المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



قوة الافتراضات المسبقة للأسئلة  
  
2436   12:47 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص96-97
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2021 2126
التاريخ: 1-12-2016 1986
التاريخ: 8-1-2022 2274
التاريخ: 28-6-2016 2477

للأسئلة قوة تؤثر على قناعاتنا، وبالتالي على ما نعتبره ممكنا او غير ممكن، فإننا نطرح اسئلة نفاذة قد تضعضع الأرجل المرجعية للقناعات المحبطة التي تسلبنا القوة، وبهذا فهي تمكننا من تفكيك هذه المرجعيات واستبدالها بأخرى تمنحنا القوة ولكن هل ادركت بان الكلمات التي نختارها في حد ذاته، بل وحتى ترتيب الكلمات التي نستخدمها في السؤال قد يدفعنا على الا نضع في اعتبارنا اشياء معينة، بينما نأخذ غيرها كتحصيل حاصل؟ يسمى هذا الامر قوة الافتراض المسبق، وهو أمر عليك ان تنتبه له جيدا قوة الافتراض المسبق تبرمجنا بحيث نتقبل امورا قد تكون حقيقية وقد لا تكون، وقد تستخدم ضدنا، او حتى من قبلنا نحن انفسنا في اللاوعي فإذا سألت سؤال مثل : لماذا اخرب دائما على نفسي؟ وذلك حين ينتهي امر ما بصورة مخيبة للآمال فانك انما تطلق بذلك نبؤة ستحقق نفسها بنفسها لماذا؟ لان دماغك، كما سبق وذكرنا، سيأتي بجواب يطاوعك بهذا الامر ويعطيك جوابا على أي شيء تسأله فيه اذ ستعتبر امر التخريب على نفسك امرا مسلما به وذلك لأنك تركز على السبب في قيامك بذلك وليس على ما اذا كنت تفعل ذلك احد الامثلة على ذلك :

هو ما حدث إبان الانتخابات الرئاسية الامريكية في عام 1988. وذلك بعد ان اعلن جورج بوش عن اختياره دان كويل كمرشح يخوض الانتخابات معه كنائب للرئيس اذ ان احدى المؤسسات التلفزيونية اجرت استطلاعا للرأي على مستوى الولايات المتحدة برمتها طالبة من الناس الاتصال بالرقم 900 للرد على السؤال :(هل يزعجك بأن دان كويل استخدم نفوذه العائلي للانخراط في صفوف الحرس الوطني لكي يذهب الى فيتنام؟ الافتراض المسبق المفضوح في هذا السؤال كان بالطبع هو ان دان كويل قد استخدم فعلا نفوذه العائلي لتحقيق منفعة غير عادلة وهو امر لم يثبت على الاطلاق غير ان الناس اجابوا على هذا الاستطلاع وكأن هذه القضية حقيقة واقعة، فلم يضعوها موضع التساؤل قط، بل تقبلوها اوتوماتيكيا والأسوأ من ذلك ان الكثيرين اتصلوا ليعلنوا انهم انزعجوا جدا من هذه الحقيقة، علما بانها امر لم يثبت على الاطلاق! غير انه مثل هذه العملية تحدث دائما، ونحن نرتكبها ضد انفسنا وضد الاخرين باستمرار لذا فان عليك الا تقع في فخ تقبل الافتراضات المسبقة المحيطة التي تفترضها انت او احد غيرك ابحث عن مرجعيات تساند القناعات الجديدة التي تمنحك القوة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.