المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



لم يوص الحسين الى ابنه الوحيد علي زين العابدين وانما اوصى الى اخته زينب  
  
2228   11:14 صباحاً   التاريخ: 17-11-2016
المؤلف : السيد سامي البدري
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود
الجزء والصفحة : ج3 , ص 97 - 109
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / إمامة الائمـــــــة الاثني عشر /

نص الشبهة :

قال [احمد الكاتب] :

"ولم يكن (الامام الحسين) يقدم اية نظرية حول (الامام المعصوم المعين من قبل الله) و لم يكن يطالب بالخلافة كحق شخصي له لأنه ابن الامام علي او انه معين من قبل الله. و لذلك فانه لم يفكر بنقل (الامامة) الى احد من ولده، و لم يوص الى ابنه الوحيد الذي ظل على قيد الحياة: (علي زين العابدين)، و انما اوصى الى اخته زينب او ابنته فاطمة، و كانت وصيته عادية جدا تتعلق بأموره الخاصة، و لا تتحدث ابدا عن موضوع الامامة والخلافة" ص 19 وايضا ص 60.

الرد على الشبهة :

اقول:

1. ...[قال] الإمام الحسين (عليه السلام) في كتابه إلى رؤساء الأخماس بالبصرة (أما بعد فإن الله اصطفى محمداً على خلقه و كنا أهله و أولياءه و أوصياءه و ورثته و احق الناس بمقامه‏ في الناس) و هذا النص منسجم كل الانسجام مع قول أبيه علي (عليه السلام) في أهل البيت (عليهم السلام) (هم موضع سره و لجأ أمره وفيهم الوصية و الوراثة) (1).

2. لم يخرج الإمام الحسين (عليه السلام) مطالبا بالخلافة، و إنما خرج من المدينة ممتنعا عن بيعة يزيد آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ثمّ استقر في مكة و لما عرض أهل الكوفة نصرته على جهاد الظالمين و وجد فيهم الشروط متوفرة هاجر إليهم لينطلق بهم في حركة الجهاد ضد الأمويين و شاء الله تعالى ان يحال بينه و بين أنصاره و ان يسجن قسم منهم وان يقتل القسم الآخر بين يديه وان يكرمه الشهادة وان يجعل حبس النصر عنه لما هو أرضى و كان الأمر كذلك فقد صارت شهادة الحسين باذن الله الباب الاوسع لحفظ الاسلام و حفظ حيوية الامة و سر قدرتها على النهوض في وجه الظالمين الى آخر الدنيا.

3. لقد كان التفاف أهل الكوفة حول الإمام الحسين (عليه السلام) امتداداً لالتفافهم حول أخيه الحسن (عليه السلام) ومن قبل أبيهما علي (عليه السلام) و قد بني هذا الالتفاف في عهد حكومة علي (عليه السلام) على أساس الأحاديث النبوية التي كانت قد كتمت في عهد الثلاثة ثمّ انتشرت في عهد علي (عليه السلام) كقوله (صلى الله عليه واله) لما نزلت آية التطهير: اللهم هؤلاء أي (علي وفاطمة والحسن والحسين وقد أدار الكساء عليهم/ أهل بيتي و حامتي و خاصتي اللهم اذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، أنا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم و عدوٌّ لمن عاداهم‏ (2).

وقوله (صلى الله عليه واله) (حسين مني و أنا من حسين احب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط) (3).

والأسباط الذين عناهم النبي (صلى الله عليه واله) إما هم المشار إليهم في قوله تعالى‏ (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى‏) البقرة/ 140 وهؤلاء هم يوسف و الأئمة من ذريته أو هم المشار إليهم في قوله تعالى‏ {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ * وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا } [الأعراف: 160 - 159] وهم النقباء بعد موسى وهم يوشع بن نون، وولدا هارون و الأئمة من ذريتهما و كلا الاحتمالين يؤدي الغرض لان الأسباط في‏ كليهما هم الأحفاد و الذين امتدت بهم الرسالة الإلهية بأمر الهي، و لكن الاحتمال الثاني هو الأقرب حيث شبَّه النبي (صلى الله عليه واله) الأئمة بعده و عددهم بنقباء بني إسرائيل بعد موسى و عددهم كما في رواية ابن مسعود (اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل) (4).

4. أما قوله (و لم يوصِ الحسين إلى ابنه الوحيد على زين العابدين و إنما أوصى إلى أخته زينب و ابنته فاطمة و كانت وصية عادية جداً) هذا النفي منه محض ادعاء، لان الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) تؤكد ان امر الامامة عهد معهود من رسول الله (صلى الله عليه واله) الى علي (عليه السلام) ثمّ الى رجل فرجل الى ان ينتهي الى القائم (عليه السلام) (5) وان كتب علي (عليه السلام) التي أملاها عليه النبي (صلى الله عليه واله) و كتبها علي بيده صارت من بعد الحسين (عليه السلام) إلى ولده علي بوصية منه، نعم لم يصطحبها الحسين (عليه السلام) معه لما خرج إلى مكة و إنما استودعها عند أم سلمة كما روى أبو بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الحسين صلوات الله عليه لما صار إلى العراق استودع أم سلمة رضى الله عنها الكتب و الوصية فلما رجع علي بن الحسين (عليه السلام) دفعتها اليه‏ (6).

وفي بصائر الدرجات: عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ان الكتب كانت عند علي (عليه السلام) فلما سار إلى العراق استودع الكتب أم سلمة فلما مضى علي كانت عند الحسن، فلما مضى الحسن كانت عند الحسين، فلما مضى الحسين كانت عند علي بن الحسين، ثمّ كانت عند أبي الإمام الباقر (7).

وفي بصائر الدرجات ثلاث روايات أخرى اثنتان منها عن أم سلمة قالت: ان رسول الله استودعها كتاباً فسلمته الإمام عليا بعد رسول الله، و الثالثة عن ابن عباس بالمعنى نفسه.

وفي الكافي عن سليم بن قيس، قال: شهدتُ وصية أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن (عليه السلام) واشهد على وصيته الحسين ومحمداً وجميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته ثمّ دفع إليه الكتاب و السلاح و قال لابنه الحسن: يا بني امرني رسول الله (صلى الله عليه واله) ان أوصي إليك و ان ادفع إليك كتبي و سلاحي كما أوصى إليَّ رسول الله (صلى الله عليه واله) و دفع إليَّ كتبه و سلاحه، و امرني ان آمرك إذا حضرك الموت ان تدفعها إلى أخيك الحسين ثمّ اقبل على ابنه الحسين، فقال له: و أمرك رسول الله (صلى الله عليه واله) ان تدفعها إلى ابنك هذا ثمّ اخذ بيد علي بن الحسين ثمّ قال لعلي بن الحسين: و أمرك رسول الله (صلى الله عليه واله) ان تدفعها إلى ابنك محمد بن علي و اقرأه من رسول الله (صلى الله عليه واله) و مني السلام‏(8).

قال العلامة العسكري: ما سلمه الإمام هنا إلى ابنه الحسن كتاب‏ واحد و هو غير الكتب التي أودعها أم المؤمنين أم سلمة بالمدينة عند هجرته من المدينة، و التي تسلمها الإمام الحسن منها عند عودته إلى المدينة (9).

وفي غيبة الشيخ الطوسي، و مناقب ابن شهرآشوب، و البحار: عن الفضيل قال:

قال لي أبو جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) لما توجه الحسين (عليه السلام) إلى العراق، دفع إلى أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه واله) الوصية و الكتب و غير ذلك، و قال لها: إذا أتاك اكبر ولدي فادفعي إليه ما دفعت إليك، فلما قتل الحسين (عليه السلام) أتى علي بن الحسين أم سلمة فدفعت إليه كل شي‏ء أعطاها الحسين (عليه السلام) (10).

وفي الكافي و أعلام الورى و مناقب ابن شهرآشوب و البحار و اللفظ للأول، عن أبي بكر الحضرمي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ان الحسين (عليه السلام) لما سار إلى العراق استودع أم سلمة (رض) الكتب و الوصية، فلما رجع علي بن الحسين (عليه السلام) دفعتها إليه (11).

قال العلامة العسكري بقية مواريث الإمامة إلى ابنته فاطمة: و كان ذلك غير الوصية التي كتبها في كربلاء و دفعها مع فدفعتها إلى علي بن الحسين و كان يوم ذاك مريضاً لا يرون انه يبقى بعده‏ (12).

وفي الكافي و اعلام الورى و بصائر الدرجات و البحار و اللفظ للأول: عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: التفت علي بن الحسين إلى ولده و هو في الموت و هم مجتمعون عنده، ثمّ التفت إلى محمد بن علي بأنه، فقال: يا محمد! هذا الصندوق، فأذهب به إلى بيتك، ثمّ قال أي علي بن الحسين أما انه ليس فيه دينار و لا درهم و لكنه كان مملوء علماً (13).

وفي بصائر الدرجات و البحار: عن عيسى بن عبد الله بن عمر، عن جعفر بن محمد الإمام الصادق (عليه السلام) قال: لما حضر علي بن الحسين الموت قبل ذلك اخرج السفط أو الصندوق عنده فقال: يا محمد احمل هذا الصندوق، قال: فحُمِل بين أربعة رجال فلما توفي جاء اخوته يدَّعون في الصندوق، فقالوا: اعطنا نصيبنا من الصندوق، فقال: و الله مالكم فيه شي‏ء، و لو كان لكم فيه شي‏ء ما دفعه إليَّ، و كان في الصندوق سلاح رسول الله و كتبه‏ (14).

وفي بصائر الدرجات عن زرارة عن أبي عبد الله قال: ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إليَ‏ (15).

وفيه أيضا عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ما مات أبو جعفر حتى قبض أي عبد الله مصحف فاطمة (16).

وفي الكافي و بصائر الدرجات: عن حمران عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عما يتحدث الناس انهُ دفعت إلى أم سلمة صحيفة مختومة فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لما قبض ورث علي (عليه السلام) علمه و سلاحه و ما هناك، ثمّ صار إلى الحسن (عليه السلام)، ثمّ صار إلى الحسين (عليه السلام) فلما خشينا ان نغشى استودعها أم سلمة ثمّ قبضها بعد ذلك علي بن الحسين (عليه السلام). قال: فقلت: نعم ثمّ صار إلى أبيك، ثمّ انتهى إليك و صار بعد ذلك إليك؟ قال نعم.

وعن عمر بن أبان: قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يتحدث الناس انه دفع إلى أم سلمة صحيفة مختومة، فقال ان رسول الله (صلى الله عليه واله) لما قبض ورث علي (عليه السلام) علمه و سلاحه و ما هناك ثمّ صار إلى الحسن (عليه السلام) قال: قلت ثمّ صار إلى علي بن الحسين ثمّ صار إلى ابنه ثمّ انتهى إليك فقال نعم (17).

اقول: و يؤكد مسألة وجود تراث علمي خاص ورثه الصادق (عليه السلام) عن أبيه الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين عن أخيه الحسن عن أبي علي (عليه السلام) ما ذكره ابن عدي قال: و لجعفر بن محمد حديث كبير عن أبيه عن جابر وعن أبيه عن آبائه و نسخا لأهل البيت يرويه جعفر بن محمد (18).

وليس من شك ان الميراث العلمي هذا و الذي يتقرر صاحبه‏ بالوصية الإلهية هو المراد بقوله تعالى‏ (وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ* ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) فاطر/31-32.

ان الآية تقرر بصراحة ان الكتاب الإلهي و بيانه الإلهي من خلال قول النبي و فعله و تقريره يكون ميراثاً خاصاً بوصية إلهية للمصطفين من عباد الله من أتباع محمد (صلى الله عليه واله) إلى يوم القيامة و هؤلاء المصطفون هم فئة خاصة و هم أهل البيت الذين طهرهم الله تعالى و اذهب عنهم الرجس و جعلهم النبي (صلى الله عليه واله) عدلًا للقرآن في حديثه المعروف بحديث الثقلين و جعل التمسك بهما معاً أمانا و عصمة من الضلالة.

وتقرر الآية أيضا ان هؤلاء المصطفين الوارثين جعلهم الله تعالى أئمة هدى بعد الرسول (صلى الله عليه واله)، نظير جعل إسماعيل و اسحق و يعقوب و الأسباط (آل يعقوب) أئمة بعد إبراهيم و نظير جعل آل هارون أئمة بعد موسى.

___________________

( 1) نهج البلاغة الخطبة رقم 2 و شرح النهج ج 1/ 138.

( 2) ذخائر العقبى ص 58 اخرجه عن الغساني في معجمة عن ام سلمة.

( 3) ذخائر العقبى ص 231، و قد خرَّجه الترمذي و قال حسن، و خرجه ايضا ابو حاتم في صحيحه( 6971) و احمد في مسند 4/ 172 و ابن ماجة( 144) في المقدمة و ابن عساكر في تاريخه( مختصره 7/ 120) و المزي في تهذيب الكمال( 10/ 427426) و ايضا سير اعلام النبلاء 3/ 283، و تقريب صحيح ابن حبان 15/ 427 428.

( 4) انظر اسانيده في الحلقة الثانية من شبهات و ردود.

( 5) انظر الحلقة الأولى الفصل الثاني.

( 6) الكافي 304: 1.

( 7) بصائر الدرجات: 162، 167، ح 21.

( 8) الكافي و الوافي 79: 2

( 9) معالم المدرسين 1: 329.

( 10) غيبة الشيخ الطوسي ط. تبريز سنة 1323 هج، و مناقب ابن شهرآشوب 4: 172، و البحار 46: 18، ح 2 و قد أخذنا اللفظ من الأخير.

( 11) انظر اصول الكافي 1: 304، و اعلام الورى: 152، و البحار 46: 16، و مناقب ابن شهرآشوب 4: 172. ابو بكر الحضرمي عبد الله بن محمد روى عن الامام الصادق( ع) قاموس الرجال 15: 16.

( 12) معالم المدرسين 2: 330.

( 13) اصول الكافي 1: 305 ح 2، و اعلام الورى: 260، و بصائر الدرجات باب 1: 4 و البحار 46: 229 ح 1، و الوافي 2: 38 و عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بابن ابي طالب و قد يقال له: الهاشمي، روى عن الصادق قاموس الرجال 275 672.

( 14) اصول الكافي 1: 305 ح 1، بصائر الدرجات 4 باب 4: 165 و اعلام الورى: 260 و البحار 46: 229.

( 15) بصائر الدرجات: 158، و راجع: 186، 181، 180،. زرارة ابو الحسن و اسمه عبد ربه ابن اعين مولى بني شيبان بكوفي روى عن الامام الصادق( ت: 150 ه) قاموس الرجال 4: 154).

( 16) بصائر الدرجات: 158.

( 17) الكافي كتاب الحجة 3: 48 و الوافي 2: 133 و بصائر الدرجات: 188، 186، 177 و قد اخذنا روايات هذه التعليقة من كتاب معالم المدرسين 923: 2332.

( 18) الكامل في الضعفاء و مثله ابن حجر في تهذيب التهذيب.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.