الصحابة مقدسون كلهم بسبب ورود الأوامر في بعض الآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية |
1306
09:35 صباحاً
التاريخ: 12-1-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
1225
التاريخ: 19-11-2016
1080
التاريخ: 19-11-2016
1165
التاريخ: 12-1-2017
1396
|
[جواب الشبهة] :
البعض يعتقد بقداسة الصحابة بسبب ورود الأوامر في بعض الآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية، والظاهر أنّ هذا أفضل توجيه، ولكن عندما نناقش هذا الدليل يتضح أنّه لا وجود للإطلاق في تلك الآيات أو الروايات على ما يدّعونه، وأهم آية يتمسكون بها هي: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].
فبعض مفسّري أهل السنّة ذكروا في ذيل الآية رواية عن حميد بن زياد، أنّه قال: «قلت يوماً لمحمد بن كعب القرظي، ألا تخبرني عن أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله) فيما كان بينهم، وأردت الفتن، فقال لي: إنّ الله تعالى قد غفر لجميعهم، وأوجب لهم الجنّة في كتابه، محسنهم ومسيئهم، قلت له: وفي أي موضع أوجب لهم الجنّة ؟ قال: سبحان الله! ألا تقرأ قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ } »(1).
والملفت للنظر، أنّ الآية تقول: إنّ نجاة التابعين مشروطة باقتدائهم بالصحابة في الأعمال الحسنة لا السيئة، ومفهومها أنّ الجنّة مضمونة للصحابة، فهل يفهم من هذا الكلام أنّهم أحرار في ارتكابهم للمعصية؟
فهل يمكن للنبي(صلى الله عليه وآله) الذي جاء لهداية الناس وإصلاحهم أن يستثني أصحابه فيما يرتكبون من معاص!! في الوقت الذي يخاطب فيه القرآن نساء النبي(صلى الله عليه وآله) ـ اللاتي يعتبرن من أكثر الصحابة قرابة له: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب: 30].
والأمر المهم في الموضوع: إنّ أي إبهام في هذه الآية ترفعه الآية: التاسعة والعشرون من سورة الفتح التي تتعرض لوصف أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الحقيقيين حيث تقول: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ... } [الفتح: 29].
فهل الأشخاص الذين أشعلوا نار الفتنة والحرب في صفين والجمل ضد الإمام الفعلي في ذلك الوقت، وقتلهم لعشرات الآلاف من المسلمين مصداق للصفات السبع المذكورة في هذه الآية؟
وهل كانوا رحماء فيما بينهم؟ وهل كانت شدّتهم على الكفّار أم على المسلمين؟
وفي ذيل الآية يذكر الله سبحانه وتعالى بجملة المقصد والمقصود بشكل واضح {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29]. فالوعد بالمغفرة والأجر العظيم لهؤلاء الذين يتصفون بالإيمان والعمل الصالح لا غيرهم.
فهل قتلة المسلمين في حرب الجمل والمشعلون غيرها، والعابثون ببيت المال، كما حدث في عهد عثمان هم من الصالحين؟!
والملفت للنظر أنّ الله سبحانه وتعالى قد عاتب بعض أنبيائه العظام (عليهم السلام) وآخذهم بسبب تركهم للأولى، وقد أخرج النبي آدم(عليه السلام)من الجنّة بسبب تركه للأولى.
النبي يونس (عليه السلام) بقى مدّة في بطن الحوت بسبب تركه للأولى، وسجن في ظلمات ثلاث.
النبي نوح (عليه السلام) عوتب بسبب شفاعته لابنه {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] ، أفهل يعقل أن يكون أصحاب نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) مستثنين من هذا القانون!!
________________
1. التفسير الكبير للفخر الرازي، ج 16، ص 171 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|