أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2016
3545
التاريخ: 10-11-2016
16085
التاريخ: 10-11-2016
3235
التاريخ:
1755
|
أول ذكر للحميريين في آثار اليمن تأتي من سنة 115 ق.م، حيث نذكر النقوش (ملك سبأ وذوريدان) وريدان هي ظفار عاصمة الحميريين، (وهي تقع على بعد مائة ميل من مخا). وهذا يدل على ان الحميريين كانوا منذ ذلك الوقت ذوي كيان سياسي متميز. وكانوا يسكنون في الاطراف الجنوبية الشرقية من اليمن. وقد ساعدهم موقعهم قرب السواحل، وعلى الطرق التجارية بين عدن والشمال، ان يهيمنوا على الموانئ وتوثقت علاقتهم بالأحباش. ثم صار لقبهم في زمن شمر يرعش، وهو من أعظم ملوكهم من سنة 275م : (ملك سبأ وريدان وحضرموت واعرابهم من الجبال وتهامة)، مما يشير الى توسع نفوذ اليمن وامتدادها الى تلك المنطقة. ثم استطاعت حمير ان تنتزع الحكم من السبئيين وتصبح اسرتها هي الحاكمة في اليمن، واتخذت لقب ملك سبا.
ينسب بعض المؤرخين العرب والملوك الحميريين فتوحات واسعة، فيرون ان فتوح ناشر النعم بلغت اسبانيا وأوروبا، وان شمر يرعش، وهو ابرز ملوكهم، امتدت فتوحاته، فشملت العراق وايران حتى بلغت تركستان؛ وانه بنى سمرقند التي سميت باسمه، وان اسعد كرب فتح اذربيجان والقسطنطينية (1). ولا ريب في ان تواريخ الدول المعاصرة لا تذكر شيئا عن هذه الفتوحات، مما يدل على كونها أساطير ومختلقات، غير انها تدل على الاثر الذي تركته قوة الحميريين العسكرية في النفوس. ومن الثابت ان الحميريين استولوا على بلاد الحبشة في القرن الأول قبل الميلاد. وفي عهد الدولة الحميرية، بدأت المسيحية تنتشر في اليمن، وكان انتشارها تدريجيا على أيدي المبشرين المسيحيين، ولا سيما اليعاقبة الذين جاءوا من الحبشة، وانشأوا لهم كنائس في عدن وظفار ونجران. وربما ساعد على نشر المسيحية أيضاً الارساليات السنطورية من الحيرة وارساليات من سوريا (2). واخذوا يبثون الدعاية المسيحية حتى استطاعوا ان يصنروا عددا من أهل اليمن. وفي سنة 340م، هاجم الاحباش اليمن، واستولوا عليها، ووجدت المسيحية فيهم سندا قويا لها.
غير ان الحكم الحبشي لم يدم طويلا، اذ ان رجال الدين المتعصبين للوثنية تعاونوا مع اليمانيين على مقاومة الاحباش والنصارى الغزاة، واستطاعوا اخراجهم سنة 378م واعادة الوثنية الى مكانتها الأولى. كانت هذه الحملة الحبشية الأولى محاولة لانتزاع التجارة من اليمن، ولنشر الدين المسيحي؛ وهي بمثابة حركة استطلاع مهدت للاستعمار الحبشي فيما بعد.
ادى خروج الاحباش الى ان تفقد المسيحية سندا قويا لها. كما ان الملوك الحميريين، والذين كانوا قد لجأوا الى يثرب عند الغزو الحبشي، تاثروا بالديانة اليهودية التي كانت منتشرة في يثرب. غير انه ليس هناك دليل على اعتناقهم اياها؛ فملك كرب الذي طرد اليهود كان يعبد (ذي سماوي بعل السماوات والأرض)، كما تنص النقوش التي بقيت من عهده. ويظهر من هذا النص ان اليمانيين قد اخذوا يعتقدون بإله عظيم هو رب السماوات والأرض، الا انهم لم يتركوا آلهتهم الأخرى؛ كما انهم لم يدينوا باليهودية التي تعتبر اليهها يهوه، لا بعل، كما يدعوه هذا النقش.
وقد جاء بعد ملك كرب ابنه أبو كرب اسعد الذي يدعوه المؤرخون العرب اسعد كامل تبع، وينسبون إليه فتوحات واسعة وصلت بها جيوشه الى تركستان. ولا ريب ان هذه الأخبار هي من باب الاساطير، اذ لا توجد اشارة اليها في تواريخ الامم المعاصرة لها؛ ولكنها تدل على مدى ما تركته قوة الحميريين العسكرية في اذهان الناس من تاثير. ويبدو ان توسع أبو كرب لم يجاوز يثرب التي زارها هذا الملك ردا لجميل أهلها الذين آووه. وربما أراد بذلك ان يتعاون مع اليهود ضد الاحباش والنصارى. وقد اعقبه شرحبيل يعفر الذي عمر بعض ما خرب من سد مارب سنة 450 نتيجة الفيضانات والاهمال.
ثم تعاقب على حكم اليمن بضعة ملوك لم تكن لهم اثار بارزة، الى ان جاء ذو نواس الذي كان شديد التعصب ضد المسيحية؛ فعزم على اجتثاثها من اليمن، وطلب من النصارى ترك دينهم. فلما أبو احرقهم بالنار في اخدود حفر لهم. وقد اشار القرآن الى هذه الحادثة{ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [البروج: 4 - 8].
ويروى ان ذا نواس دان باليهودية وتسمى يوسف أبو فنحاص؛ وان مقاومته للمسيحية كانت نتيجة تعصب ديني. وقد تكون هناك دوافع أخرى لاضطهاد المسيحية : منها ان المسيحية في الشرق كانت تجد سندها في الدولتين البيزنطية والحبشية، وان انتشارها قد يؤدي الى تزايد نفوذ البيزنطيين والاحباش في اليمن، او في الأقل قد يكونون بمثابة رتل خامس للبيزنطيين، عند حدوث أي غزو؛ بينما لم يشكل اليهود أي خطر للاستيلاء على اليمن. ولعل اليهود هم الذين حرضوا ذا نواس على اضطهاد المسيحية، انتقاما من البيزنطيين الذين قاموا باضطهاد اليهود في بلادهم آنذاك. وجدير بالملاحظة ان ذا نواس أول ملك ذكر بانه تهود، وانه لم يكن متعصبا لليهودية، فلم يضطهد الوثنية التي ظلت منتشرة حتى ظهور الإسلام.
غير ان اضطهاد ذي نواس للمسيحيين اثار البيزنطيين الذين أوعزوا الى الاحباش بالهجوم على اليمن. فجهز الاحباش حملة بقيادة ارياط استطاعت ان تقضي سنة 525م على الدولة الحميرية وتنتصر للنصارى. وقد اتبع الاحباش سياسة لينة مع اليمانيين، واعتمدوا على الامراء المحليين في الادارة، فعين ارياط سميفع اشوع الحميري على اليمن. ولما مات اعقبه ابرهة الذي أراد اتباع سياسته فعين على كندة رجلا من ابنائها يدعى يزيد بن كبشة. ولكن هذا ثار على ابرهة، فجرد حملة ضده، ثم القى القبض عليه وقتله.
واهتم ابرهة بتعمير سد مأرب الذي كان قد تصدع، وحشر للعمل فيه العمال من أهل البلاد، وصرف على ذلك مبالغ طائلة. فلما انتهى من اصلاحه أقام احتفالا عظيما دعا إليه مندوبين من الدول المجاورة كافة. وقد سجل جهوده واحتفالاته في نقش اكتشف في السنين الأخيرة، والقى ضوءا هاما على احوال ذلك الزمن (3). ثم جرد ابرهة حملة للاستيلاء على مكة. ولكن الحملة تدمرت من أطراف مكة، ومات ابرهة. وقد اشار القرآن الى ذلك بقوله : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) } [الفيل: 1 - 5]
لم يرض بعض أهل اليمن باحتلال الاحباش بلادهم، فاستنجدوا بالدولة الساسانية التي كانت عدوة البيزنطيين، فأنجدهم انو شروان بقوة ابحرت من الخليج العربي، ونزلت في جنوب اليمن، واستطاعت ان تطرد الاحباش منها. وبذلك تحررت اليمن. وقد اصبح سيف بن ذي يزن حاكما عليها، وكان هو الذي استنجد بأنو شروان. وقد ظلت القوة الساسانية في اليمن، وكانت تقيم في صنعاء(4).
ثم ان سيف بن ذي يزن قتل، فتولى الحكم الساساني امر إدارة اليمن تسانده القوة الساسانية. غير ان الاضطرابات التي حدثت آنذاك في الدولة الساسانية جعلت مركز هذا الوالي ضعيفا منعزلا، فقوي نفوذ العشائر والامراء المحليين، وحصروا نفوذ هذا الوالي في صنعاء وما يجاورها.
ثم ادعى الأسود العنسي النبوة، وحرض اليمانيين على الفرس، وتمكن من التغلب عليهم. ولكن هذا لم يدم طويلا، اذ سرعان ما دهمه المسلمون وقضوا على حركته، بعد ان اغتاله بعض اليمانيين المعارضين له. وهكذا اصبحت اليمن جزءا من الدولة الإسلامية.
وقد ساهم كثير من اليمانيين في الفتوح الإسلامية، فانضموا الى الجيوش الإسلامية منذ عهد أبي بكر، ثم استوطنوا الامصار الإسلامية كالكوفة والشام والفسطاط؛ وشارك منهم في فتح الاندلس واستقروا فيها، واسهموا في تكوين الحضارة الإسلامية التي نبعت في هذه الأمصار، مما سنبحثه بالتفصيل في دراسات تالية.
قائمة أسماء الملوك المعينين حسب ترتيب نلبي (5):
اليفع وقه
وقه ايل صديق
أبو كرب يثع
عم يثع نعت
(فترة عشرين سنة لا نعلم ملوكها)
صديق ايل ملك حضرموت ومعين
اليفع يثع
صفن ذرح
اليفع ريام
حوف عثت
اب يدع يثع
وقه ال ريم
حفن صدق
اليفع يفش
(فترة عشرين سنة لا نعلم ملوكها)
يثع ال صديق
وقه ال يثع
اليفع بشر
حفن ريام ووقه ال بنت
(فترة عشرين سنة لا نعلم ملوكها)
أب يدع ريام
خال كرب صديق
حفن يثع
(فترة عشرين سنة لا نعلم ملوكها)
يثع ال ريم
تيع كرب
حكم اليفع وقه سنة 1120 – ودام حكم كل ملك عشرين سنة. وقد رتبت قائمة ملوك معين بشكل آخر : فالملوك الأربعة الأول في قائمة فلبي، يعدهم البرايت تولوا الحكم بين اليفع يفش ويثع ال صديق. كما انه يرى ان اليفع وقه حكم سنة 250 ق.م، وان اليفع يتع (أول ملوك معين) برأيه حكم حوالي سنة 400 ق.م.(6)
ملوك سبأ حسب ترتيب فلبي (7):
المكارب :
سمه علي يثعمر وتر
يدع ال ذرح كرب إيل وتر
يثعمر وتر ذمر علي وتر
يدع ال بين كرب ال بين
سمح علي نيف
يثعمر بين
الكرب يهنعم
كرب ايل وتر
كرب ال وتر
يدع ال وتر
وهب ال (من بكيل)
ذمر علي بين
انمار يهنعم
كرب ال وتر
ذمر علي ذرح
(فترة عشرين سنة لا نعلم أسماء ملوكها)
نشا كرب يهنعم
الملوك :
كرب ايل وتر
(فترة ثلاثين سنة)
سمح علي ذرح
كرب ايل وتر
ناصر يهنعم
الشرح
وهب ال يحز
يدع ال بين
ركب ال وتر يهنعم
يكرب ملك وتر
(ثم اغتصب العرش بريم ايمن وابنه علهان نهفان)
كرب ال وتر
مزعم ينهب
سمح علي ينف
الشرح يصحب
الشرح
(تعقبه فترة ذكرت فيها أسماء ملوك لا نعلم ترتيبهم او زمن حكمهم)
ذمر علي بين
ملوك سبأ وذو ريدان :
يزل بيان
ذمار على يحابر
نشا كرب يمين يرحب
ثاران يعب يهنعم
وتريهمن
ذمار علي يحابر (الثاني)
ياسر يهصدق
ذمار على بيان
وقد عدت بداية حكم سمح على سنة 800 ق.م، وقدر حكم كل مكرب عشرين سنة، وهو رقم كيفي.
تتفق قائمة فلبي لملوك سبأ مع قائمة هومل، الا في بعض الأمور، منها ان هومل يضع كرب ايل وتر الأول بعد الشرح، ويعتبر سمح علي ينف مؤسسا لا سرة جديدة، ويحذف اسم يدع ال وتر وذمر علي بين؛ ويرى ان الكرب يهنعم اعقب كرب ال وتر مباشرة(8).
وقد نشر فلبي مقالة في مجلة Meoseon الفرنسية عدل فيها هذه القائمة عن المكارب، فأضاف سمح علي ينف بعد يدع آل ذرح، وذمر علي ذرح بعد يدع ال بين، وذمر علي ينف بعد يثعمر بين. كما اعتبر بداية حكم سمح علي سنة 820 ق.م.
ملوك (سبا وذوريدان وحضرموت ويمنات):
يريم يرحب
نوف
(الاحتلال الحبشي الأول):
لاهي عثت يتبن
ملكرب يهمن
معد يكرب ينعم
أبو كرب اسعد
ذو نواس
ورو عمار ايمن
(غزو الاحباش):
شرحبيل يعفر
سميفع اشوع
معد يكرب
معد يكرب وابرهة
عبد كلال
(غزو الفرس):
شرحبيل يكيف
(دخول الإسلام).
___________________________
(1) راجع في ذلك كتاب التيجان من ملوك حمير، المنسوب لوهب بن منبه. وانظر مقال نون وبزمان عن الحميريين المنشور في مجلة Museonم77، سنة 1964.
(2) انظر الفصل السابع من كتاب (جزيرة العرب قبل محمد) لأوليري. وانظر تفاصيل وافية من كتاب (الشمال الشرقي في العصور الوسيطة) تأليف يوري ميخانيكوفش كريشانوف، ترجمة صلاح الدين عثمان 1998.
(3) لقد كتب سدني سميث في نشرة اللغات الشرقية (1954) مقالة قيمة عن الاحباش واحوال الجزيرة في القرن السادس الميلادي.
(4) انظر في ذلك الطبري ج2 ص115، فما بعد. ابن هشام : السيرة النبوية ج1 ص65، فما بعد.
(5) Background of Islam، الملحق الثاني، ص141.
(6) نشر البرايت قائمته في نشرة مجلة المدرسة الاميركية في الشرق، سنة 1950 : Bdasoor.
(7) Background of Islam، ص141.
(8) نقلت قائمة هومل من كتاب الدكتور جواد علي، ج2 ص141 – 149.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|