التنمية البشرية والتنمية الإنسانية: رغم شيوع استعمال التنمية البشرية بالعربية كترجمة لمصطلح الإنجليزي Human development الذي جاء به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مطلع تسعينات القرن الماضي و مثل نقله قفزة نوعية في الفكر التنموي ، إلا أن التنمية الإنسانية هي التعريب الأصدق من المضمون الكامل و الأصيل للمفهوم ، وقد فضل التعبير الإنساني لمصطلح Human عن البشري اعتقادا من أن الأول يحمل دلالات أعمق من مصطلح البشرية ، و يمكن إنشاء تفرقة بين كلمتي البشرية والإنسانية ، فالأولى تمثل مجموعة من الكائنات و الثانية تمثل حالة راقية من الوجود البشري ، فلفظة الإنسانية تعبر عن سمو الوجود البشري ، فالقائمون على التقرير العربي يعرفون التنمية الإنسانية العربية بأنها: " عملية توسيع للخيارات ، ففي كل يوم يمارس الإنسان خيارات متعددة بعضها اقتصادي و بعضها اجتماعي و الآخر سياسي و حتى ثقافي و حيث إن الإنسان هو محور تركيز جهود التنمية فإنه ينبغي توجيه هذه الجهود لتوسيع نطاق خيارات كل إنسان في جميع ميادين سعيه، والتنمية الإنسانية عملية محصلة في الوقت ذاته ، فهي تهتم بالعملية التي يجري من خلالها توسيع الخيارات و تركز على النتائج التي تم تعزيزها(1).  و بهذا فإن القائمين على هذا التقرير يجدون في مفهوم التنمية الإنسانية مفهوما أوسع من مفاهيم التنمية الأخرى حتى تلك التي تركز على الإنسان ، فالتنمية البشرية تتعامل مع الإنسان كونه أحد مداخل التنمية و ليس المنتفع الرئيسي منه ، فمفهوم التنمية البشرية جمع بين المؤشرات المأخوذ بها في تقرير التنمية الإنسانية وأخرى استحدثها التقرير العربي للتنمية الإنسانية و من أهمها(2).

1. العمر المتوقع عند الميلاد كمقياس عام للصحة في عمومها.

2. التحصيل التعليمي كما يعرفه أو يأخذ به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في حساب مقياس التنمية البشرية.

3. مقياس الحرية كتعبير عن حجم التمتع بالحريات المدنية و السياسية.

4. مقياس تمكين النوع ، و يعكس هذا حجم و مدى تمكين النساء في المجتمع العربي كما يعكس كذلك قصور هذا التمكين على المستوى الاقتصادي و السياسي والحقوقي والثقافي ، فالمرأة في المنظور الاجتماعي هي رمز لتكاثر و ليس لها الحق في المشاركة و اتخاذ القرار.

5. الاتصال بشبكة الإنترنيت مقاسا بعدد الحواسيب الأساسية للسكان ، و ذلك للتعبير عن حجم التواصل مع شبكة المعلومات الدولية كأحد الفرص و الآليات التي تنتجها عمليات العولمة.

_____________________________________________________________________________

1- أبو الحسن عبد الموجود إبراهيم، مرجع سبق ذكره، ص، 25

2- نفس المرجع السابق ، ص ، 210-211