أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
1571
التاريخ: 10-10-2014
1554
التاريخ: 12-5-2021
3941
التاريخ: 29-11-2020
4007
|
قال تعالى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [نوح : 1].
فسّر الشيخ عبد القادر المغربي جزء تبارك ، ونقل فيه عن كتب الأوائل ، وهو يفسر هذه الآيات : ان تاريخ عبادة الأوثان يبتدئ بزمن « انوش بن شيث بن آدم » وان الشرك في زمن نوح قد بلغ الغاية ، فاختاره اللَّه سبحانه لنضال هذا الشرك ، وإنذار المشركين بالهلاك إن أصروا على الضلال . . واسم نوح الراحة ، وبينه وبين آدم جده الأكبر 1056 سنة ، ولما حدث الطوفان كان عمره 600 سنة ، وعاش بعده 350 عاما ، وأدركه حفيده إبراهيم الخليل ، وعاش معه أكثر من نصف قرن ، وبعد أن نجا نوح من الطوفان انصرف إلى الأرض يحرثها ويغرسها . هذا ملخص ما نقله المغربي عن كتب الأوائل ، واللَّه أعلم بخلقه من أنفسهم .
{قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ} [نوح : 2 ، 3]. أرسل سبحانه نوحا إلى قومه بأمور ثلاثة : الأول أن يتركوا عبادة الأصنام ويعبدوا إلها واحدا . الثاني أن يفعلوا الخير ويتقوا الشر . الثالث أن يطيعوه فيما يأمر وينهى ، وضمن لهم - إن استجابوا - أمرين : الأول {يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} [نوح : 4] التي اقترفتموها قبل الايمان لأن الايمان يجبّ ما قبله . أما الذنوب التي ارتكبوها بعد الايمان فإنهم مسؤولون عنها ، وهذا ما تومئ إليه كلمة « من ذنوبكم » .
الأمر الثاني ( ويُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) . إذا آمنتم باللَّه وحده يدرأ عنكم عذاب الاستئصال بالطوفان ونحوه ، ويمهلكم حتى تستوفوا العمر الطبيعي ، ويؤجل حساب من يذنب منكم إلى يوم القيامة ، وإلا عجّل لكم عذاب الاستئصال في الدنيا ( لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ان اللَّه ليس بغافل عما يعمل الظالمون .
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} [نوح : 5 ، 6].
ليلا ونهارا أي دائما : دعاهم نوح دعوة الحق ، وألح عليهم حتى ( قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا » - 32 هود ولكنه مضى في دعوته ، ومضوا بدورهم في العناد والنفور {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} [نوح : 7] جعلوا أصابعهم في آذانهم أي سدوا مسامعهم عن دعوة الحق ، واستغشوا ثيابهم تغطوا بها كيلا يروا وجه الداعي ، وقد يكون هذا حقيقة ، ويجوز أن يكون تعبيرا مجازيا عن عنادهم وإصرارهم على الضلال ، وأيا كان فإن المعنى واحد ، وهو النفور من دعوة الحق تعاظما على نوح الذي يرونه دونهم منزلة ومقاما فكيف يكونون في عداد أتباعه ، كما جاء في الآية 27 من سورة هود : « وما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ » .
{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا } [نوح : 8 ، 9] . قال جماعة من المفسرين : ان قول نوح أولا : دعوت قومي ليلا ونهارا ، وقوله ثانيا : دعوتهم جهارا ، وقوله ثالثا : أعلنت وأسررت - يدل على ان دعوته كانت على ثلاث مراتب : ابتدأها في السر ، ثم ثنى بالجهر ، ثم ثلَّث بالإعلان والسر معا . وليس هذا بعيدا عن ظاهر الآيات ، ولكن يجوز أن يكون مراد نوح من هذا العطف والتكرار انه دعاهم بكل أسلوب واستمر على ذلك بلا ملل وفتور ، ولكن على غير جدوى .
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [نوح : 10- 12] . إذا آمنوا باللَّه وحده وأخلصوا له بالقول والفعل فإن نوحا يضمن لهم على اللَّه سبحانه ان يكفّر عنهم ما سلف من سيئاتهم ، وان يغنيهم من فضله بالأموال والأولاد ، فتفيض السماء عليهم بخيراتها ، والأرض بثمراتها ، ويجمع لهم بين الصحة والأمان والرخاء والهناء مع تكثير النسل .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|