أظهرت الأرصاد الفلكية أن نقطة الحضيض تتحرك بمقدار ضئيل لا يتعدى (574) ثانية قوسيه كل قرن، لكن الحسابات الفيزيائية المعتمدة على قوانين نيوتن بينت أن مقدار تحرك نقطة الحضيض هو (531) ثانية قوسيه كل قرن، وهذا يعني أن هناك فارقاً مقداره (43) ثانية قوسيه بين الرصد الفلكي وحسابات نيوتن. ظن الفلكيون للوهلة الأولى أن سبب الفارق ربما يعود لكوكب مفقود موجود بين عطارد والشمس، وأطلقوا على هذا الكوكب المفترض اسم (فولكان) Vulcan، وأخذوا يبحثون عن هذا الكوكب المفقود (وكان لوفيرييه اول من ابتدع فكرة وجود فولكان). ولم يستطع الفلكيون بالطبع اكتشاف هذا الكوكب لعدم وجوده أصلاً!، بل استطاع (البرت اينشتاين) أن يصيغ معادلات جديدة لحركة الكواكب السيارة وتحرك نقط الحضيض في كل كوكب، مبيناً أن سرعة حركة هذه النقاط بطيئة للغاية، بل وأبطأ من سرعة النمل. واستطاع اينشتاين بمعادلاته الجديدة في نظرية (النسبية العامة) التي أعلن عنها سنة 1915م أن يحل قضية تقدم رأس مدار كوكب عطارد، وتطابقت حساباته مع الرصد الفعلي.