أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-06-2015
4640
التاريخ: 17-12-2015
5363
التاريخ: 6-05-2015
7150
التاريخ: 25-09-2014
5369
|
قال تعالى : {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} [الزمر: 71] .
ذكر سبحانه في كتابه ألوانا من عذاب المجرمين ، منها الذل والهوان ، ومنها العمى وسواد الوجوه ، ومنها الأغلال والأصفاد وسرابيل القطران وطعام الزقوم وشراب الحميم ، ومنها أن تسوقهم بعنف ملائكة العذاب فوجا بعد فوج ليكونوا لجهنم حطبا ، وانها معهم على ميعاد ، ولذا يجدونها مفتحة الأبواب « وقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ ويُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا » ؟ القصد من هذا السؤال التقريع والتوبيخ : وانهم هم الذين اختاروا لأنفسهم سوء المصير .
{قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [الزمر: 71]. ومثله : {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ * فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِير} [الملك: 10، 11]. {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 72] على الحق والخارجين على العدل ، ولو لم يكن من دليل على جهنم إلا أنها أعدت للمتكبرين والطاغين وأهل الفساد والضلال - لو لم يكن إلا هذا الدليل لكفى ، قال تعالى : {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } [النساء: 145]
وقال : {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } [النبأ: 21 - 23] - 23 النبأ . وقلنا فيما سبق لو لم يكن للَّه محكمة في اليوم الآخر تقتص من الظالم للمظلوم لكان المقتول ظلما أسوأ حالا من قاتله . انظر تفسير الآية 4 من سورة يونس ج 4 ص 132 فقرة « الحساب والجزاء حتم » .
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]. المجرمون إلى جهنم ، وملائكة العذاب يسوقونهم إليها عنفا ، ويسومونهم خسفا ، والمتقون إلى الجنة يحف بهم ملائكة الرحمة تعظيما ، ويحيونهم تكريما {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [الزمر: 74]. ضمير قالوا يعود إلى المؤمنين ، والمراد بالأرض هنا أرض الجنة ، وانهم يتصرفون فيها تصرّف الوارث فيما ورثه . . وكانوا قد عملوا للجنة في الدنيا ثقة وايمانا بما وعد اللَّه به المتقين والصابرين ، فلما رأوها فرحوا وحمدوا اللَّه حمد العارفين بأن وعده حق وصدق . وفي نهج البلاغة : حفت الملائكة بأهل الجنة ، وتنزلت عليهم السكينة ، وفتحت لهم أبواب السماء ، وأعدت مقامات الكرامات في مقام اطلع اللَّه عليهم فيه فرضي سعيهم وحمد مقامهم .
{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } [الزمر: 75]. عند تفسير الآية 54 من سورة الأعراف ج 3 ص 339 بيّنا ان المراد من العرش - بشهادة القرآن - {إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ } [آل عمران : 154] ، والمعنى المراد هنا ان الملائكة لا يصدرون إلا عن أمر اللَّه ، كما جاء وصفهم في الآية 26 من سورة الأنبياء : {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [الأنبياء: 26، 27]. وقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ضمير بينهم يعود إلى أهل الجنة والنار ، وبالحق أي لا يزيد في عقاب من عصى ، ولا ينقص من ثواب من أطاع . وفي بعض التفاسير : ان اللَّه قال في ابتداء الخلق : الحمد للَّه الذي خلق السماوات والأرض ، وبعد فناء الخلق ثم بعثهم واستقرار أهل الجنة في الجنة ، قال : الحمد للَّه رب العالمين ، ليعلَّم عباده الأخذ بأدبه في ابتداء كل أمر بالحمد والختم به .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|