المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



إحساس الطفل بالنسبة للفراق  
  
2325   12:52 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص336-337
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017 1786
التاريخ: 19-4-2017 2047
التاريخ: 10-7-2019 1755
التاريخ: 18-4-2016 2228

يشعر الطفل بالنسبة للفراق بإحساس غريب، حيث يتخيل انه قدراتك ذنباً، او اساء التصرف بشكل غير اخلاقي، او انه آذى احداً، ولهذا فإنه طرد وأبعد، فيصبح إحساسه انه لم يعد محبوباً لدى امه ، وكل تلك الملاطفات والقبلات والتضحيات كانت كاذبة، وكل ما كانت تقوم به من عطف وعناية به كان تظاهراً، ولم يكن له اساس من الصحة، ولهذا فهو ينظر بعين الشك والريبة الى امه وسلوكها وتعاملها السابق معه.

ويصبح إحساسه هو إحساس بالفراغ وانعدام القيم، وانعدام الحماية والتسيب، وهو ما يتلقاه على انه إهانة لشخصيته، وبعد ذلك لا يتمكن من قبول المحبة والاهتمام من احد، ولو جاءت الام بعد ذلك طالبة له واحتضنته وقبلته، فسيظن ان ذلك كذب وليس له اساس ولا اصل، ولهذا فهو ينظر لذلك بعين الشك.

ـ الفراق المتدرج (على مراحل) :

لا يمكن للطفل أن يتحمل الفراق، وسيفقد عند الفراق نشاطه وحيويته، وسوف يشعر فجأة انه موجود ميت ولا حركة له، وأنه ليس مستعداً للعب بألعابه، ويضطرب احياناً من هذا الامر، ويبحث عن شخص يخفف ويسكن آلامه.

ومن الضروري بسبب هذه الاعراض والاضرار أن تأخذ الام طفلها معها اينما ذهبت، وأن تتزوج من شخص يتقبل الطفل ويتهم به ويقيم له وزناً، ومن وجهة نظرنا فإن الرجل الذي ليس عنده استعداد لرؤية ابن الشهيد برفقتك لا يليق ان يكون زوجاً لك، ولا ينبغي ان تقبلي الزواج منه.

ولكن على اية حال لو انك اردت الانفصال عن طفلك، وأردت ان تعهدي به الى شخص آخر. فلا يكن هذا العمل فجأة ودفعة واحدة، بل ليكن على مراحل، اوجدي هذا الاستعداد فيه من قبل تدريجياً لتقبل الفراق، مثلاً لو انك قررت ان يكون الطفل في بيت عمته او خالته او امك، فحاولي في الايام العشرة الاولى ان يكون في بيتهم مرتين او ثلاث مرات بحيث ينام الليل هنا، وفي العشرة الثانية ان ينام هنا كل ليلتين مرة واحدة، وبعد ذلك ليلة هناك وليلة في بيتك على التناوب، وبعد ذلك ان يزورك يومياً مرة واحدة، وهكذا...

هذا الامر يخفف الآلام على الطفل، ولا يسلب منه الاطمئنان؛ لأن سلب ذلك أمر مخيف للطفل، ويتعود الطفل بالتدرج على فراق امه، وهذه مهارة يمكن ان تقوم بها وتنفذها المضحيات من الامهات.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.