أقرأ أيضاً
التاريخ: 6/11/2022
1462
التاريخ: 25-09-2014
5156
التاريخ: 6-12-2015
5017
التاريخ: 18/12/2022
1527
|
قال تعالى : {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا } [الجن : 9].
سماع الصوت هو كيفية تحدث في الهواء بتموجه المعلول للقرع ، والقرع انما يحصل بقرع الهواء المتموج تجويف الصماخ ، فحيث لا هواء كما في الفلك وكرة الاثير ، فلا تموج فلا صوت فلا مسموع.
فكيف يجوز ان يسمع الشياطين كلام الملائكة ، لصعودهم الى قرب كرة النار ولا هواء بينهما حتى تحدث فيه اصواتهم وتصل به اليهم؟ مع ان البعد المفرط ايضا مانع منه.
فما افاده الشيخ البهائي في جواب من قال : ان كرة النار في طريقهم فكيف يتجازونها ولا يحرقون؟ قال : وتقرير الجواب ان وجود كرة النار لم يقم عليه دليل يعول عليه ، ولو سلمنا فيجوز ان تسمع الشياطين كلام الملائكة بصعودهم الى قرب كرة النار ، ولا يتوقف سماعهم على الارتقاء في الصعود عن ذلك القدر (1) انتهى.
فبعد تسليه وجود كرة النار لا يتم جوابه هذا ، فان من قال بوجودها لا يقول بوجود الهواء فيها ولا فيما فوقها ، فاذا انتفى الهواء انتفى السماع والمسموع.
اللهم الا ان يمنع توقف حدوث الصوت وسماعه على وجود الهواء او تموجه ، ومعه فشبهة البعد المفرط المانع من السماع باق بحاله.
والظاهر انه غير قابل للمنع ، والا فلا وجه لصعودهم الى قرب كرة الاثير ، على ان الطبقة الدخانية من الهواء المجاورة للنار لشدة حرارتها تحرق ما يصل اليها من الاجسام القابلة للاحتراق ، فكيف يمكنهم الصعود الى قرب كرة الاثير ، غاية ما يمكنهم ان يصلوا في صعودهم اليه هو طبقة الهواء القريب من الخلوص.
فالصواب في الجواب ان يمنع وجود كرة الاثير ، وتوقف حدوث الصوت وسماعه على وجود الهواء وتموجه ، ويقال : ان الشياطين لا يسمعون كلام الملائكة الا اذا انتهوا في صعودهم الى قرب السماء ، فاذا استرق الشيطان السمع وبادر الى النزول لحقه الشهاب فأحرقه.
مع ما ورد في اخبار كثيرة ان الشياطين كانوا يرتقون في صعودهم الى السماء ، وكانت لهم مقاعد في السماء الثالثة ، وكانوا يسترقون فيها الكلمات ، ثم يلقونها الى الكواهن ، فلما ولد سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ حجبوا منها ورموا بالشهب.
في كتاب الاحتجاج حديث طويل عن مولانا امير المؤمنين سلام الله عليه ، يذكر فيه مناقب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وفيه : ولقد رأى الملائكة ليلة ولد تصعد وتنزل ، وتسبح وتقدس ، وتضطرب النجوم وتتساقط ، علامة لميلاده.
ولقد هم ابليس بالظعن في السماء لما رأى من الاعاجيب في تلك الليلة ، وكان له مقعد في السماء الثالثة ، والشياطين يسترقون السمع ، فاذا هم قد رموا بالشهب جلالة لنبوته ـ صلى الله عليه وآله (2).
وعن ابي عبد الله ـ عليه السلام ـ حديث طويل ، وفيه : واما اخبار السماء ، فان الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع ، اذ ذاك وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم ، وانما منعت من استرقاق السمع ، لئلا يقع في الارض سبب تشاكل الوحي من خبر السماء ، ويلبس على اهل الارض ما جاءهم عن الله لإثبات الحجة ونفي الشبهة.
وكان الشيطان يسترق الكلمة الوحدة من خبر السماء ويلبس على اهل الارض ما جاءهم عن الله من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه ، فيتخطفها ثم يهبط بها الى الارض ، فيقذفها الى الكاهن ، فاذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل.
فما اصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به ، فهو مما اداه اليه شيطانه مما سمعه ، وما اخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه ، فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة.
فقال : كيف صعدت الشياطين الى السماء وهم امثال الناس في الخلقة والكثافة ، وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود ـ عليهما السلام ـ من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟
قال : غلظوا لسليمان لما سخروا وهم خلق رقيق غذاهم التنسم ، والدليل على ذلك صعودهم الى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء اليها الا بسلم او بسبب (3).
______________
(1) مفتاح الفلاح : 99.
(2) الاحتجاج : 1 / 332.
(3) نور الثقلين : 5 / 437 ح 5 ، الاحتجاج : 2 / 81.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|