المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



المشاكل التي تحصل في المهاجر  
  
6360   12:53 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص421-427
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2022 1619
التاريخ: 24-2-2021 3213
التاريخ: 13-6-2017 2416
التاريخ: 2024-04-01 816

لقد عالجت كثيرا من المشاكل الناتجة عن الهجرة الى بلاد الاغتراب وهي من الكثرة بحيث لا يستطيع الإنسان عرضها جميعا ولكني سأعرض لأهمها وهي على الشكل التالي :

1ـ زواج الأبناء :

يعيش الأهل في تلك البلاد مشكلة تأمين زوجاً مؤمناً, أو حتى مسلما لبناتهم خوفا من زواجهن من الاجانب غير المسلمين وهنا مشاكل عدة :

أ‌- زواجهن من الأجنبي :

نتيجة التربية المنحرفة أو نتيجة عدم القدرة على ضبط البنت بسبب انحرافها مهما كانت تربية الأهل جيدة , تقوم البنت بالزواج من الأجنبي وهي بذلك تكون قد خرجت من الدين , وهنا يتساءل الاهل عن كيفية معالجة هذه المشكلة , فمن الناحية الشرعية يجب على الأهل المبادرة الى ترك تلك البلاد إن أحسوا أن ابنتهم يمكن أن تنحرف , بل إننا ننصح الأهالي في هذه الحالة أن يرسلوا أولادهم الى بلدهم حرصا عليهم وحفظا لدينهم . أما التي تزوجت فيجب موعظتها لترك هذه الزيجة الباطلة , بأي وسيلة كانت , فإن أصرت على إثمها فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها , فإذا كان لديهم بنات أخريات يجب عليهم الاحتياط بترك ذلك البلد حرصا على بناتهم الأخريات .

ب‌- زواجهن المتسرع من اي مسلم :

في حالات أخرى وخوفا من زواج ابنتهم من غير المسلمين يسارع الأهل الى تزويجهن من أي مسلم , وقد يكون هذا الشخص أسوأ سلوكيا من الكافر لناحية شرب الخمر وتعاطي المخدرات والمقامرة , ونحن ندعو أصحاب هذه المشكلة لأن يتمهلوا عند اختيار المسلم بأن يكون متحليا بالأخلاق الحميدة, والسمعة الحسنة, والإيمان, ولكن الذي يحصل هو التسرع بالزواج ما يؤدي الى وقوع المشاكل بعد ذلك نتيجة للاختيار الخاطئ والتسرع ما يؤدي للجوء الى الحاكم الشرعي الذي يستطيع في بعض الحالات التدخل لمصلحة الزوجة المظلومة هنا وإنقاذها , وفي بعض الأحيان لا يستطيع ذلك لعدم توافر شروط تدخل الحاكم الشرعي, كأن يكون هذا الزوج قائما بكل واجباته الزوجية وتكون المشكلة هي عدم انسجام الزوجة معه, أو عدم حبها له , أو أن يكون هناك مشكلة لم تستطع الزوجة إثباتها واستطاع الزوج إخفاءها عن الحاكم الشرعي ولو من خلال يمين كاذب .

ج- الزواج على الصورة :

من المشاكل التي تحصل أن الاهل يلجؤون الى الاستنجاد بأقاربهم في بلدهم ليؤمنوا لهم زوجا لابنتهم فيبدؤوا بإرسال صور لشباب ويتم الاختيار في الغالب على أساس الشكل, ويكون هؤلاء الشباب طامحين لتحصيل سمة الدخول الى ذلك البلد من اي طريق يحصل عليها ولا هم لهم بالزواج حتى لو لم تكن هذه الزوجة من الصنف الذي يهواه ويريده. المهم أن هذا الزواج يحصل ويذهب الى زوجته ليكتشف هو أنها غير التي يتمنى, او تكتشف هي أنه ليس الشاب الذي ترغب به, وتقع المشاكل وتلجأ الزوجة الى القضاء الشرعي من اجل حل مشكلتها. إن الزواج بهذه الطريقة غير صحيح ويُسبب مشاكل كثيرة لذا فإن الأفضل هو أن تأتي هذه البنت الى بلدها وقضاء فترة طويلة من الزمن لاختيار عريس مناسب ترتبط به .

ونفس هذه المشكلة تحصل أيضا في زواج الأبناء في نفس المفردات المذكورة أعلاه , إلا أن المشكلة مع الشباب تبقى أسهل .

2- اللجوء ومشاكله :

من الامور التي تواجه الشباب عند طلب اللجوء السياسي هي أن تلك الدول تطلب توفر شروط في طالب اللجوء كي توافق على لجوئه, وتكون هذه الشروط غير متوافرة لديه, فيقوم باختلاق قصص للحصول على ذلك ,وتكون في أغلب الأحيان قصصا وهمية وغير صحيحة وهنا لا بد من الالتفات الى أن التصريح غير الصحيح قد يوقعه كما وقع كثير من الشباب بمشاكل بعد اكتشاف الدولة التي لجأ إليها كذبه.

غير أن الاخطر هو أن الموافقة على اللجوء يستدعي دخول اللاجئ الى مجمعات سكنية مشتركة , وفرض طريق محدد للعيش عليه, غالبا ما تكون هذه الامور غير شرعية وهو أمر غير جائز, لذا فإننا نعتبر أنه لا بد للموافقة على اللجوء من الناحية الشرعية من ان يكون هناك ضرورة شرعية تبرر الوقوع في هذه المحاذير, وعليه من الناحية الشرعية لا يجوز اللجوء إن كان مسببا لوقوع اللاجئ بمحاذير شرعية, وأما إن لم يكن هنا محذور فلا إشكال فيه, أو كان هناك مبرر شرعي للوقوع في المحذور من باب الهروب من خطر حتمي يبرر ذلك .

ويبقى هناك في هذه المشكلة قضية الأموال المقبوضة من تلك الدولة من الناحية الشرعية , هل يجوز تملكها والتصرف فيها ؟ والحقيقة بغض النظر عن العنوان الذي يعتمد لذلك فإنه لا إشكال في قبض هذه الأموال إما من باب أنه مال مجهول المالك , أو من باب أنه بعنوان الهدية ولو من جهة غير إسلامية , أو بأي عنوان آخر .

3- موارد العمل المحرمة :

في بلاد الاغتراب يُبتلى المؤمنون باضطرارهم للعمل في بعض أنواع العمل الذي يكون إما محرما في ذاته كعمل، أو يكون نوع العمل هو قيام شخص بنقل, أو ترويج, أو بيع بضائع محرمة, وفي هذه الحالة من الناحية الشرعية لا يجوز هكذا نوع من أعمال ويجب على هذا الشخص البحث عن أعمال جائزة شرعا, أو ترك البلد والعودة الى بلده الأصلي أما إذا اضطر لذلك فلا مانع بالمقدار الذي يخرج فيه من الضرورة. فالعمل في المطاعم التي تقدم الميتة ولحم الخنزير, والخمر غير جائز وكذا في البنوك بالمعاملات الربوية, أو العمل في الخمارات والبارات, أو بيع الميتة ولحم الخنزير, كل هذه الأعمال تعتبر محرمة من الناحية الشرعية بالعنوان الأولي فإن اضطر لذلك ضرورة بالغة ولم يتمكن من الفرار من هذا العمل ولو بالعودة الى الوطن جاز بمقدار الخروج من حالة الاضطرار .

4- الطعام في الغربة :

من الامور التي تشكل أزمة للمغتربين هو ان أكثر الطعام ليس شرعيا خاصة اللحوم والسمن الحيواني وكل منتجاتهما فهل يجوز من الناحية الشرعية أن يأكل الطعام غير المذكى ؟ أم أنه يجب عليه الاكتفاء من الطعام بما لا يشترط فيه التذكية ولا يدخل في مكوناته الدهون الحيوانية؟ من الناحية الشرعية لا يوجد أي مبرر لتناول هذا النوع من الطعام حيث إنه لا خوف على الحياة ويوجد أنواع من الطعام يمكن تناولها ويمكن الاقتصار عليها والحمد لله أنه الآن يوجد لحوم مذبوحة على الطريقة الشرعية , أو مُعلبات لحوم شرعية في الأغلب من بلدان الاغتراب

وقد خف الابتلاء في هذا النوع من المشاكل .

5- موارد الضرورة :

من المشاكل التي تحصل ايضا هو الاضطرار الى ارتكاب بعض المحرمات لسبب أو لآخر منها مثلا اضطرار الفتاة الى السفور خاصة في البلدان التي ترفض دخول الفتيات المحجبات الى مدارسها, أو المؤسسات التي ترفضهن كعاملات فيها, أو اضطرار الشباب لمصالحة بنت أجنبية كي لا يحرم  من وظيفة , أو كي لا يعرف تدينه فيطرد من البلد الذي يعيش فيه, هل كل هذه الأمور جائزة من الناحية الشرعية؟ هل يجوز تعريض النفس للوقوع في هذه المحاذير الشرعية؟ هل يجوز البقاء في هذه البلد التي تقع فيها بهذه المحاذير؟

من الناحية الشرعية لا يجوز  أي من هذه الأمور إلا في موارد الضرورة القصوى , ولا يجوز تعريض النفس لها ويجب التملص من ذلك بكل قوة , وإذا كان الوقوع في هذه المحاذير من خلال الكون في ذلك البلد وكان يمكن تركه هروبا من الحرام فيجب تركه ولا يجوز البقاء فيه لأنه لا يجوز للإنسان في مكان يوقعه في الحرام .

6- الاعتياد على تلك البلاد وتوطين النفس على عدم العودة  :

... أن السفر والهجرة هو حالة استثنائية ولا يجب ان يكون حالة دائمة ولأن حب الأوطان من الإيمان يجب تطوين النفس على العودة الى الوطن وأن يكون الهم دائما أن لا يعمل لتكريس البقاء في تلك البلاد وأن لا يوطن نفسه على ذلك, بل أن يوطنها على العودة بأقرب وقت ممكن ينقل الى بلده تجربته والثروة التي كنها لإقامة مشروعة يفيد وطنه، من المشاكل الكبيرة لأهلنا في الغربة أنهم يبنون مشاريعهم على أساس بقائهم دائما في تلك البلاد وهذا من الاخطاء التي يجب عدم الوقوع فيها. نعم لدى بعض الأشخاص مشاريع للدعوة الإسلامية في تلك البلاد فهؤلاء يجب بقاؤهم في تلك البلاد ما دامت الدعوة بحاجة إليهم, ولا يوجد من يقوم بها غيرهم.

7- بناء العلاقات مع أهل تلك البلاد أو الانعزال عنهم :

يعيش بعض أهلنا في المغتربات في تلك البلاد حالة من الانعزال بحيث يمرون في تلك البلاد من دون ترك بصمة وتأثير لدى الناس هناك .

على الإنسان المؤمن أن يكون مؤثرا في المحيط الذي يعيش فيه ويترك بعد خروجه منه انطباعا جيدا ومؤثرا. ولكن المشكلة الأخطر أن البعض يتأثر بدلا من أن يؤثر ولا مانع من أن التأثر في الأمور الإيجابية كالعلوم وتطورها ولكن الذي لا يجوز هو أن نتأثر به هو تلك الأمور السلبية والعادات المحرمة .

في الخلاصة تعتبر قضية أهلنا في المغتربات من القضايا المهمة والتي يجب أن  نوليها اهتماما بارزا, ومن المهم أن يكون الأساس عندنا هو الحفاظ على ديننا ومعتقدانا, فتارة يكون ذلك بالبقاء في وطننا لأن خروجنا منه سيعرضنا لنقصان الدين فنكون مصداقا للتعرب بعد الهجرة الذي يعد من الكبائر التي تدخل صاحبها النار. في حين أنه في مجال آخر يكون الخروج من الوطن هو السبب للمحافظة على الدين لأن البقاء فيه يكون سببا لنقصان الدين فساعتئذ يجب الخروج من الوطن على قاعدة قول الله سبحانه وتعالى {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}[النساء:97] ولأنه وكما يقول أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام):(خير البلاد ما حملك)، ويجب الالتفات الى أن المؤمن عليه أن يكون داعيا للإسلام في تلك البلاد من خلال أقواله وأعماله فلا يسيء لأهل تلك البلاد ويعاملهم كما أمرهم الله سبحانه وتعالى فيكون داعيا لله بعمله قبل فعله, وعلى المؤمنين التكيف مع تلك البلاد من دون التخلي عن الالتزام بالأحكام الشرعية وأن يكونوا مؤثرين لا متأثرين نعم لا مانع من التأثر بالعادات الإيجابية والتقدم العلمي لا بصرعات الموضة الحديثة والألبسة الفاضحة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.