المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تقنيات التحوير الوراثي Transgenic Technologies
13-8-2020
المجاز المرسل في اللّفظ المركب
26-03-2015
أبو منصور عبد القاهر البغدادي ( المتوفّى 429 هـ )
26-05-2015
التقصير في السعي
2024-11-10
أنواع العينات- العينة العشوائية
27-8-2022
غسل مس الميت
14-10-2018


المعطيات الإيجابية للزواج في الاسلام  
  
1778   11:19 صباحاً   التاريخ: 19-5-2017
المؤلف : عباس الذهبي
الكتاب أو المصدر : الأسرة في المجتمع الاسلامي
الجزء والصفحة : ص14-17
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-05 937
التاريخ: 27-8-2022 1503
التاريخ: 2024-06-21 593
التاريخ: 4-6-2018 1920

1ـ الدخول في ولاية الله :

فلاشك أنّ من أقدم من الشباب على الزواج أو من قدّم خدمة في هذا الشأن ، امتثالاً لأمر الله تعالى ، ورغبة في رضاه ، سوف يدخله الله تعالى في ولايته ، وقد ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : (من نكح لله وأنكح لله استحق ولاية الله) (1).

ويفهم من ذلك بالدلالة الإلتزامية أن من يُحجم عن الزواج بدون سبب شرعي ، أو من يضع العراقيل في هذا السبيل ، فسوف يكون أقرب إلى ولاية الشيطان. ولعل ذلك ما يفسر قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : (أيّما شاب تزوج في حداثة سنّه عجّ شيطانه : يا ويله! عَصَمَ مني دينه)(2).

2ـ امتثال سُنّة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :

وهي سُنَّة هادية راشدة تدفع من عمل بها نحو الصلاح ، وتؤدي إلى الفوز والفلاح ، وقد تجسدت بأقوال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) العديدة ، التي حث فيها الشباب على نبذ حياة العزوبية ، كما جسدت في أفعاله ، فقد تزوج مرات عديدة ، وزوج بناته أيضاً ، كما تمثلت في تقريره، فلم يكتف بالسكوت عمن يتزوجون، بل كان يسأل أصحابه ومن يحيط به عن أخبار الزواج ، فيبارك لمن تزوج منهم ويدعو له ، كما ويسأل العزاب منهم عن سبب عزوفهم عن الزواج ، ويحاول حل مشاكلهم ويشفع أو يتوسط لتسهيلها ، وقد زوج (جويبر) مع فقره المدقع من (الزلفاء) مع ما هي فيه من الجاه والثراء.

فالزواج ـ إذن ـ اضافة إلى أنّه آية ربانية فهو سنّة نبوية يتوجب اتباعها، والعمل بها ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ...)(3).

وانطلاقاً من هذا التوجه النبوي، قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) موصياً : (تزوجوا ، فإنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً ماكان يقول : من كان يحبُّ أن يتّبع سنّتي فليتزوج ، فإنَّ من سنّتي التزويج)(4).

3ـ إكتساب الفضيلة العالية :

فالمتزوج أفضل عند الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأعزب درجةً ، وأجزل ثواباً ، قال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (المتزوج النائم افضل عند الله من الصائم القائم العزب)(5).

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : (ركعتان يصليها متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها أعزب)(6).

وعن أبي الحسن (عليه السلام) قال : (جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال له : هل لك من زوجة؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر (عليه السلام) : لا أحب أن لي الدنيا وما فيها وأن أبيت ليلة وليس لي زوجة ، ثم قال : إن ركعتين يصليهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره)(7).

ولعلَّ الوجه في هذا التفاضل أنّ الأعزب يكون عرضة لضغط الغريزة الجنسية فيشغل الجنس حيزاً كبيراً من تفكيره ويكون محوراً لاهتمامه ، الأمر الذي ينعكس ـ سلباً ـ على عبادته ، التي

تكتسب فضيلتها وكمالها من التوجه الكلي نحو المعبود ، والابتعاد عمّا سواه.

وهناك من تضيق عدسة الرؤية لديه أو يفهم الدين فهماً قاصرا ، فيرى أنّ الرهبانية تكسب الإنسان فضلاً وكمالاً ، كما هو الحال عند بعض النصارى وأهل التصوف ، ولكن أهل البيت (عليهم السلام) يرفضون هذا الفهم القاصر ، فقد ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): (إنَّ امرأة سألت أبا جعفر (عليه السلام) فقالت: أصلحك الله إنّي متبتلة ، فقال لها : وما التبتل عندك؟ قالت: لا أريد التزويج أبداً ، قال : ولِمَ؟ قالت : ألتمس في ذلك الفضل ، فقال : انصرفي فلو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة (عليها السلام) أحقُّ به منك، إنّه ليس أحد يسبقها إلى الفضل)(8).

4ـ الطهارة المعنوية :

فممّا لا ريب فيه أنّ الزواج عامل مساعد على التطهّر من الآثام كالزنا واللواط وسائر أشكال الانحراف عن الطريق المستقيم ، ومن أجل ذلك قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): (من سرّه أن يلقى الله طاهراً مطهّراً ، فليلقه بزوجة صالحة)(9).

فالزواج هو الطريق الطبيعي لرفد الاُمة بعناصر شابة، تجدد حيويتها، وتقوم على أكتافهم نهضتها وصيرورة تقدمها ، ولذلك نلاحظ أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أفصح أكثر من مرّة عن رغبته في كثرة أفراد أمته ، ومن ذلك قوله : (تناكحوا تكاثروا فإنّي أُباهي بكم الاُمم يوم القيامة حتى بالسقط )(10).

5ـ زيادة الرزق وحسن الخلق :

لقد طمئن الله تعالى الذين يخشون الدخول في عش الزوجية خوفاً من الفقر وما يوجبه من النفقة، قائلا:{وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[النور:32]، (وهو وعد جميل بالغنى وسعة الرزق، وقد أكّده بقوله {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:247]، والرزق يتبع صلاحية المرزوق بمشيئة من الله سبحانه)(11).

وفي حديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يقشع غيوم الهموم التي تتراكم في النفوس خوفاً من أعباء الزواج ، فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (التمسوا الرزق بالنكاح) وأيضاً قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (تزوَّجوا النساء ، فإنهنَّ يأتين بالمال)(12).

وفي حديث ثالث يكشف لنا فيه عن معطيات اُخرى معنوية للزواج إضافة إلى المادية عندما قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : (زوّجوا أياماكم (13) فإنَّ الله يُحسن لهم في أخلاقهم ويوسّع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مروّاتهم) (14).

وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزَّ وجلَّ)(15) إنطلاقاً من الآية المتقدمة التي تتضمن وعداً جميلاً بالمدد والمعونة.

___________

1ـ المحجة البيضاء / الكاشاني 3 : 54 مؤسسة الأعلمي ط2.

2ـ كنز العمال 16 : 276 / 44441.

3ـ جامع الأخبار : 271 / 737 ، كنز العمال 16 : 271 / 44407.

4ـ تحف العقول : 105.

5ـ جامع الأخبار : 272 / 741.

6ـ ثواب الاعمال : 62.

7ـ مكارم الأخلاق : 197.

8ـ أمالي الطوسي 1 : 380. وبحار الأنوار 103 : 219.

9ـ مكارم الأخلاق : 197.

10ـ المحجة البيضاء 3 : 53.

11ـ تفسير الميزان 5 : 113.

12ـ مكارم الأخلاق : 196.

13ـ الأيامى : جمع أيّم ، وهو الذكر الذي لا اُنثى معه والاُنثى التي لا ذكر معها ، تفسير الميزان 5 : 112 ـ 113.

14ـ نوادر الراوندي : 36 ، بحار الأنوار 103 : 222.

15ـ مكارم الأخلاق : 197.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.