أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-11-2016
760
التاريخ: 11-11-2016
730
التاريخ: 11-11-2016
918
التاريخ: 5-7-2019
685
|
جبلة بن الأيهم الغساني من آل جفنة آخر ملوك الغساسنة:
بإجماع أهل الأخبار، كانت إمارة الغساسنة قد تفككت عراها حين غزا الفرس بلاد الشام سنة 613- 614م وسيطروا عليها، ففر بعض أمرائهم إلى بلاد الروم، والتجأ بعضهم الآخر إلى داخل الصحراء، ومن الطبيعي ألاّ يترك الفرس في الشام عمال الروم من العرب، وكانوا قد ذاقوا الأمرين منهم، ويؤيد هذا الافتراض ما يذكره الشاعر حسان بن ثابت من تهدم ملك بني غسان وكيف أن بطريق الفرس (البطريق لقب لكبار القادة) سطا على ملك بني غسان وتربع في عقر دارهم وأباح رعاية الإبل فيها حتى جبل الحارث في الجولان، ولا نعلم إذا كان هرقل قيصر الروم عاد فأسند عمالة سورية إلى أحد أمراء بني جفنة بعد أن انتصر على الفرس واسترد البلاد منهم سنة 629م، ومهما يكن من أمر فلاشك أنه كان لجبلة منزلة رفيعة بين عرب الروم جعلت أهل الأخبار يطلقون عليه لقب ملك لعلاقته ببيت الإمارة الجفنية ولوجاهته الرفيعة.
يرد اسم جبلة بن الأيهم في أخبار الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام فالطبري يروي أن جبلة قاتل خالد بن الوليد في دومة الجندل مع قبائل غسان وتنوخ، كما يذكر البلاذري أن هرقل قيصر الروم جمع جموعاً كثيرة من الروم وأهل الشام والجزيرة والأرمن وولى عليهم رجلاً من خاصته، وبعث على مقدمته جبلة بن الأيهم في مستعربة الشام من لخم وجذام وغيرهم، فلما هزم الروم في معركة اليرموك انحاز جبلة في القتال إلى الأنصار (الأوس والخزرج والغساسنة من الأزد) قائلاً: «أنتم إخوتنا وبنو أبينا».
ولحسان بن ثابت شعر في مدح جبلة بن الأيهم وملك آل جفنة يظهر منه شدة تعلقه بهم على بعده عنهم وزوال ملكهم وابتعاده عنهم بالإسلام.
وذكر أن جبلة بن الأيهم لما سمع وهو ببلاد الروم أن حسان بن ثابت قد صار ضريراً كبيراً في السن أرسل إليه خمسمئة دينار وخمسة أثواب ديباج، فلما سلمها الرسول الذي حمل الهدية إليه نظم شعراً في مدحه:
إن ابن جفنة من بقية معشر لم يغذهم آبـاؤهم باللـــوُم
لم ينسني بالشام إذ هو ربها كـلاّ ولا متنصرا بالروم
اتفقت روايات أهل الأخبار في موضوع دخول جبلة في الإسلام ثم ارتداده إلاّ رواية واحدة ذهبت إلى أنه لم يسلم، وذهب أكثرهم في سبب ردته إلى أن أعرابياً من فزارة وطيء داس طرف إزار جبلّة وهو يسحبه في الأرض بمكة فلطمه جبلة، فنابذه الأعرابي إلى عمر بن الخطاب، فحكم له بالقصاص، فعد جبلة القصاص إهانة له وهو ملك، فارتدّ وفر إلى بلاد الروم وبقي فيها مرتداً حتى وافته منيته.
ويورد البلاذري روايتين إحداهما تشير إلى إسلامه وارتداده وأخرى خلاصتها أن جبلة أتى عمر على نصرانيته، فعرض عليه إما الإسلام وإما أداء الجزية وإما الذهاب حيث يشاء، وقد أنف جبلة من دفع الجزية التي لا يدفعها إلا العلوج، فترك الشام ودخل بلاد الروم مع حاشيته، فلما بلغ ذلك عمر ندم، وعاتبه عبادة بن الصامت فقال:
«لو قبلت الصدقة منه ثم تألفته».
وسواء أكان جبلة قد أسلم ثم ارتد أم بقي على دينه وأبى أداء الجزية أنفة، فإن الروايات تجمع على دخوله أرض الروم وعلى أن هرقل أحسن استقباله وأكرم وفادته.
وتذكر رواية أبي عمرو الشيباني أن معاوية لما ولي جند دمشق في خلافة عمر بن الخطاب سنة 18هـ بعث إلى جبلة فدعاه إلى الرجوع إلى الإسلام، ووعده إقطاع الغوطة بأسرها فأبى ولم يقبل. أما رواية عبد الله بن مسعدة الفزاري فتذهب إلى أن جبلة رغب في العودة إذا وفى له معاوية بشروطه، وهي أن يعطيه الثنية (وهي ثنية العقاب وهي ثنية مشرفة على غوطة دمشق) لأنها كانت منازل الغساسنة وعشرين قرية من الغوطة منها داريا وسكاء، ويفرض لجماعته ويحسن جوائزهم. فلما قدم عبد الله بن مسعدة على معاوية قال: وددت أنك أجبته إلى ما سأل فأجزته له. وكتب إليه معاوية يعطيه ذلك فوجده قد مات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|