الصحابة جميعهم وبدون استثناء لهم قداسة خاصّة فهم أشخاص صالحون وصادقون وأتقياء وعدول |
1396
09:34 صباحاً
التاريخ: 12-1-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2016
1037
التاريخ: 19-11-2016
1080
التاريخ: 12-1-2017
1598
التاريخ: 12-1-2017
1266
|
[جواب الشبهة] :
ممّا لا شك فيه أنّ أصحاب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لهم امتيازات خاصّة، فهم يسمعون الآيات والوحي الإلهي من لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويرون معجزاته ، ويتعلمون من درر كلامه ، ويجعلون منه القدوة العملية والأُسوة الحسنة.
وبرزت بناءً على هذا شخصيات مميزة يفتخر بها العالم الإسلامي ويتباهى، ولكن المسألة المهمّة هنا، هل أنّ جميع الصحابة بدون استثناء هم أشخاص مؤمنون، صلحاء، صادقون، أمناء، وعدول، أم أنّ هناك أشخاصاً غير صالحين بينهم.
رأيان متضادان :
هناك رأيان متضادان حول الصحابة:
الرأي الأول: إنّ الصحابة جميعهم وبدون استثناء لهم قداسة خاصّة، فهم أشخاص صالحون وصادقون وأتقياء وعدول، وعلى هذا الأساس فكل رواية ينقلونها عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هي رواية صحيحة ومقبولة، ولا يمكن الاعتراض عليها البتة، ولابدّ من توجيه أي مخالفة تظهر منه، وهذا هو رأي واعتقاد أكثر فرق أهل السنّة.
الرأي الثاني: وهو وإن كان هناك أشخاص طاهرون ومضحون وأتقياء بين الصحابة، إلاّ أنّ هناك أيضاً أشخاصاً منافقين وغير صالحين، والقرآن الكريم ونبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) أبرزا امتعاضهما من هؤلاء.
وبعبارة أخرى: إنّ المعايير التي نستخدمها لتشخيص الأفراد الصالحين من غيرهم، هي نفسها يجب أن تكون ملاكاً لتحديد صلاحية هؤلاء، وبما أنّهم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فالأصل فيهم الصلاح، ولكن هناك حقائق لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن التغاضي عن الأعمال المنافية للعدالة والصدق والاستقامة الصادرة عنهم; لأنّ هذه الأعمال تؤثر بشكل عميق على مصداقية الإسلام والمسلمين، وتساعد على نفوذ المنافقين في الوسط الإسلامي.
ويرجّح الشيعة ومجموعة من مفكري أهل السنّة هذه العقيدة.
تنزيه الإفراطيين :
هناك مجموعة موالية لفكرة تنزيه الصحابة بالغت كثيراً في الدفاع عنهم، فكل من تفوّه بنقدهم رموه بالفسق تارة، وبالإلحاد والزندقة تارة أخرى أو أباحوا دمه.
ومن جملة ما نجده في كتاب «الإصابة» عن أبي زرعة قال: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاعلم أنّه زنديق; وذلك أنّ الرسول حق، والقرآن حق، وما جاءَ به حق، وإنّما أدّى ذلك كلّه إلينا الصحابة، وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة فالجرحُ بهم أولى»(1).
ومنهم: عبد الله الموصلي في كتابه «حتى لا ننخدع» حيث يقول: «إنّهم [أي الصحابة] قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيّه (صلى الله عليه وآله) وإقامة دينه وشرعه، وجعلهم وزراء نبيّه (صلى الله عليه وآله) ، وورثتهِ من بعده، وحبهم ديناً وإيماناً وبغضهم كفراً ونفاقاً، وأوجب على الأمّة موالاتهم جميعاً وذكر محاسنهم وفضائلهم، والسكوت عمّا شجر بينهم»(2). في الوقت الذي نرى أنّ هذا الكلام مخالف للكتاب والسنّة.
أسئلة بلا إجابة :
وهنا لا يقبل أي عاقل منصف أن يغمض عينيه أمام كلام يفتقد الدليل، ويطرح هذه الأسئلة على نفسه:
ويخبرنا الله سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد حول نساء النبي(صلى الله عليه وآله): {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب: 30] فبأي معنى فسّرنا الصحابة ـ وهناك معان عديدة سنذكرها ـ لا شك في أنّ نساء النبي (صلى الله عليه وآله) هنّ من أجلى مصاديقه، ومع هذا فالقرآن يصرح بأنّه تعالى لن يتغاضى عن ذنوبهن، بل سيضاعف لهنّ العذاب ضعفين أيضاً.
فهل نقبل بالآية أم نأخذ بكلام المنزّهين لهم بدون قيد وشرط ؟
ويحدثنا القرآن الكريم أيضاً عن خطأ ابن نوح (عليه السلام) شيخ الأنبياء: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ...} [هود: 46] وحذّر الله تعالى نوحاً من أن يشفع له.
فأيّهما أهم، ابن النبي أم أصحاب النبي؟
ويخبرنا القرآن الكريم عن زوجتَي النبي نوح ولوط (عليهما السلام): {فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10] ، فهاتان المرأتان خانتا زوجيهما (نوحاً ولوطاً) وتعاونتا مع الأعداء. ولم يستطع هذان النبيّان (عليهما السلام) أن يشفعا لهما.
ألم تصرح هذه الآية: بأن ملاك صلاح الأفراد وعدمه هو الإيمان والعمل، وهذا الملاك سار في ابن النبي أو زوجته في حال فساد العمل.
فهل يصح في هذه الحالة أن نغض أبصارنا ونقول: «إنّ محبّته دين وإيمان، ومخالفته كفر ونفاق; لأنّه من الصحابة»، حتى وإن التحق فيما بعد بصفوف المنافقين، وآذى قلب النبي (صلى الله عليه وآله) وخان المسلمين؟
أفهل يقبل عاقل أو مفكر هذا الكلام؟
فإذا قال أحدهم: إنّ طلحة والزبير كانا في البداية صالحين، ولكن عندما جاءت حكومة تخالف هواهما ورافقا زوجة النبي (عائشة) وبعد أن بايعا الإمام علياً (عليه السلام) عندما بايعه المسلمون قاطبة ، عندها سقطا فأشعلا نار حرب الجمل التي كانت ضحاياها سبعة عشر ألفاً من المسلمين، لقد انحرفا عن الطريق المستقيم، وكل هذه الدماء العظيمة التي أريقت سيتحملون وزرها ويسألون عنها يوم القيامة.
أليس هذا الكلام بعيداً عن الصواب؟
أم هل قول شخص: إنّ معاوية إنسان ظالم بسبب تخلفه عن مبايعة الإمام (عليه السلام) وعدم اعترافه بالحق الذي أقرّه عامة المسلمين وخاصتهم، وإشعاله نار الحرب في صفين التي راح ضحيتها أكثر من مئة ألف إنسان أريقت دماؤهم، قول غير صائب.
فهل يمكن أن نغض البصر عن هذه الحقائق المرة في التاريخ، ولا يوجد أي عاقل يقبل بتلك التوجيهات عندما يمر بهذه الحوادث المؤسفة جدّاً؟
فهل حبّ هؤلاء الأشخاص ـ كما يقول عبد الله الموصلي ـ دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق؟
فهل وظيفتنا السكوت أمام هذه المخالفات والتي تسببت في قتل الآلاف من البشر؟ أي عقل يحكم بذلك؟ القرآن يتحدث عن وجود جماعة من المنافقين حول النبي (صلى الله عليه وآله)، فهل نغفل عن هذه الآيات؟
يقول: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة: 101] .
فهل نتوقع من عقلاء العالم أن يقبلوا هذا المنطق؟
_______________
1. الإصابة، ج 1، ص 22، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت.
2. حتى لا ننخدع، ص 6، دار الإيمان.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|