المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



الأمراض النفسية واثرها  
  
2128   12:51 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص362ـ363
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 2506
التاريخ: 17-11-2020 3085
التاريخ: 13-11-2017 2445
التاريخ: 15-4-2017 2552

تظهر الأمراض النفسية في بداية مرحلة الطفولة حيث تظهر عوارضها على شكل الصراخ المفتعل والبكاء وعدم الاستقرار ثم تكون السنوات التالية على شكل وجع الرأس وقلة التحمل والاضطراب والحساسية والانفعالية، وأحياناً يكون التمرد علامة المرض فيصبح الطفل بمرور الزمن شخصاً يحب المشاكل وإثارة الشغب.

يتجلى المرض في الشخص في بعض الأوقات على شكل عقد نفسية إذ تتحول الإخفاقات وعدم تحقق الأهداف والمطاليب الى عقد فيحاول القيام بأي فعل ومهما كان مستواه في محاولة لتهدئة روعه.

إن الإنحرافات والحالات المذمومة كالحسد والبخل والكذب والمشاغبة والتسليم لعوامل التلوث والضحك والبكاء غير المبرر وغير ذلك هي مصاديق للاضطراب النفسي ينبغي الإسراع في معالجتها وإلا كان لبقائها واستمرارها في الشخص عواقب وخيمة.

إن الأمراض النفسية تجعل من الإنسان الذي يمكن ان يكون مصدر خير وخدمة للآخرين، إنساناً ذليلاً ومسكيناً وعاجزاً على طريق الانحراف وتبديد القوى والطاقات يسبب المشاكل لأولياء الأمر والمعلمين ويعقد من مهمتهم.

حتى المعاناة من عقدة نفسية واحدة قد تقود للفساد وأحياناً الى ارتكاب جريمة القتل، كما ان إحساس الطفل بالذلة قد يحول حياته الى جحيم يدفعه في بعض الحالات الى التكبر والعجب بالنفس أو الانتحار!.

على أن من المحتمل تفاقم الاضطرابات النفسية في البعض الى الحد الذي يفقدهم الإحساس بالأمن ويجعلهم ضعفاء أذلاء ليست لهم القدرة على التقرير أو يدفعهم لاتخاذ قرارات غير صحيحة تجلب الويل لحياتهم وحياة الآخرين.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.