أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-03
691
التاريخ: 2023-02-23
1334
التاريخ: 29-9-2016
1734
التاريخ: 20/12/2022
1303
|
الغيبة هي عبارة عن قول شيء في غياب شخص بقصد انتقاصه والنيل منه ، بحيث لو بلغه هذا القول يسيئه ولا يرضى به ، كأن يقال فلان فيه نقص في بدنه ، أو نسبه ، أو في صفاته وأفعاله ، وأقواله ، أو في ما ينسب إليه (1).
روي عن رسول الله محمّد (صلّى الله عليه وآله) قوله : «هل تدرون ما الغيبة؟
قالوا : الله ورسوله أعلم.
قال : ذِكرك أخاك بما يكره.
قيل : أرأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟.
قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه»(2).
ولا فرق في الغيبة كنايةً كانت أو صراحة ، بل لعل الكناية أسوأ ، ولا فرق أيضاً بين القائل والمستمع ، فكلاهما بحكم المستغيب (3).
اعلم أنّ الغيبة من أعظم المهلكات ، وحرمتها أمر صرّح به الكتاب والسنّة وأجمعت عليه الأمّة.
قال ـ تعالى ـ :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }[الحجرات : 12].
وروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قوله : الغيبة أشد من الزنا.
فقيل : ولِمَ ذلك يا رسولَ الله؟.
قال : صاحب الزنا يتوب ، فيتوب الله عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه ، حتى يكون صاحبه الذي يحلّله»(4).
وروي عنه (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : «من اغتاب مسلماً أو مسلمةً لم يقبل الله ـ تعالى ـ صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليلةً ، إلاّ أن يغفر له صاحبه»(5).
وروي أيضاً عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) قوله : «إذا كان يوم القيامة أقبل قومٌ على الله ـ عزّوجلّ ـ فلا يجدون لأنفسهم حسنات ، فيقولون : إلهنا وسيِّدنا ما فعلت حسناتنا؟ فيقول الله ـ عزّوجلّ ـ : أكلتها الغيبة ، إنّ الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحلفاء»(6).
والأحاديث الواردة في ذمِّ هذه الصفة الخبيثة كثيرة(7).
وعلاجها هو الرجوع الى الآيات والأخبار التي تذمُّها(8) ، والتفكُّر فيها وتأمُّلها ، والانتصاف للآخرين.
انظر إذا استغابك أحدٌ كيف تتأذى وتغضب ، ومقتضى الشرف أن لا ترضى لغيرك ما لا ترضاه لنفسك.
ثم بعد ذلك التفت الى لسانك وتأمل كلامك ، واسعَ الى القضاء على منشأ الغيبة وهو عادة الغضب أو العداوة أو الحقد أو الحسد أو المزاح أو السخرية والاستهزاء أو التفاخر والمباهاة وما شابه ذلك.
___________________________
1ـ الغيبة : هي أنْ يذكر الغير بما يكرهه لو بلغه ، سواء كان ذلك بنقص في بدنه أو في أخلاقه أو في أقواله ، أو في أفعاله المتعلقة بدينه أو دنياه، بل وإنْ كان بنقص في ثوبه أو داره أو دابته. (جامع السعادات : ج 2، ص293)، حيث سُئل الامام الصادق (عليه السلام) عن الغيبة فقال: «هو أنْ تقول لأخيكَ في دينه ما لم يفعل وتبثّ عليه أمراً قد سرّه الله عليه لم يُقم عليه فيه حدٌ».
2- بحار الأنوار : ج72، باب 66، الغيبة ، جامع السعادات : ج2، ص293 باب الغيبة.
3- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما عُمّر مجلس بالغيبة إلاّ خرب من الدين فنزّهوا أسماعكم من استماع الغيبة ، فإنّ القائل والمستمع لها شريكان في الإثم » راجع روضة الواعظين : ج2، ص470.
4- علل الشرائع : ج1 ص557 ، ومستدرك الوسائل : ج9، أحكام العشرة ، باب تحريم اغتياب المؤمن.
5- جامع الأخبار : ص412 فصل 109، والمصدر السابق، الحديث 34.
6- مستدرك الوسائل، الحديث 42، والحلفاء : الحطب وقيل نبات معروف.
وروى العلامة المجلسي في البحار : ج75، ص258، ح53، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف بين يدي الله ويُدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته ، فيقول : إلهي، ليس هذا كتابي ، فإني لا أرى فيها طاعتي ، فيقال له : (إنّ ربك لا يضل ولا ينسى ، ذهب عملك باغتياب الناس. ثمّ يؤتى بآخر ويُدفع اليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة ، فيقول : إلهي ، ما هذا كتابي ، فإني ما عملتُ هذه الطاعات! فيقال : لانّ فلاناً اغتابك فدفعتُ حسناته إليك).
7- روى الصدوق في علل الشرائع عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ عذاب القبر من النميمة والغيبة والكذب» وللزيادة والاطلاع راجع الكافي : ج2، ص266، باب الغيبة ، وجامع الاخبار للسبزواري : ص411 ، وجامع السعادات : ج 2، باب الغيبة ، ص293، ومشكاة الأنوار للطبرسي : ص 172، الفصل 19.
8- قال تعالى في سورة النور:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[النور : 19].
وقال تعالى في سورة النساء:{لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}[النساء : 148].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|