أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2016
![]()
التاريخ: 22-11-2016
![]()
التاريخ: 21-1-2018
![]()
التاريخ: 22-11-2016
![]() |
كان للخطب الجلل الذى أصاب الإسلام في بلاط الشهداء وقع عظيم في بلاط دمشق، وفي جميع أرجاء العالم الإسلامى، وكان ارتداد الإسلام أمام أسوار قسطنطينية قد وقع للمرة الثانية قبل ذلك بأربعة عشر عاما فقط، فكانت نكبة البلاط تتمة الفشل المؤلم، الذى أصاب مشاريع الخلافة في افتتاح أمم الغرب, على أنها لم تكن خاتمة الفتوح الإسلامية في فرنسا.
وأثار هذا الخطب في نفس هشام بن عبد الملك، أيما اهتمام بشئون الأندلس ومصير الإسلام في الغرب، فاختار عبد الملك بن قطن الفهرى واليا للأندلس، وأمره أن يعمل على حماية شبه الجزيرة، وتوطيد هيبة الإسلام في تلك الأقطار النائية.
فعبر عبد الملك إلى اسبانيا، في جيش منتخب من جند إفريقية، في أواخر سنة 114هـ (1).
كان ثوار المقاطعات الشمالية قد انتهزوا فرصة مقتل عبد الرحمن وانحلال جيشه، وحاولوا أن ينزعوا عنهم نير الإسلام، فسار عبد الملك إلى الثغر الأعلى (أراجون) وهزم الثوار في عدة مواقع، ثم عبر البرنيه إلى بسكونية (بلاد البشكنس) (2) سنة 115 هـ (733 م)، وكانت دائما أشد المقاطعات الجبلية مراساً، وأكثرها خروجاً وانتقاضاً، فعاث فيها وشتت جندها وألجأهم إلى طلب الصلح (3).
ثم سار إلى لانجدوك، وكان الفرنج منذ موقعة البلاط، يتطلعون إلى استردادها، ويكثرون من الإغارة عليها، فنظم حامياتها، وحصن قواعدها. ثم أغار على أراضي أكوتين وعاث فيها، فاعترضه الدوق أودو ورده، ولم يخاطر عبد الملك بالتوغل في أرض الفرنج لصغر جيشه فارتد إلى الجنوب، ولكنه أثناء عبوره جبال البرنيه، هاجمته العصابات الجبلية البسكونية، وأصابته في قتالها خسارة كبيرة، فعاد إلى قرطبة دون أن يتمكن من إخضاعها.
ولم يطل عهد عبد الملك بعد عوده، فقد كان صارماً، شديد الوطأة، كثير الظلم والبطش (4).
فسخط عليه الزعماء وأولو الرأي، ودب الخلاف بين القبائل، وبدت بوادر الفتنة.
هذا إلى أنه لم يوفق إلى إخماد الثورة في الولايات الشمالية، وتوطيد سلطان الإسلام فيها.
فعزل في رمضان سنة 116 لسنتين من ولايته.
_______
(1) المقرى ج 2 ص 58، ابن الأثير ج 5 ص 64, ولكن ابن عبد الحكم يقول إن ولاية ابن قطن كانت سنة 115هـ (ص 217). وهذا يرجع إلى أنه يقول كما قدمنا بوقوع بلاط الشهداء سنة 115.
(2) بسكونية أو بسكونس أو بلاد االبشكنس بالعربية هى vasconia القديمة، وقد كانت تشمل الرقعة الممتدة في غرب البرنيه بحذاء الشاطئ إلى شرق الأسترياس، وكانت أهم أجزائها ذلك العصر ولاية نافار التي يسميها العرب أحانا نبره، وكانت عندئذ إمارة مستقلة يحكمها على الأرجح زعيم أو أمير قوطي، ويشمل من مقاطعات اسبانيا الحديثة نافار وبسكاية Vizcaya
(3) المقرى ج 2 ص 58.
(4) المقرى ج 1 ص 110؛ وعن ابن بشكوال ج 2 ص 58.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|