المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الصحابة جميعهم وبدون استثناء لهم قداسة خاصّة فهم أشخاص صالحون وصادقون وأتقياء وعدول  
  
1396   09:34 صباحاً   التاريخ: 12-1-2017
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الشيعة (شبهات وردود)
الجزء والصفحة : ص39 - 43
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الصحابة /

[جواب الشبهة] :

ممّا لا شك فيه أنّ أصحاب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لهم امتيازات خاصّة، فهم يسمعون الآيات والوحي الإلهي من لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويرون معجزاته ، ويتعلمون من درر كلامه ، ويجعلون منه القدوة العملية والأُسوة الحسنة.

وبرزت بناءً على هذا شخصيات مميزة يفتخر بها العالم الإسلامي ويتباهى، ولكن المسألة المهمّة هنا، هل أنّ جميع الصحابة بدون استثناء هم أشخاص مؤمنون، صلحاء، صادقون، أمناء، وعدول، أم أنّ هناك أشخاصاً غير صالحين بينهم.

رأيان متضادان :

هناك رأيان متضادان حول الصحابة:

الرأي الأول: إنّ الصحابة جميعهم وبدون استثناء لهم قداسة خاصّة، فهم أشخاص صالحون وصادقون وأتقياء وعدول، وعلى هذا الأساس فكل رواية ينقلونها عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هي رواية صحيحة ومقبولة، ولا يمكن الاعتراض عليها البتة، ولابدّ من توجيه أي مخالفة تظهر منه، وهذا هو رأي واعتقاد أكثر فرق أهل السنّة.

الرأي الثاني: وهو وإن كان هناك أشخاص طاهرون ومضحون وأتقياء بين الصحابة، إلاّ أنّ هناك أيضاً أشخاصاً منافقين وغير صالحين، والقرآن الكريم ونبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) أبرزا امتعاضهما من هؤلاء.

وبعبارة أخرى: إنّ المعايير التي نستخدمها لتشخيص الأفراد الصالحين من غيرهم، هي نفسها يجب أن تكون ملاكاً لتحديد صلاحية هؤلاء، وبما أنّهم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) فالأصل فيهم الصلاح، ولكن هناك حقائق لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن التغاضي عن الأعمال المنافية للعدالة والصدق والاستقامة الصادرة عنهم; لأنّ هذه الأعمال تؤثر بشكل عميق على مصداقية الإسلام والمسلمين، وتساعد على نفوذ المنافقين في الوسط الإسلامي.

ويرجّح الشيعة ومجموعة من مفكري أهل السنّة هذه العقيدة.

تنزيه الإفراطيين :

هناك مجموعة موالية لفكرة تنزيه الصحابة بالغت كثيراً في الدفاع عنهم، فكل من تفوّه بنقدهم رموه بالفسق تارة، وبالإلحاد والزندقة تارة أخرى أو أباحوا دمه.

ومن جملة ما نجده في كتاب «الإصابة» عن أبي زرعة قال: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاعلم أنّه زنديق; وذلك أنّ الرسول حق، والقرآن حق، وما جاءَ به حق، وإنّما أدّى ذلك كلّه إلينا الصحابة، وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة فالجرحُ بهم أولى»(1).

ومنهم: عبد الله الموصلي في كتابه «حتى لا ننخدع» حيث يقول: «إنّهم [أي الصحابة] قوم اختارهم الله تعالى لصحبة نبيّه (صلى الله عليه وآله) وإقامة دينه وشرعه، وجعلهم وزراء نبيّه (صلى الله عليه وآله) ، وورثتهِ من بعده، وحبهم ديناً وإيماناً وبغضهم كفراً ونفاقاً، وأوجب على الأمّة موالاتهم جميعاً وذكر محاسنهم وفضائلهم، والسكوت عمّا شجر بينهم»(2). في الوقت الذي نرى أنّ هذا الكلام مخالف للكتاب والسنّة.

أسئلة بلا إجابة :

وهنا لا يقبل أي عاقل منصف أن يغمض عينيه أمام كلام يفتقد الدليل، ويطرح هذه الأسئلة على نفسه:

ويخبرنا الله سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد حول نساء النبي(صلى الله عليه وآله): {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب: 30] فبأي معنى فسّرنا الصحابة ـ وهناك معان عديدة سنذكرها ـ لا شك في أنّ نساء النبي (صلى الله عليه وآله) هنّ من أجلى مصاديقه، ومع هذا فالقرآن يصرح بأنّه تعالى لن يتغاضى عن ذنوبهن، بل سيضاعف لهنّ العذاب ضعفين أيضاً.

فهل نقبل بالآية أم نأخذ بكلام المنزّهين لهم بدون قيد وشرط ؟

ويحدثنا القرآن الكريم أيضاً عن خطأ ابن نوح (عليه السلام) شيخ الأنبياء: {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ...} [هود: 46] وحذّر الله تعالى نوحاً من أن يشفع له.

فأيّهما أهم، ابن النبي أم أصحاب النبي؟

ويخبرنا القرآن الكريم عن زوجتَي النبي نوح ولوط (عليهما السلام): {فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} [التحريم: 10] ، فهاتان المرأتان خانتا زوجيهما (نوحاً ولوطاً) وتعاونتا مع الأعداء. ولم يستطع هذان النبيّان (عليهما السلام) أن يشفعا لهما.

ألم تصرح هذه الآية: بأن ملاك صلاح الأفراد وعدمه هو الإيمان والعمل، وهذا الملاك سار في ابن النبي أو زوجته في حال فساد العمل.

فهل يصح في هذه الحالة أن نغض أبصارنا ونقول: «إنّ محبّته دين وإيمان، ومخالفته كفر ونفاق; لأنّه من الصحابة»، حتى وإن التحق فيما بعد بصفوف المنافقين، وآذى قلب النبي (صلى الله عليه وآله) وخان المسلمين؟

أفهل يقبل عاقل أو مفكر هذا الكلام؟

فإذا قال أحدهم: إنّ طلحة والزبير كانا في البداية صالحين، ولكن عندما جاءت حكومة تخالف هواهما ورافقا زوجة النبي (عائشة) وبعد أن بايعا الإمام علياً (عليه السلام) عندما بايعه المسلمون قاطبة ، عندها سقطا فأشعلا نار حرب الجمل التي كانت ضحاياها سبعة عشر ألفاً من المسلمين، لقد انحرفا عن الطريق المستقيم، وكل هذه الدماء العظيمة التي أريقت سيتحملون وزرها ويسألون عنها يوم القيامة.

أليس هذا الكلام بعيداً عن الصواب؟

أم هل قول شخص: إنّ معاوية إنسان ظالم بسبب تخلفه عن مبايعة الإمام (عليه السلام) وعدم اعترافه بالحق الذي أقرّه عامة المسلمين وخاصتهم، وإشعاله نار الحرب في صفين التي راح ضحيتها أكثر من مئة ألف إنسان أريقت دماؤهم، قول غير صائب.

فهل يمكن أن نغض البصر عن هذه الحقائق المرة في التاريخ، ولا يوجد أي عاقل يقبل بتلك التوجيهات عندما يمر بهذه الحوادث المؤسفة جدّاً؟

فهل حبّ هؤلاء الأشخاص ـ كما يقول عبد الله الموصلي ـ دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق؟

فهل وظيفتنا السكوت أمام هذه المخالفات والتي تسببت في قتل الآلاف من البشر؟ أي عقل يحكم بذلك؟ القرآن يتحدث عن وجود جماعة من المنافقين حول النبي (صلى الله عليه وآله)، فهل نغفل عن هذه الآيات؟

يقول: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} [التوبة: 101] .

فهل نتوقع من عقلاء العالم أن يقبلوا هذا المنطق؟

_______________

1. الإصابة، ج 1، ص 22، ط 1، دار الكتب العلمية، بيروت.

2. حتى لا ننخدع، ص 6، دار الإيمان.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.