كان للغساسنة حضارة مزدهرة تأثرت الى حد كبير بالحضارتين الساسانية والبيزنطينية وتتفق في ذلك مع الحضارة الاموية التي استمدت اصولها من الحضارتين الساسانية والبيزنطية ايضا، الامر الذي ادى الى ارتباك علماء الاثار في نسبة الاثار العربية في البادية مثل قصر المشتى، اذ ينسبه بعضهم الى العصر الاموي والبعض الاخر ينسبها الى الغساسنة.

الزراعة:

اشتغل الغساسنة بالزراعة واستغلوا المياه التي تتدفق من اعلى جبال حوران في ري المزروعات فعمرت القرى والضياع التي بلغ عددها ثلاثين قرية.

القصور والمنشآت العمرانية:

اهتم امراء الغساسنة بأقامة القصور والقناطر والابراج والقلاع وغيرها من المنشآت العامة. وينسب حمزة الاصفهاني الى ثلاثة عشر من امراء الغساسنة تشييد كثير من القصور والمباني العامة.

ومن القصور التي اقامها امراء الغساسنة قصر المشتى الذي غلب عليه فن العمارة الساسانية وينسب بعض الاثريين هذا القصر الى الخلفاء الامويين. والى جانب قصر المشتى قلعة القسطل التي ينسب حمزة الاصفهاني تشييدها الى جبلة الحارث.

ومن المنشآت الدينية اقامة كثير من البيع والكنائس.

وبوجه عام كانت المباني التي شيدها الغساسنة متأثرة بدرجة اكبر بالفنون الساسانية كما تأثرت بدرجة اقل بالفنون البيزنطية.

ومعظم هذه المباني كانت مطلية بالحجر الابيض الذي يجلب من الجبال القريبة منها.

الفنون الحربية:

نتيجة المخالط الغساسنة للروم واشتراكهم في قتال الفرس فقد اجادوا الفنون الحربية ووسائل الدفاع واكتسبوا خبرة عسكرية فائقة.

التأثر باللغة اليونانية:

آخذ الغساسنة من اللغة اليونانية كثيرا(1) من الكلمات مثل الكنيسة والراهب واستخدموها في كتاباتهم ومخاطباتهم.

_______

(1) د. حسن ابراهيم حسن: تاريخ الاسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي،ج1،ص44.