أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2017
926
التاريخ: 22-5-2019
897
التاريخ: 23-3-2017
1101
التاريخ: 2023-06-27
976
|
زراعة التنباك في محافظة اللاذقية
أن زراعة التبغ والتنباك في محافظة اللاذقية ذات شأن كبير وأنها عماد الرزق والشغل الشاغل في تلك المنطقة الجبلية، لأن الإقليم والتربة ولا سيما قلة الأراضي والمساحات ووفرة اليد العاملة.... لا تناسب غير هذه الزراعة، لأن المساحات الصالحة لزراعة الحبوب هنالك قليلة ويقع أكثرها في السهل الساحلي الضيق الممتد من الشمال إلى الجنوب، أما المساحات الصالحة لزراعة التبغ والتنباك فتقع في الهضاب والجبال المتدرجة بالعلو من الساحل إلى الجبال، وحدود هذه الزراعة جغرافياً تمتد من ناحية كسب في الشمال إلى قضاء صافيتا في الجنوب، وتقسم محافظة اللاذقية في موضوع هذه الزراعة إلى ثلاث مناطق: ساحلية، ومتوسطة، وجبلية، فالساحلية: يصبح بعضها لزراعة التنباك والمنطقة المتوسطة الارتفاع تصلح لزراعة شك البنت، أما المنطقة الجبلية العالية فلزراعة الأبي ريحة، ولو أن هذا النوع يغل في الساحل ضعف غلته في الجبال، لكن محصوله في الجبال يمتاز بجودته ورائحته ورغبة الأسواق التجارية له، وكون أسعاره أعلى من تبغ الساحل، وقد تفنن زراع المحافظة بزراعة أنواع التبغ والتنباك وينقصهم لتحسين النوع وزيادة الغلال التدابير الاتية التي بعضها عليهم وبعضها على إدارة الحصر:
1- إتقان الزراعة والخدمة حسب الأساليب الفنية، وتحسين انتاج التبغ والتنباك، وجعلها في مصاف الإنتاج التركي والأميركي للتبغ والعجمي للتنباك.
2- انتقاء البذور الصالحة، وتحسين الأصناف باستمرار وجعل المحاصيل موافقة لرغبة الزبائن الواجب إرضاؤهم.
3- اجتناب الغش في توضيب المحصول، ومنع خروج كل ما يوافق شروط القبول من البلاد التي تستهلك فيها.
4- السعي لتوسيع تصدير التبغ والتنباك من سورية إلى الخارج.
إن هذا الشأن الكبير لزراعة التبغ والتنباك في اللاذقية حملنا على أن نفرد لها بحثاً خاصاً رجعنا في أكثره إلى عدد سنة 1931 من المجلة السنوية التي كانت تصدر لمصلحة الزراعة والاقتصاد في حكومة اللاذقية سابقاً، وفى عودة إلى تقريرين أحدهما لإدارة الحصر، والثاني لصديقنا المراقب الزراعي السيد سليم جبور.
التنباك يزرع في قرى معينة في سواحل الأقضية الآتية:
اللاذقية 300 هكتار، الحفة 57 ، جبلة 29 فقط، وليس لهذه الزراعة أثر في بقية الأقضية ولا في المحافظات السورية واللبنانية.
زراعة التنباك
1- إن زراعة التنباك في بلاد العجم المسقوية، أما في اللاذقية فهي بعلية في الغالب، ومسقوية في منطقة جبلة فقط، وتمتد على الشاطئ البحري في شمال مدينة اللاذقية وجنوبها، وفي ناحية البهلولية وفي ساحل جبلة، وفي جنوبي الاسكندرية بينها وبين عروسز على الساحل قرية اسمها أكبر تعنى بزراعة التنباك أيضاً، وهي هناك مسقوية.
2- في اللاذقية صنفان للتنباك، بلدي وعجمي، وشروط الزراعة وأساليبها في الصنفين واحدة وتجري في الجملة بنفس طريقة زراعة للتبغ إلا بعض اختلافات القليلة، فالبلدي مألوفة زراعته منذ القديم، وكان من موارد ثروة المنطقة، وكانت تصدره إلى فلسطين وتركية وكل بلاد الشام، وهي الوحيدة التي تنتج التنباك في سورية ولبنان ولا سيما خلال الحرب العالمية الأولى حينما انقطع وارد التنباك العجمي، وبعد تلك الحرب صار يرد التنباك العجمي وفرضت رسوم باهظة على اللاذقي في فلسطين وتركية فجمدت حركته وتقهقرت زراعته، فعمدت حكومة اللاذقية إلى تحسين جنس التنباك اللاذقي وجلبت بذاراً عجمياً لتجديد البذارات القديمة التي أصبحت غير صالحة، وجربت زراعة العجمي وأساليبه ونشطتها على قدر الإمكان لكن البذور العجمية ما لبثت تحت تأثير الأقاليم والتربة والتلقيح الخلطي والأساليب الزراعية إن فقدت قسماً من مزاياها الخاصة فتراجعت وتبدلت، وبينما هي في مواطنها تزرع في السهول العالية القائمة على ارتفاع معلوم وفي إقليم جاف وأرض مسقوية، ولا تزرع أصلاً على سنتين متواليتين في نفس الأرض، صارت تزرع هنا على شاطئ البحر المتوسط حيث الإقليم حار رطب وفي أرض هي على الغالب غير مسقوية وعلى سنوات عديدة متتابعة في نفس الأرض.
وهكذا فإن الزراعة بعد فقدان كثير من مزاياها الخاصة قلت فائدتها كما ضاق انتشارها، وكلاهما يسير من قليل إلى أقل، وقد استقر معدل المحصول السنوي أخيراً في سني (1947-1949) على (386) طناً فقط.
3- يتطلب التنباك الأتربة الطينية الرملية العميقة الجيدة الصرف والخصبة بالتسميد، على أن تكون محفوظة من الرياح الشديدة التي تهب في ذلك المكان لئلا تتمزق أوراقه الكبيرة، ويجتنب من زرعه في الأتربة الكلسية والطينية المندمجة، لأن طعمه لا يكون مقبولاً فيها، كما يجتنب من زرعه تحت الظل لئلا تخرج أوراقه صغيرة رقيقة أو يتأخر نضجها من فقدان الشمس والنور فيضيع لونها المطلوب، وتقل قيمتها التجارية.
4- ثم إن التنباك قد يحتاج إلى السقي في المواسم الجافة، لذلك يستحسن أن تكون حقوله قرب نهر أو جدول أو بئر ليمكن إسقاؤه، لأنه إذا عطش تصير أوراقه صغيرة وقاسية ومرة.
5- تحضر حقول التنباك من قبل الشتاء بحراثات مكررة وبالتزحيف والتمشيط والتنظيف من الأعشاب، وإن كانت محتاجة يوضع لها من الزبل (3000-4000) كغ في الدونم، ومثل هذه الأرض المسمدة يمكن زرع التنباك فيها (3-4) سنوات متوالية.
6- يجب ان تكون بذور التنباك مكتملة النضج ثقيلة الوزن ذات لون احمر قاتم، فإن لم تكن كذلك خرج الشتل هزيلاً وصار نموه غير متناسق.
7- تزرع بذور التنباك كما تزرع بذور التبغ في مشاتل (مراقد) خاصة وتربى الشتول فيها.
لكن مشاتل التنباك في تركية تختلف عن مشاتل التبغ فبينما هي في التبغ مساكب مرتفعة عن الأرض وبارزة تكون في التنباك مراقد محفورة في الأرض، وذلك لكي تبقى هذه المشاتل منزوية ومحفوظة من الرياح الباردة، ولأجل ذلك يعمد زراعه في تركيا خلال شهر كانون الأول أو الثاني إلى حفر خنادق عرضها 5و1 متر وعمقها 50-60 سم، وطولها 5-15 متر حسب اللزوم.
ولأجل تحديد هذا الطول أي: معرفة المساحة اللازمة يحسب عدد الشتول اللازمة للغرس في الحقل وهذا سهل، لأن كل متر مربع واحد في المشتلة ينتج 1000-1500 شتلة، ولما كان كل دونم في الحقل يكفيه 3500-4000 شتلة (باعتبار الكثافة في المتر المربع 3-4 شتلات) يصيب الدونم متران مربعان في المشتلة، لكن تلافياً لما قد يحدث من التلف – إن في المشتلة وإن في الحقل بعد الغرس - تجعل مساحة المشتلة اللازمة لكل دونم ضعف ما ذكرناه أي: أربعة أمتار مربعة، أي: إذا كان حقلنا عشرة دونمات تحتاج إلى مشتلة (خندق) مساحته 40 متراً مربعاً وهكذا..
أما كيفية العناية بالخندق فهي أنه حين رفع تراب الخندق لا يخلط ترابه الفوقاني بترابه التحتاني بل يكوم كل منهما على أحد طرفي الخندق، ثم يفرش في قاع الخندق زبل طري من روث الخيل بسماكة 30 سم، ويرش فوقه ماء بإبريق رشاش ويداس بالأرجل دوساً خفيفاً، ثم يعمد إلى التراب التحتاني الذي خرج من أسفل الخندق فيخلط بكمية من زبل الغنم أو المعزى المختمر (النكوب) ويفرش هذا المخلوط فوق طبقة الزبل الطري بسماكة 20 سم، ويداس أيضاً دوساً خفيفاً، ثم يعمد إلى التراب الفوقاني الجيد الذي خرج من وجه الخندق فيخلط بكمية من الزبل المذكور، ثم يغربل هذا المخلوط ويفرش الناعم منه فرشاً منتظماً فوق الطبقة الثانية بسماكة 3-4 سم، وبذلك يكون تم تهيئة المشتلة.
8- أما في اللاذقية: فمشاتل التنباك كما هي في التبغ عبارة عن مساكب مستطيلة عرضها 1-5و1 متر وطولها 3-4 أمتار ينظفونها بادئ ذي بدء من الحجارة والأعشاب، ويضعون في كل مسكبة 40-70 كغ من زبل المعزى المختمر جيداً، وهم يفضلون عليه أقذار المراحيض، وإن لم يجدوا هذا ولا ذاك يستعملون روث البقر إذا كان وافر الاختمار، ويقال: إنه يمنع إيواء الحشرات المضرة بالبذور، ويعنون بغربلة السماد المستعمل جيداً بعد فرشه ثم يرشونه على المساكب.
9- أما موعد الزرع فهو يختلف حسب الأقاليم، وهو يبدأ من منتصف شباط إلى منتصف آذار في الزراعة البعلية، ومن منتصف آذار إلى منتصف نيسان في المسقوية، أما كيفية نثر البذور وطمرها وتغطيتها ثم خدمتها بعد زرعها وإنباتها، فهو [بنفس الطريقة المستعملة للتبغ].
10- أما كيفية غرس الشتول في الحقول فهي كما يلي:
إذا كانت أرض الحقل مسقوية تخطط (تتثلم) خطوطاً عريضة على شكل خطوط (أثلام) ومتون (أكتاف) شبه ما يصنع في زراعة القطن في الطريقة المصرية التي شرحناها في الجزء الأول، وعلى أبعاد (75) سم، لأن كثافة شتول التنباك قليلة كما قدمنا لا تزيد في المتر المربع عن (4) شتلات، وقبل غرس الشتول تسقى الخطوط بغزارة إلى حد ثلث المتن، ثم تغرس الشتول على جانبي المتن على علو بضعة سنتيمترات من خط الماء، ويجعل البعد بين كل منها (50-60 سم) ويقلب عليها قليل من التراب الجاف.
وإذا كانت أرض الحقل بعلية تكون الخطوط أقرب مما سبق ذكره أي (50-40 سم) وهذه تفتح بالمحاريث، وإما إن تفتح بالمجارف اليدوية على أن يستعملها عمال ماهرون يسحبون بها ويحفرون خطوطاً عريضة عميقة مستقيمة ومتجهة من الشمال إلى الجنوب وبالأبعاد المذكورة آنفاً.
11- عندما تميل خضرة أوراق الشتول إلى الصفرة وتقوى سيقانها تكون الشتول صالحة للنقل، ولا سيما حينما يبلغ ارتفاعها (13-15 سم) وحينئذ تسقى المراقد والمساكب بغزارة عند المساء بعد الساعة (4) ينتظر العمال ريثما تمتص التربة نصف كمية الماء فيقلعون الشتول باليد، ويضعونها في صندوقة أو سلة، ويمكن تركها على هذه الحالة (2-3) أيام، أما الشتول الصغيرة الباقية في المسكبة فتسقى وتستمر العناية بها حتى تصبح صالحة للنقل إلى الحقل.
12- أما موعد التشتيل فهو: في شهري نيسان وأيار، إذا كانت الزراعة مسقوية، ويفضلون في قضاء جبلة التشتيل في أيار وحزيران، وحجتهم أن الشتول تتمتع بحر أيام الصيف ثم تنضج الأوراق في زمن البرودة فينتج الورق أكثر سماكة من التي قطفت قبل أوانها وإبان الحر الشديد.
13- في الزراعة المسقوية: يجب أن يكون العمق من بطن الخط حتى أعلى المتن (50 سم) بعرض (75 سم) بما فيه المتن، لأن أكوام التراب ستقلب فيما بعد بالعزق والعناية منها إيجاد تربة جديدة للشتل أثناء نموه، وقبل غرس الشتول المنقولة من المسكبة تسقي الأرض بغزارة إلى حد ثلث المتن أي: (17 سم) وتغرس الشتول على جانبي الخط على ارتفاع بضعة سنتيمترات من خط الماء يفصل بينها (35-25 سم) ثم تغرس الشتول على جانب المتن ويقلب عليها قليل من التراب الجاف.
14- في الزراعة البعلية: يؤتى بالشتول في الصباح الباكر وتشك وسط الخطوط المفتوحة، وذلك باستعمال مغرس من الخشب (عود مشتلان) على عمق (6-7 سم) وبحيث تكون متخالفة في كل خط عن الأخر ليتخللها الهواء والشمس جيداً، وتسقى الشتول عقب غرسها بالأباريق بنسبة نصف ليتر لكل منها.
15- بعد الغرس بـ (6-8) أيام حسب درجة جفاف التربة تجري (السقية الأولى) أما السقية التالية (العدادين) فيفصل بين الواحدة والأخرى من (12-15) يوماً، ويداوم عليها حتى نضوج الورق تماماً. أما في الزراعة البعلية فلا يسقى التنباك إلا مرة واحدة أي: عندما تسقى الغراس بعد نقلها من المشتلة.
16- بعد الغرس بـ (15-20) يوماً وحينما تقوى الشتول ويحصل عليها (4-5) ورقات تجرى (العزقة الأولى) بقصد كسر القشرة السطحية وإبادة الأعشاب الغريبة، وإذا ظهر التلف أو نقص في الشتول تجرى عملية (الترقيع) وحين العزقة المذكورة يسقط كمية صغيرة من تراب المتن إلى بطن الخط، ويكرر هذا الإسقاط في كل عزقة حتى تصبح الأرض مستوية، وإذا تبين أن الشتول ضعيفة يوضع على كعبها كمية صغيرة من السماد.
17- تكرر عمليات العزق عقب كل سقية فتتكون ثلاث عزقات، ويجدر بالمزارع أن يبقي ذرات التراب حول الشتلة مفككة ناعمة على الدوام، ولا يدع فيها شقوقاً تسبب جفاف عنق الشتول.
18- عندما يبلغ عدد أوراق الشتلة (7-9) باستثناء الأوراق السفلية (التكعيبية) تجري (عملية الخصي) ثم عملية (نزع التكعيبية) بحيث لا يبقى في الشتلة سوى (5-6) ورقات على الأكثر، وعلى أثر عملية (الخصي) تنبت براعم تحت آباط الأوراق أو في أسفل الشتلة، ففي التربة القوية تنبت هذه بعد (5-6) أيام وفي الضعيفة بعد (10-12) يوماً، فيقتضي (نزع البراعم) المذكورة باليد حتى يصعد النسغ إلى أوراق الشتلة الجاري ترتيبها، وهكذا تستمر العمليات المذكورة كلما احتاج الأمر للحصول على أوراق أكثر سماكة وأكبر حجماً وأوفر متانة.
19- تنضج أوراق التنباك غالباً وتستحق القطف خلال شهر آب، ويعرف نضج الأوراق عندما تأخذ بالاصفرار وتتوشح بنقط حمراء ثابتة أو بثقوب منتثرة من جراء ندى الليل وشمس النهار، فإذا تم النضج يحمل الزراع منجلاً صغيراً حاد يسمونه (قطفة) ويقطع ساق الشتلة من كعبها ويغرزها (يشكها) عميقاً بجانب مكانها كي لا تطرحها الرياح، وفي بلاد العجم يسقون الأرض قبل القطاف بيومين ليحفظ الورق ليونته ويمتنه تلفه، أما في أنحاء اللاذقية فلا حاجة لإسقاء الأرض قبل القطاف، لأن رطوبة الليالي تفي بالغرض، وقد يحدث أحياناً أن تكون هذه الرطوبة كثيرة فيضرب لون الورق إلى السواد.
إن نباتات التنباك المقطوعة والمغروسة في الأرض تبقى على هذه الحالة (10-13) يوماً ريثما يتم اصفرار الورق على وجه التقريب، وإذا كانت هذه الأرض مجاورة للماء يقتضي شك هذه النباتات بعد قطفها في مكان أكثر جفافاً، لأن الرطوبة التي تظل ساعتين أو ثلاث بعد شروق الشمس تضر الأوراق وتسودها، لذلك تنزع الأوراق واحدة فواحدة وتمدد على الأرض معوضه على وجهها إلى الهواء الطلق، وخلال ذلك تقلب الأوراق الممدودة من حين إلى آخر ليتعرض من سطحها الأعلى والأسفل إلى النور والشمس، وحتى تجف تماماً وتصبح ذات نقاط صفر وضاربة إلى اللون الأشقر المحمر الذي يرغبه المستهلكون.
20- حينما تجف الأعصاب الوسطى في الأوراق بحيث تكاد تنقصف بضغط قليل يشرع بنقلها إلى مكان معد لها لاكتمال التجفيف وعمل الرزم، وهذا النقل يجري بتحميل الأوراق على نقالة معمولة من أغصان الشجر تشبه نقالات المرضى، فتصف الأوراق عليها، ثم يحملها عاملان ويوصلانها إلى المكان المعد لها في الصباح الباكر قبل اشتداد حرارة الشمس وعندما لا تزال الأوراق لينة ليسهل نقلها.
21- إن المكان المعد لوضع أوراق التنباك هو كوخ أو صيوان كبير مسقوف، تكوم فيه الأوراق المنقولة على حالة طبقة رقيقة ثم تغطى بحصر أو خيش كي تبقى محتفظة برطوبتها وطراوتها، وفي بلاد العجم وتركية يبللون هذه الأوراق بسائل خاص، القصد منه الحصول على سطح الأوراق وفوحان رائحة ذكية، وهذا السائل عبارة عن (10) كغ عرق السوس ويغلى جيداً على النار حتى ينخفض إلى نصفه، ثم ينزل ويبرد، وبعدها يرش على أوراق التنباك في وجهها الأعلى ثم الأسفل، ومنهم من يذيب (2) كغ من الملح في (5) كغ ماء ويرشه.
22- بعد إتمام ما ذكر تفرز أوراق التنباك إلى فئتين فئة كبيرة وفئة صغيرة وتوضع كل فئة على حدة، ثم تفتح الأوراق فوق سطح مستوي وتمسد باليد ثم توضع الواحدة منها فوق الأخرى وتجمع رزماً كل منها (15-20) ورقة، على أن لا تربط إلى بعضها – كما يعمله بعضهم - كي لا يتعسر فحصها وعند الاقتضاء تقلب حتى يكتما جفافها، ثم تصف الرزم بعدئذ بعضها فوق بعض صفوفاً رأساً على عقب، ويفصل بين الرزمة والأخرى (10) سم لكي يتخللها الهواء، ويبقى التنباك في هذه الحالة (6-8) أيام، وكل يوم تقلب الرزم من وجه إلى آخر وتقب الأوراق ورقة ورقة منعاً من التصاقها ببعضها، ويجب الانتباه إلى الأوراق التي يغشاها أحياناً شيء يشبه الغبار الأبيض، فإذا ظهر هذا تسحب الورقة وتنظف باليد وتعاد إلى الرزمة.
23- إن (الكرسي) في عرف العامة هو مجموعة رزم منضدة طبقاتها متراكبة وموازية للأرض وكل طبقة منها ترصف بعكس الأخر وترصف الرزم على حصر مرفوعة على حجارة أو على أعشاب يابسة كي يتسرب الهواء إلى الداخل، ويبلغ كل من ارتفاع الكرسي وعرضه متراً وحداً يفصل بين كل كرسي وآخر مسافة متر لكي يتسنى فحص الأكداس ومراقبة التجفيف.
يبقى التنباك على هذه الحالة (20-30) يوماً، وفي هذه المدة يفحص مرة أو مرتين، و(عملية الكرسي) هي آخر دورة من الأعمال حيث يكون قد تم فيها جفاف الضلوع السميكة واكتسبت الأوراق اللون المطلوب واختمرت، يطرح على أرض المكان الذي ينضد فيه التنباك أعشاب يابسة منعاً لتسرب الرطوبة واستبقاء لتخلل الهواء بين الصفوف.
24- بعد خروج التنباك من (عملية الكرسي) يبيعه المزارعون إلى التجار فيأخذه هؤلاء فيضعونه في المكابس ويعملون بآلات بعد أن يتحققوا خلوه من كل أثر للرطوبة واختماره قليلاً، وهم يستعملون مكبساً وقوالب وأكياس فارغة وقماش قطني (خام) فيضعون أولا قطعة من كيس على الأرض وفوقها قالب خشب مستدير، وينتخبون الورق الجيد الكبير ويجعلون جهته العليا متجهة نحو الأسفل ويؤلفون منه الطبقة الأولى، ثم يضعون فوقها أوراقاً صغيرة وزنها نحو (2) كغ، لتؤلف الطبقة الثانية، ثم أوراقاً كبيرة يجعلون جهتها العليا متجهة نحو الأعلى، فهذه الطبقات الثلاث التي أكثرها ورق كبير وأقلها ورق صغير يبلغ وزنها معاً نحو (2،5)كغ تقريباً، فتشكل ما يسمونه (صينية) ثم ينتخبون (6-10) أوراق كبيرة وجميلة يضعونها حول القاعدة في خرقة تفتح بشكل مروحة ويهيؤون مروحة ثانية في الشكل ذاته ويغطون الصينية بالمروحتين، ويوجهون سيقان المروحتين دائماً نحو خارج القالب، فالطبقة التي تشكلها المروحتان تفصل الصينية الأولى عن الأخرى، حينئذ يشرعون بوضع صينية ثانية فوق الأولى تعلو تدريجياً.
وهكذا وعندما يبلغ مجموع وزن التنباك الموضوع في القوالب (50-60) كغ يغطونه بقطعة كيس ويضعونه في المكبس ذي البرغي، وعندما يصبح ارتفاع البالة (70 سم) تقريباً بعد الكبس يخيطون قطعتا الخيش الموضوعة في الأسفل وفي الأعلى ببعضها، ثم يفكون المكبس ويخرجون البالة التي يسمونها (طرباية) وفي بلاد العجم يستعملون لتصدير التنباك إلى أقطار بعيدة جلد الماعز الذي يحفظ التنباك جيداً من الرطوبة ومن أضرار الاصطدام، هذا وإن كبس البالات على الوجه المبين أعلاه يضمن حفظ التنباك وييسر شحنه بأقل ضرر ممكن، فيجدر بزراعه وتجاره أن يتبعوا الطريقة التي شرحناها، لأن عدم العناية بوضع التنباك في البالات وعدم إتقان تهيئته يسببان هبوط أسعاره في الأسواق الغربية.
تفرز أورق التنباك حسب أحجامها إلى فئتين، فئة كبيرة وفئة صغيرة، ويصفف كل (10-12) ورقة منها بعضه فوق بعض وتعمل رزماً (جمع رزمة وتوضع الرزم فوق شبة مدورة كالتي تعلو الموائد المدورة، كل رزمة على حدة وكلما صار سمك الرزمة (30-35 سم) يوضع فوقها خشبة مدورة، وفوق الخشبة أثقال وتكبس.
يبقى التنباك على هذه الحالة (6-8) أيام، وكل يوم تقلب الرزم من وجه إلى آخر، وتقلب الأوراق ورقة ورقة منعاً من التصاق بعضها ببعض، ويعمل منها ما يسمونه (كرسي) وهو الرزم المنضدة طبقات.
25- بعد خروج التنباك من الكرسي يباع إلى التجار، فيأخذه هؤلاء ويعملونه بآلات وزنها (50-60) كغ ملفوفة بأكياس من الخام أسطوانية الشكل محاطة بقماش أسماك ويصدرونه هكذا.
الغلة
يحسبون في تركية أن الدونم ينتج (350-400) كغ من الورق الأخضر، وهذا إذا جف يحصل منه (80-120) كغ وقد يباع (150) كغ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|