المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6779 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28
صفاء السماء Sky Clearance
2024-11-28
زاوية ميلان المحور Obliquity
2024-11-28

The long monophthongs PALM
2024-06-03
استخدام الكحول لمكافحة الحشرات
19-4-2020
الابن المراهق
2023-04-10
السيد عماد الدين أبو الصمصام وأبو الوضاح ذو الفقار بن محمد بن معبد
10-8-2017
Charles Auguste Briot
20-10-2016
ماكينون  r. mackinnon
21-4-2016


النظام السياسي في سبأ  
  
978   08:24 صباحاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : جواد علي
الكتاب أو المصدر : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام
الجزء والصفحة : ج1, ص318-325
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / مدن عربية قديمة / سبأ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016 1144
التاريخ: 1016
التاريخ: 13-11-2016 1043
التاريخ: 14-11-2016 992

المكرب:

لقب أقدم حكام سبأ، بلقب "مكرب" في الكتابات السبئية، و في هذا اللقب معنى "مقرب" في لهجتنا، و تدل اللفظة على التقريب من الآلهة، فكان "المكرب" هو مقرب أو وسيط بين الآلهة و الناس، أو واسطة بينها و بين الخلق.

وقد كان هؤلاء "المقربون" "المكربون" في الواقع كهاناً، مقامهم مقام "المزاود" عند المعينين و "شوفيط" Shopet، و جمعها "شوفيطيم" عند العبرانيين، أي "القضاة". و جاء في كتب اللغة: "كرب الامر يكرب كروباً: دنا، يقال كربت حياة النار، أي قرب انطفاؤها، و كل شيء دنا، فقد كرب.

قال أبو عبيد: كرب، أي دنا من ذلك وقرب، وكل دان قريب فهو كارب. وورد: الكروبيون سادة الملائكة، منهم جبريل وميكائيل، و اسرافيل هم المقربون، والملائكة الكروبيون أقرب الملائكة إلى العرش. فللفظة معنى التقريب حتى في عربيتنا هذه: عربية القرآن الكريم.

و قد قدّر "ملاكر" Mlaker حكم المكربين بحوالي قرنين ونصف قرن، إذ افترض إن حكم المكرب الأول كان في حوالي السنة "800 ق. م،"، وجعل نهاية حكم المكربين في حوالي السنة "650 ق. م.". وفي حوالي هذا الزمن استبدل - على رأيه - بلقب مكرب لقب "ملك"، وانتهى بهذا التغيير في اللقب دور المكربين.

وقدّر غيره حكم المكربين بزهاء ثلاثة قرون، فجعل مبدأ حكمهم في حوالي السنة "750 ق. م."، ونهاية حكمهم في حوالي السنة "450 ق. م."، وجعل بعض آخر في مبدأ حكم المكربين في القرن العاشر أو القرن التاسع قبل الميلاد. وقد تمكن العلماء من جمع زهاء سبعة عشر مكرباً، وردت أسماؤهم في الكتابات العربية الجنوبية، وكانوا يقيمون في عاصمة سبأ القديمة الأولى مدينة "صرواح". وقد رتب أولئك العلماء أسماء المكربين في مجموعات، وضعوا لها تواريخ تقريبية، لعدم وجود تواريخ ثابتة تثبت حكم كل ملك بصورة قاطعة، ولذلك تباينت عندهم التواريخ وتضاربت، فقدم بعضهم تأريخ الآسرة الأولى، بأن وضع لحكمها تأريخا يبعد عن الميلاد أكثر من غيره، و قصر آخرون في التأريخ، و اخروا، و كل آرائهم في نظري فرضيات لا يمكن ترجيح بعضها على بعض في هذا اليوم. و قد يأتي يوم يكون في الامكان فيه تثبيت تواريخهم بصورة قريبة من الواقع، استنادا إلى الكتابات التي سيعثر عليها و علاى دراسة الخطوط و تقدير أعمار ما يعثر عليه و تحليل محتوياته بالأساليب الآثارية الحديثة التي تقدمت اليوم كثيراو ستتقدم أكثر من ذلك في المستقبل من غير شك.

ويعد المكرب "سمه على" أقدم مكرب وصل إلينا اسمه. ولا نعرف اللقب الذي كان بلقب به، ومن عادة حكام العربية الجنوبية من مكربين وملوك اتخاذ ألقاب يعرفون بها، ومن هذه الألقاب نستطع التفريق بينهم. ولا نعرف شيئاً كذلك من أمر والده. وقد جعل "فلبي" مبدأ حكمه بحدود عام "800" قبل الميلاد في كتابه "سناد الإسلام" وبحدود سنة "820" قبل الميلاد في المقال الذي نشره في مجلة Le Museon.

وتعد الكتابة الموسومة ب Glaser 1147، من كتابات أيام هذا المكرب. وهي كتابة قصيرة مكتوبة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon كأكثر كتابات أيام المكربين، ولقصرها ونقصها لم نستفد منها فائدة تذكر في الوقوف على شيء من حياة هذا المكرب.

وقد عد "كلاسر" الكتابة الموسومة ب Glaser 926 من كتابات أيام هذا المكرب، وتابعه على ذلك "فلبي". وهي من الكتابات المدونة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon، وقد كتبت عند إنشاء بناء، وصاحبها "صبحم بن يثع كرب فقضن". وقد ورد فيها اسم "سبأ" و "مرب" أي مدينة "مأرب" و "فيش" "فيشان"، ووردت فيها لفظة "فراهو" أي "سيدة"، قبل اسم "سمه على" الذي كان يحكم شعب "سبأ" في ذلك العهد، ودونت في النص أسماء الآلهة: عثتر، و "المقه" و "ذت بعدن"، على العادة المألوفة في التيمن بذكر أسماء الآلهة في الكتابات، ثم التيمن بذكر اسم الحاكم من مكرب أو ملك يوم تدوين الكتابة.

والنص المذكور ناقص يكمله النص الموسوم ب CIH 955، على رأي بعض ا لباحثين.

و للمكرب المذكور و لد اسمه "يدع آل ذرح"، حكم على رأي "فلبي" حوالي سنة "800 ق.م." و قد عثر عدد من الكتابات من أيامه، منها الكتابة التي وجدت في "حرم يلقيس" "محرم بلقيس"، وميزت عن غيرها بعلامة: Glaser 484 وقد ورد فيها إن هذا المكرب أقام جدار معبد "أوم" "أوام" المخصص بعبادة "المقه" "اوم بيت المقه" إلَه "سبأ". وقد قدم القرابين لهذه المناسبة إلى الإلَه "عثتر"، وذكر الإله "هبس" "هوبس"،وتشبه هذه الكتابة شبهاً كبيراً كتابة أخرى وسمت ب Glaser 901 ل "يدع آل ذرح" أيضاً، وقد أخبر "يدع آل ذرح" فيها إنه سور "بيت المقه" وهو معبد الإله بمدينة "صرواح"، وأنه قرّ ب ثلاثة قرابين لهذه المناسبة إلى الآلهة "حرمتم" "حرمة" "حرمت" "حريمت". و يرى "هومل" إن هذه الإلهة هي زوج الإلَه "المقه" إلهَ سبأ.

والنصان: Glaser 1109 و Glaser 1108، يرجعان إلى المكرب "يدع آل ذرح" كذلك، وقد أخر فيها إنه عني بتعمير معبد "المقه" وأضاف أجزاء جديدة إليه، وذكر في أحدهما الإلهَان المقه و عثتر، و ذكر في الأخر الآلهة: عثتر، والمقه، وذات حميم.

وعثر على كتابة أخرى في موضع "المساجد"، بمأرب، تبين منها إن هذا المكرب تقرب إلى إله سبأ الإلَه "المقه" ببناء معبد له.

وتعود الكتابات AF. 17 , AF. 23 , AF. 24 , AF. 38 إلى هذا المكرب كذلك، وهي من الكتابات التي عليها أحمد فخري المصري الذي أمَّ اليمن عام "1917 م". وتعود الكتابة CIH 633 إلى أيامه أيضاً.

وتدل هذه الكتابات على إن "المكرب" المذكور قد اهتم كثيراً ببناء معبد "أوّام" في مأرب، المعبد الذي يعرف بين أهل المنطقة باسم "محرم بلقيس" و بإضافة زيادات عليه وبترميمه أيضاً. وأغلب الظن إنه لم يكن هو الباني له، و إنما كان موجوداً ومبنية قبله، غير إن الباحثين لم يتمكنوا من العثور على اسم بانيه حتى الآن، لأن أعمال الحفر فيه لم تتم بصورة علمية واسعة فيه حتى الآن. والكتابة التي سجلها المكرب الذكور لم تشر إلى بناء المعبد كله، بل أشارت إلى أجزاء معين منه وهي لا تزال تحمل اسمه، وهناك كتابات أخرى تحمل اسمم حكام سبأ من مكربين و ملوك ووجهاء من أضافوا أبنية جديدة إلى هذا المعبد، أو قاموا بإصلاح ما حدث فيه من خلل بمرور السنين.

وقد ذهب "فلبي" إلى إن هذا المكرب كان قد حكم في حوالي سنة "800 ق. م.". و ذهب "فون وزمن" إلى إن حكمه كان في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. أما "البرايت"، فيرى إن حكمه كان في أواسط النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد، أو في أوائله، وثبت آخرون حكمه بحوالي السنة "750 ق. م.".

وكان ل "يدع آل فرح" ولد اسمه "سمه علي ينف"، ورد اسمه في الكتابة CIH 636، وهي كتابة ناقصة سقط أعَثر ما دوّن فيها. ولم يذكر "هومل" اسمه في القائمة التي صنعها لمكربي "سبأ". ولم يذكره "فلبي" كذلك في كتاب 9"سناد الإسلام". غير إنه ذكر اسمه في القائمة التي نشرها في مجلة، Le Museon، وجعله المكرب الثالث، أي إنه وضعه بعد "يدع آل ذرح" والده مباشرة، وجعله مكرباً. ولم ترد في النص المذكور كلمة "مكرب" بعد اسم "سمه علي ينف" و إنما ذكرت بعد اسم "يدع أل ذرح"، وهذا يعني إن هذه الكلمة، وهي "مكرب"، ليست ل "سمه على"، و إنما تخص الأقرب إليها، وهو "يدع آل ذرح".

قد ورد اسم "سمهه علي" بعد اسم "يدع آل" و قبل اسم "يثع أمر" في الكتابة المعروفة. ب Glaser 694. ولم ترد فيها نعوتهم، و لا كلمة "مكرب" التي هي الدلالة الرسمية المنبئة بتبوئهم الحكم.

وقد وضع "فلبي" الكتابتين المرقمتين CIH 368 و CIH 371 في جملة الكتابات من أيام المكرب "سمه علي ينف"4 أما الكتابة الأولى، فصاحبها "عم أمر بن أب أمر ذيبرن"، أي من عشيرة "يبرن" "يبران"، ولعله كان سيداً من ساداتها. وكان من المقربين ل "سمه علي" ولشقيقه "يثع أمر" ولعله كان من ندمائها، بدليل ورود جملة "مودد سمه علي ويثع أمر" في النص، أي أنه كان من المتوددين اليهما، وتعبر لفظة "مودد" عن منزلة رفيعة عند السبئيين تضاهي منزلة "نديم" عند العرب الشماليين.

وقد دوّن "عم أمر" تلك الكتابة عند بنائه بيته "مردعم" "مردع" في مدينة "منيتم" "منيت" "منية". وأما الكتابة الثانية فصاحبها "عم أمر بن أب أمر"، وهو من عشرة أخرى اسمها "ذ لخدم" "لخد"، ويظهر انه كان من أشرافها، فهو شخص آخر يختلف عن الشخص الأول، وان اشتركا في الاسم. ولم يرد في هذه الكتابة الثانية اسم أي مكرب من المكربين. لذلك لا أستطيع أن أضيف هذه الكتابة الثانية إلى أيام "سمه على". والذي حمل "فلبي -" على إضافتها إلى أيام هذا المكرب هو كون اسم صاحب الكتابتين واحداً، فطن انهما رجل واحد، وان صاحب الكتابتين واحد أيضاً، ولورود اسم "سمه على" و "يثع أمر" في النص الأول، أضاف النص الثاني إلى stop النصوص من ايام المكربين. ولو انتبه إلى إن كل واحد منهما هو من قبيلة تختلف عن القبيلة الأخرى، لما أضاف الكتابة الثانية إلى أيام المكربين المذكورين.

وأشار "فلبي" إلى اسم ولد من أولاد "سمه على ينف" سماه "يدع آل وتر" ولم يشر إلى انه كان مكرباً، وذكر انه حصل على اسمه من النصوص AF. 86, 91 92.

ونب "فلبي" زمن تدوين النصوص: CIH495, CIH 493, CIH 492, CIH490 إلى عهد "يثع أمر وتر"2 أما النص CIH490 فقد وضع ناشره و محققه لفظة "ملك" بعد اسم "يثع أمر"، وذلك بإكمال الحرفين الباقيين من الكلمة المطموس آخرها، الواردة بعد "وتر"، وهما "الميم" و "اللام". فإذا كانت القراءة صحيحة، انصرف الذهن عن "يثع أمر وتر" هذا إلى "يثع أمر" آخر يجب أن يكون ملكاً على سبأ. وان كانت القراءة مغلوطة، كان يكون أصلها المطموس لفظة "مكرب"، جاز حينئذ أن يكون "يثع أمر" هو "يثع أمر وتر" المذكور الذي قصده "فلبي". وتتضمن هذه الكتابة خبراً يفيد إن "يثع أمر وتر بن يدع ايل ذرح" جدد بناء معبد الإلهَ "هبس" "هوبس". وقد عثر عليها في الموضع المسمى ب "الدبر" "دبر" في الزمن الحاضر. و يرى "هومل" إن "دبر" "دابر"، هو اسم قبيلة، و قد بنت معبداً بأسمها، و قد جدد بناءه هذا المكرب:يثع أمر وتر".

وقد ورد اسم "دبر" في كتابات أخرى، ولهذا ذهب "هومل" إلى أنه اسم المعبد المذكور: معبد الإله "هوبس"، و هذه الكتابة من القرن الثامن قبل الميلاد في رأي بعض الباحثين، ومعنى هذا أن حكم هذا المكرب السبئي "يثع أمر وتر" كان قد بلغ ارض معين في هذا في هذا العهد.

وأما النص CIH 492، فهو نص قديم أيضاً، كتب على الطريقة الحلزونية الشائة بيب السبئيين في أيام المكربين.وصاحبه رجل اسمه "حيم بن بعثتر رحضن"، أي من "آل رحضان" "رحاض"، وقد قدم إلى الآلهة "ذات حميم" نذراً لعافيته ولعافية بنته وأولاده. ولكننا لا نجد فيه أي تصريح أو تلميح إلى اسم المكرب "يثع أمر وتر" أو إلى أبيه.

ُأما النص "CIH 493"، فصاحبه رجل اسمه "حيم بن عم يدع"، من "آل قدران" "ذ قدرن" فهو امرؤ لا ملة له بصاحب النص المتقدم: CIH 492. وقد ورد في النص اسم ""يدع أيل" و "يثع امر"، ولم يذكر فيه نعت الرجلين. ومن الجائز إن كون "يدع ايل" و "يثع أمر" المذكوران هما المكربان اللذان نبحث عنهما، أي المكرب الوالد وابنه، و من الجائز ايضا ألا يكونا هما، فهنالك فجوات لا نعرف عمقها في تأريخ سبأ، قد تكون فيها خبايا من أسماء مكربيين وملوك. وأعتقد إن اسم "حيم" هو الذي حمل "فلبي" على حشر النص السابق بن النصوص التي ظن إن لها علاقة بالمكرب "يثع أمر وت"ر"، على اعتبار إن الرجلين رجل واحد، ولكن الواقع أنهما شخصان مختلفان.

و أما النص CIH 495، فصاحبه "حيم بن عم يدع" من "آل قدرن"، أي صاحب النص CIH 493 المذكور، ولذلك أضافه "فلبي" إلى النصوص التي لها صلة بالمكرب "يثع أمر وتر". ولم يرد في هذا النص اسم هذا المكرب ولا اسم أبيه، ولعلهما سقطا في جملة ما سقط من اسطر وكلمات.

اسماء مكارب سبا:

وقد وضع "هومل" اسم "يدع أل بين" "يدع ايل بين" بعد اسم "يثع أمر وتر" ليكون المكرب التالي له، وهو - على رأيه - ابنه وخليفته سنة من بعده. ومن أهم أعماله المذكورة في الكتابات، تحصينه وتقويته أبراج مدينة   

"نشق" من مدن المعينيين. ويدل ذلك على إن هذه المدينة كانت قد دخلت في ممتلكات السبئيين، في زمن لا نعرفه، قد يكون في أيام هذا المكرب وقد يكون قبل ذلك. وان السبئيين كانوا يتبعون خطة التوسع بالتدرج حتى ابتلعوا مملكة "معين". وقد رأيت إنهم كانوا قد استولوا على قرية "دبر" "دابر"، وحصنوها، واتخذوها قاعدة حصينة للإغارة منها على الجوف وعلى المعينيين. ويرى بعض الباحثين إن استيلاء المكرب المذكور، كان في أواسط القرن الثامن قبل الميلاد. وقد أمر بإحاطة تلك المدينة بسور، وقد توسعت رقعتها، إلا إنها لم تْلبث إن انفصلا من السبئيين، ثم عاد السبئيون فاستولوا عليها، في أيام المكرب والملك "كر"ب ايل وتر".

و حكم بعد "يدع ايل بين" المكرب "يثع أمر"، على رأي "هوملَ"، ولم يشر إلى نعته. ويرى "هومل" احتمال كونه ابناً ل "يدع ايل بين" أو شقيقاً له.

أما "فلبي"، فيرى إن "يثع أمر" هو أحد أولاد "سمه على ينف" "سمه على ينوف"، وهو شقيق "يدع ايل بين". وقد ورد اسمه في النص CIH 563، فيكون بذلك - على رأيه - ابن شقيق "يدع ايل"، لا ابنه. وذكر "فلبي" إنه عرف ب "يثع أمر وتر" وجعله معاصراً للملك سرجون.

و النص CIH 563، مكتوب على الطريقة "الحلزونية"، ويتألف من جملة اسطر، وقد ورد فيه نعت "يثع أمر"، وهو "وتر".

وقد ورد في كتابة من كتابات الملك "سرجون" الثاني "722 -705 ق. م." إنه تسلم هداية من عدد من الملوك، من جملتهم "يثع أمر" It-'Amra Mat Sa-Ba'-ai "Iti'Amra" " السبئي، والمملكة "شمس" ملكة "اريبي" "عريبي". وقد ذهب بعض الباحثين إلى إن "يثع أمر" المذكور في نص "سرجون" هو "مكرب" سبأ هذا الذي نتحدث عنه. غير إن النص لم يحدد مكان حكم ذلك الملك السبئي، ولهذا ذهب ملك آخر إلى احتمال كونه أحد الملوك السبئيين الحاكمين في شمال جزيرة العرب على مقربة من البادية في أعالي الحجاز أو نجد مثلاً، أو في الأرض الواقعة في المناطق الجنوبية من لأردن.

وكان "هومل" ممن يرون إن "يثع أمر" المذكور في نص "سرجون" هو أحد الملوك السبئيين الحاكمين على قبيلة سبئية في شمال جزيرة العرب، غير أنه غير رأيه هذا، وجعل "يثع أمر" هو "يثع أمر" الذي نبحث فيه، أي مكرب سبأ، وذلك عندما عثرت بعثة ألمانية على كتابة للملك "سنحريب" "سنحاريب"، جاء فيها: إنه تناول هدية من ملك سبئي، هو "كرب ايلو" "كرب ايل"، فتيقن عندئذ إن الرجلين المذكورين اللذين قدّما الهدايا، هما المكربان: "يثع أمر" و "كرب ايل".

ولا أجد في تلك الهدايا علامة على خضوع سبأ لحكم الآشوريين، إذ أستبعد بلوغ نفوذ الآشوريين في ذلك الزمن إلى أرض اليمن. ولو كان الآشوريون قد استذلوا السبئيين اليمانيين وحكموهم لذكروا اسمهم في جملة الأمم التي استعبدوها. والرأي عندي إن تلك الهدايا هي مجرد تعبير عن الصداقة التي كانت تربط بين آشور وسبا، خاصة وأن بين اليمن والعراق تجارة مستمرة قديمة ومواصلات متصلة، فلتوطيد الصداقة بين الحكومتين وتسهيل التبادل التجاري بين العراق واليمن أرسل حكام سبأ تلك الهدايا، كما فعل أهل مكة وهم قوم تجار فيما بعد، فقد كانوا يتوددون للأكاسرة ولملوك الحيرة بإرسال الهدايا النفيسة لهم، لكسب ودّهم في تسهيل أمور تجارتهم مع أسواق العراق.

و إذا أخذنا برأي من يقول إن يثع أمر" المذكور في نص "سرجون"، هو "يثع أمر" الذي نبحث فيه، يكون إرسال الهدايا والألطاف إلى "سرجون" في حوالي السنة "715 ق. م.". وقد قدر "فلبي" حكمه بحوالي عشرين سنة، وجعله من حوالي سنة "720" حتى سنة "700 ق. م.".

و تولى الحكم بعد "يثع أمر وتر" ابنه المكرب "كرب أيل بين". وقد ذكر اسمه في الكتابة CIH 627، وهي كتابة قصيرة ناقصة، ورد فيها اسم "كرب ايل بين" ومعه اسم والده "يثع أمر"، و لم يذكر فيها نعت "يثع أمر" وهو "وتر"، وذكرت بعد اسم "يثع أمر" كلمة "مكرب سبأ". وورد اسمه. واسم أبيه "يثع أمر" في كتابات أخرى، ذكرت في بعضها لفظة "وتر"، بعد "يثغ أمر". وذكرت في بعض آخر كلمة "مكرب"، و لم تذكر في غيره.

وقد ورد في الكتابة CIH 634: إن "كرب ايل بين" وسع حدود مدينة "نشق" بمقدار ستين "شوحطاً"، وحسن المدينة.

وورد في أخبار "سنحريب" إنه تسلم هدايا من "كرب ايلو" Ka-ri-bi-lu ملك سبأ، من جملتها أحجار كريمة وعطور. و قد ذهب الباحثون في هذا الموضوع إلى إن هذا السبئي، الذي قدّم الهدايا إلى ملك آشور، هو "المكرب كرب آل بين" الذي نبحث عن سيرته. وإن كان النص الآشوري قد نعته ب "ملك". وذلك لأن الآشوريين لم يكونوا على علم بألقاب حكام سبأ، فلقبوة بلقب "ملك".

وقد جعل "هومل" أسمم "كرب ايل بين" في آخر المجموعة الأولى من مجموعات مكربي سبأ، ووضع إلى جنبه اسم "سمه على ينف"، وصارت مجموعه هذه بذلك على هذا النحو:

 1 - سمه على "دون نعت".

2 - يدع ايل ذرح.

3 - يثع أمر وتر.

4- يدع ايل بين.

5 - يثع أمر "لا يعرف نعته".

6 - كرب ايل "بين" و "سمه على ينف"، ولعله كان يشارك شقيقه "كرب ايل بين" في الحكم.

وولى الحكم بعد "كرب ايل بين" ابنه المكرب "ذمر على وتر"، واليه تعود الكتابة الموسومة ب Halevy 349، وقد جاء فيها: إن هذا المكرب أمر بتوسيع مدينة "نشقم"، أي "نشق"، و باصلاح الأرضين المحيطة بها، وبتحسين نظم الري فيهما، وذلك فيما وراء الحد الذي وضعه أبوه لهذه المدينة، وانه قد جعل ذلك وقفاً على شعب سباً.

ويظهر من عناية المكربين بمدينة "نشق"، وهي مدينة معينية في الأصل، إن السبئيين وجدوها أرضاً خصبة غنية و مهمة بالنسبة إليهم، وقد صارت خراباً، فقرروا إصلاح ما تخرب منها، واستصلاح أرضها لإسكان السبئيين فيها، ووسعوا في حدودها، وأصلحوا ما تداعى ووهن من نظم الري فيها، ووزعوا الأرضين الزراعية منها على أتباعهم السبئيين، وحولوها بذلك إلى مدينة سبئية. وقد كانت الشعوب القديمة تتبع هذه السياسية، حيث كانت تستقطع الأرض من المدن التي تفتحها، وتعيها أفرادها، للسكن فيها و لإعمارها وللهيمنة على أهل المدينة لأصليين.

وقد جاء في إحدى الكتابات: إن هذا المكرب أمر بتجديد ما تلف وتداعى من معبد الإله "عثتر"، و إصلاحه. ولم يرد فيها ذكر اسم الموضوع الذي كان فيه ذلك المعبد، كما جاء اسمه في كتابة أخرى دوّنها قيل "قول" كان يحكم قبيلة "يهزحم" و "يزحم".

وتولى بعد المكرب "ذمر على" ابنه المكرب "سمه على ينف" "سمه على ينوف" الحكم. وقد ذكر اسمه في كتابات عدة من أهمها كتابة تشير إلى تعمير هذا المكرب سد "رحبم" "رحاب" للسيطرة على مياه الأمطار والاستفادة من السيول. وهو جزء من المشروع المعروف به "سد مأرب" الذي نما على مرور الأيام، وتوسع حتى كمل في زمن "شهر يهرعش" في نهاية القرن الثالث للميلاد، فصارت تستفيد منه مساحة واسعة من الأرض. وقد بقي قائماً إلى قبيل الإسلام، وعدّ سقوطه نكبة كبيرة من النكبات التي أصابت العربية الجنوبية، حتى ضرب بسقوطه المثل، فقيل: "تفرقوا أيدي سبأ"، ذلك لأن سقوطه أدى إلى تفرق السبئيين، وإلى هجرهم من بلادهم التي ولدوا فيها وإلى تفرقهم شذر مذر في البلاد.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).