أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2016
1661
التاريخ: 15-11-2016
490
التاريخ: 15-11-2016
520
التاريخ: 15-11-2016
781
|
[نص الشبهة : ان قضية البكاء على الحسين (رض) لا مسوغ لها لأنه في الجنة ومضى على استشهاده اكثر من الف سنة ] .
[جواب الشبهة]
[من مظاهر محبة ومودة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته عليهم السلام]...هو إقامة مجالس العزاء، والمآتم لاَئمةِ الدّين، لاَنّ إقامةَ مثل هذه المجالس من أجل ذكر مصائبهم وبيان ما جرى عليهم من المحَن في سبيل الدين، هو نوعٌ من أَنواع إظهار المودَّة والمحبَّة لهم. فإذا ما بكى يعقوبُ لِفِراق وَلَدِهِ العزيز «يوسف» سنيناً عديدة، وذرف دموعاً كثيرة(1)فإنّ ذلك نابعٌ مِن محبته وعلاقتِهِ القَلبيّة بابنِهِ.
وإذا ما بكى محبُّو أهلِ البيت في مُصابهم بسبب علاقتهم القلبيّة بهم، وحبّهم العميق لهم، فإنّهم يتّبعون في هذا العمل النبيّ يعقوبَ عليه السلام.
إنّ إقامة مجلس في مصاب الاَحبّة والبكاء لفقدانهم هي في الاَساس عملٌ أسَّسَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك عندما سمع نساء الانصار يبكين قتلاهن في معركة «أحُد»، فقال وهو يَذكر عمّه «حمزة» سيد الشهداء: «وَلكِنَّ حمزة لا بواكي له»(2).
وعندما عرف أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برغبته في إقامة مجلس العزاء لعمّه «حمزة» أمروا أزواجهم بأن يبكين على قتلاهم الشهداء وعلى «حمزة» ويقمن مجلس العزاء له، فأُقيم مجلسٌ لذلك الغرض فلمّا بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فعلَهُ الاَنصارُ وأزواجهم شكَرَهُم على ذلك، ودعا في حقّهم قائلاً: «رَحم اللهُ الاَنصار»، ثم طلب من أصحابه من الاَنصار بأن يأمُروا أزواجهنّ بأن يَعدن إلى منازِلِهنّ(3).
وثمة روايات عديدة تكاد تبلغ حدّ التواتر تعرب عن أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكى على الحسين سبطه الاَصغر لما يلمَّ به وبأهله وأنصاره على أيدي الفئة الباغية، في وقعة كربلاء، كما يلاحظ ذلك من يراجع كتاب «الصواعق المحرقة» لابن حجر و«نور الاَبصار» للشبلنجي الشافعي، و«المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري 3: 176.
كما رثاه وبكاه طائفة من علماء الاِسلام من سنة وشيعة وانشأوا في مصابه القصائد المطوّلة.
فهذا الاِمام الشافعي يقول:
تأوّب قلبي فالفؤاد كئيب وأرّق نومي فالسهاد غريب
إلى أن يقول :
فمن مُبلغٌ عَنّي الحسينَ رسالةً وإن كَرِهَتْها أنفسٌ وقلوبُ
ذَبيحٌ بلاَ جُرمٍ كأنَّ قميصَه صَبِيغ بماءِ الاُرجوان خضيبُ (4).
هذا مضافاً إلى أنّ لإقامة المآتم ومجالس العزاء للشهداء في سبيل الحق فلسفة هامّة أُخرى وهي أنّ إحياء ذكراهم يوجب الحفاظ على عقيدتهم التي قُتلوا من أجلها... تلك العقيدة التي يتكوّن جوهرُها من التفاني في سبيل الدين وعدم الخضوع للذُلّ، والهوان وهم يردّدون شعار «الموت في عزٍ خيرٌ من الحَياة في الذلّ» ويجدّدون في كلّ يوم عاشوراء هذا المنطق العظيم ويتعلم الشعوب والاُمم دروساً حيويّة من نهضتهم وثورتهم الكبرى.
_______________
(1) لاحظ يوسف | 184
(2) سيرة ابن هشام: 1 | 99 .
(3) المصدر السابق؛ وإمتاع الاسماع: 11 | 164 .
(4) ديوان الاِمام الشافعي قافية الباء. وراجع للوقوف على المزيد في هذا المجال: سيرتنا وسنتنا للعلاّمة الاَميني.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|