أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
2241
التاريخ: 2024-11-27
66
التاريخ: 11-10-2014
2331
التاريخ: 2024-08-30
374
|
قال تعالى : {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل : 5].
القرآن ثقيل بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، هو ثقيل في إعجازه وخلوده ، وفي عقيدته وشريعته ، وفي حربه ونضاله ضد الأقوياء المفسدين والطغاة المترفين ، وقال كثير من المفسرين : « القرآن ثقيل لأن تكاليفه شاقة مثل المحافظة على الصلوات الخمس ، والقيام آخر الليل لصلاة الفجر ، والوضوء بالماء البارد مرارا ، والاغتسال به أحيانا ، وكالصوم في أيام الحر ، والقيام للسحور من آخر الليل ، وكالحج ومشتقاته من الإحرام والسعي والطواف » .
وليس من شك ان هذه كبيرة إلا على الخاشعين ، ولكن أكبر منها وأثقل التكليف بالجهاد ، وهو على أنواع ، وأثقل أنواعه الجهاد لتغيير القلوب والمشاعر ، والقضاء على العقائد الفاسدة والتقاليد الموروثة ، واستئصال الفساد من جذوره ، وهذا ما كلف به أبو القاسم محمد بن عبد اللَّه : فلقد بعثه اللَّه سبحانه ليتمم مكارم الأخلاق للبشرية كلها ، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وأي تكليف أثقل وأشق من هذا التكليف ؟ ومن الذي يستطيع أن يغير من أخلاق زوجته وولده بخاصة في عصر الجاهلية أفسد العصور وأكثرها فسادا وطغيانا ؟ ولكن محمدا تغلب على جميع الصعاب ، وقام بالأمر على أكمل وجه ، أما السر في ذلك فيكمن في شخصية محمد وقوتها وعظمتها ، وفي صبره العجيب على تحمل الأذى في سبيل دعوته ، فكان يزداد صبرا وحلما كلما ازداد الطغاة في أذاه ، ولا يزيد على قوله : « اللهم اغفر لقومي انهم لا يعلمون . . » ان لم يكن بك غضب علي فلا أبالي .
وبهذا نجد التفسير الصحيح لقوله تعالى : {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124]. أجل ، اللَّه يعلم ان شخصية محمد أقوى من العقائد والتقاليد ومن الناس مجتمعين ، ولو لا علمه بذلك لما بعث محمدا ليتمم للبشرية مكارم الأخلاق :
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7]. وقد أدرك الأديب العالمي الشهير « برناردشو » هذه الحقيقة حيث قال : لو كان محمد بن عبد اللَّه في القرن العشرين لقضى على ما فيه من فساد وضلال .
( إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وأَقْوَمُ قِيلًا ) كأن سائلا يسأل : لما ذا أمر اللَّه نبيه الكريم أن يتعبد في شطر من الليل ؟ فأجاب سبحانه : لأن قيام الإنسان من مضجعه بعد هدأة من الليل يشق كثيرا على النفس ، وأفضل الأعمال أشقها ، ولأن قلب الإنسان في الليل أصفى وأهدأ ، فتكون تلاوته للقرآن أصوب وأثبت ، وأيضا يكون أكثر تجاوبا مع ما يتلوه من الآيات . وقيل : المراد بالوطء هنا المواطأة والموافقة بين القلب واللسان ( إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا ) . الليل للعبادة والتهجد ، والنهار للعمل والسعي في طلب العيش ، وهو طويل يتسع لكل ما يحتاجه الإنسان من أعمال .
وقال الشيخ عبد القادر المغربي عند تفسير هذه الآية : « قد يعترض معترض بأن قيام الليل يضعف الجسم عن المقاومة والمكافحة . وقد أجاب سيدنا علي [عليه السلام] عن ذلك بقوله : « وكأني بقائلكم يقول : إذا كان هذا حال علي بن أبي طالب - أي التخشن والتهجد - فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان ألا وان الشجرة البرية أصلب عودا والروائح الخضرة أرق جلودا ، والنباتات البدوية أقوى وقودا وأبطأ خمودا ، وأنا ورسول اللَّه كالصنو من الصنو ، والذراع من العضد . أي انه هو وسيدنا رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) من أصل واحد في العمل والطريقة وأسلوب المعيشة ، فيكون في حالته كما كان سيدنا الرسول شديد البأس قوي العزيمة ، وان كان خشن المعيشة » .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|