أعداء الشوندر

يتعرض الشوندر خلال نموه إلى بعض الحادثات وتهاجمه أعداء كثيرون من امراض وحشرات.

فمن الحادثات يذكر حادثة (التبذير) أو الاستعجال بالنمو الثمري من أول سنة، وهي أشيع الحادثات، وتحصل إذا زرعت البذور في ميعاد مبكر جداً يعقبه طقس رديء يوجب تأخر البادرات عن النمو الخضري، وتحصل أيضاً إذا زرعت بذور من أصناف اصطفيت اصطفاء رديئاً وفي هذه الحادثة تقل الغلة إلى حد كبير، لأن الشوندر الذي يستعجل بالتبذير يضايق غيره وتصبح جذوره غير صالحة للاستعمال في مصانع السكر، مضرة بسكاكين آلات فرم الجذور.

ومن الأمراض في أوروبا يذكرون (الاصفرار) Chlorose إذا أصيبت أوراق الشوندر بالاصفرار تقل الغلة، ومما يزيد وطأة هذا المرض حشرة المن والقرب من الشوندر المعد لاستحصال البذور، وإذن تكافح هذه الحشرة المذكورة ويبتعد عن ذلك الشوندر.

ويذكرون مرض العفونة Miladiou ومرض السركوسبوريوز Cercosperiose يعملان لطخات سمراء على الأوراق تؤدي إلى يبسها إذا كانت وطأة المرضين شديدة، فإذا اشتدت هذه الوطأة ولا سيما في السنين الرطبة يحسن استعمال محلول بودرة المؤلف من كبريتات النحاس والكلس كما يعمل في مثل هذه الحالات لأجل البطاطا المريضة.

وقد أصيب الشوندر الذي زرع في السنوات الأخيرة في حمص بمرض واحد وبعدة حشرات وصفها لنا زميلنا الفاضل السيد عمر الترمانينى الخبير الزراعي لدى شركة السكر في حمص في رسالته المؤرخة 7 آب 1950 فمما قاله:

المرض الوحيد الذي شوهد على الشوندر السكري المدعو عفن القلب La poirritur du coeur وهذا يظهر على الشوندر في شهري تموز وآب حيث تأخذ الأوراق المركزية في رأس الشوندر بالذبول تدريجياً، إلى أن تصبح سهلة الانقصاف، ثم تنحني إلى الخارج فتسود وتموت، ينتقل العفن في الإصابات الخفيفة إلى أعناق الشوندر فيكمد لونها ثم يأخذ بالاسوداد ، ويستولي العفن في الإصابات الخطيرة على جذور الشوندر بكاملها، فيأخذ الشوندر بالذبول والجفاف من أعلى إلى أسفل ويخفض هذا المرض غلة الشوندر إلى سدس الغلة المعتادة، وتهبط نسبة السكر فيه إلى 8 في المئة. يعالج هذه المرض وقائياً بمزج الأسمدة الكيماوية قبل نثرها في الحقول المعدة للزرع بمادة (البوراكس) بنسبة كيلو غرامين لكل دونم من الأرض، ويعالج المرض بعد ظهوره أيضاً بالطريقة ذاتها، أو بحل (البورق) بمياه السقاية، ويستولي على الشوندر السكري عدد من الحشرات شاهدنا منها خلال سنة 1949 و1950 الحشرات التالية:

أ- الدودة الخضراء La phygma (Carardina) exiga hubner:- وهي اكثر الحشرات فتكا بالشوندر، كما تفتك بالقطانيات والقطن والذرة الصفراء والتبغ والبصل والبنادورة أيضاً، الفراشة ذات اللون الرمادي ليلية يبلغ بعد ما بين جناحيها في طيرانها من 25-30مم تلون يرقاتها بألوان مختلفة من الخضرة إلى الصفرة إلى الحمرة، وأكثرها من لون زيتوني باهت، يجتاز ظهرها ثلاثة خطوط طولانية، خط ظهري وخطان جانبيان.

لها ثلاثة أجيال وقد تصل بعدد أجيالها إلى الثمانية، وقد ظهر جيلها الأول في حمص في أواسط شهر أيار، والجيل الثاني في أواسط حزيران والثالث في أيلول، ولا يسبب الجيل الأخير أضراراً تذكر للشوندر، وتلتهم اليرقات ورق الشوندر بنهم زائد فتعريها من انصالها الخضراء، وقد تنخر بعد ذلك رؤوس الشوندر نازلة إلى داخل الأرض محدثة فيها كثيراً من التخريب.

تعالج بمركبات د، د، ت، والهكزا، وبمسحوق أرسينات الكلسيوم، محلولاً وتعفيراً.

ب- ليلية الملفوف: «Lepidoptera» Manustra brassicae  تشبه الحشرة السابقة بما تحدثه من أضرار وتكثر في الأراضي المسقوية، وتشابه يرقات الحشرة السالفة الذكر، وتختلف عنها بعدم وجود الخطوط الطولانية على ظهرها، تكافح مكافحة الحشرة السابقة.

ج- (Curcubionidae) T. palliates و Tanymecus dilazicollis طول الاولى 6-8 مم لونها أسمر ضارب إلى السواد، كتفاها زاوويان، طول الثانية 12 مم، تظهر هذه الحشرة خلال شهر أذار وهي سريعة الحركة تتغذى ببادرات الشوندر الفتية, واذا كثر عددها في الحقول احدثت اضرارا كبيرة تكافح  بمركبات د,د,ت  والهكزا والسموم الارسينيقية.

د- الدودة القارضة: Lepidoptera» Agrotis Segetum»: حشرة فتاكة كثيرة الانتشار، طول اليرقات 37-50 مم سمراء كامدة ضاربة إلى السواد، متألقة دسمة الملمس، تبيض عادة في الربيع ولها جيلان تقضم يرقاتها بادرات الشوندر ليلاً، وتختبئ داخل التراب نهاراً، تكافح بالطعوم المسمة (نخالة، دبس، أرسفيات).

هـ- القبوط: «Edaleontu enigma» حشرة تحدث أضراراً في مختلف المزروعات، طول الحشرة الكاملة 25ملم صفراء سمراء ، منقطة بنقط كامدة، تبيض من آب إلى تشرين الأول، وتكثر في الأراضي البقيعة (قضاء تل كلخ) تكافح بالمزيج المستعمل في مكافحة الدودة القارضة، وببعض مستحضرات د، د، ت ومركبات الهكزا.