المزيج الراسيمي The racemic modification

يسمى المزيج من جزأين متساويين من متخايلين مزيجاً راسيمياً racemic modification. والمزيج الراسيمي غير فعال ضوئياً: عندما يمزج متخايلان، فإن التدوير الذي يسببه جزيء من أحد المماكبين يلغبه تماماً تدوير معاكس ومكافئ يسببه جزيء من متخايله. تستعمل السابقة .... في توصيف الطبيعة الراسيمية لعينة خاصة، ونذكر مثالاً على ذلك (±)- حمض اللبن و(±) -2- متيل -1- البوتانول.

من المفيد مقارنة مزيج راسيمي مع مركب جزيئاته قابلة للانطباق على أخليتها في المرآة، أي مع مركب غير كيرالي. المركبان كلاهما غير فعالين ضوئياً، وللسبب نفسه تماماً. وبسبب التوزع العشوائي للعدد الكبير من الجزيئات، فإن لكل جزيء يواجهه الضوء يوجد جزيء آخر هو خيال الأول في المرآة، يتوضع بشكل يلغي تأثير الأول. أما في المزيج الراسيمي فإن الجزيء الثاني يكون مماكباً للأول، وهو في حالة المركب غير الكيرالي لا يعد مماكباً بل جزيئاً آخر مماثلاً.

وجدنا أن مثل هذا الإلغاء للتدوير في حالة المادة الفعالة ضوئياً وغير الملوثة بمتخايلها لا يمكن أن يحدث، حيث لا يوجد جزيء آخر يمكنه أن يكون خيالاً للآخر في المرآة، مهما كان التوزع عشوائياً.

إن لتطابق غالبية الخواص الفيزيائية للمتخايلات نتيجة في غاية الأهمية. إذ لا يمكن فصلها بالطرائق العادية، أو بالتقطير التجزيئي، لأن نقاط غليانها متماثلة تماماً، ولا يمكن فصلها بالتبلور التجزيئي لأن ذوبانها في المذيب المدروس متماثلة (إلا إذا كان المذيب فعالاً ضوئياً)، ولا بالفصل الكروماتوغرافي لأنها تمتز على المادة المازة بقوة متكافئة (إلا إذا كانت فعالة ضوئياً) ولذلك فإن فصل المزيج الراسيمي الى متخايله – تحليل المزيج الراسيمي – يتطلب عملاً من نوع خاص، ويتطلب كذلك طريقة من نوع خاص.

كان باستور قد قام بأول عملية فصل مستخدماً العدسة اليدوية والملقط. لكن هذه الطريقة لم تعد تستخدم لأنه نادراً ما يتكون المزيج الراسيمي من مزيج بلورات قابلة للتمييز بصفتها خيالات في المرآة، وحتى طرطرات الصوديوم والأمونيوم لا تبدي في الواقع، ذلك إلا إذا تبلورات عند درجة حرارة أقل من 28˚س. ويعود الفضل في اكتشاف باستور جزئياً الى الطقس البارد في باريس، وطبعاً يعود الى وفرة حمض الطرطريك عند صانعي النبيذ في فرنسا. تتضمن طريقة التفريق التي غالباً ما استعملت، والتي اكتشفها باستور أيضاً استعمال كواشف فعالة ضوئياً وعلى الرغم من أن باستور عرف جماهيرياً بفضل عمله العظيم في مجالي علم الجراثيم والطب، فإن عمله في الكيمياء بمفرده جعله يتبوأ مكانة مرموقة بصفته عالماً عظيماً.