المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6689 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

Sergei Lvovich Sobolev
9-11-2017
Introduction to Biosensors
18-1-2021
تفسير آية (55-56) من سورة المائدة
17-10-2017
استحباب خروج كافة الناس حفاة على سكينة ووقار لصلاة الاستسقاء
3-12-2015
تيار متبدل exchange current
23-2-2019
بق الحمضيات الدقيقي
24-1-2016


اهتمام العرب بالتاريخ  
  
3310   01:30 مساءً   التاريخ: 8-1-2017
المؤلف : بـــــان حسين حسن داود الســنجــري
الكتاب أو المصدر : مدرستا البصرة والكوفة في التاريخ في القرن الثالث الهجري
الجزء والصفحة : ص65- 80
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / التاريخ /

ويتوافق اهتمام العرب بالتاريخ مع تطور الدور التاريخي للعرب في الاسلام ، اذ تابع العرب الاهتمام بالأخبار ووسموه بعد تكوين دولتهم واتخذ هذا الاهتمام اتجاهات مع استمرار الاهتمام بالمآثر والانساب القبلية وقد اضافت الفتوحات مآثراً وامجاداً جديدة الى الموضوعات

 القبلية وسرعان ما ظهرت عصبية محلية للأمصار وهذا الاهتمام اتخذ اشكالاً متعددة عن حكايات واقاصيص وقد شجع الامويون مثل هذه الدراسات فيما بعد .

وقد استمر تداول قصص ايام العرب شفاهاً حتى العصر الاموي ، وقد استقرت في القرن الاول للهجرة على يد وهب بن منبه وكعب الاحبار(1) . وكانت القصص والاخبار تروى في مجالس السمر القبلية او مجالس سمر الامير او في المسجد وهي تدور حول الامجاد القبيلة وينظر اليها عادة كملك مشترك (2). وكانت معلوماتهم في عصر ما قبل الاسلام مبعثرة ، نظرات في الطبيعة ونظرات في الانسان لا تربطها رابطة وتجارب يرويها الخلف عن السلف وهي لا تعتمد على درس او امتحان واحاديث ليس فيها شيء من الدقة المنظمة .

وكان الاعتماد في تواصل المادة التاريخية الواسعة المتداخلة على الرواية الشفهية التي نتج عنها الاسناد وسلسلته لتوثيق الخبر التاريخي وهكذا نرى ان طبيعة علم التاريخ (القصص والاخبار) لم تكن تختلف عن طبيعة علم الحديث ، اللهم الا في هدف كل منهما ونوع الروايات التي يعنى بها ، فالمحدثون يعنون بالروايات التي تقرر مبادئ فقهية . بينما يعنى المؤرخون بالروايات التي تتجه الى سرد الحديث فالحديث دراية ورواية والتاريخ عند

العرب دراية ورواية وان معظم الرواة مشتركون في العلمين واقدم الكتب التي تجمع بين الحديث والتاريخ هي كتب المغازي والسير فهي تنقلنا لأول مرة الى الكتابة التاريخية الصحيحة عند العرب (3)، وكان لهذا الاتصال تاثير بالغ في الطريقة التي سار عليها مؤرخو الاسلام في كتابة التاريخ (4). ومهما يكن من الامر فقد شهد القرنين الاول والثاني (7-8م) عناية نفر من المسلمين بجمع اخبار العرب وظهرت بواكير التدوين التاريخي في زمن الخليفة معاوية بن ابي سفيان عندما ألف زياد بن ابيه كتاباً في المثالب (5) وتبعه اخرون . وتزايد التدوين بمعناه المحدد منذ منتصف القرن الثاني الهجري، ورافقه ظهور عدة تيارات فكرية، علمية، ثقافية، عقائدية، واجتماعية فزاد الاهتمام بالتدوين في ميادين واسعة. وقد اتجه الرواة والمعنيين بالأنساب وحتى الادباء واللغويون الى دراسة ما وصل اليهم من شعر شعراء العرب قبل الاسلام وما يتصل به من اخبار(6) . وتركزت فعاليات الاخبارين والقصاصين خلال القرنين الاول والثاني للهجرة في البصرة والكوفة وهما مركزان نشيطان للقبائل العربية وهذا اعطى الروايات العراقية منزلة عالية في الكتابة التاريخية . وانتشر القصاصون في العراق وقد روى عن ابن عوف : " ادركت هذا المسجد (مسجد البصرة) وما فيه حلقة تنسب الى الفقه الا حلقة واحدة تنسب الى مسلم بن يسار وسائر المسجد قصاص" (7) وروي عن ابي النجود: كنا نأتي ابا عبد الرحمن السلمي ونحن غلمان ايفاع فيقول: " لا تجالسوا القصاص غير ابي الاحوص"  (8).

ومن هؤلاء القصاصين: ذر بن عبد الله بن زارة (9)، وابراهيم التميمي (10)، وسعيد بن جبير الذي كان يقص مرتين في اليوم بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر (11)، ومطرف بن عبد الله بن الشمير، والحسن البصري (12).  

وقد نشط الاخباريون في جمعهم للروايات التاريخية في الامصار والقبائل المختلفة ومن هؤلاء الاخباريون:

- الشعبي (ت حوالي سنة 104هـ/722م) (13) كان الشعبي نديم  عبد الملك بن مروان وسميره ورسوله الى ملك الروم (14) ، كان محدثاً فقيهاً واخبارياً وكان عارفاً بالشعر راوية له عالماً بالانساب وايام العرب وحروبها وعالماً بالمغازي والسير(15) ، شبه بعروة بن الزبير في روايته للروايات (16) وكان ابرز رجال عصره بحديث اهل الكوفة والبصرة  والحجاز (17) ،وابرز محدث في الكوفة عبر عن ذلك سفيان بن عينه إذ قال ( اصحاب الحديث ثلاثة عبد الله بن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه ) (18). وهو من الذين افادوا مؤلفي التاريخ مثل ابن قتيبة والدينوري والطبري ولكن جل رواياته جاءت بلا اسناد واسلوبه سهل ومركز والفاظه جزلة وعباراته واضحة ولم يهتم بعنصر الزمن فجاءت رواياته خالية من التحديد التاريخي (19).

- عوانة بن الحكم (ت147هـ/764م) (20) فهو اخباري كوفي متضلع في الشعر والانساب (21). وكان يتبع في كتابته اسلوب التسلسل التاريخي، واستعمل الاسناد بصورة مفككة (22). واسلوبه منساب منطلق يعنى في بعض الفقرات بالحوار والشعر وله مصنفات منها كتاب التاريخ وسيرة معاوية وبني امية (23)، وقد نهج فيه منهج كتب التاريخ المرتبة على الدول (24).

ويمثل اتجاه عوانة هذا انتقالة جديدة في توسيع ميدان السيرة الذي يشمل عدد من الخلفاء اضافة الى اتجاه التأليف في سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي استمر ولم ينقطع في أي عصر من العصور (25).

- ابو مخنف لوط بن يحيى (ت157هـ/774م) (26) والذي قيل فيه العلماء : (ابو مخنف بأمر العراق وفتوحها واخبارها يزيد على غيره) (27) تسامح في اسناد الرواية ويكثر من الخطب والمحاورات والشعر وكان الاتجاه القبلي واضحاً في مؤلفاته حيث اشاد بقبيلته الازد واتسمت مؤلفاته بانها رسائل تناولت تحرير العراق والشام والاحداث السياسية التي رافقت الدولة العربية الاسلامية في مرحلة النشوء (28).

- اما سيف بن عمر (ت180هـ/796م) (29)وهو كوفي اخباري اخذ عن شيوخ الكوفة واتسمت اخباره في الفتوحات وخاصة ما كان متعلقاً منها بالعراق بميول واضحة المعالم لقبيلته ( تميم) ، اسلوبه قوي مؤثر ويمتاز بالسلاسة وقوة التصوير(30) واعتمد عليه الطبري(31) .

ولقد عني العرب بأنسابهم وقيل "والعرب حفظ انسابهم وما يعلم احد من الامم عني بحفظ النسب عناية العرب" (32) وهي تعد من المآثر المهمة للتاريخ القبلي وذلك لان الاحتفاظ بشجرات الانساب والافتخار بها يعد من الاعتبارات الاجتماعية المهمة قبل الاسلام (33)، وتجددت عناية العرب بانسابهم عقب حركات التحرير والفتوح عندما أنشأ الخليفة عمر الديوان مراعياً في ذلك الاعتبار الديني والقبلي، وزاد الاهتمام بالانساب في العصر الاموي على اثر حدوث الخصومات القبلية وقيام الشعوبية فكان الشعوبيون يفتشون عن مثالب العرب في الوقت الذي كانت القبائل فيه تبحث عن مفاخرها (34). وكان الاهتمام بالنسب قائماً عندما بدأ علم التاريخ يظهر الى الوجود، وكان النسب اسبق من التاريخ في التدوين، وكان للانساب اهمية في استمرارية ظهور عدد غير قليل من الكتب حول الاعتبارات السياسية كما والفت عدة كتب عن انساب الحيوانات كالخيل والحمام .

واشتهرت جماعة في بداية عهد الاسلام بحفظ الانساب فاشتهر ابو بكر الصديق (35) بانه نسابة وله اخبار ومناظرات في ذلك تدل على معرفته الواسعة بقبائل العرب وفروعها .

وكذلك دغفل بن حنظلة الشيباني (36) ، وعتبة بن عمر بن عبد الرحمن بـن الحـارث بـن هشـام (37) ، وكـان ذا منزلـة لـدى الحجـاج بـن يوسـف الثقفــي(38) والقاسم بن ربيعة الغطفاني (39).

واشتهر بالنسب ايضاً الحسن البصري (اذا سئل عن شيء من النسب يقول عليكم بالقاسم بن ربيعة) (40). وقتادة بن دعامة الذي قال عنه ابو عمرو بن العلاء (كان قتادة من انسب قريش) (41) ، كما اشتهر ابو اليقظان النسابة واسمه سحيم بن حفص العجيفي الف كتباً كثيرة في الانساب مثل كتب تميم ونسب خندف (وتوفي سنة 190هـ/805م) (42).

وتظهر التطورات الثقافية والصلات الوثيقة بين الانساب والاخبار والدراسات الادبية في اثنين من الكلبيين، محمد بن السائب الكلبي الكوفي من علماء الكوفة بالتفسير والاخبار (ت سنة 146هـ/763م) (43) ، وكان عالما بانساب واحاديث العرب وايامهم (44).

وجاء بعده ابنه هشام الكلبي (206هـ/821م) (45)، فاكمل خطا ابيه فكان عالما بالنسب واخبار العرب وايامها ومثالبها ووقائعها وهو اخباري علامة شغل بالتاريخ فكان مرجع المؤرخين واصبح في نظر الباحثين – دائرة معارف- حيث ان مجموع ما الفه على ما جاء في الفهرست يقارب (124) مؤلف (46). وكان يعتمد على مخطوطات كنائس الحيرة وعلى المواد الفارسية المترجمة في بحثه عن الحيرة (47). وله كتاب الاصنام (48) اما كتابه المهم فهو جمهرة انساب العرب والذي اختصره ياقوت باسم المقتضب في انساب العرب .

وتشير دراسات الانساب الى محاولة لجمع الروايات القبلية معتمداً كما ادعي على افضل نسابة في كل قبيلة (49).  

وحين نأتي الى الهيثم بن عدي (ت207هـ/822م) (50)، نجده المؤرخ الذي جمع بين الدراسات التاريخية والانساب والذي سبق المؤرخين العرب في ترتيب الحوادث حسب السنين فكان بذلك قدوة للطبري وغيره وكانت كتبه ذات السمات الادبية والاجتماعية والتاريخية فهو دنيا من العلم وامة من المعرفة. وهو واحد من رواد المؤلفين الكثيرين في الثقافة العربية (51).

اما معمر بن المثنى ابو عبيدة (ت211هـ/826م) (52) ، فقد الف من الكتب الكثير في الادب واللغة وعلوم القران والحديث والانساب والقبائل وايام العرب كما الف في الفتوح (53)، وقد اشتهر بعلمه مما اصبحت دراسته اساساً للمؤرخين (54) ، وقد تميز اسلوبه بقوة التعبير كونه لغوياً (55). 

اما المدائني (ت228هـ/839م) (56)، فقد جال في التاريخ العربي كله منذ ما قبل الاسلام الى مطلع القرن (3هـ/9م) . وعاش المدائني في عصر ازدهار الحضارة العربية ، وفي خضم الصراع الفكري مما كان له اكبر الاثر في نتاجه الواسع المختلف الجوانب (57). 

وكان موضع ثقة المؤرخين والادباء والاخبارين والمعاصرين له او المتأخرين عنه ، وكان عالماً بأيام الناس، واخبار العرب وانسابهم عالماً بالمغازي والفتوح ورواية الشعر وكان صدوقاً في ذلك (58). وصار المصدر الاساسي للمؤرخين وبذلك استحق لقب شيخ الاخباريين (59).

والظاهر ان ظهور الاخباريين في الامصار كافة ضرورة ملحة نتيجة للتطور الكبير الذي طرأ على الدولة الاسلامية في الميادين جميعاً زيادة على اتساع رقعة الدولة واستقرارها بعد توقف الفتوحات واستقرار القبائل في الامصار المفتوحة فقد وجد هذا الصنف من الكتابة التاريخية (مؤلفات الفتوح) تشجيعاً كبيراً سواء من جانب الخلفاء او الولاة او من جانب القبائل التي اشترك افرادها في هذه الفتوحات فمثلاً كان الخليفة هارون الرشيد (170-193) (786-880م) من الخلفاء الذين كانت لهم اهتمامات بهذا الجانب اذ طلب من قاضي القضاة ابي يوسف يعقوب (ت182هـ/798م) ان يصنف له كتابا جامعا يتعامل مع جباية الخراج والعشور والصدقات والجوالي (60)، وهناك الكثير من المؤرخين الذين الفوا في هذا الجانب امثال ابن اعثم الكوفي وابو عبيدة والمدائني (61).

وبذلك تكون قد نشأت مناهج واساليب للتدوين التاريخي عند العرب المسلمين تبعاً لخصاص الامصار وذلك ان تنوع اقاليم الدولة الاسلامية ومعارفها لدى البعض دون بعض اوجد نوعاً من الاختصاص لكل اقليم بنوع من المعرفة التاريخية ، وقد لعبت الحاجات والتجمعات السكانية دورها في ذلك التوطن ، ولما كان الميدان الجغرافي لعصر الرسالة هو الحجاز لتوطن الصحابة الكبار ( رضى الله عنهم جميعاً ) فيه ، فقد اختصت المدينة وعاصمة الرسول (صلى الله عليه وآله) والخلفاء الاوائل بالمعارف التاريخية الاسلامية أي بالحديث خاصة وبالمغازي ونشأت فيها مدرسة قوية الاركان عملها رواية وتسجيل ما يتعلق بذلك من التاريخ (62)، وكذلك السيرة التي تتالف من القصص الصحيحة والخيالية التي احاطت بشخص الرسول (صلى الله عليه وآله) بسبب اجلال المسلمين له .

ولما كان التجمع القبلي الاكبر والاهم للعرب في المصرين البصرة والكوفة في جنوب العراق ، حملت معها مفاهيمها وفكرها البدوي الشفهي والذي يروي فيه القصاص المتنقلون من العرب الشماليين وانسابهم وايامهم وعن ملوك العرب الجنوبيين وفتوحاتهم ، وهي قصص تكثر فيها الاشعار التي كانت في بعض الاحيان ولا سيما في الايام المحور الذي تدور عليه القصة النثرية (63)، فظل المصران مراكز قبلية كبرى ومن هناك كان المنطلق الى بلاد فارس وخراسان والهند وتركستان فقد ظهرت في ذلك الاقليم طبقة الاخباريين ومدرسة العراق القبلية الاخبارية التي تهتم بالانساب والاخبار .

وبذلك تكون مدرستا المدينة والعراق من اكبر المدارس التدوينية للتاريخ والتي اتسمت بسمات مشتركة تمثلت في :

1- انفصال الاخبار فيما بينها واستقلالها .

2- الطابع القصصي الذي لا يخلو من الحوار.

3- الاستشهاد بالشعر. (64). 

اما التيارات الاخرى والتي تمثلت باهل اليمن وتاريخهم الماضي فكانت لهم مدرستهم في رواية ذلك التاريخ من اليمن . اذ انتقلت الخلافة مع بني امية الى الشام ارادوا معرفة سير الملوك وسير الرجال واقطاعاتهم وقيمهم الاجتماعية والعسكرية والسياسية وغيرها من الامور .. وهكذا تجمع في الشام من يروي للامويين كل ذلك (65). ولم تكن حظوظ هذه المدارس التاريخية متساوية لا في الاهمية ولا في العمر ، فاذا كانت اهمها من الناحية الاسلامية مدرسة المدينة فان اطولها عمراً واهمها وابقاها في التاريخ كانت مدرسة العراق ، لما توافر فيها من حماية سياسية للمدونيين فضلاً عن انتقال مركز العالم الاسلامي مع العباسيين الى العراق وبغداد بالذات واصبحت هذه العاصمة لعدة قرون سرة الدنيا ومركزها(66). اما مدرسة اليمن فذابت بسرعة لان اليمن معزولة جغرافياً فضلاً عن اسباب اخرى . أما مدرسة الشام فأنها رغم قوتها قد تحطمت أمام الضربات الفارسية التي نالها العباسيون مدة القرن الثاني في الشام حتى افتقرت في الاقتصاد والفكر على السواء، اذ كان النزاع بين الشام والعراق قديماً واشتد أيام الخليفة علي (عليه السلام) ومعاوية بن ابي سفيان فلما غلب معاوية غلبت الشام واخضع العراق لحكمها وظل كذلك فاصبحت غلبة العلم والفن في الشام تابعة لغلبة السياسة .

وعندما دارت الايام دورتها وتغلب العباسيون على الامويين أي غلب العراق الشام(67). وبذلك يكون قد تمحور النشاط التدويني في المدينة وفي مكة وفي البصرة والكوفة والشام حيث التجمعات البشرية الكبيرة وحيث الثقل الديني والسياسي بينما ظلت باقي الامصار اقل نشاطاً فقد تميزت البصرة والكوفة من غيرها . بما كان فيها من اعداد كبيرة من العلماء وطلاب العلم وفيها الكثير من القوميات والتي افرزت مواقف فكرية متباينة فكان الجدل فيهما قائماً ، ومن هنا كانت الكتابات في الحديث وفي العلوم الاخرى(68) .

وبذلك يكون القرن (2هـ/8م) هو عصر توقف الفتوح وعصر الاستقرار والانشاء الحضاري فانصرفت القوى المبدعة المنضمة الى الجهاد في ميدان جديد هو ميدان الفكر فلم يبلغ القرن الثاني غايته حتى كان التدوين قد بلغ اشده (69). وان الدولة الاسلامية كانت من اول عهدها تسير متنقلة في اطوارها الطبيعية فتنتقل من طور الى طور اخر فقد ظهرت في الدولة الاموية الحركة العلمية والمذاهب الدينية والنظم الاجتماعية وكان اخرها ارقى من اولها وبدأت نواة التاليف والترجمة وظهرت الكتابة الفنية الى ان جاءت الدولة العباسية والامة سائرة الى الحضارة بطبيعة ما يحيط بها من ظروف فسارت في هذا الاتجاه اذ ان هناك عوامل ظهرت مع العباسيين اثرت بشكل غير قليل في نمو الحركة العلمية (70) ، ومن هذه العوامل زيادة فروعها ووجود النواة الاخرى (نواة العلوم الدنيوية) وان العلم يكثر حين يكثر العمران لان العلم شأنه شأن الصنائع بل هو صناعة (71) وانتقال الخلفاء الى العراق واخيراً تأسيس بغداد حيث كان العراق اوفر حضارة من باقي الامصار (72). والتمازج الحضاري والثقافي مع الشعوب والذي يعتبر ثمرة من ثمرات سماحة الاسلام ومرونة العرب وبذلك تعد نهاية القرن (2هـ) بداية التدوين المنظم عند المسلمين اذ ان اهل السيرة والاخبار قد رسموا في اواخر هذا القرن الابواب الرئيسية للتاريخ عند العرب وهي لا تعدوا اموراً :

1- تاريخ سياسي

2- تاريخ اجتماعي

3- تاريخ الفرق والعقائد.

4- تاريخ الانساب .

5- التواريخ المحلية.

6- التاريخ الثقافي.

___________

(1) الدوري واخرون ، تفسير التاريخ ، ص21 .   

(2) الدوري ، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص34 .   

(3) كاشف ، سيدة اسماعيل ، مصادر التاريخ الاسلامي ، ص25 ؛ هورفيتش ،المغازي الاولى ، ص26 ؛ حسين، زكي محمد ، دراسات في الموازنة ، ص8 .   

 (4) ادهم ، علي ، بعض مؤرخي الاسلام ، ص13 .   

 (5) ابن النديم ، الفهرست ، ص89 ؛ نصار، حسين ، نشأة التدوين التاريخي عند العرب ، ص21 .   

 (6) الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص43 .   

 (7) متز ، ادم ، الحضارة العربية ، ج2 ، ص147 .

 (8) ابو الاحوص ، عوف بن مالك بن فظلة الكوفي ، روى عن ابيه وابن مسعود وغيرهم ، قتل من قبل الخوارج زمن الحجاج . البستي ، محمد بن حبان بن احمد بن حاتم التميمي (ت354هـ) ، مشاهير علماء الامصار ، عني بتصحيحه ، فلايشهمر، ط4 ، (القاهرة، 1959)، ص105 ؛ الاصبهاني ، ابو نعيم احمد  (ت430هـ) ، حلية الاولياء وطبقات الاصفياء ، ط2 ، (بيروت 1967 ) ، ج4 ، ص193 ؛ ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، ج8 ، ص169 .  (9) ذر بن عبد الله بن زارة ، الهمداني ابو عمر الكوفي ، روى عن عبد الله بن شداد وسعد بن عبد الرحمن وسعيد بن جبير وعنه ابنه عمرو الاعمش واخرون . ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، ج3 ، ص218 .   

 (10) ابراهيم بن زيد بن شريك التيمي الكوفي ، روى عن انس وابيه الحارث بن سويد وغيرهم قتله الحجاج سنة 92هـ/710م . ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج6 ، ص199 ؛ ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، ج1 ، ص176-177 .   

 (11) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج6 ، ص180 .   

 (12) الجاحظ ، البيان والتبيين ، ج1 ، ص367.   

 (13) يراجع عنه : ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج6 ، ص259 ؛ وكيع ، محمد بن خلف بن حبان القاضي (306هـ) ، اخبار القضاة ، تصحيح وتعليق : عبد العزيز مصطفى،( القاهرة ، 1950 ) ، ج1 ، ص426؛  يحيى بن معين ( ت233هـ) ، التاريخ ، تحقيق: احمد محمد بن يوسف ، (مكة ، 1979 ) ، ج2 ، ص285 ؛ ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج5 ، ص335 ؛ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج3، ص12 ؛ الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ج1 ، ص86 ؛ سزكين ، فؤاد ، تاريخ التراث العربي ، ترجمة : فهمي ابو الفضل ، (القاهرة ، 1971 ) ، ج1 ، ص68.   

(14)  الزركلي ، الاعلام ، ج4 ، ص18 ؛ الذهبي ، تذكرة الحفاظ ، ج1 ، ص85.

(15)  ياقوت الحموي ، معجم الادباء ، ج4 ، ص1476 .   

(16)  ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج3 ، ص346 .

(17) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج5 ، ص361.   

(18) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج5 ، ص353 ؛ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ج12 ، ص229 .   

(19) المعايطة ، زريق ، عامر الشعبي ، من مصادر تاريخ الطبري ، مؤتة للبعوث والدراسات ، (جامعة الاردن ، 1998 ) ، مجلد 13، عدد 7 ، ص88 – 89 .

(20) يراجع عنه : ابن النديم ، الفهرست ، ص105 ؛ الحموي ، معجم الادباء ، ج6 ، ص94 و ج8 ، ص137 ؛ سير اعلام النبلاء ، ج7 ، ص201 ؛ الزركلي ، الاعلام ، ج5 ، ص271 ؛ مرجليوث ، دراسات عن المؤرخين العرب ، ص96 ؛ الدوري ، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص36 ؛ مدني ، امين ، التاريخ العربي ومصادره ، ج2،  ص450 ؛ الحديثي ، نزار ، علم التاريخ عند العرب ، ص88 ؛ حمادة ، فاروق ، مصادر السيرة النبوية ، ط2 ، ( بغداد ،  لا.ت ) ، ص31 .     

(21)  ابن النديم ، الفهرست ، ص134 ؛ ياقوت الحموي ، معجم الادباء ، ج6 ، ص41 .

(22)  الدوري ، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص37 ؛ مصطفى ،شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1 ، ص179.    

(23)  ابن النديم ، الفهرست ، ص147 .    

(24) روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، ص128 .    

(25) حمادة ، فاروق ، مصادر السيرة النبوية ، ص31 .    

(26) يراجع عنه : ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج6 ، ص35 ؛ ابن قتيبة ، المعارف ، ص537 ؛؛ النجاشي ، ابو العباس احمد بن علي بن احمد ( ت405هـ) ، كتاب الرجال ، ط2، (طهران ، لا . ت ) ، ج2 ، ص245  ؛ ابن النديم ، الفهرست ، ص106 ، ياقوت الحموي ، معجم الادباء ، ج17 ، ص42 ؛ الذهبي ، تاريخ الاسلام وطبقات مشاهير الاعلام ، (القاهرة ، لا . ت) ، ج6 ، ص271 ؛ القمي ، عباس بن محمد بن رضا ، الكنى والالقاب ، (النجف، 1956 ) ، ج1 ، ص155 ؛ كحالة، عمر رضا ، التاريخ والجغرافية في العصور الاسلامية ، ص33 ؛ امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص342 ؛ علي ، جاسم صكبان ، دراسات في التاريخ العربي من خلافة ابي بكر حتى سقوط الدولة الاموية ، ( لا.ت ) ، ص5 .    

 (27) ابن النديم ، الفهرست ، ص106 .    

 (28) جب ، علم التاريخ ، ص151 ؛ مصطفى شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون ، ج1 ، ص119 .    

 (29) يراجع عنه : ابن النديم ، الفهرست ، ص106 ؛ ابن حجر العسقلاني ، تهذيب التهذيب ، ج4 ، ص295 ؛ البغدادي ، اسماعيل باشا ( 1920م) ، هدية العارفين اسماء المؤلفين واثار المصنفين ، (اسطنبول ، 1951 )، ج1 ، ص413 ؛ الزركلي ، الاعلام ، ج3 ، ص150؛ علي ،جاسم صكبان ، دراسات في التاريخ العربي ، ص5 ؛ امين ، احمد ، ضحى الاسلام ،ج2 ، ص343 ؛ سالم ،السيد عبد العزيز ، التاريخ والمؤرخون العرب، ص43 ؛ الدوري ، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص37  ؛ الحديثي ، علم التاريخ عند العرب ،ص88.

 (30) علي ، جاسم صكبان ، دراسات في التاريخ العربي ، ص5 .   

 (31) الطبري ، تاريخ ، ج3، ص184 –187 ، 207 ، 225 .   

 (32) السيوطي ، المزهر في علوم اللغة ، ج1 ، ص328  .   

 (33) الملاح ، هاشم ، دراسات في فلسفة التاريخ ، (جامعة الموصل، 1988 ) ، ص46 .      (34) الدوري ، بحث في نشأة علم التاريخ ، ص40 ؛ المولى ، محمد جاد الحق واخرون ، ايام العرب في الجاهلية، (بيروت ، 1961 ) ، ص32 .   

 (35) الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ، ص43 .   

 (36) ابن هشام ، السيرة النبوية ، ج2 ، ص367 ؛ الطبري ، تاريخ ، ج4 ، ص209 ؛ ابن حجر العسقلاني ، الاصابة ، ج1 ، ص225 .   

 (37) وهو تابعي من اهل البصرة مات غرقاً سنة ( 70هـ/689م) في قتال الخوارج ، انظر : ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب ، ج3 ، ص211 ؛ ابن حجر العسقلاني ، الاصابة ، ج1 ، ص264 .

 (38) كان من ذوي الرأي والدهاء ومن المقربين لدى الحجاج . انظر : الجاحظ ، البيان والتبيين ، ج1 ، ص319 .    

 (39) الجاحظ ، البيان والتبيين ، ج1 ، ص319.   

 (40 روي عن ابو بكر ، وعمر بن الخطاب ، وعبد الرحمن بن عوف (رضى الله عنهم) . أنظر : النووي ، ابو زكريا محي الدين (ت676هـ) التقريب بالاسماء والالقاب ، ط2 ، مطبعة عابدين ،( 1966 ) ، ج2 ، ص312 .    

 (41) النووي ، التقريب بالاسماء والالقاب ، ج2 ، ص3 .     

 (42) الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج1، ص123.     

 (43) خليفة بن خياط ، تاريخ خليفة ، ج1 ، ص31؛ الجاحظ ، الحيوان ، تحقيق : عبد السلام هارون ، 1965 ، ج3 ، ص209 ؛ البلاذري ، انساب الاشراف ، ج5 ، ص111 ؛ ابن النديم ، الفهرست ، ص107؛ ناجي ، عبد الجبار ، اسهامات مؤرخي البصرة ، ص69-70.       (44) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج9 ، ص358 ؛ اليافعي ، مرآة الجنان ، ج1 ، ص31 ؛ ابن النديم ، الفهرست، ص139 ؛ ابن العماد ، شذرات الذهب ، ج1 ، ص217 ؛ امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص348 ؛ الحديثي ، نزار ، علم التاريخ عند العرب ، ص76 ؛ الدوري ، بحث في نشأة علم التاريخ، ص40 .           

 (45) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج1 ، ص250 ؛ كاشف ، سيدة اسماعيل ، مصادر التاريخ الاسلامي، ص62 ؛ سالم ، السيد عبد العزيز ، التاريخ والمؤرخون العرب ، ص71 .       (46) ينظر : ترجمته في الفصل الثالث ، ص217 .       

 (47) ابن النديم، الفهرست، ص139. 

 (48) الطبري، تاريخ، ج1، ص451.     

 (49) الاصنام ،تحقيق : احمد زكي باشا ،الدار القومية للطباعة والنشر ، (القاهرة ، 1965) .

 (50) ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج1 ، ص627 ؛ القلقشندي، ابو العباس احمد بن علي(821هـ) ، صبح الاعشى في صناعة الأنشاء ، (القاهرة، 1913) ، ج1، ص270 ؛ ريان ، رجائي، مدخل لدراسة التاريخ ، ص200 .     

 (51) ينظر : ترجمته في الفصل الثالث ، ص 221 .     

 (52) الشكعة ، مصطفى ، مناهج التاليف عند العرب ، ص145 .     

 (53) ابن قتيبة ، المعارف ، ص302 ؛ ابن النديم ، الفهرست ، ص85 ؛ ياقوت الحموي ، معجم الادباء ، ج19 ، ص154 ؛ ابن خلكان ، وفيات الاعيان ، ج5 ، ص143 ؛ اليافعي ، مرآة الجنان ، ج2 ، ص44 ؛  الملاح ، هاشم ، دراسات في فلسفة التاريخ ، ص536 ؛ الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ، ص44 .              

 (54) الشكعة ، مصطفى ، مناهج التاليف عند العلماء العرب ، (بيروت، 1973 ) ، ص123-124 .     

 (55) اليافعي ، مرآة الجنان ، ج2 ، ص146 ؛ ناجي ، عبد الجبار ، اسهامات مؤرخي البصرة ، ص146.   

 (56) ناجي ، عبد الجبار ، اسهامات مؤرخي البصرة ، ص146 .     

 (57) ترجمته في الفصل الثالث ، ص 175 .

 (58) ابن كثير ، ابو الفدا اسماعيل (ت774هـ) ، البداية والنهاية ، ط3 ،( القاهرة 1974 )، ج10 ، ص291 .

 (59) ابن الاثير ، اللباب في تهذيب الانساب ،  نشره : حسام الدين ، (القاهرة، 1356هـ) ، ج2 ، ص113 ؛ الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، ج12 ، ص55 ؛ ابن الجزري ، شمس الدين ابو الخير محمد (ت833هـ)، غاية النهاية في طبقات القراء ، نشر . ج  . برجستراسر، ( القاهرة ، 1935) ، ج2 ، ص271. 

 (60) ذكر له كتاب تاريخ الخلفاء ولو انه لم يصلنا ولكن كان ضمن مؤلفاته مما يدل على تطور المعرفة التاريخية ، ينظر : فهد ، محمد بدري ، المدائني شيخ الاخباريين ، ص177؛ ناجي ، عبد الجبار ، اسهامات مؤرخي البصرة في الكتابة التاريخية ، ص111.      

 (61) ناجي ، عبد الجبار ، اسهامات مؤرخي البصرة ، ص100 .

 (62) مصطفى، شاكر،  التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص67.

 (63) نصار، حسين، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، ص67.

 (64) سالم، السيد عبد العزيز، التاريخ والمؤرخون العرب، ص75.

 (65) مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص117.

 (66) مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، ج1، ص118؛ حمادي، عبد الخضر، الحركة الفكرية في القرن (1هـ)، ص366.

 (67) امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج2 ، ص104 . 

 (68) حمادي ، عبد الخضر ، الحركة الفكرية في القرن (1هـ) ، ص298 .

 (69) الطرابلسي ، امجد ، حركة التاليف عند العرب في اللغة والادب ، (دمشق ، 1974 ) ، ص94 .   

 (70) امين ، احمد ، ضحى الاسلام ، ج1 ، ص3 . 

 (71) ابن خلدون، المقدمة، ص362. 

 (72) الاصفهاني ، الاغاني ، ج9 ، ص171 ؛ ابن خلدون ، المقدمة ، ص362 .

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).