المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Transconductance
12-5-2021
الجزرية الغربية الشمالية
16-7-2016
الإعفاء من عقوبة جريمة تزييف الأختام
25-4-2017
نظام الحكم والادارة في معين
12-11-2016
اخذ البيعة للامام الرضا (عليه السلام)
19-05-2015
Underlying forms and sentence-level phonology
26-3-2022


علومه (عليه السلام)  
  
3824   02:34 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص260-264.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

علم الكلام فالقائم بها الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والخوارج هؤلاء أشهر فرقهم وأئمة هذه الطوائف إليه (عليه السلام)  يعتزون.

أما المعتزلة فينسبون أنفسهم إليه و أما الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن كان تلميذا لأبي علي الجبائي و كان الجبائي ينسب إليه و أما الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر و أما الخوارج فأكابرهم و رؤساؤهم تلامذة له.

فإذا كان علماء الإسلام و أئمة علم الأصول ينتسبون إليه كفى ذلك دليلا على غزارة علمه و أقصى المطالب في علم الأصول علم التوحيد و العلم بالقضاء و القدر و العلم بالنبوة و العلم بالمعاد و البعث و الآخرة و كلامه (عليه السلام) يشهد بمكانه من هذه العلوم و معرفته بها و بلوغه فيها ما تعجز الأوائل و الأواخر فمن تدبر معاني كلامه و عرف مواقعه علم أنه البحر الذي لا يساحل و الحبر الذي لا يطاول.

وأما علم الفروع فهو ينقسم إلى قسمين قسم يتعلق بالأحياء و هو أنواع من الأحكام و غيرها.

وقسم يتعلق بالأموات و هو علم الفرائض و قسمة التركات و بهذا الاعتبار سمى النبي (صلى الله عليه واله) الفرائض نصف العلم حيث قال : تعلموا الفرائض و علموها فإنها نصف العلم.

وهو أول ما ينزع من أمتي وعلي (عليه السلام) قد تسنم هذه الذرى و فضل فيها جميع الورى فأسمع به و أبصر فلا تسمع بمثله غيره و لا ترى و اهتد إلى اعتقاد فضله بناره فما كل نار أضرمت نار قرى واعلم يقينا أنه في علومه كالبحر وفي سماحه كالغيث و في بأسه كليث الشرى.

 

أما الفرائض و قسمة التركات فقدمه فيها ثابتة و نكتفي بذكر ما وقع منها فمن ذلك المسألة المعروفة بالدينارية و شرحها أن امرأة جاءت إليه (عليه السلام) وقد وضع رجله في الركاب فقالت ياأمير المؤمنين إن أخي مات و خلف ستمائة دينار وقد دفعوا إلي من ماله دينارا واحدا فأسألك إنصافي فقال (عليه السلام) لها خلف أخوك بنتين قالت نعم قال لهما الثلثان أربعمائة و خلف أما قالت نعم قال لها السدس مائة و خلف زوجة قالت نعم قال لها الثمن خمسة و سبعون دينارا و خلف معك اثني عشر أخا قالت نعم قال لكل أخ ديناران و لك دينار فقد أخذت حقك فانصرفي و ركب فسميت هذه المسألة الدينارية. 
ومنه المسألة المنبرية وذلك أنه كان على منبر الكوفة فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين إن ابنتي قد مات زوجها و لها من تركته الثمن و قد أعطوها التسع فأسألك الإنصاف فقال (عليه السلام) خلف صهرك بنتين قال نعم قال و أبواه باقيان قال نعم قال صار ثمنها تسعا فلا تطلب سواه إرثا ثم مضى في خطبته.

 

فانظر إلى استحضاره الأجوبة في أسرع من رجع الطرف و اعلم أنه (عليه السلام) قد تجاوز غايات الوصف.

وأما علوم الأحياء فكان (صلى الله عليه واله) فارس ميدانها و سابق حلباتها و حاوي قصبات رهانها و مبين غوامضها و صاحب بيانها و الفارس المتقدم عند إحجام فرسانها و تأخر أقرانها و يكفي في إيضاح ذلك ما نقل عنه (عليه السلام).

أنه قال علمني رسول الله (صلى الله عليه واله) ألف باب من العلم فانفتح لي من كل باب ألف باب؛ أما علم القرآن فقد استفاض بين الأمة أن أعلمهم بالتفسير عبد الله بن العباس و كان تلميذا لعلي (عليه السلام) مقتديا به آخذا عنه.

وأما القراءة فإمام الكوفيين فيها عاصم و قراءته مشهورة في الدنيا و هو تلميذ أبي عبد الرحمن السلمي و أبو عبد الرحمن هذا تلميذ علي (عليه السلام) و علي أخذها عن النبي (صلى الله عليه واله).

وأما النحو فقد عرف الناس قاطبة أن عليا (عليه السلام) هو الواضع الأول الذي اخترعه و ابتدعه و نصبه علما لأبي الأسود و وضعه.

وأما علم البلاغة و البيان فهو فارسه المجلى في ميدانه و الناطق الذي تقر الشقاشق عند بيانه و البحر الذي يقذف بجواهره و يحكم على القلوب باتباع نواهيه و أوامره و يدل على الخيرات بترغيباته و ينهى عن المنكرات بقوارعه و زواجره و متى شئت أن تجعل الخبر عيانا فدونك نهج البلاغة فهو دليل واضح و نهج إلى البلاغة لائح و لو لا اشتهاره و وجوده لأفردت لشيء منه فصلا يعرف منه مقداره و يعلم أنه الجواد الذي لا يدرك شأوه و لا يشق غباره.

وأما علم تصفية الباطن و تزكية النفس فقد أجمع أهل التصوف من أرباب الطريقة و أصحاب الحقيقة أن انتساب خرقتهم إليه و معولهم في سلوك طرقهم عليه.

وأما علم التذكير بأيام الله و التحذير من عذابه و عقابه فالمقتدي به في ذلك الحسن البصري و كان تلميذا له (عليه السلام) و بذلك كان شرفه و فخره و به طلع بين المذكرين فجره.

وأما علم الزهد و الورع فقد كان في الصحابة جماعة من الزهاد كأبي الدرداء و أبي ذر و سلمان الفارسي (رضي الله عنهم) و كانوا جميعا تلامذة لعلي , بمحمد (صلى الله عليه واله) اهتدوا و بعلي اقتدوا .

وأما علم مكارم الأخلاق و حسن الخلق فإنه (عليه السلام) بلغ في ذلك الغاية القصوى حتى قال عنه أعداؤه فيه دعابة و إنه امرؤ تلعابة و إنما كانت سهولة أخلاقه مع ذوي الدين و صالحي المؤمنين و أما من كان من غيرهم فإنه كان يوليه غلظة و شدة طلبا لتأديبه و رغبة في تهذيبه فكان (عليه السلام) في ذلك من الموصوفين بقوله { فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54].

وأما الشجاعة و النجدة و القوة فاتصافه بذلك أشهر من النهار و أظهر من الشمس لذوي الأبصار أقر بذلك المؤالف و المخالف و اعترف به العدو و المخالف و شهد به الولي و الحسود و أسجل بصحته السيد و المسود و ذل لسطوته و صرامته الأساود و الأسود هو الذي دوخ الفرسان و أذل الشجعان و كان من كأبي حسن إذا احمر البأس و حام الناس قسوا و لانوا فلهم هذه و هذه في العنف و الرفق .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.