أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
1678
التاريخ: 6-11-2014
1856
التاريخ: 22-04-2015
1624
التاريخ: 6-11-2014
2667
|
يقول الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [النور: 43].
يقول الأستاذ رشيد رشدي العابري : (لحصول المطر عوامل ثلاثة لا غيرها ، إذا توافرت لا بد من نزول المطر وإن نقص عامل واحد منها فلا إمكان لحصوله ، وتلك العوامل هي :
أولا :- التبخر حتى يؤدي الى تكوين سحاب . ثانيا : - وصول الهواء الى درجة الإشباع بكمية البخار . ثالثا – التكثف . وهذا الترتيب على التعاقب لا مفر منه لتكوين المطر ... ولكن الآية قد جاءت بوصف مدهش للألباب ، إذ عبرت بكلمة (يزجي سحابا) عن عملية التبخر ، ثم عبرت عن تشبع الهواء ببخار الماء بقولها على سبيل التعاقب (ثم يؤلف بينه) . إذ أن درجة الإشباع كما ذكرناها آنفا ، تتوقف على تساوي تبادل الجزئيات بين الماء والهواء . وما هذه الظاهرة إلا التآلف بين تلك الجزيئات . ومن ناحية أخرى أنه لا يحصل التشبع إلا بالتعادل ، والتآلف ، بين ضغطي بخار الماء وبخار الهواء ، أو الاتحاد بين نوعي الكهربائية واتلافها كما قد سبق بيانه . وعلى ذلك فإن أصدق وأصح وأبلغ تعبير لهذه الظاهرات ، هو التأليف الذي وصفه العلم بالتشبع وليس لها تفسير آخر .
ثم جاءت بقولها (ثم يجعله ركاما) على سبيل التعاقب أيضا فأبلغ تعبير للتكاثف هو الركام ، ولا نفسر كلمة (الركام) يغير التكاثف . فجاء في معجمات اللغة في تفسير كلمة الركام بأنه (سحاب كثيف) ويقصد بالسحاب الكثيف البخار ، والذي قد تشبع الهواء منه فتكاثف .
ثم تقول الآية ... (فترى الودق) – أي المطر (يخرج من خلاله) فعندما بينت الآية العوامل الثالثة لحصول المرط ، فصلت بينها بكلمة (ثم) للترتيب والتراخي (لأن كلا من عوامل التبخر والتشبع والتكاثف التي ذكرناها آنفا ، يستغرق وقتا مهما كان ضئيلا . ويبعدها بكلمة (فتردى الودق) بحرف الفاء السببية والتعقيبية . أي أنها تقول بعدما تتوافر العوامل الثلاثة فلا بد أن يحصل المطر فورا . فهذا الترتيب الطبيعي الثلاثي لحصور المطر ، لم يحققه العلم ، ولم يطلع عليه العلماء على الوجه العلمية الآنف الذكر إلا من مدة قصيرة ولكن القرآن عرفه قبل ما ينوف على ثلاثة عشر قرنا) (1) .
وهذه جوهرة أخرى من جواهر الإعجاز القرآني ، صافية في مزنها متلألأة في بريقها متصلة بما قبلها كذلك ، ننقلها من كتاب قيم لعالم مؤمن . أما الكتاب فهو سنن الله الكونية (2) . وأما الكاتب فهو الأستاذ الغمراوي الذي مر ذكره من قل . وأما الجوهرة فهي قول الله تعالى {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } [الواقعة: 68 - 70] حيث يقول الأستاذ : (وتستطيع – بعد أن عرفت العوامل المتعددة التي لا بد من تعاونها على تكوين المطر – ان تدرك شيئا من سر الحجة في هذا السؤال العجيب {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ} ؟ لكن الإشارة التي أردنا أن نلفت النظر إليها هي قوله تعالى : {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} والناس طبعاً يسلمون بالقدرة الإلهية على قلب العذب أجاجاً . ويظنون أن هذا يكون عن طريق الخوارق ، ولا يتساءلون – هل في سنن الله ما يسمح بهذا ؟
ولو تساءلوا وتطلبوا الجواب في العلم ، لوجدوه قريبا ، ولعرفوا أن عذوبة الماء الذي يسقيهم الله إياه من السحاب هي بمحض رحمة الله ، إن الماء طبعا عذب بطبيعته . وماء المطر معروف أنها أعذب المياه ، ولكن طبيعة تكونه من السحاب ، تعرضه لأن ينقل أجاجا لا ينتفع به الإنسان .
إن الهواء كما تعرف أربعة أخماسه أزوت ، والازوت كما تعرف أيضا لا يكاد يتحد في العادة بشيء ، ولا بالأوكسيجين الذي يكاد يتحد بكل شيء . لكن الكيماويين وجدوا أنهم يستطيعون بالكهربائية ، أن يحولوا الآزوت غير الفعال الى آزوت فعال ، يتحد بأشياء كثيرة في درجة الحرارة العادية ، كما وجدوا أنهم يستطيعون أن يحلموا الآزوت على الاتحاد بالأوكسجين ، بأمرار الشرر الكهربائي ، في مخلوط منهما ، من هذا الاتحاد ينشأ بعض أكاسيد للآزوت ، قابل للذوبان في الماء . وإذا ذاب فيه اتحد به ، وكون حامضين آزوتيين ، أحدهما حامض الأزوتيك ، أو ماء النار ، كما كان يمسيه القدماء . واليه يصير الحامض الثاني ، وقليل من حاضم الآزوتيك في الماء كاف لافساد طعمه .
أظنك الآن قد بدأت تدرك الطريق ، الذي يمكن أن ينقلب به ماء المطر ماء أجاجاً ، من غير خرق لأي سنة من سنن الله ، فهو نفس الطريق الكهربائي الذي يتكون به المطر ، ولك الذي يلزم – أن يتعدل التفريغ الكهربائي ويكرر في الهواء ، وما يتكون به من الأكاسيد الآزوتية ، يذوب في ماء السحاب ، ويحوله حامضياً لا يسيغه الناس .
وهذا هو موضع المن من الله تعالى على الناس ، أنه يكيف التفريغ بالصورة التي ينزل بها المطر ولا يُؤج بها الماء) (3) .
هذا هو الإعجاز العلمي في الآية كما أبانت عنها بعبارة موجزة وكما واضحه الأستاذ الغمراوي ويقين أنه قد وفق وأجاد ، وهذا يؤدي ما حدثناكم عنه من قبل من الإعجاز البياني في الآية ، وهو خلوها من اللام ، على حين جاءت اللام في الآية السابقة {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} [الواقعة: 65].
__________________
1- بصار جغرافية ص 211 .
2- وهي مذكرات أملأها المؤلف على طلبة كلية أصول الدين ، وجمعا الدكتور احمد بن عبد السلام الكرداني في كتاب سماء (الإسلام في عصر العلم) .
3- الإسلام في عصر العلم / ص 408 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|