المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الانسان والحاجة  
  
3688   12:37 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص52-53
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-11-2017 2388
التاريخ: 21-4-2016 3297
التاريخ: 2024-08-29 737
التاريخ: 18-1-2020 2381

يحتاج الانسان إلى أمور عديدة وكثيرة ويرتبط كدحه وتحركه وحياته ومماته بهذه الحاجات. فهو محتاج في كل لحظة من لحظات حياته، وانه سيموت حتما فيما لو توقفت دقات قلبه للحظات قليلة أو بقي الزفير في رئتيه ثوان ولم يُفرِغها عنه.

والانسان كائن فقير ايضاً، فمن يستطيع ان يقول انه لا يحتاج إلى المأكل والملبس والمسكن او انه قادر على العيش بدون هذه الامور او انه قادر على توفيرها بمفرده؟ فالإنسان مرتبط بحاجاته ولا يمكن الفصل بينه وبينها ابداً.

وتتفاوت الحاجات بموجب الأعمال المختلفة وينبغي على المربي ان يتعرف عليها وعلى حدودها وكيفيتهما وان يوفرها للأطفال حسب أعمالهم ومستوياتهم. وهذا موضوع مهم للغاية لارتباطه بشخصية الطفل وسلامته جسميا ونفسياً.

ـ أنواع الحاجات :

تتنوع الحاجات وتتعدد ولا يمكننا عدها واحصاءها في هذه السطور القليلة وبحث كل واحدة منها بشكل منفصل. وسوف نشير فيما يلي إلى تقسيم عام لهذه الحاجات وفق التسلسل التالي :

1- الحاجات الحياتية - الجسمية : وتشمل الحاجة إلى الطعام والنوم والاستراحة والملبس واللعب والحركة والنظافة والسكن والعمل واكتساب التجارب والخبرات وغير ذلك.

2- الحاجات العاطفية : وتشمل الحاجة إلى الحب والاحترام والتكريم والاشادة والمواساة والتودد والاهتمام والبكاء والحزن والسرور والنشاط.

3- الحاجات النفسية : وتشمل الحاجة إلى الدعم والامان والنجاح وابراز الذات وعزة النفس والثقة بالنفس وحب التطلع والحاجة إلى الصحة النفسية.

4- الحاجات الاجتماعية :  وتشمل الحاجة إلى الارتباط والمعاشرة والصداقة والمشاركة في الحياة الاجتماعية والتقليد وكذلك الحاجة الى القانون والنظم والأدب والأخلاق.

5- الحاجة الى البناء والرشد : وتشمل الحاجة الى الذات والوعي والهدفية والدعاء والتضرع والعدل والاستقلال والحرية والبناء والتكامل والدفاع.

وثمة حاجات أخرى تخص الأطفال المصابين بالعاهات والمتخلفين عقليا كحاجة اليتيم والمعلول والمتخلف عقليا والأطفال ذوي الذكاء الخارق وغيرهم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.