أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-27
208
التاريخ: 2024-09-13
348
التاريخ: 16-10-2014
1642
التاريخ: 16-10-2014
58026
|
من عوامل تأخر التأسيس المنهجي للتفسير : مصادرة المنهج العقلي
والمقصود بالمنهج العقلي التفسير بمعونة المقدمات العلمية وغير العلمية التي يدركها العقل، او يحكم بها العقلاء(1).
ويؤكد هذا المنهج على أهمية دور العقل في فهم النص القرآني، والاكتشاف منه ضمن ضوابط فهم علمي يعتمد حقائق علمية ثابتة، لاستجلاء دلالات القرآن، ويمكن الاحتجاج له بآيات عديدة من القرآن الكريم، كقوله تعالى :
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].
او قوله عز من قائل :
{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
وينتظم هذا الاتجاه التفسيري بطريقة دراسة الأفكار والمبادئ العقلية. ويقوم بعضه على القواعد الفلسفية، او جزئيات علم المنطق، فيلتزم فيها بالحدود والرسوم في التعرف على المراد، والقياس والاستقراء في الاستدلال، وينتظم أيضا طريقة فهم مدلول النص بالرجوع الى الوسائل والأدوات العلمية التي تقوم على المبادئ العقلية، كاستعمال قواعد اللغة ومذاهب الفكر لفهم مداليل النصوص القرآنية(2)، وكذا من اعمال القرائن العقلية التي تؤدي الى الاستحسان العقلي، لذا يدخل تحت التفسير العقلي – محط نظر البحث – التفسير بالراي(3). اذ انه يرصد أي دلالة قرآنية من اجل ان يحاكمها بالمقارنة بينها وبين فكرة او دلالة ناتجة عن حقيقة علمية يقرها العقل، او دلالة هي اجلى في آية أخرى، ليستنتج من ذلك دلالة أخرى.
ولاشك ان القرآن اعطى للعقل دورا في علمية المعرفة، كما للحس والفطرة دورا في عملية العلم والمعرفة، فالعقل والحس أدوات لابد منها في العملية التفسيرية منظمة الى النقل الصحيح، قال تعال:
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ } [الحج: 46].
فمجال العقل الذي صودر بتمامه مع انه يشتمل على بعض المبادئ التي لو انضمت الى المنهج النقلي لكانت النتيجة اقرب للهدف المنشود في فهم المراد من النص القرآني، ترك فجوة بينة في المجال النظري والتطبيقي للتفسير.
ولعل الباعث الى ظهور الاتجاه العقلي في التفسير هو الإحساس بان النقل بعد ما انطوى على الموضوعات والاسرائيليات اصبح غير موثوق به، يضاف الى ذلك الشعور بان الجمود عليه لا يسد الحاجة في مواكبة التطور الفكري الحاصل، وما يرافقه من حاجة الناس الى معان ومفاهيم جديدة تتناسب ومتطلبات الوضع الثقافي الجديد الذي افرزه التلاقح الفكري والثقافي مع الأمم الاخر، وبروز ضرورات اجتماعية جديدة كان لها الأثر الواضح في صنع الحراك الفكري بنحو عام، مضافا الى الشعور بان القرآن الكريم يدعو الى التدبر والتفكر في آياته لاستنباط دقائق معانيه بما تنتظمه من احكام وعبر.
الا ان المنهج العقلي اخذ في بعض مناحيه جانبا من الافراط، بإدخال التفسير بالراي تحت عنوانه. وهذا من دواعي وقوف أصحاب المنهج النقلي بوجهه حفاظا على قدسية النص القرآني، والالتزام بطريق التفسير النقلي الذي تتصدره السنة الشريفة.
يضاف الى ذلك ما ينتج عن الابتعاد عن الاتجاه النقلي من فسح المجال امام الاستحسان والقول في البيان التفسيري بما يراه المفسر من تأويل يتفق ونتاج العقل بأعمال القرائن العقلية، والمحكوم بانه من قبيل التفسير بالراي من غير علم(4)، فان التفسير بالراي داخل تحت التفسير العقلي، اذ ان المفسر يعمل عقله في فهم القرآن، والاستنباط منه، مستعملا آلات الاجتهاد.
لذا يجد المتتبع انه يرد للراي مصطلحات مرادفة، وهي: التفسير العقلي، والتفسير الاجتهادي. ومعلوم ان مصدر الراي: العقل، ولذا جعل التفسير العقلي مرادفا للتفسير بالراي، وكما ان القول بالراي: اجتهاد من القائل به، لذا جعل التفسير بالاجتهاد مرادفا للتفسير بالراي، ونتيجة الراي: استنباط حكم او فائدة، ولذا فان استنباطات المفسرين من قبيل القول بالراي(5).
فلوحظ جانبا من هذا التأويل بوصفه منهيا عنه، يضاف الى ذلك عدم الاتفاق على حد تام للتأويل، اذ انه عرف بتعريفات لفظية غير جامعة ولا مانعة. فابتنى على ذلك :
___________________
1) ينظر: محمد حسين الطباطبائي – القرآن في الإسلام: .64
) ينظر: محمد قلعجي – معجم لغة الفقهاء: 207 وعبد الهادي الفضلي – أصول البحث: 53.
2) ينظر: محمد حسين الطباطبائي – الميزان في تفسير القرآن: 3/ 80 ومحمد حسين علي الصغير – المبادئ العامة لتفسير القرآن: 105.
3) ينظر: محمد حسين الطباطبائي – الميزان في تفسير القرآن: 3/ 80 ومحمد حسين علي الصغير – المبادئ العامة لتفسير القرآن: 105.
4) ينظر: مساعد سليمان الطيار – التفسير بالراي مفهومه، حكمه، انواعه: 2 – 4.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|