أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2019الإ
512
التاريخ: 14-11-2016
432
التاريخ: 12-1-2017
535
التاريخ: 17-1-2019الإ
549
|
[نص الشبهة]
قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ)( سورة الرحمن 1 / 4).
كيف قدم الله تعالى تعليم القرآن على خلق الإنسان.. ألم يكن الأولى تأخيره، باعتبار أنه لا يمكن أن يعلمه القرآن قبل أن يخلقه.
الجواب:
أولاً: ليس في قوله : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) أن تعليم القرآن كان للإنسان، فإنه لم يقل: علم الإنسان القرآن.. بل جاءت القضية لمجرد الإشارة إلى أن تعليم القرآن قد صدر من الله تعالى.. وهذا أمر هام جداً. وليس بصدد تحديد المتلقي والمتعلم لهذا القرآن.. فقدم الكلام على هذه النقطة لأنها أعظم من نفس خلق الإنسان، لأن الإنسان بدونها سيكون ضرره أعظم من نفعه، فبعد أن تحدث عن أعظم رحمة، بدأ بالحديث عن تاريخ وعن دقائق صنع الخلق، وخصائصه وميزاته مذكراً الإنسان بآلاء الله ونعمه.. فذكر له أن الله قد وضع الميزان، وجعل كل شيء وفق نظام دقيق، وأشار إلى وجود حالة من الشعور لدى الكائنات، فقال: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ.. ) وأن (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)( سورة الرحمن 5 / 6) أي كل شيء فيه وفق حسابات دقيقة.. وكل ذلك ليبين لنا ضرورة القانون الإلهي وهو القرآن لصيانة كل هذا الوجود البالغ الحساسية والدقة.. فلا يمكن التعامل معه بعشوائية..
ثانياً: بالقرآن يصل الكون وكل ما في الوجود إلى كماله، فالقرآن أعظم رحمة خص الله بها هذا الوجود، وهذا الكون، لأن الكون كون فساد، وفناء، واضمحلال بدون القرآن، وبالقرآن يصل الإنسان وكل شيء إلى الغاية التي رسمت له، ويتصل بالباقي والمطلق، واللامحدود.
فالقرآن هو الذي يصون نواميس الكون والحياة، من أن يتعدى عليها ومن ثم فهو يمكنها من التأثير في إعمار الكون، وإيصاله إلى كماله.
فالقرآن رحمة للكون كله لأنه يحميه من عوادي الجهل، والهوى، من طغيان الغرائز، حيث تدمر كل ما فيه من خيرات وبركات، وتحولها إلى كوارث ونقمات..
ثالثاً: في تفسير القمي: أن قوله تعالى (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) يراد به تعليم القرآن للنبي [صلى الله عليه وآله]..
وفي بعض الروايات: أن المراد بالإنسان الذي علمه الله سبحانه وتعالى البيان هو علي بن أبي طالب [عليه السلام].
وعلينا أن لا ننسى أن الله سبحانه قد خلق أشباح وأرواح محمد وعلي وفاطمة، قبل خلق الخلق، فربما يكون الله تعالى قد علم النبي [صلى الله عليه وآله] في تلك العوالم السابقة.
وذلك يؤكد استحقاقه [صلى الله عليه وآله] واستحقاق أهل بيته المعصومين تلك المنازل الإلهية، والمقامات الربانية التي كانت له [صلى الله عليه وآله] في ذلك العالم، حتى كان الأنبياء يتوسلون به [صلى الله عليه وآله] وبهم [عليهم السلام] إلى الله سبحانه، ويستجيب الله تعالى لهم، ويكشف بهم الهموم والكربات. وينالون المقامات والبركات..
والحمد لله رب العالمين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|