لي الدنيا وما فيها وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة ، ثم قال : إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره)(7).
ولعلَّ الوجه في هذا التفاضل أنّ الأعزب يكون عرضة لضغط الغريزة الجنسية فيشغل الجنس حيزاً كبيراً من تفكيره ويكون محوراً لاهتمامه ، الأمر الذي ينعكس ـ سلباً ـ على عبادته ، التي
تكتسب فضيلتها وكمالها من التوجه الكلي نحو المعبود ، والابتعاد عمّا سواه.
وهناك من تضيق عدسة الرؤية لديه أو يفهم الدين فهماً قاصرا ، فيرى أنّ الرهبانية تكسب الإنسان فضلاً وكمالاً ، كما هو الحال عند بعض النصارى وأهل التصوف ، ولكن أهل البيت (عليهم السلام) يرفضون هذا الفهم القاصر ، فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): (إنَّ امرأة سألت أبا جعفر (عليه السلام) فقالت: أصلحك الله إنّي متبتلة ، فقال لها : وما التبتل عندك؟ قالت: لا أريد التزويج أبداً ، قال : ولِمَ؟ قالت : ألتمس في ذلك الفضل ، فقال : انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة (عليها السلام) أحقُّ به منك، إنّه ليس أحد يسبقها إلى الفضل)(8).
4ـ الطهارة المعنوية :
فممّا لا ريب فيه أنّ الزواج عامل مساعد على التطهّر من الآثام كالزنا واللواط وسائر أشكال الانحراف عن الطريق المستقيم ، ومن أجل ذلك قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (من سرّه أن يلقى الله طاهراً مطهّراً ، فليلقه بزوجة صالحة)(9).
فالزواج هو الطريق الطبيعي لرفد الاُمة بعناصر شابة، تجدد حيويتها، وتقوم على أكتافهم نهضتها وصيرورة تقدمها ، ولذلك نلاحظ أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أفصح أكثر من مرّة عن رغبته في كثرة أفراد أمته ، ومن ذلك قوله : (تناكحوا تكاثروا فإنّي أُباهي بكم الاُمم يوم القيامة حتى بالسقط )(10).
5ـ زيادة الرزق وحسن الخلق :
لقد طمئن الله تعالى الذين يخشون الدخول في عش الزوجية خوفاً من الفقر وما يوجبه من النفقة، قائلا:{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[النور:32]، (وهو وعد جميل بالغنى وسعة الرزق، وقد أكّده بقوله {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:247]، والرزق يتبع صلاحية المرزوق بمشيئة من الله سبحانه)(11).
وفي حديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يقشع غيوم الهموم التي تتراكم في النفوس خوفاً من أعباء الزواج ، فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (التمسوا الرزق بالنكاح) وأيضاً قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (تزوَّجوا النساء ، فإنهنَّ يأتين بالمال)(12).
وفي حديث ثالث يكشف لنا فيه عن معطيات اُخرى معنوية للزواج إضافة إلى المادية عندما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (زوّجوا أياماكم (13) فإنَّ الله يُحسن لهم في أخلاقهم ويوسّع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مروّاتهم) (14).
وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزَّ وجلَّ)(15) إنطلاقاً من الآية المتقدمة التي تتضمن وعداً جميلاً بالمدد والمعونة.
___________
1ـ المحجة البيضاء / الكاشاني 3 : 54 مؤسسة الأعلمي ط2.
2ـ كنز العمال 16 : 276 / 44441.
3ـ جامع الأخبار : 271 / 737 ، كنز العمال 16 : 271 / 44407.
4ـ تحف العقول : 105.
5ـ جامع الأخبار : 272 / 741.
6ـ ثواب الاعمال : 62.
7ـ مكارم الأخلاق : 197.
8ـ أمالي الطوسي 1 : 380. وبحار الأنوار 103 : 219.
9ـ مكارم الأخلاق : 197.
10ـ المحجة البيضاء 3 : 53.
11ـ تفسير الميزان 5 : 113.
12ـ مكارم الأخلاق : 196.
13ـ الأيامى : جمع أيّم ، وهو الذكر الذي لا اُنثى معه والاُنثى التي لا ذكر معها ، تفسير الميزان 5 : 112 ـ 113.
14ـ نوادر الراوندي : 36 ، بحار الأنوار 103 : 222.
15ـ مكارم الأخلاق : 197.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|