أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
3841
التاريخ: 16-12-2015
2481
التاريخ: 1-8-2016
3625
التاريخ: 16-12-2015
6984
|
زراعة السمك في حقول الأرز Fish Cultivation in rice fields تعتبر إحدى أفضل وأكثر الطرق المنطقية لاستخدام الأرض الزراعية. وقد أجريت في الشرق الأقصى لعدة قرون من الزمان حتى وصلت إلى درجة عالية من الكمال الفني. ثم انتشرت إلى مدغشقر وجنوب شرق الولايات المتحدة وإيطاليا وإفريقيا ولرعاية السمك في حقول الأرز أهمية كبيرة في الاقتصاد الزراعي في مناطق تطبيقها إذ تعمل على إنتاج البروتين الحيواني بأسعار رخيصة خاصة وأن هذه البلدان تعانى من نقص مزمن في البروتين الحيوانى، خاصة وأن مساحات الأرز مساحات كبيرة مما يعظم إنتاج السمك منها خاصة وأن أرض الأرز تكون بعيدة عن البحار والبحيرات ومراكز صيد السمك الأخرى. ويعمل السمك على مقاومة الحشائش والطحالب والريم والديدان الحمراء في حقول الأرز مما يمنع منافستها للأرز فيحسن المحصول بل وكذلك القواقع والبعوض ما يحسن من محصول الأرز (ومحصول السمك) ويقاوم أمراض الملاريا والحمى الصفراء (التي تنقلها البعوض) والبلهارسيا (التي تلعب القواقع دوراً في حياتها)، فبجانب انتاج البروتين من السمك بلا تكاليف ، فالسمك ذاته وسيلة للمقاومة البيولوجية بقضائه على الحشائش والبعوض والقواقع . ولعمق الماء في حقول الأرز دوراً في مكافحة الفئران . ولازدواج الزراعة (السمك في الأرز) دوراً في المحافظة على خصوبة التربة للتسميد غير المباشر بإخراجات السمك والاستفادة من التغذية الصناعية بما يزيد محصول الأرز بمقدار 5–15 ٪ فيقلل من تكاليف الإنتاج ، كما يساعد السمك بحفره القاع على حرث الحقل والمساعدة في المعدنة mineralization والتهوية.
وتختلف طرق زراعة السمك في حقول الأرز طبقاً لاختلاف المناطق وطقسها ، واختلاف انواع السمك المستزرعة ، اختلاف نوع الأرز المزروع وطرق زراعته ، اختلاف طرق زراعة السمك وتغذيتها الصناعية وتسميد الأرض (وكذلك استخدام المبيدات في مقاومة طفيليات الأرز). فهناك اختلافات كبيرة في طرق الحبس والرعاية ، ففي بعض الحقول لا يخزن فيها السمك بل يحبس Capture بها السمك البرى طوال فترة غمر الحقل بالماء بينما السمك المستزرع Culture يتم فيه تخزين السمك في الحقل بنفس طريقة الاستزراع في الأحواض السمكية. ويجب التمييز بين الإنتاج الموحد في وقت واحد Simultaneous والإنتاج المتناوب alternate وذلك بالنسبة لحصاد الأرز والسمك، ففي الحالة الأولى ينمو كل من الأرز والسمك معا وهذه هي زراعة الأرز/ السمك الحقيقية . بينما إذا تناوب الإنتاج فعندئذ يحصد السمك والأرز بالتناوب. ومن طرق الحصاد أن يحصد الأرز والسمك مرة في السنة، وطريقة أخرى ثلاثية الحصاد في السنة مرتان للأرز ومرة للسمك، وطريقة ثالثة أكثر تعقيداً تعطى خمسة محاصيل للأرز أو السمك على مدار سنتين. وتختلف الطرق كذلك حسب حجم السمك الناتج فإما ينتج إصبعيات إذا بدأنا بالفقس، أو ينتج سمكاً للأكل اذا بدانا بالإصبعيات، وقد يستخدم حقل الأرز كحوض التبويض. ويجب مراعاة فترة غمر الحقول بالماء والتي ينمو فيها السمك قبل صرف الحقول لتجفيفها لأزهار ونضج الأرز، وفي هذه الفترة إما تباع الاسماك او تخزن في احواض لاعادتها ثانية الى حقول الارز مرة اخرى لرعايتها لسنوات كما يجري في اليابان ، أو تحفر اخاديد في حقول الأرز لتلجأ إليها الأسماك وقت تجفيف الحقول كما يجرى في تايوان.
ويعامل حقل الأرز المستزرع بالسمك بنفس طريقة الاستزراع السمكي في أحواض أي يعتبر كحوض سمك مع اختلاف عمق الماء به إذ يكون ضحلاً لوجود الأرز. فيعامل الحقل بتوفير مروى ومصرف لملء الحقل بالماء وقت النمو وتجفيفه عن حصاد السمك لإنضاج الأرز ، ويحوط الحقل بالتربة لحفظ الماء به وارتفاع الجوانب 25 سم، وعرضها 50 سم من اسفل و 25 سم من اعلى، وتحمى فتحة دخول وخروج الماء من دخول أسماك غريبة أو هروب الأسماك المستزرعة ، يجرى صرف الماء وصيد السمك بمساعدة أخاديد محفورة حول الحقل وخلاله بعرض 50 سم وعمق 30 سم على الأقل مع وجود أخاديد بعمق متر على الأقل تأوي إليها الأسماك عند صرف حقل الأرز أو عند ارتفاع أو انخفاض الحرارة بشدة في أثناء حياتها. وتدفق الماء قد يحدد إنتاج السمك ففي إندونيسيا تقدر الاحتياجات المائية للسمك بمعدل 1–2 لتر /ثانية / هكتار. وقد يستخدم الماء العذب وإن كان مكلفاً لكن يمكن استخدام الماء الشروب الضارب للملوحة أو الأسن brackish. وأفضل طريقة هي ضمان استمرار تدفق الماء لحقل الأرز وعلى الأقل حتى على فترات لتعويض الفقد بالتبخير والتسرب لحفظ مستوى الماء بالحقل. وفي المناطق الاستوائية منخفضة الارتفاعات ذات الأرض الغدقة والحرارة العالية ينخفض جداً مستوى الأوكسجين الذائب وتزيد الحموضة مما يحدد بشدة من اختيار الأنواع القادرة على مقاومة هذه الظروف الصعبة . وينبغي اختيار نوع الأرز الذى يتطلب ماء عميقاً، ويقاوم حفر السمك في القاع بحثاً عن الغذاء. ويصل طول الإصبعيات 3-5 سم في 5 أسابيع بينما سمك الأكل يصل 100 جم في شهرين.
وفي الإنتاج الموحد للأرز والسمك يتم تخزين الفقس ( 1 سم لإنتاج الإصبعيات) بمعدل 60-100 ألف/ هكتار بينما تخزن الإصبعيات (5–8 سم لإنتاج سمك المائدة) بمعدل 2-3 ألف / هكتار. ونسبة الفقد عالية بين السمك الستزرع في حقول الارز وتتراوح ما بين 40-60 ٪ للاصبعيات و ۲۰-۳۰ ٪ لسمك المائدة وذلك بسبب الحيوانات المفترسة (مثل أبو قردان herons ) وارتفاع درجات الحرارة خاصة مع الماء الضحل قليل الأوكسجين الذائب.
وفي حالة حبس السمك البرى في حقول الأرز فإنتاجه لا يزيد عن ٤٠ كجم / هكتار/ سنة بينما الاستزراع في حقول الأرز فيتراوح الإنتاج ما بين ۱۰۰-۲۰۰ كجم / هكتار / سنة في التوسط ، !لا آنه في اليابان يصل الانتاج الي ۱۰۰۰- ۱۸۰۰ كجم / هكتار / سنة بالتغذية الاضافية.
ينبغي في السمك المستزرع في حقول الأرز أن يتحمل الماء الضحل وانخفاض الأوكسجين الذائب وارتفاع الحرارة مع سرعة نموه حتى حجم التسويق، ويقاوم الماء العكر ولا يميل إلى الهروب. ومن هذه الأنواع المستزرعة في الشرق الأقصى المبروك والبلطي الموزامبيقي، وفي الولايات المتحدة يستزرع القراميط. وفي الماء الشروب تستزرع البلطي الموزامبيقي والبوري.
ومن بعض السلبيات الموجهة لزراعة السمك مع الأرز أنها تحتاج جسور وأخاديد بما يشغل 5–7٪ من المساحة، (وإن كان إنتاج السمك يعوض النقص في مساحة الأرز) ويقول البعض إن حفر السمك في القاع يخفض من إنتاج الأرز، كما يتطلب السمك ماء عميقاً قد لا يحتمله الأرز، وبعض الأراضي لا يمكنها حفظ الماء لمدة طويلة، ومن أكثر العيوب انتشارا هي عدم مقدرة استخدام الوسائل الزراعية الحديثة من ميكنة وأسمدة كيماوية ومبيدات حشائش ومبيدات حشرية، ويمكن تلاشى هذه العيوب بالزراعة المتناوبة بين السمك والأرز فيمكن استخدام مستوى الماء المناسب لكل منهما على حدة وتستخدم الوسائل الميكانيكية والمبيدات الحشرية ومبيدات الحشائش في زراعة الأرز دون الإضرار بالسمك إذ بعد حصاد الأرز يحول الحقل إلى حوض سمك مؤقت.
ومن المهم في زراعة السمك في حقول الأرز أن يتم تنمية أنواع أرز مقاومة للأمراض لخفض استخدام المبيدات، وزيادة نمو الأرز عالي الإنتاجية جديد الأنواع تقلل فترة نمو السمك حوالى 50 يوماً، إذ أن أنواع الأرز العادية تتطلب 150–160 يوماً حتى الحصاد بينما الأنواع الجديدة تتطلب 100-110 أيام فقط حتى الحصاد فتكون النتيجة حصاد سمك صغير الوزن، والحل في هذه الحالة هو نقل السمك الصغير بعد حصاد الأرز إلى أحواض رعاية.
ولقد بدأت هيئة تنمية الثروة السمكية من عام 1983 بزراعة نحو 500 فدان أرز بالسمك ثم ازدادت المساحة الي 411 آلف فدان عام ۱۹۸۸، وذلك ضمن مشروعات الاستزراع السمكي غير النمطية فأنتجت عام ١٩٨٨ نحو ٢٠ ألف طن أسماك مع زيادة محصول الأرز ذاته بنسبة ۱۰ ٪ . ويغل الفدان 40-100 كجم سمك في مصر. وتتم زراعة حقول الأرز بطريقتين حسب طريقة زراعة الأرز إما بالشتل أو البدار (مستديم).
فالمشتل مساحته عادة 10٪ من مساحة الأرز الكلية، ويقع المشتل على رأس الحوض، ومدة زراعة المشتل حتى 45 يوماً تقريباً بعدها يفرد في الأرض المستديمة بعد تجهيزها، وتنقل الزريعة إلى الأرض المستديمة بعد تفريد الشتلات بها وبعد اعداد زروق عرضه 50-70 سم وعمقه 50 سم بطول الارض على أحد جوانب الحوض مع وضع ناتج الحفر على ريشة واحدة (الخارجية الحوض)، ويعد عدد ٢ سرند لكل زروق حسب أبعاد الزروق ويتكون من برواز خشبي ومغطى بغزل أو سلك سعة فتحاته 0.5 سم أو ماج 100 (100 عين/ 50 سم طولي) وتثبت هذه السرندات جيداً عند رأس وديل الزروق المستخدم لري الحوض. ويمكن تسميد الأرض بالأسمدة العضوية بمعدل ٢٠ كجم / فدان سماد بلدي أو 10 كجم / فدان زرق دواجن نثراً على سطح قاع الزروق. بعد 10 أيام من نثر السماد ورفع منسوب الماء يكون الحقل جاهزاً لاستقبال الإصبعيات بعد أقلمتها على درجة حرارة الماء وتركيبه. وعند فطام الأرز لحصاده يتم صيد الأسماك بخفض منسوب المياه تدريجياً لإتاحة الفرصة لنزول الأسماك إلى الزروق، يخفض ماء الزروق إلى ٢٥ سم ارتفاعاً ثم تصاد الأسماك بشبكة صغيرة لجرف الزروق.
وفي الزراعة بالبدار يجرى إعداد الحقل كما سبق لكن عند بدار الأرز يترك الزروق بدون بدار لتسهيل صيد السمك وإيجاد مساحة كافية للسمك فيه، وبعد إتمام عملية البدار واستخدام مبيدات الحشائش بعشرة أيام تقريباً تكون الأرض جاهزة لاستقبال الزريعة بعد أقلعتها.
ويراعي تطهير السرندات باستمرار، والمحافظة علي منسوب مناسب للمياه في حدود 5-7 سم، وإذا تغير لون المياه بالزروق عن الأخضر السريسى إلى الأخضر الداكن أو الزيتوني فيجب تغيير المياه في الحال.
وينتج البلطي في حقول الارز من 100 كجم الي 2.25 طن / هكتار، ويخزن الحقل بزريعة (1-3سم) البلطي بمعدل 1-30 ألف/ هكتار فيتوقف الإنتاج على حجم السمك والتغذية والتسميد. وينبغي اختيار سلالة الأرز التي تتحمل الماء العميق. ويخشى من حفر الإنباتات لعادة السمك (كالرند الى ) في أكل براعم الأرز الصغير، وهذا يتم ملافاته بتخزين السمك بعد 3 أسابيع من تفريد الأرز حتى تصير الإنباتات أصلب وأثبت. وللوصول إلى حجم التسويق خلال 3-4 شهور يجب البدا بإصبعيات 20-50 جم. وهذا النظام آخذ في الانتشار في مصر ومدغشقر ومعظم دول إفريقيا وآسيا. والبلطي الأخضر يأكل أوراق نبات الأرز فيصير الساق عارياً ويميل فتأكله الأسماك كذلك، لكن إذا بلغ النبات طول 1 م بقمة ورقية كاملة النمو 40–50 سم فلا تهاجمه الأسماك، وإذا وصل عمق الماء 60 سم لا يتوقع خطر من هذه الأسماك، وتبدأ الأسماك في طول 5-6 سم في مهاجمة نبات الأرز.
وتزرع اسماك المبروك بمعدل 4000 زريعة / فدان لمدة 65 يوم فتنتج 30-240 كجم سمك حسب جودة الأرض وتسميدها وتغذية السمك صناعياً. ويغذى المبروك في حقول الأرز على أوراق كاسافا ورجيع وكسب بذرة قطن وشرانق دود حرير ومخلفات آدمية وغيرها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|