ان ميدان جغرافية الزراعة متسع، وقد ازداد اتساعا في الفترة الأخيرة كما اشرنا الى ذلك من قبل, وقد ترتب على ذلك ان ارتبطت بكثير من العلوم، فهي ترتبط بمعظم فروع الجغرافية بشكل عام، وفي مقدمتها الجغرافية الاقتصادية التي تعد جغرافية الزراعة فرعا منها, كما ترتبط بعلم الاقتصاد الذي يهتم بدراسة العرض والطلب والأسواق العالمية، والتكتلات الاقتصادية، ولا يمكن لعلم الاقتصاد تناول هذه الجوانب بمعزل عن معرفة مناطق الإنتاج ومقوماته التي يركز عليها علم جغرافية الزراعة.

كما ان لجغرافية الزراعة علاقة وثيقة بالعلوم الزراعية التي تركز على دراسة التربة من حيث مكوناتها وتركيبها الكيميائي ومدى صلاحيتها للزراعة بشكل عام ولكل محصول، ثم على امراض النبات، ومعدلات النمو والسلالات والتهجين وغير ذلك مما يرتبط بالأساليب الزراعية والجوانب الدقيقة التفصيلية للزراعة، بينما لا تركز جغرافية الزراعة على هذه الجوانب وانما تتناولها بالشكل الذي يخدم موضوعها.

فهي تركز على توزيع المحاصيل الزراعية والمساحات المزروعة وحجم العمالة الزراعية ومقومات الإنتاج الزراعي واهمية الزراعة في الدخل القومي. وعلاقتها وثيقة جدا بصفة خاصة ببعض فروع العلوم الزراعية مثل التربة والاقتصاد الزراعي والبايولوجي وعلم الحيوان.

فعلم البايولوجي يشمل علم النبات والحيوان وما يتعلق بهما من جوانب فسيولوجية او بيئية، فهو يركز على الجوانب الفسيولوجية بصفة خاصة باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه الكائنات الحية، بجانب الاهتمام بالجوانب الأخرى، بينما يؤكد علم النبات على الشكل الظاهري للنبات والجانب التشريحي والوراثي والتصنيف والبيئة والامراض التي تصيب النبات. والامر كذلك بالنسبة لعلم الحيوان الذي يتناول الجوانب التي ترتبط بالحيوان وكل هذه الجوانب التي اشرنا اليها تعد اسسا تعتمد عليها جغرافية الزراعة، وتتناولها بالقدر الذي يخدم موضوعها.

ولجغرافية الزراعة علاقة بعلم الإحصاء والرياضة لاستخدامها في الموضوعات المرتبطة بالإنتاج، فان الجوانب الكمية والتحليلية التي تهتم بها الجغرافية عموما، وبصفة خاصة جغرافية الزراعة جعلها في حاجة الى الرياضيات والاحصاء بالقدر الذي يخدم موضوعها، وذلك بإظهار النتائج التي يعتمد عليها المنهج الكمي.

كما ان لجغرافية الزراعة علاقة بالعلوم الهندسية مثل هندسة الري والصرف، والماكنة الزراعية واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة، وهذه أمور ذات علاقة بجغرافية الزراعة.

ولجغرافية الزراعة علاقة بعلم الكيمياء والفيزياء، فدراسة التربة ومعرفة مكوناتها، والربط بينها وبين المحاصيل يحتاج الى الدراسة الكيميائية لمعرفة حاجة التربة واوجه قصورها لمواجهة ذلك بالأسمدة المناسبة، ولمعرفة المبيدات الحشرية لمواجهة امراض النبات والحيوان.

كما ان الفيزياء أصبحت ذات أهمية كبيرة في الوقت الحاضر. مثل فيزياء التربة، ومثل دراسة الأرصاد الجوية ذات الصلة بالمناخ الذي يعد عاملا هاما واساسيا في جغرافية الزراعة.

كما ترتبط جغرافية الزراعة بعلم السياسة، نظرا لان السياسة لها دورها الهام في التكتلات الاقتصادية وسياسة العرض والطلب والتكتلات العسكرية، ولكل هذه انعكاساتها على الإنتاج الزراعي وتوجيه سياسات الدول والعلاقات الدولية، ومن هنا تصبح هناك ضرورة للربط بين السياسة وجغرافية الزراعة.

ولجغرافية الزراعة علاقة بعلم السكان نظرا لان السكان هم المنتجون وهو المستهلكون، والسكان من حيث مستواهم المعيشي وظروفهم الاجتماعية وتقدمهم العلمي والتكنولوجي لهم تأثيرهم على الإنتاج الزراعي من حيث الكم والكيف الذي هو ميدان اهتمام جغرافية الزراعة.