المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



رأي قريش في القرآن  
  
5856   03:29 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص428-432.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2014 3231
التاريخ: 18-4-2017 3164
التاريخ: 3324
التاريخ: 2-7-2017 3626

 

ان البحث حول حقيقة الاعجاز القرآني أمرٌ خارج عن اطار هدفنا في هذا الكتاب فذلك متروكٌ إلى الكتب الإعتقادية والكلامية.

ولكن الأبحاثَ التاريخيَّة تهدينا إلى أن القرآن الكريم كان من أكبر وأقوى اسلحة الرسول الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) بحيث خضع أمام فصاحته البالغة وحلاوة كلماته وقوة آياته وعباراته اساتذة الفصاحة والبلاغة واُمراء البيان والكلام وعمالقة الكتابة والخطابة واعترفوا برمَّتهم وقضّهم وقضيضهم بأَنَّ القرآن الّذي جاء به محمَّد يحتل أعلى مكان في الفصاحة والبلاغة وأنَّ مثل هذا الحديث لم يعرفه البشر ولم يعهد له التاريخ الانساني نظيراً.

فلقد كانت جاذبيّة القرآن الكريم وتأثير حديثه بحيث ترتعد عند استماع آياته فرائص أعدى اعدائه وربما انهارت قواه فبقي مدة طويلة لا يقوى على حِراك ولا يملك فعل شيء.

وفيما يلي نذكر بعض النماذج في هذا المجال :

حُكمُ الوَليد في القرآن :

كان الوليدُ بن المغيرة ممن يرجُع إليه العربُ لحل الكثير من مشاكلها وكان ذا سنٍّ وثروة كبيرة فيهم.

وعندما واجهت قريش مشكلة ظهور الإسلام وانتشاره في القبائل مشى فريقٌ منهم إلى الوليد يلتمسون منه حلا لهذا الأمر الّذي بات يهدّد كيان الزعامة المكيّة الجاهلية وطلبوا منه أن يبيّن رأيه في القرآن الكريم وقالوا : هل هو سِحر امْ كهانة امْ حديث قد حاكَهُ بنفسه.

فاستنظرهم الوليد ليعطي رأيه فيه بعد أن يسمع شيئاً من القرآن فأتى إلى الحجر حيث كان يجلس النبيُّ ويتلو القرآن فقال : يا محمَّد أنشدْني شعرك.

فقال النبيُّ (صـلى الله علـيه وآله) : ما هو بشعر ولكنّه كلام اللّه الّذي به بعث انبياءه ورسله.

فقال : اُتلُ عليّ منه فقرأ عليه رسول اللّه : بسم اللّه الرحمن الرحيم .

فلما سمع : الرحمان استهزأ فقال : تدعو إلى رجل باليمامة يسمى بالرحمان؟

قال: لا ، ولكني أدعو إلى اللّه وهو الرحمان الرحيم ثم افتتح سورة حم السجدة فلما بلغ إلى قوله تعالى : {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13].

وسمعه الوليد فاقشعر جلده وقامت كل شعرة في راسه ولحيته ثم قام ومضى إلى بيته ولم يرجع إلى قريش.

فقالت قريش : يا ابا الحكم صبا ابو عبد شمس إلى دين محمَّد أما تراه لم يرجع الينا وقد قبل قوله ومضى إلى منزله.

فاغتمت قريش من ذلك غماً شديداً وغدا عليه ابو جهل فقال : يا عم نكّست رؤوسنا وفضحتنا.

قال : وما ذاك يا ابن أخي؟

قال : صبوت إلى دين محمَّد.

قال : ما صبوتُ واني على دين قومي وآبائي ولكني سمعت كلاماً صعباً تقشعر منه الجلود .

فقال أبو جهل : أشِعر هو؟

قال : ما هو بشعر.

قال : فخطبٌ هي؟

قال : لا وان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور لا يشبه بعضُه بعضاً له طلاوة.

قال : فكأنه هي؟

قال : لا.

قال : فما هو؟

قال : دعني افكر فيه.

فلما كان من الغد قالوا : يا ابا عبد شمس ما تقول؟ قال : قولوا : هو سحر فانه أخذ بقلوب الناس فأنزل اللّه سبحانه فيه : {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا} [المدثر: 11 - 13] إلى قوله : {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر: 30].

* * *

نموذَجٌ آخرٌ :

كان عتبة بن ربيعة من كبراء قريش واشرافها ويوم أسلم حمزة وأصبح أصحاب رسول اللّه يزيدون ويكثرون اغتمّت قريش كلّها وخشي زعماء المشركين ان ينتشر الإسلام اكثر من هذا فقال عتبة وهو جالس في نادي قريش يوماً ورسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) جالس في المسجد وحده : يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمَّد فاكلّمه وأعرض عليه اُموراً لعلّه يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟

فقالوا : بلى يا أبا الوليد قم إليه فكلّمه.

فقام إليه عتبة حتّى جلس إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فقال : يابن أخي إنك منّا حيث ما قد علمت من الشرف في العشيرة والمكان في النسب وانك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرّقت به جماعتهم وسفّهت به أحلامَهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفّرت به من مضى من آبائهم فاسمع مني اُعرض عليك اُموراً تنظر فيها لعلّك تقبل منها بعضَها فقال رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قل يا أبا الوليد اسمع.

قال : يا ابن أخي إن كنتَ إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتّى تكون اكثرنا مالا وان كنت تريد به شرفاً سَوَّدناك علينا حتّى لانقطع أمراً دونك وإن كنتَ تريدُ به مُلكا ملّكناك علينا وإن كان هذا الّذي يأتيك رئيّاً ( وهو ما يتراءى للناس من الجنّ ) تراه لا تستطيع ردَّهُ عن نفسك طلبنا لك الطبَّ وبذَلنا فيه أموالنا حتّى نُبرئك منه فإنه ربّما غلب التابع على الرجل حتّى يداوي منه حتّى إذا فرغ عتبة ورسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) يستمع منه قال : أقد فرغتَ يا أبا الوليد؟ قال : نعم قال : فاسمع منّي ؛ قال : إفعل قال : بِسم اللّه الرحمن الرَّحيم {حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} [فصلت: 1 - 5] .

ثم مضى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فيها يقرؤها عليه فلمّا سمعها منه عتبة أنصتَّ لها وألقى يديه خلفَ ظهره معتمداً عليهما يسمع منه وبقي على هذه مدة من الزمن صامتاً وكأنه قد سُلِبَ قدرة النطق ثم انتهى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى السجدة فسجد ثم قال : قد سمعتَ يا أبا الوليد ما سمعتَ فأنتَ وذاك .

فقام عتبة إلى أصحابه وقد تغيَّرت ملامحُه فقال بعضهم لبعض : نحلف باللّه لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الّذي ذهبَ به!! فلما جَلس إليهم قالوا : ما وراءك يا أبا الوليد؟

قال : ورائي اني قد سمعت قولا واللّه ما سمعت مثله قط واللّه ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فواللّه ليكوننَّ لقوله هذا الّذي سمعتُ منه نبأ عظيم فان تصِبهُ العربُ فقد كفيتموه بغيركم وان يظهر على العرب فمُلكه ملكُكُم وعزُه عزّكم وكنتم أسعد الناس به.

فانزعجت قريشٌ من مقالة عتبة هذا وسخرت به وقالت : سحرَكَ واللّه يا ابا الوليد بلسانه!!

قال : هذا رأيي فاصنَعوا ما بدا لكم .

هذان نموذجان من رأي كبار فصحاء العرب في العهد الجاهليّ في القرآن الكريم.

على أن هناك أمثلة ونماذج اُخرى كثيرة في هذا المجال.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.