المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

supplementary movements
2023-11-24
اتخاذ القرارات
2-5-2016
عناصر عملية الاتصال -ثالثا: وسيلة الاتصال
22-8-2022
الامام الحسن ومعاوية في دمشق
16-6-2022
Converting Between Concentration Units
21-5-2019
ضوابط استعمالات الارض داخل المدينة - العوامل الاجتماعية - التكتل
24-9-2019


أدلة امامة علي بن أبي طالب عليهما السلام (حديث المنزلة)  
  
1026   10:50 صباحاً   التاريخ: 11-4-2017
المؤلف : الفاضل محمد بن عبد الفتاح المشتهر بسراب التنكابني
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص90- 97
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

هذا الخبر مما استدل به الشيعة على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتكلم في الدلالة من أنكر ، ولم يتكلم في السند ، وصرح جمع بتواتره والظاهر معهم ، ولو سلم عدم التواتر لا يخفى كونه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، بقرينة نقل العامة والخاصة ، وعدم إنكار منكري إمامته ( عليه السلام ) ، مع غاية اهتمامهم في إنكار ما يمكن إنكاره ، ولم يذكروا عدم صدوره عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعنوان التجويز والاحتمال ، إلا بعض المنكرين الذين لا يبالون بما قالوا ، مثل شارح التجريد فإنه منع التواتر ، لكن لم يقدر على منع الصحة لغاية الفصاحة .

روى ابن الأثير في جامع الأصول ، من صحيح البخاري ومسلم والترمذي ، عن سعد بن أبي وقاص ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلف علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان ؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .

وعن الترمذي أنه قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى .

وفي رواية عن جابر أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي .

ومن صحيح مسلم والترمذي ، عن سعد بن أبي وقاص ، أن معاوية أمر سعدا ، فقال له : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ فقال : أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلن أسبه ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه ، فقال علي : يا رسول الله خلفتني مع النساء الخبر مثل ما تقدم لسعد ، لكن هاهنا : إلا أنه لا نبوة بعدي الخبر (1) .

اعلم أن الروايات تدل على تكرر إخبار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بهذه المنزلة الجليلة ، منها : ما  رواه الفاضل النبيل يحيى بن الحسن بن البطريق ( رحمه الله ) في العمدة ، من مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تصنيف الفقيه أبي الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي المعروف بابن  المغازلي ، بإسناده عن أنس ، قال : لما كان يوم المباهلة وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي واقف يراه ويعرف مكانه ، ولم يواخ بينه وبين أحد ، إلى أن قال : فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك يا أبا الحسن ؟ قال : واخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقف تراني وتعرف مكاني لم تواخ بيني وبين أحد ، قال : ادخرتك لنفسي ، أما يسرك  أن تكون أخا نبيك ؟ قال : بلى يا رسول الله أنى لي بذلك ، فأخذ بيده وأرقاه المنبر ، فقال : اللهم إن هذا مني وأنا منه إلا أنه بمنزلة هارون من موسى .

ومنها : ما رواه من مناقب ابن المغازلي بإسناده ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، في سد  الأبواب غير باب علي ( عليه السلام) إلى أن قال ، ونفس ذلك رجال على علي ، فوجدوا في أنفسهم ، فتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقام خطيبا، فقال : إن رجالا يجدون في أنفسهم في أن أسكن عليا في المسجد ، والله ما أخرجتهم ولا أسكنته، إن الله عز وجل أوحى إلى موسى وأخيه {أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } [يونس: 87] وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته ، وإن عليا بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ، ولا يحل مسجدي لأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته ، فمن أساء فهاهنا ، وأومأ بيده نحو الشام انتهى .

أيها اللبيب الطالب للنجاة انظر بعين البصيرة والرشاد إلى أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما رأى حسد رجال على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) دعاه تحد به على الحاسد والمحسود إلى بيان سبب الاختصاص ، حتى يتركوا الحسد الذي يضر الحاسد آجلا ، ولا يدعوهم إلى إيذاء المحسود عاجلا ، فكيف لم يبين ( صلى الله عليه وآله ) أمر الخلافة وأبهمها ، ولم يبعث تعطفه على أهل بيته والأمة إلى أن يبين أمر الخلافة الذي في إهماله المفاسد الواضحة التي لا نسبة لها إلى ما تعرض لدفعه .

وانظر إلى أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان حسد الناس على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ثقيلا عليه ، فكيف كان حال من أراد إحراق بيت كان هو مع فاطمة والحسنين ( عليهم السلام ) فيه وفعل بهم ما ستسمعه ، فأي متانة ووثاقة للإمامة التي لا تختل ولا تنهدم بأمور يمكن أن يهدم أحدها تلألأ ساطعة وجبالا شاهقة " منه " .

وجه الدلالة : على ما يظهر من كلام بعض العلماء ( رحمه الله ) مع تقريب وتكميل مني ، أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله) أثبت لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) منزلة هارون من موسى ، واستثنى منها منزلة النبوة ، فيفهم منه إرادة عموم المنازل ، لأنه إما أن أراد بقوله " بعدي " بعد وفاتي ، أو بعد نبوتي ، فعلى الأول دلالة الخبر على المقصود ظاهرة ، وعلى الثاني يندرج بعد الوفاة في عموم اللفظ ، لعدم تقييده " بعدي " مريدا به بعد نبوتي بما يقتضي انقضائه بالوفاة ، بل إرادة العموم ظاهرة ، ولا أظن أحدا يقول بأن مقصوده ( صلى الله عليه وآله ) لا نبي بعد نبوتي إلى الوفاة .

وينتفي احتمال إرادة منزلة معهودة باستثناء منزلة النبوة ، وجعل إضافة المنزلة إلى هارون للعهد ، وجعل الاستثناء منقطعا لا وجه له ، إلا أن يقال : وإن كانت المنزلة المثبتة منزلة معهودة هي خلافته ( عليه السلام ) في زمان الغيبة ، لكن لما كان مظنة أن يتوهم اشتراكه (عليه السلام) مع هارون في النبوة ، فاستثناه دفعا لهذا التوهم ، ولا يخفى وهنه ، لأنه لا يتوهم نبوته ( عليه السلام ) حتى يحسن الدفع لظهور ختم النبوة به ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك الزمان أيضا ، ولم لم يدفع ( صلى الله عليه وآله ) توهم إرادة العموم أو كان المقصود هو العهد؟ مع كونه ظاهر الحاجة إليه ، وبالجملة نسبة مثل هذا الاحتمال لا تليق بكلام من يظن منه أدنى معرفة بأسلوب التكلم ، فكيف ينسب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

لا يقال : احتمال العموم لا يحتاج إلى الدفع ، لأن خصوص مورد الخبر كما ظهر من النقل ، أو ارجوفة المنافقين كما جوزها بعض يدفعه .

لأنا نقول : من أن خصوص المورد لا يخصص اللفظ ، وحكاية الارجوفة في غاية الضعف ، لأنه لم يستند إلى نقل معتمد ، كما ذكره السيد ، وعدم شيوع النقل وعدم استناده إلى سند معتبر مع تعلق غرضهم به واهتمامهم في تقوية أمثال تلك الاحتمالات يدل على العدم وإن لم نحتج إلى بيانه .

فإن قلت : يجب إثبات ما يمكن إثباته من منازل هارون لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والإمامة ليست من منازل هارون .

قلت : من جملة منازله منزلة الأولوية بأمور الأمة ، ووجوب الإطاعة ، وهذه المنزلة في غير النبي هي الإمامة . وعدم بقاء هارون بعد موسى ( عليه السلام ) لا يضر هنا ، لأن منزلته من موسى ( عليه السلام ) في وجوب الإطاعة كانت منزلة لا تحتمل الارتفاع على تقدير البقاء من غير بيان كمال فائق حصل لآخر يوجب مزيته ببيان موسى ، أو بالمعجزة ، أو باعتراف هارون الذي علم صدقه في الأمور بالنبوة ، وفي حكاية السقيفة وسيرة الصحابة دلالة واضحة على خلو الواقعة عنها .

ومنع عموم المنزلة لاحتمال كون بعض منازل هارون على تقدير البقاء صيرورته صاحب شرع مطاع بالأصالة لا بالنيابة ، وامتناع هذا بالنسبة إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لا ينافي (2) ثبوت منزلة النيابة والخلافة له مع بقاء الحال بلا تغيير ، وهو كاف لنا ، ولا ينافي احتمال أمر يمتنع في حق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لو لم يكن باطلا في شأن هارون على تقدير البقاء لوجوب التخصيص ، وهذا ليس بعيدا لعدم كونه مما يتبادر من الأحوال ، بخلاف وجوب الإطاعة والأولوية في أمر الأمة ، لظهور تبادرهما من حديث المنزلة .

وأقول : يمكن تقرير الحديث بوجه آخر ، وهو أن يقال : منزلة هارون من موسى (عليه السلام) كانت منزلة تفوق منزلة كل أهل زمانه ، لكونه بعد موسى ( عليه السلام ) أعلم من الكل ، وأقرب إلى الله تعالى منهم ، فلم يكن لأحد التقدم عليه بحسب الجلالة والقرب إلى الله تعالى مع كونهم في تلك الحال ، نعم يمكن كمال ناقص عن مرتبته بحيث يصير أكمل من هارون ، فيكون منزلته حينئذ أقرب من منزلة هارون ، أو وجود كامل يكون أكمل من هارون لم يكن موجودا ، وظاهر أن المنزلة المثبتة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) عند الخروج إلى تبوك هي المنزلة الثابتة لهارون التي هي أكمل من جميع منازل الأمة من موسى .

فالمنزلة المثبتة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) كانت فائقة على منازل كل الأمة ، ولم يكن لأبي بكر وغيره منزلة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بمقتضى هذا الخبر ، ولم يكن لأبي بكر بعد الخروج إلى تبوك تقوية في الدين زائدا على ما كان من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بحسب الحرب والجهاد وهداية الأمة والرشاد ، ولا التعلم من أبواب علوم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فبأي شئ حصل له استحقاق الأمر بعد عدمه بالخبر ؟ أبترقيات واضحات حصلت له أم بتنزلات فاضحات ظهرت من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ؟ حاشاه عنها .

فلو كان استحقاقه بأحدهما ، فلم لم يذكروه في السقيفة ؟ ولم لم يذكر أحد ممن قال بإمامته في أزمان متمادية من ذلك اليوم إلى يومنا بدليل شاف وطريق واف يدل على حصول أحدهما حتى يطمئن السامع بقوله (2) ؟ والقائلون بها بقولهم بدليل واف يصح التمسك به ؟ ولم تمسكوا بلفظ الاجماع الذي خال عن المعنى ؟ كما سيظهر لك.

وما ذكرته هاهنا مبني على حمل " بعدي " على بعد نبوتي كما هو الظاهر ، وأما على تقدير إرادة بعد وفاتي ، فلا يحتاج إلى البيان .

وأيضا هذه المنزلة من الأمور التي لا يمكن الاطلاع عليها إلا بالتوقيف والمعجزة على وفق الدعوى ، ولا يقول بأحدهما في شأن أبي بكر أحد من أهل العلم ، وبطلان كلام البكرية ظاهر لمن تدبر أمر السقيفة ... ، وأي توجيه لترك مقتضى هذه المنزلة المبينة ؟

ويمكن الاستدلال بهذا الخبر بذكره ( عليه السلام ) في الشورى في مقام الاستدلال به على استحقاق الإمامة ، بتقريب ذكرته في حديث الغدير .

اعترض بعدم اندراج المنزلة المقدرة التي هي الخلافة على تقدير البقاء في الحديث.

أجيب بأنه قد يندرج بعض المنازل المقدرة في المنزلة ، كما لو قال أحد : منزلة زيد مني منزلة عمرو ، وكان لعمرو منزلة لو سأل عنه أموالا عظيمة أعطاه بلا تأخير وكراهة ، لكنه لم يتفق له السؤال ، فسأل زيد منه درهما ، يحكم العقل بوجوب العطاء بمقتضى المنزلة ، فإن لم يعطه وأباه يحكم أهل التميز بالتخالف الواضح بين قول المخبر بالمنزلة وفعله ، وظاهر أن ما نحن فيه من هذا القبيل .

وبأنه يمكن أن يقال : إن كون هارون بحيث لو بقي بعد موسى لم ينعزل عن الخلافة ليس منزلة مقدرة ، بل هذه الحيثية ثابتة له بالفعل ، والمقدر هو البقاء لا الكون المذكور ، والفرق بين البقاء والكون المذكور واضح .

إعترض بما حاصله : أنه إن كان مقصوده ( صلى الله عليه وآله ) إثبات منزلة الإمامة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد وفاته لكان المناسب أن يقول : بمنزلة يوشع بن نون من موسى .

أجاب السيد بما حاصله : أن قصد عموم المنزلة لبعض أحوال الحياة التي هي حاله عدم حضور رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحالة الممات ، وكون منزلة هارون أظهر وأشهر ونطق بها القرآن ، وظهور اندراج المنزلة المقدرة في عموم المنزلة ، وكون استحقاق هارون للأمر منزلة محققة مناسبة لمنزلة هارون لا منزلة يوشع ، مع أن كون منزلة يوشع بن نون هي الخلافة والإمامة غير ظاهر ، ونبوته لا تستلزم الخلافة ، فلعل خلافة موسى ( عليه السلام ) كانت لولد هارون ، كما يدل عليه نقل اليهود وبعض الروايات (4) .

_____________

(1) جامع الأصول 9 : 468 - 469 .  

(2) لا يقال : ذكر " لا ينافي " في جواب " منع عموم المنزلة " خارج عن قانون المناظرة ، لأنا نقول : أثبتنا العموم بالاستثناء وبتسليم ما احتمله المانع لا يختل دليلنا ، لأن منزلة  الخلافة والنيابة داخلة في العموم ، ومن المنازل المتبادرة التي لا يمكن إخراجها عنه وبهما  ثبت المقصود ، فليس مرادنا من ثبوت منزلة النيابة والخلافة هو إرادة هذه المنزلة  بخصوصها، بل المراد ثبوتها في ضمن الأفراد المقصودة من العامة .

وقولنا " مع بقاء الحال " إشارة إلى أن المتبادر من منازل هارون هي منازله مع بقاء الحال ، ولا يعتبر في العام أزيد من اشتماله على الأفراد المتبادرة . وقولنا " لعدم كونه مما يتبادر من الأحوال " أيضا إشارة إلى هذا المعنى " منه " .

(3) الباء في بقوله وبقولهم متعلقان بيطمئن ، والباء في بدليل سبب للاطمئنان " منه " .

(4) الشافي 3 : 33 - 36 .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.