أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-05-2015
6259
التاريخ: 23-10-2014
6663
التاريخ: 10-05-2015
5806
التاريخ: 12-6-2016
10651
|
قال تعالى : {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ..} [العاديات : 4 - 7] .
قد يستفاد من قوله سبحانه: { إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} أن البخل والكفران صفة لازمة لطبيعة الإِنسان، فكيف يتناسب هذا مع ما يمتلكه الإِنسان من ضمير يقظ وشعور فطري يدعوه إلى شكر المنعم وإلى التضحية ؟
مثل هذا السؤال يطرح في المواضع التي تتحدث عن صفة بارزة من صفات الضعف الإِنساني كقوله سبحانه عن الإِنسان بأنه ظلوم وجهول (1)
وإنّه هلوع (2) وإنّه يؤوس وكفور (3) وإنّه ليطغى (4)
فهل نقاط الضعف هذه قائمة في طبيعة الكائن البشري ؟ كيف يمكن أن يكون هذا والقرآن يقول: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا } [الإسراء : 70] .
جواب هذا السؤال يتّضح لو عرفنا أن الإِنسان له بعدان وجوديان. ولذلك يستطيع في منحناه الصعودي أن يرتقي إلى أعلى عليين، وفي منحناه النزولي إلى أسفل سافلين.
إذا خضع للتربية الإِلهية واستلهم نداء العقل، وبنى نفسه كان مصداقاً لقوله سبحانه: {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء : 70] .
وإذا أعرض عن الإِيمان والتقوى، وخرج عن خط أولياء الله كان موجوداً ظلوماً كفاراً ويؤوساً وكفوراً وهلوعاً وكنوداً.
من هنا فلا تناقض بين هذه الآيات، وكل منها يشير إلى واحد من بُعدي وجود الإِنسان .
نعم، في داخل فطرة الإِنسان تمتد جذور كل الحسنات والمفاخر والفضائل، كما إن فيه استعداداً لما يقابل هذه الفضائل. ولذلك لا يوجد في عالم الخلقة موجود يفصل بين قوسه الصعودي وقوسه النزولي هذا القدر من البون الشاسع. (تأمل بدقّة).
____________
1. الاحزاب ,72 .
2. المعارج : 19 .
3. هود : 9 .
4. العلق : 6 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|